هذه مُجرَّد مُعاينة لتصميم تم اختياره من موقع Hitskin.com
تنصيب التصميم في منتداك • الرجوع الى صفحة بيانات التصميم
مداراة الزوج لزوجته ( من سيرة السيدة حفصه )
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
مداراة الزوج لزوجته ( من سيرة السيدة حفصه )
روى الطبري عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال:
كانت حفصة وعائشة متحابتين، وكانتا زوجتي النبي صلى الله عليه وسلم ، فذهبت حفصة إلى أبيها فتحدثت عنده، فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى جاريته، فظلت معه في بيت حفصة، وكان اليوم الذي يأتي فيه (حفصة)، فرجعت حفصة فوجدتهما في بيتها، فجعلت تنتظر خروجها، وغارت غيرة شديدة، فأخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم جاريته، ودخلت حفصة، فقالت: قد رأيت من كان عندك، والله لقد سؤتني.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «والله لأرضينك، فإني مسر إليك فاحفظيه»، قالت: ما هو؟ قال: [size=18]«إني أشهدك أن سريتي هذه عليّ حرام رضىً لك».وكانت حفصة وعائشة تتظاهران على نساء النبي صلى الله عليه وسلم ، فانطلقت حفصة إلى عائشة، فأسرت إليها: أن أبشري، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حرّم عليه فتاته.
فلما أخبرت بسر النبي صلى الله عليه وسلم أظهر الله ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم ، فأنزل الله تعالى: {يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك}
ونلاحظ هنا موقف الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ومهارة تعامله مع زوجته حفصة رضي الله عنها، وكيف أنه امتص غضبها بأسلوب حكيم وذكي من خلال خلق المداراة، ولكن للقصة تكملة بعدما أشاعت حفصة هذا السر، فأحب النبي صلى الله عليه وسلم أن يؤدبهــا ويــؤدب باقــي زوجاتــه لأنهـــن شاركن في الموضوع، ففي صحيـــح مسلــم:
عن ابن عباس أنه قال: حدثني عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال: لما اعتزل نبي الله صلى الله عليه وسلم نساءه (قال: دخلت المسجد فإذا الناس ينكتون بالحصى ويقولون: طلّق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه) وذلك قبل أن يؤمرن بالحجاب، فقـال عمـــر:فقلت: لأعلمن ذلك اليوم، قال فدخلت عليّ عائشة فقلت: يا ابنة أبي بكر، أقد بلغ من شأنك أن تؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم ! فقالت: مالي ومالك يا بن الخطاب! عليك بعيبتك. قال فدخلت على حفصة بنت عمر فقلت لها: يا حفصة، أقد بلغ من شأنك أن تؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحبك، ولولا أنا لطلقك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فبكت أشد البكاء، فقلت لها: أين رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقالت: هو في خزانته في المشربة، فدخلت فإذا أنا برباح غلام رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعداً على أسكفة المشربة مدل رجليه على نقير من خشب، وهو جذع يرقى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وينحدر، فناديت: يا رباح، استأذن لي عندك على رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر رباح إلى الغرفة ثم نظر إليّ فلم يقل شيئاً، ثم رفعت صوتي فقلت: يا رباح، استأذن لي عندك على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإني لا أظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ظن أني جئت من أجل حفصة، والله لئن أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بضرب عنقها لأضربن عنقها، ورفعت صوتي فأومأ إلي أن أرقه، فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع على حصير، فجلست فأدنى على إزاره ولبس عليه غيره، وإذا الحصير قد أثر في جنبه، فنظرت ببصري في خزانة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا أنا بقبضة من شعير نحو الصاع، ومثلها قرظاً في ناحية الغرفة، وإذا أفيق معلق - قال - فاستدَرَّت عيناي. قال: ما يبكيك يا بن الخطاب؟ قلت: يا نبي الله، وما لي لا أبكي وهذا الحصير قد أثر في جنبك، وهذه خزانتك لا أرى فيها إلا ما أرى! وذاك قيصر وكسرى في الثمار والأنهار وأنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفوته، وهذه خزانتك! فقال: يا بن الخطاب ألا ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا؟ قلت: بلى. قال: ودخلت عليه حين دخلت وأنا أرى في وجهه الغضب، فقلت: يا رسول الله، ما يشق عليك من شأن النساء، فإن كنت طلقتهن فإن الله معك وملائكته وجبريل وميكائيل، وأنا وأبو بكر والمؤمنين معك، وقلما تكلمت - وأحمد الله - بكلام إلا رجوت أن يكون الله عز وجل يصدق قولي (الذي أقوله) ونزلت هذه الآية التخيير: {عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجاً خيراً منكن}، {وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنـين والملائكة بعد ذلك ظهير}، وكانت عائشة بنت أبي بكر وحفصة تظاهـــران على سائر نساء رسول اللـــه صلى الله عليه وسلم ، فقلـــت: يا رسول اللـــه، أطلقتهـــن؟ قـــال: «لا»، قلت: يا رسول الله، إني دخلت المسجد والمسلمون ينكتون بالحصــى يقولـــون: طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه أفأنزل فأخبرهم أنك لم تطلقهن؟ قال: «نعـــم إن شئت»، فلم أزل أحدثه حتى تحسر الغضب عن وجهه، وحتـــى كشــر فضحك، وكان من أحسن الناس ثغراً، ثم نزل نبي الله صلى الله عليه وسلم ونزلت، فنزلــت أتشبث بالجذع، ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما يمشي على الأرض ما يمسه بيــده، فقلت: يا رسول الله، إنما كنت في الغرفة تسعاً وعشــرين، قال: «إن الشهــر يكون تسعاً وعشرين»، فقمت على باب المسجد فناديت بأعلــى صوتــي، لم يطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه، ونزلت هذه الآية: {وإذا جاءهـــم أمر من الأمـــن أو الخوف أذاعوا به ولو روده إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم}. فكنت أنا استنبطت ذلك الأمر، وأنزل الله آية «التخيير»
ونلاحظ هنا للنبي صلى الله عليه وسلم موقفاً آخر مع زوجاته أراد أن يؤدبهم بما فعلوا من إشاعة الخبر وذلك بهجرهم 29 يوماً.فالمداراة إذن لها حدودها وقيودها، ولكن إذا تمادى الإنسان في سلوكه ونقض الاتفاق، هنا يمكن للزوجين أن يمارسا وسائل أخرى لضبط السلوك.
حوار راقٍ ذو مستوىً عالٍ
ومن مداراة النبي صلى الله عليه وسلم لزوجته حفصة ما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن جابر بن عبدالله أنه قال:
أخبرتني أم مبشر أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول عند حفصة: لا يدخل النار إن شاء الله من أصحاب الشجرة أحد الذين بايعوا تحتها.قالت: بلى يا رسول الله، فانتهرها.فقالت حفصة: {وإن منكم إلا واردها} فقال النبي صلى الله عليه وسلم : قد قال الله عز وجل: {ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا ونلاحظ هنا كيف دارى النبي صلى الله عليه وسلم حفصة بالرد عليها، ولم يقل في نفسه إنني أنا النبي المشرّع فكيف تردين عليّ في موضوع أنا مختص به أكثر منك، وإنما تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع الحدث على أنه مربي ومعلم، ولهذا نلاحظ في النص أن النبي صلى الله عليه وسلم انتهرها عندما تكلمت من غير دليل، فعندما قالت له: بلى يا رسول الله، انتهرها، ولكنها عندما ذكرت له الدليل {وان منكم إلا واردها} نلاحظ أن النبي رد عليها بلطف ومن غير أن ينتهرها بقوله: {ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثياً}، فيظهر من هذا الموقف مدارة النبي صلى الله عليه وسلم لحفصة ، وقد تكرر معها أكثر من موقف لأن الإنسان كلما ازدادت شدته احتاج الناس عند تعامله للمداراة أكثر.ولهذا فإن عائشة رضي الله عنها تصف حفصة فتقول: «وكانت بنت ابيها» بمعنى على شدة وشخصية والدها الفاروق رضي الله عنها، حتى حصل مرة أن طلق النبي صلى الله عليه وسلم حفصة فدخل عليها خالاها: قدامة وعثمان ابنا مظعون فبكت وقالت: والله ما طلقني عن سبع (تعني بغض أو عيب أو نقص) فجاء جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم فقال له: «راجع حفصة فانها صوامة قوامة، وإنها زوجتك في الجنة».وقد هزّ هذا الطلاق عمر الفاروق رضى الله عنه فحثى على رأسه التراب عندما سمع بالخبر وقال: ما يعبأ الله بعمر وابنته بعد اليوم.فنكرر هنا ما ذكرنا سابقاً من أن المداراة هي الأصل في الأخلاق مع الناس، إلا إذا اقتضت المصلحة خلافها، ولهذا فإن طلاق النبي صلى الله عليه وسلم حفصة تشريع للأمة، فقد طلقها النبي بعد الدخول والخلوة كما طلق النبي إحدى زوجاته وهي امرأة من بني غفار فدخل بها فأمرها أن تنزع ثوبها فرأى فيها بياضاً فانحاز عنها، فلما أصبح أكمل لها الصداق، وقال: «الحقي بأهلك».
