مقدمة
يعتبر موضوع القيادة من الموضوعات الهامة ليس فقط على مستوى المنطقة وإنما على مستوى الدولة أيضا .وإذا نضرنا إلى الأمة العربة قبل ظهورالإسلام فأنها لم تكن سوى مجموعة من القبائل المتفرقة حيت تعدد فيهاالزعامات وقلت
فيها وحدة الملكة .وبمجيء الرسول الكريم وبظهورالإسلام تحولت هده المجموعات من القبائل المتفرقة إلى أمة قوية فرضتسيطرتها على جزء كبيرة من العالم .
كما انه لاشك أن القائد الإداري يمثل عنصرا أساسيا وهاما في كل مراحلعملية التنمية الاقتصادية بكل ما تتظمنه من أبعاد ، إلا أن المشكلة التيتواجه المنظمات في وقتنا الحالي عدم توافر القائد الإداري الفعال الذيأصبح سلعة ناذرة يصعب العثور عليها بسهولة.
كما أن العملية الادارية هي في الأساس عملية توجيه وتنظيم وتنسيق جهودالأفراد أو الجماعات في سبيل في سبيل تحقيق أهداف وغايات معينة فردية كانتاو جماعية، ومن ثم يمكن القول ان القيادة الادارية تمتد جذورها إلى الوقتالذي بدا فيه التفاعل الاجتماعي وتوزيع العمل بين الأفراد والجماعات فيتنظيمات ونظم اجتماعية متعددة .
ومنذ ذلك الوقت والقائد الإداري يشكل اهتماما رئيسيا للباحثين و المفكرين، الذين حاولوا من خلال دراساتهم وبحوثهم تحليل سلوك القائد و اتجاهاته منجميع جوانبه ، مما وفر لنا قدر لا يستهان به من النظريات العلمية ،والدراسات الميدانية التي أثرت على توجيه وتعديل سلوك القائد الإداري،وحددت مفاهيمه وافتراضاته في علاقته بمرؤوسيه ، إستراتجيته في التعاملمعهم.
I.المبحث الأول: ماهيــــــــــــة القيادة
1.المطلب الأول: مفهوم القيادة
تعريف: القيادة هي فن القدرة و المهارة التأثير على شعور المرؤوسين لإنجازالمهام المقدمة المحددة لهم بكل حماس وإخلاص فالقيادة هي أيضا حث وتحفيزالأفراد على أنجاز ما ترغب القيادة في تحقيقه أي جعل شعور الأفراد بأهدافالمؤسسة كمل لو كانت أهدافهم الشخصية من التعريف يمكن الإشارة إلى بعدينهما
التسليم بقدرة ومهارة القائد على حفز الآخرين لإنجاز ما يجب إنجازه؛
ميل و استجابة الأفراد وإدراكهم بان ذلك سيحقق رغباتهم وطموحاتهم؛
ومن الممكن القول دون مبالغة أن القيادة بمعناها و أبعادها الشاملة هي حجرالزواية في حياة المجتمعات و المنشات و نجاحها و استمرارها وريادتهافالقادة هم الذين يخططون ويضعون الأهداف و السياسات ( العادلة و السليمة والمقنعة )
إن التعريف الشامل لمفهوم عملية القيادة و الذي يمكن أن نضعه أنها: قيادةمجموعة من الأفراد بما يواجه وينمي العمل الفردي و العمل المشترك بينهموتنمية روح الجماعة وروح التعاون لديهم ويبنهم وبين المنشاة وإيجاد درجةكفاية من التحمس و العطاء لديهم و الارتباط بالمنظمة وبناء علاقات طبيةوجو عمل تسوده الاستجابة و الثقة و الاحترام المتبادل ومن ثم وهذا هو ردالفعل التأثير في معلومات واتجاهات وسلوك المجموعة بما يحقق رضاءهموأهدافهم ورضاء أهداف المنشاة وتلك هي النتيجة
وإن هذا لا يأتي من فراغ بل من صفات وسلوكيات وقدرات معينة لدى المدير و القائد كما
سنتعرض لها فيما بعد و بالتالي للقائد جانبان جانب مادي عملي يتمثل فيشخصية القائد وقدرته ومعرفته وخبرته سواء في العمل أو في أصول الإدارة أوفي أصول القيادة وجانب سلوكــــــــي يتمثل في سلوكياته من وناحية وأسلوبهومنهجه في العمل من جهة ومع العاملين ورؤيته ونظرته إلى العاملين وإحساسهبمشاعرهم ثم قدرته التأثيرية.
2.المطلب الثاني: خصائص القائد
وبشكل عام يجب أن يتميز القائد الناجح بالسمات و الخصائص التالية
•القدرة على حفز وتشجيع الأخريين :يجب أن يكون القائد ملهما لتابعيه منخلال تشجيعهم على التفاني و الإخلاص في العمل و بالتالي يستطيع الأفرادذوي الأداء المتوسطة إلى الأداء المرتفع.
•القدرة على الاتصـــــــــــــــــــــــال:أي المهارات الاتصالية غيرالعادية أي قدرة القائد على نقل و توصيل الفكرة بكفاءة و فعالية ويكونالاتصال عادة بطريقة شفوية وعليه فان القيادة تتصف بالذكاء ألاتصالي والقدرة على التقدير و التبصر و الكلام المقنع
•القدرة على الإقنــــــــــــــــــــــــاع :يجب أن يتصف القائدبالمقدرة الفائقة على الإقناع واديه الثقـــة في الأهداف التي يعرضهاويقدر المرؤوسين هذه الثقة ويحسون بها . و بالتالي يحسبون بأنها مهتمبالمركز إلى يحتله و بالأدوار التي يقوم بها. ولقد أكدت بعض الدراسات أنالقادة الذين لديهم نزعة التصرف بحرية واستقلالية واديهم الثــقة فيأنفسهم هم الأكثر نجاح في تحقيق الأهداف التنظيمية مقارنة بالذين لا تتوفرفيهم هذه الصفات
•غرس الثقة في الأخريين: يتطلع المرؤوسين إلى معونة القائد و نصيحتهوأرائه ليس فقط في مجال العــــمل وانه أيضا فيما يتعلق بمشاكلهم الشخصيةفيجب أن يشعر المرؤوسين بان قائــــــدهم هو ذلك الشخص الذي يمكن الرجوعإليه دائما و الــتحدث معه لان لديهم الثقة به على توجيههم في الاتجاهالسليم ولأنه يحس بآدميتهم حتى وهم داخل المنظمة التي ينتمون إليها جميعا
•تفويض السلطة و الثقة بالمرؤوسين: القائد الناجح هو الذي يدرك جوانبالقوة و الضعف في مرؤوسيه ومدى المهام التي يمكن أن توكل إليهم فهو يؤمنبإخلاصهم وولائهم وتعاونهم ويتوقع المزيد منهم.
•القدرة على اتخاذ القرارات: بعد جمع المعلومات و الحقائق حول الجوانبالمختلفة للموقف يشغل الإداري الناجح تفكيــره بسرعة حول الإجراء الفعالالذي يجب اتخاذه وينفذه
3.المطلب الثالث :علاقة القيادة بالرئاسة و الإدارة
القيادةوالرئاسة: بداية يجب التفريق بين ( مدير * رئيس منظمة * وزير * رئسدولة...الخ) من ناحية وبين القائد ( أو الزعيم ) من ناحية أخرى ف الأوليستمد سلطته وصلاحيته من وظيفته أي من التنظيم الرسمي القائم فهو مفروضعلى المجموعة ومن هذا المنطلق يصدر تعليماته وتوجيهاته وأوامره التي يقولأنها ملزمة و إلا تعرض من يخالفها إلى الجزاءات المنصوص عليها أو للتأنيبأو التعنيف من جانب المدير طبقا لسلطة الوظيفية أما الثاني فيستمد سلطته وصلاحيته ومن ثم قوته من المجموعة نفسها ... من ارتباطها وولائها والتفافها حوله واحترامها له ثم من اعترافها به و اقتناعها به ثم من ثقتهافيه وهذا طبعا لا يأتي بالفرض أو من فراغ .