فالمداراة خلق عظيم وخاصة مع النساء فإنهن أحوج الناس إلى المداراة وذلك لغلبة العاطفة عليهن وسرعة انفعالهن، وهذا ما نتعلمه من حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم.
__________________
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ((بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سَبْعًا هَلْ تَنْتَظِرُونَ إِلَّا فَقْرًا مُنْسِيًا أَوْ غِنًى مُطْغِيًا أَوْ مَرَضًا مُفْسِدًا أَوْ هَرَمًا مُفَنِّدًا أَوْ مَوْتًا مُجْهِزًا أَوْ الدَّجَّالَ فَشَرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَرُ أَوْ السَّاعَةَ فَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ)) .
[رواه الترمذي]
من عرف نفسه اشتغل بإصلاحها عن عيوب الناس
و من عرف ربـــــــــه اشتغل به عن هـوى نفسه
كانت حفصة وعائشة متحابتين، وكانتا زوجتي النبي صلى الله عليه وسلم ، فذهبت حفصة إلى أبيها فتحدثت عنده، فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى جاريته، فظلت معه في بيت حفصة، وكان اليوم الذي يأتي فيه (حفصة)، فرجعت حفصة فوجدتهما في بيتها، فجعلت تنتظر خروجها، وغارت غيرة شديدة، فأخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم جاريته، ودخلت حفصة، فقالت: قد رأيت من كان عندك، والله لقد سؤتني.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «والله لأرضينك، فإني مسر إليك فاحفظيه»، قالت: ما هو؟ قال: [size=18]«إني أشهدك أن سريتي هذه عليّ حرام رضىً لك».وكانت حفصة وعائشة تتظاهران على نساء النبي صلى الله عليه وسلم ، فانطلقت حفصة إلى عائشة، فأسرت إليها: أن أبشري، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حرّم عليه فتاته.
فلما أخبرت بسر النبي صلى الله عليه وسلم أظهر الله ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم ، فأنزل الله تعالى: {يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك}
ونلاحظ هنا موقف الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ومهارة تعامله مع زوجته حفصة رضي الله عنها، وكيف أنه امتص غضبها بأسلوب حكيم وذكي من خلال خلق المداراة، ولكن للقصة تكملة بعدما أشاعت حفصة هذا السر، فأحب النبي صلى الله عليه وسلم أن يؤدبهــا ويــؤدب باقــي زوجاتــه لأنهـــن شاركن في الموضوع، ففي صحيـــح مسلــم:
عن ابن عباس أنه قال: حدثني عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال: لما اعتزل نبي الله صلى الله عليه وسلم نساءه (قال: دخلت المسجد فإذا الناس ينكتون بالحصى ويقولون: طلّق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه) وذلك قبل أن يؤمرن بالحجاب، فقـال عمـــر:فقلت: لأعلمن ذلك اليوم، قال فدخلت عليّ عائشة فقلت: يا ابنة أبي بكر، أقد بلغ من شأنك أن تؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم ! فقالت: مالي ومالك يا بن الخطاب! عليك بعيبتك. قال فدخلت على حفصة بنت عمر فقلت لها: يا حفصة، أقد بلغ من شأنك أن تؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحبك، ولولا أنا لطلقك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فبكت أشد البكاء، فقلت لها: أين رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقالت: هو في خزانته في المشربة، فدخلت فإذا أنا برباح غلام رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعداً على أسكفة المشربة مدل رجليه على نقير من خشب، وهو جذع يرقى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وينحدر، فناديت: يا رباح، استأذن لي عندك على رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر رباح إلى الغرفة ثم نظر إليّ فلم يقل شيئاً، ثم رفعت صوتي فقلت: يا رباح، استأذن لي عندك على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإني لا أظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ظن أني جئت من أجل حفصة، والله لئن أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بضرب عنقها لأضربن عنقها، ورفعت صوتي فأومأ إلي أن أرقه، فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع على حصير، فجلست فأدنى على إزاره ولبس عليه غيره، وإذا الحصير قد أثر في جنبه، فنظرت ببصري في خزانة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا أنا بقبضة من شعير نحو الصاع، ومثلها قرظاً في ناحية الغرفة، وإذا أفيق معلق - قال - فاستدَرَّت عيناي. قال: ما يبكيك يا بن الخطاب؟ قلت: يا نبي الله، وما لي لا أبكي وهذا الحصير قد أثر في جنبك، وهذه خزانتك لا أرى فيها إلا ما أرى! وذاك قيصر وكسرى في الثمار والأنهار وأنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفوته، وهذه خزانتك! فقال: يا بن الخطاب ألا ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا؟ قلت: بلى. قال: ودخلت عليه حين دخلت وأنا أرى في وجهه الغضب، فقلت: يا رسول الله، ما يشق عليك من شأن النساء، فإن كنت طلقتهن فإن الله معك وملائكته وجبريل وميكائيل، وأنا وأبو بكر والمؤمنين معك، وقلما تكلمت - وأحمد الله - بكلام إلا رجوت أن يكون الله عز وجل يصدق قولي (الذي أقوله) ونزلت هذه الآية التخيير: {عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجاً خيراً منكن}، {وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنـين والملائكة بعد ذلك ظهير}، وكانت عائشة بنت أبي بكر وحفصة تظاهـــران على سائر نساء رسول اللـــه صلى الله عليه وسلم ، فقلـــت: يا رسول اللـــه، أطلقتهـــن؟ قـــال: «لا»، قلت: يا رسول الله، إني دخلت المسجد والمسلمون ينكتون بالحصــى يقولـــون: طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه أفأنزل فأخبرهم أنك لم تطلقهن؟ قال: «نعـــم إن شئت»، فلم أزل أحدثه حتى تحسر الغضب عن وجهه، وحتـــى كشــر فضحك، وكان من أحسن الناس ثغراً، ثم نزل نبي الله صلى الله عليه وسلم ونزلت، فنزلــت أتشبث بالجذع، ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما يمشي على الأرض ما يمسه بيــده، فقلت: يا رسول الله، إنما كنت في الغرفة تسعاً وعشــرين، قال: «إن الشهــر يكون تسعاً وعشرين»، فقمت على باب المسجد فناديت بأعلــى صوتــي، لم يطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه، ونزلت هذه الآية: {وإذا جاءهـــم أمر من الأمـــن أو الخوف أذاعوا به ولو روده إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم}. فكنت أنا استنبطت ذلك الأمر، وأنزل الله آية «التخيير»
ونلاحظ هنا للنبي صلى الله عليه وسلم موقفاً آخر مع زوجاته أراد أن يؤدبهم بما فعلوا من إشاعة الخبر وذلك بهجرهم 29 يوماً.فالمداراة إذن لها حدودها وقيودها، ولكن إذا تمادى الإنسان في سلوكه ونقض الاتفاق، هنا يمكن للزوجين أن يمارسا وسائل أخرى لضبط السلوك.