الأول مفوض من التنظيم الرسمي أي أن صلاحياته الرسمية * وهي فقط * تم تفويضها إليه من المستوى الادارى الأعلى وطبقا لنصوص التنظيم.
أما الثاني فقد اكتسب التفويض أيضا * وهذا هو الأهم * من المجموعة نفسها ورضائها ورغبتها وحبها وثقتها.
الأول مفروض على الجماعة (إن صح هذا التعبير ) .
أما الثاني فمقبول من الجماعة وتنادي باستمرار يته بل تناضل من اجل ذلكأحيانا و أحيانا قد تفرض وجوده ورئاسته أو تفرض قيادته رغما عن وجود مديررسمي لها.
الأول تقبل الجماعة سلطتها ومن ثم توجيهاته وتعليماته خوفا من الجزاء أوتجنبا له بل يتحايلون على تنفيذها وهم يعرفون كيف يتحايلون .
الثاني تقبل الجماعة على توجيهاته وتعليماته رغبة منها وحرص عليها وحرصاعلى العمل ثم وما هو أهم على العطاء أن مجرد أداء الواجب شيء و العطاء شيءآخر ( أن الحب احترام وعطاء)
وبالتالي فالحالة الأولى * حالة الرئيس الإداري * عندما تغلب في المنشاةتهددها بخطر كبير بينما الحالة الثانية هي المطلوب دائما وكلما أمكنلتحقيق الإنجاز و الأهداف و العطاء و تعظيم هذا الإنجاز ثم لتحقيق الرضاءالوظيفي .
القيادة و الإدارة
القيادة كمفهوم في أوسع معانيه يشير في جوهره إلى انه أحدى المرحلالأساسية في عملية الإدارة ومن ثم فان هناك تداخلا بين مفهوم القيادة والإدارة حيث إن الأولى هي إحدى مكونات العملية الإدارية باعتبارها تضم عدةعناصر أخرى منها (التنظيم و التخطيط و التنفيذ و رقابة و المتابعة ) .
كما أن هذه التداخلات من ناحية أخرى يأتي في سياق التشابه في الأداء حيثأن كلا منها يشير إلى تنظيم النشاط الجماعي لتحقيق أهداف معينة فضلا منذلك فان نجاح الإدارة مرتبط إلى حد كبير بطبيعة القيادة لذلك فان حاجةالإدارة القدرة و الرؤساء الأكفاء ذوي التعلم و الإبداع لا تكاد تعادلهاحاجة و تثبت التجارب أن إنتاجية الإدارة تتأثر ارتفاعا و انخفاضا حسبنوعية القيادة التي تقودها
كما أن العلاقة بالإدارة القيادة بالإدارة ليست علاقة العام ب الخاصولكنها تكمن في طبيعة كل منها فمصطلح الإدارة يشير بدرجة اكبر إلىالسياسات و الإجراءات و البناء التنظيمي أي الجوانب الفنية و التنظيمية فيحين أن القيادة تعني بالخصوص الشخصية أي الإنسانية و خلاصة القول بانالإدارة أوسع من القيادة التي تعد إلى القيادة إحدى وظائف ومهام الإدارة.
II.المبحث الثاني : مصادر و أنماط وصفات القيادة والعوامل المؤثرة في اختيار أسلوب القائد
1.المطلب الأول : مصادر قوة القيادة
إن القيادة حصيلة مزيج من العناصر منها شخصية القائد وما يتعلق بمرؤسيه ،وطبيعة التنظيم والبيئة التي تعيشها المنظمة،وضغوط الزمن .
إلا أن هذا لا يمنع أن تكون هناك مصادر لقوة القيادة ، مرادها السلطة وصفات القائد نفسه،أي المصادر الرسمية والمصادر الشخصية.
المصادر الرسمية : وتتحدد بما لدى للقائد من سلطة لإيقاع الجزاء والعقابأو الثواب ، إذ أن خوف الفرد أو المرؤوسين من مخالفة الرؤساء أو توقعهالحصول على مكافئة عند إطاعته لرئيسه ،وهذا الأمر من العوامل المهمة فيقوة القيادة .
كما أن المركز الرسمي الذي يتمتع به القائد و موقعه في السلم التنظيمييشكل قوة للقيادة،وتتناسب تلك القوة مع القدر الذي تحمله تلك الصلاحيات .
كما إن ما يملكه القائد من مهارة وقدرة تميزه عن غيره من الرؤساء ،له الأثر في قوته حيث يتقبل مرؤسيه سلطته اعترافا بمعرفته.
المصادر الذاتية أو الشخصية : إن اتصاف القائد بالصفات المتميزة تظيف اثركبير على قوة القيادة بمصدرها الرسمي، فشخصية القائد المحببة للمرؤوسينوالتزامهم بأوامره وتوجيهاته،
كما إن مشاركة القائد لهموم مرؤسيه ومساعدته لهم تؤثر على قوة القيادة للمجموعة
2.المطلب الثاني : أنماط القيادة
تصنف أنماط القيادة إلى أربعة أنماط تبعا لدرجة التحكم التي يمارسه القائد في تعامله مع مرؤسيه وهي :
أ-النمط الأوتوقراطي أو المستبد : وفي ظل هذا النمط يكون الاهتمام بالعملبدرجة اكبر من الاهتمام بالأفراد ، ويقوم القائد باتخاذ القرارات وتحديدالأنشطة دون أي مشاركة من المرؤوسين من ناحية،ومعتمدا على اعتمادا كلياعلى سلطته الرسمية في منح الثواب وتوقيع العقاب من ناحية أخرى.
1-النمط الاستبدادي المستغل : وفي ظل هذا النمط يتخذ المديرون كل القرارات، وما على المرؤوسين إلا إطاعته الأوامر دون مناقشة، أو أي تقصير يستوجبتوقيع العقوبات.
2-النمط الاستبدادي العادل : وفي هذا الأخير يتخذ المدير كل القرارات ،لكن يكون للمرؤوسين بعض الحرية في الطريقة يؤدون بها أعمالهم، طالما أنهميؤدونها وفق الإجراءات والرق المحددة من قبل رؤسائهم.
ب-النمط الديمقراطي : وفي ظلها يتم إتخاد القرارات و رسم السياسات وتحديد أنشطة و مهام الأفراد المشاركة مع المرؤوسين و تزداد الاتصالات فيكافة الاتجاهات من الأعلى للأسفل و من أسفل إلى لأعلى ............. وإلخإي أن اهتمام الفائدة يكون بعمل و بالفرد في آن واحد.
ج-النمط الإنساني:و طبقا لهدا النمط يكون اهتمام القائد مركزا علىالأفراد بدرجة أكبر من اهتمام بالعمل . و الاهتمام بالعنصر البشري هنايكون من خلال إقامة علاقات طيبة بين القائد المرؤوسين بعضهم البعض و إحراممشاعر الأفراد و محاولة علاج و تجنب اى حالات من الصراع و تحقيق الانسجامفي اتخاذ القرارات .
د-النمط الحر : في ظل هدا النمط من السلوك تعطي القائد حريات كاملة أوواسعة للأفراد أو الجماعات في اتخاذ القرارات و يكون تدخله في أدنى حدممكن , حيت يقتصر التدخل أو الاهتمام مثلا على نتائج الإنجاز
3.المطلب الثالث : العوامل المؤثرة في اختيار أسلوب القيادة
حاول الباحثان تاننبوم Tannenboum و شميدت Schmidt الإجابة على عوامل تتعلق بالمدير ذات على السؤال التالي:
وهو كيف يختار المدير أو القائد نمط قياديا دون الآخر؟
ومن خلال محاولتهما تحديد بعض الاعتبارات العلمية التي ينبغي على المديرينأخذها في عين الاعتبار عند محاولة اختياراسلوب او نمط قيادي آخر، ويمكنإجمال هذه الاعتبارات فيما يلي :
•عوامل تتعلق بالمدير ذاته :مثل خلفيه الشخصية ،خبراته مثلا : فالمديرالذي يعتقد بان احتياجات الأفراد يجب أن تأتي في المرتبة الثانية بعداحتياجات المنظمة يميل إلى أن يكون أسلوبه القيادي معتمدا على توجيهتصرفات المرؤوسين بدرجة كبيرة .
•عومل تتلق بالمرؤوسين : يمكن مثلا للمدير إن يمنح مرؤوسيه فرصة اكبر فياتخاذ القرارات إذا كان لديهم الرغبة في تحمل المسؤولية ، وعكس ذلك إذاكانت مجموعة المرؤوسين تفتقر إلى المعرفة والخبرة ، فان الأسلوبالاستبدادي هو الأسلوب السائد.
•عومل تتعلق بالظرف أو الموقف الذي تتواجد فيه المنظمة :مثل المناخالتنظيمي السائد وطبيعة تكوين المجموعة التي تتم قيادتها و درجة تحديدالوظيفة بالنسبة للمرؤوسين
4.المطلب الرابع : صفات القيادة الايجابية
هناك خطوط عامة تتصف بها القيادة الايجابية وهي القيادة التي يعيش في إطارها القائد الفاعل:
-لابد للقائد أن يضع نفسه موضع مرؤوسيه فيلتمس مشاعرهم ويدرك الامور من حيث هي وكما يرونها ويشعرون بها ويستجيبون لها ؛
-كما لابد للقائد أن يبتعد عن اللوم والتحريج حيث ان ذلك من شانه ان يجرحشعور مرؤوسيه وينقص من كرامتهم أمام زملاءهم في العمل وهذا الأمر لا ينتجإلا البغض والحقد للقائد ؛
-يجب على القائد أن لا يوهم المرؤوسين بقدراته أو الادعاء بما هو ليس عليه لأنه سرعان ما يكتشف المرؤوسين كفاءة رؤسائهم ومهاراتهم؛
-لابد للقائد أن يكون قريب المنال من مرؤوسيه بحيث يستطيعون الوصول إليهوبذلك يستطيع القائد معرفة ما يجري في نفوس العاملين فلا يترددون في وضعهالصورة الكاملة سواء حول العمل أو علاقاتهم ؛
-لابد للقائد أن يستقبل مخاوفهم دون ازدراء بها وهو يستطيع التغلب على تلكالمخاوف وذلك بإتاحة الفرصة لهم للتعبير عنها والوقوف على حقيقتها ؛
-كما يجب على القائد الابتعاد على العصبية في القيادة لان فاقد الشيء لايمكن أن يعطيه؛
III.المبحث الثالث : نظريات القيادة
1.المطلب الأول : نظرية السمات والخصائص
لقد واجه الباحثين في تفسير ظاهرة القيادة صعوبة الإجابة على بعض الأسئلة مثل :
هل توجد لدى بعض الأشخاص الذين برزوا كقادة عبر التاريخ مميزات مكنتهم من ذلك ؟
أم هل يرجع الأمر إلى وجود هؤلاء الأفراد في المكان الملائم وفي الظروف الملائمة ؟
ولقد اختلفت مساهمات الباحثين في محاولة الإجابة على هذه الأسئلة ، لكنقادت هذه المساهمات في النهاية إلى تقديم ما يعرف بنظرية السمات والخصائص،والتي ترى بان سمات معينة تعتبر موهبة لدى بعض الأفراد تميزهم كقادة عنغيرهم من الأفراد.
مساهمات ايدوين غازلي Edwin Ghaselli
قام ايدوين غازلي بإجراء بعض الأبحاث لمحاولة الوصول إلى بعض السمات المرتبطة بالقيادة الفعالة .
وقد تركزت أبحاثه حول النقاط التالية :
القـــــــــــــــــدرات : مثل القدرة على الإشراف الفعال ،الذكاء ،المبادرة ؛
الصفات الشخصية : مثل الحزم ، الثقة بالنفس ، القدرة على قيادة الآخرين ،النضج الاجتماعي؛
الصفات المتعلقة بالدافعية : مثل الحاجة إلى التحصيل المهني ، تحقيق الذات، القوة والسيطرة على اللاعبين ، المكافأة المالية ،الأمن والطمأنينة ؛
وفي نهاية أبحاثه ، توصل إلى أن الخصائص الهامة بالنسبة للقيادة الفعالة مرتبة حسب أهميتها وهي :
القدرات الإشرافية : وتتمثل في إنجاز المهام الأساسية للمسير من تخطيط ، تنظيم، توجيه ورقابة لأعمال الآخرين؛
الحاجة إلى التحصيل المهني : من خلال البحث على تقلد المسؤوليات والرغبة في تحقيق النجاح؛
الذكاء : ويتمثل في التقدير السليم للأمور وعواقبها ، وكذلك على تحليل المواقف بشكل صحيح؛
الثقة في النفس : وترتبط هذه الصفة في مقدار ما يراه الشخص في نفسه من قدرة على مواجهة المواقف الصعبة ؛
المبادأة : وتتمثل في قدرة الشخص على أن يتصرف بشكل مستقل وسابق للآخرين،كذلك المحاولة الدائمة لإيجاد حلول جديدة للمشاكل التي تظهر؛
مساهمة وورن بنيس Warren Bennis
قام وورن بنيس بدراسة شملت 90 شخصا من كبار المديرين ورؤساء المنظمات بهدفمعرفة سر نجاح هؤلاء القادة، وكذلك للتعرف على السمات المتشابهة التييتميزون بها .
وفي نهاية الدراسة توصل إلى الصفات التالية التي يجب توفرها في القائد الناجح :
موهبة التخيل : أي المقدرة على خلق تصورات افتراضية للحالات المرغوب فيها ؛
الاتصالات والتخطيط :أي المقدرة على إجراء الاتصالات اللازمة لشرح تصوراته بهدف الحصول على التأييد اللازم من الإدارات التابعة له؛
تفويض السلطة : أي المقدرة على إيجاد البيئات المناسبة والأجواءالاجتماعية المناسبة التي من شانها الزيادة من الطاقة والحماس والقدرة علىتحقيق النتائج المطلوبة ؛
المثابرة ، الاستمرار والتركيز : أي المقدرة على ظمان استمرار المنظمة فياتجاهها خاصة عندما تشتد الأحوال ويصبح طريق المنظمة مليئا بالمشاكل ؛
معرفة التنظيم : أي المقدرة على إيجاد الطرق والوسائل التي تمكن المنظمةمن مراقبة مستويات الأداء والحصول على البيانات اللازمة لإعادة النظر فيالمواقف التي اتخذت في الماضي وتحديد تلك التي يجب اتخاذها بشان المستقبل
2.المطلب الثاني : نظرية السلوك القيادي
تعمل هذه النظرية عندما تفشل نظرية الصفات المتوفرة في القائد، تتدخلنظرية السلوك القيادي في إرجاء سلوكات القائد الادارية وتصرفاته معمرؤوسيه أثناء العمل
ويعتبر هذا الاتجاه محطة لعدد من الدراسات و البحوث المكثفة للقيادة و يمكن تقسيم محاور اهتمام هده الدراسات إلى نسقين هما :
النسق الأول: يركز على وظائف القيادة داخل الجماعة و هده تقسم إلى نوعين :
الوظائف المرتبطة بالعمل: مثل حل المشكلات و تقديم المعلومات اللازمة لإنجاز العمل .
الوظائف الاجتماعية : كمساعدة أفراد المجموعة على العمل بسهولة من خلال التشجيع و التحفيز و الاستجابة لمشاعر الإفراد.
وإذا ما استطاعة إي فرد إنجاز هاتين الوظيفتين بنجاح فإنه بدلك يصبح قائدا ناجحا
النسق الثاني : يركز على أنماط ملوك الفائدة في التعامل مع المرؤوسين و التي سبق التطرق إليها في المبحث الثاني .
وفي هذا الخصوص تجدر الإشارة إلى أن دراسات جامعة ولاية أوهايو وجامعةميتشجان من أكتر الدراسات إفادة و إسهاما في تكوين مدخل أنماط السلوكالقيادي ومن واقع إسهامات الباحثين يمكن تبني أحد البديلين الاثنين لتصنيفأنماط السلوك القيادة
البديل الأول : تصنيف أنماط السلوك القيادة إلى أربعة أنواع هي باختصار كالأتي (نظرية لبكرت):
النمط المتسلط ( الأوتوقراطي )
النمط الديمقراطي (المشارك)
النمط الإنساني (الأبوي)
النمط الحر (التسيبي )
البديل الثاني: الشبكة الادارية (بليك و موتون) Blake –Mouton وهدا البديللا يختلف جوهره عن نضيره السابق بصفة عامة وطبقا لواجهة النظر هده يمكنتصنيف السلوك الادارية في إطار بعدين أساسين الإنتاج والأفراد ويمثل كلمنها مقياسا من تسع دراجات و يوجد عدد لا يحصي من أنماط السلوك الاداريةيتحدد كل منها بدراجة علي كل من البعدين و يمكن تنسيق خمسة أنماط رئيسيةوهي:
1)نمط9/9الادارة الجماعية
2)نمط1/1الادارة السلبية
3)نمط 9/1الادارة العلمية
4)نمط1/9الادارة الاجتماعية
5) نمط5/9الادارة المتأرجحة
3.المطلب الثالث : النظرية الموقفية :
سبق لنا الإشارة إلى انه ليس من اليسير تحديد نمط معين للسلوك القياديالفعال ، ففعالية القائد لايمكن أن تحدد فقط بخصائصه وسماته الشخصية أوبما هو نمط سلوكه تجاه الأفراد.
وطبقا للمدخل الموقفي إن فعالية القائد تتحدد بخصائص أو طبيعة الموقف الذييتعامل فيه القائد، ومن ثم قد يختلف نمط سلوك القائد من موقف إلى آخر ،فليس من الغرابة أن يتحول قائد كان يتصف سلوكه بالديمقراطية إلى قائدمتسلط في ظل الظروف التي لا تتسع أو لا تسمح بمشاركة المرؤوسين في اتخاذالقرار مثلا
والنظرية الموقفية تحاول أن :
أولا : تحديد ماهية أهم العوامل الموقفية التي تؤثر على فاعلية القيادة
ثانيا : التنبؤ بنمط السلوك القيادي الفعال في ظل هذه العوامل
ومن ابرز النظريات التي شكلت الملامح و الإسهامات الإنسانية للمدخل الموقفي
نظرية فر يدرك فيلدر
ولقد بنى فيلدر أبحاثه على أساس أن هناك ثلاث عناصر رئيسية تؤثر في أسلوب القيادة في أي ظرف من الظروف ، وهذه العناصر هي :
-علاقة القائد بأتباعه : إذ أن العلاقة الشخصية الجيدة بين القائدوالمرؤوسين تؤدي إلى الاعتراف به كقائد ،وبذلك تسهل عملية القيادة والعكسصحيح.
-مدى تحديد الوظيفة (نمط الوظيفة) : بمعنى درجة وضوح المهام المطلوب منالشخص القيام بها، ففاعلية القيادة ترتبط بمواصفات الوظيفة ، فالوظيفة ذاتالمهام الواسعة مع إمكانية تطبيق الحلول الابتكارية تساهم في بروز القائدوتفجير طاقاتة، بعكس الوظائف الروتينية تقتل الطاقات.
-درجة قوة المركز(الوظيفة): أي أن السلطة والتأثير المتولد عن المركز منخلال مدى القدرى على إصدار الأوامر إلى الآخرين وإجبارهم على إطاعةالأوامر.
وقد نتج عن دراسة الأبعاد الثلاثة انه أمكن تقسيم المواقف القيادية إلىثمانية مواقف تتراوح مابين مواقف مرضية للغاية إلى مواقف غير مرضية علىالإطلاق
ولقد أشارت نتائج هذه الدراسات بشكل عام إلى انه في المواقف المرضية تماماوتلك الغير مرضية على الإطلاق فان النمط القيادي الأكثر فعالية هو ذلكالنمط الذي يركز على العمل أكثر من تركيزه على الأفراد.
أما في المواقف النسبية (المرضية وغير المرضية نسبيا) فقد وجد أن النمطالقيادي الأكثر فعالية هو ذلك النمط الذي يركز على الأفراد أكثر من تركيزهعلى العمل.
ويتضح من هذه الدراسة بشكل عام أن هناك فارقا أساسيا بين كل من نمط القائدوفعالية هذا النمط، كذلك يتضح أن فعالية القيادة لايمكن الحكم عليها إلامن خلال التوافق بين نمط القائد من ناحية وبين طبيعة الموقف القيادي منناحية أخرى، ذلك أن النمط القيادي الذي قد يكون فعالا في مواقف معينة قدلا يكون فعالا في مواقف أخرى.
الخاتمة
يتضح مما سبق عرضه في مجال القيادة والنظريات المفسرة لها عدة أشياء نجملها فيما يلي:
بالرغم من العديد من الاعتراضات التي أثيرت حول دراسة السمات إلا أن ذلكلا يقلل من أهميتها بأي حال من الأحوال فطالما أن احد شقي القيادة الفعالةيرتبط بنمط القائد ذاته لذلك فان دراسة السمات تعبر أساسية من اجل التعرفعلى هذا النمط.
كذلك فقد أشارت دراسة دراسات القيادة إلى ضرورة وأهمية دراسة المواقفالقيادية ذاتها وبالرغم من أن عدد هذه الدراسات لازال قاصرا ، إلا أنتركيز الباحثين يجب ان يوجه إلى دراسة هذه المواقف حتى يمكن التوصل فيالنهاية إلى مجموعة العوامل التي يمكن من خلالها التمييز بدقة بين المواقفالمختلفة .
كما تثير دراسة القيادة قضية منهجية كبرى تتعلق بمعنى ومكونات النمطالقيادي، فبالرغم من اتفاق جميع الدراسات تقريبا على وجود بعدين أساسيينللنمط القيادي ،وهما الاهتمام بالإنتاج والبشر، إلا أن مكونات كل بعد قدتثير قضية كبرى في مجال البحث العلمي.
م/البوابة العربية
المراجع
1) دكتور محمد صالح الحناوي - دكتور إسماعيل السيد- تنمية القيادة- مصر-الدار الجامعية الإسكندرية - الطبعة الثانية*سنة النشر مجهولة
2)دكتور ثامر بن ملوح المطيري- القيادة العليا والأداء-مصر-دار الفجر للنشر والتوزيع - الطبعة الأولى- سنة النشر2003
3)دكتور محي الدين الأزهري -الإدارة ودور المديرين-مصر- دار الفكر العربي-سنة النشر 1993
4)بروس – ج-افوليو ترجمة عبد الحكيم احمد الخزامي-تنمية القيادة- مصر - دار الفجر للنشر والتوزيع –الطبعة الأولى- سنة النشر2003
5) مركز الخبرات المهنية للإدارة - منهج المهارات القيادية-مصر-الطبعة الثالثة-سنة النشر2003