حوار راقٍ ذو مستوىً عالٍ
ومن مداراة النبي صلى الله عليه وسلم لزوجته حفصة ما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن جابر بن عبدالله أنه قال:
أخبرتني أم مبشر أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول عند حفصة: لا يدخل النار إن شاء الله من أصحاب الشجرة أحد الذين بايعوا تحتها.قالت: بلى يا رسول الله، فانتهرها.فقالت حفصة: {وإن منكم إلا واردها} فقال النبي صلى الله عليه وسلم : قد قال الله عز وجل: {ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا ونلاحظ هنا كيف دارى النبي صلى الله عليه وسلم حفصة بالرد عليها، ولم يقل في نفسه إنني أنا النبي المشرّع فكيف تردين عليّ في موضوع أنا مختص به أكثر منك، وإنما تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع الحدث على أنه مربي ومعلم، ولهذا نلاحظ في النص أن النبي صلى الله عليه وسلم انتهرها عندما تكلمت من غير دليل، فعندما قالت له: بلى يا رسول الله، انتهرها، ولكنها عندما ذكرت له الدليل {وان منكم إلا واردها} نلاحظ أن النبي رد عليها بلطف ومن غير أن ينتهرها بقوله: {ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثياً}، فيظهر من هذا الموقف مدارة النبي صلى الله عليه وسلم لحفصة ، وقد تكرر معها أكثر من موقف لأن الإنسان كلما ازدادت شدته احتاج الناس عند تعامله للمداراة أكثر.ولهذا فإن عائشة رضي الله عنها تصف حفصة فتقول: «وكانت بنت ابيها» بمعنى على شدة وشخصية والدها الفاروق رضي الله عنها، حتى حصل مرة أن طلق النبي صلى الله عليه وسلم حفصة فدخل عليها خالاها: قدامة وعثمان ابنا مظعون فبكت وقالت: والله ما طلقني عن سبع (تعني بغض أو عيب أو نقص) فجاء جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم فقال له: «راجع حفصة فانها صوامة قوامة، وإنها زوجتك في الجنة».وقد هزّ هذا الطلاق عمر الفاروق رضى الله عنه فحثى على رأسه التراب عندما سمع بالخبر وقال: ما يعبأ الله بعمر وابنته بعد اليوم.فنكرر هنا ما ذكرنا سابقاً من أن المداراة هي الأصل في الأخلاق مع الناس، إلا إذا اقتضت المصلحة خلافها، ولهذا فإن طلاق النبي صلى الله عليه وسلم حفصة تشريع للأمة، فقد طلقها النبي بعد الدخول والخلوة كما طلق النبي إحدى زوجاته وهي امرأة من بني غفار فدخل بها فأمرها أن تنزع ثوبها فرأى فيها بياضاً فانحاز عنها، فلما أصبح أكمل لها الصداق، وقال: «الحقي بأهلك».
فالمداراة خلق عظيم وخاصة مع النساء فإنهن أحوج الناس إلى المداراة وذلك لغلبة العاطفة عليهن وسرعة انفعالهن، وهذا ما نتعلمه من حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم.
__________________
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ((بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سَبْعًا هَلْ تَنْتَظِرُونَ إِلَّا فَقْرًا مُنْسِيًا أَوْ غِنًى مُطْغِيًا أَوْ مَرَضًا مُفْسِدًا أَوْ هَرَمًا مُفَنِّدًا أَوْ مَوْتًا مُجْهِزًا أَوْ الدَّجَّالَ فَشَرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَرُ أَوْ السَّاعَةَ فَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ)) .
[رواه الترمذي]
من عرف نفسه اشتغل بإصلاحها عن عيوب الناس
و من عرف ربـــــــــه اشتغل به عن هـوى نفسه
somia avocat- مشرفة قسم مطبخ المنتدى
-
عدد المساهمات : 1315
:
رد: مداراة الزوج لزوجته ( من سيرة السيدة حفصه )
جزااااااااكي الله كل خير ونفعا واياكم بالقرأن العظيم
من عرف نفسه اشتغل بإصلاحها عن عيوب الناس
و من عرف ربـــــــــه اشتغل به عن هـوى نفسه
من عرف نفسه اشتغل بإصلاحها عن عيوب الناس
و من عرف ربـــــــــه اشتغل به عن هـوى نفسه
yamen- نائب المدير العام
-
عدد المساهمات : 3330
:
مواضيع مماثلة
» السيدة خديجة بنت خويلد( رضى الله عنها )
» السيدة صفية عمة المصطفى
» السيدة الهاشمية فاطمة بنت أسد
» ::::::::هل تــريد ان تعمل CV (سيرة ذاتية) بطريقة احترافية ؟ تــفضل اذن....
» للدفاع عن السيدة عائشة رضي الله عنها
» السيدة صفية عمة المصطفى
» السيدة الهاشمية فاطمة بنت أسد
» ::::::::هل تــريد ان تعمل CV (سيرة ذاتية) بطريقة احترافية ؟ تــفضل اذن....
» للدفاع عن السيدة عائشة رضي الله عنها
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأربعاء 01 أكتوبر 2014, 10:45 من طرف دارين
» الخطبة في 2020
الأربعاء 01 أكتوبر 2014, 10:33 من طرف دارين
» مركز مصادر الإبداع للتدريب والاستشارات CSTC
الثلاثاء 19 أغسطس 2014, 07:14 من طرف al2bda3
» نماذج من رسائل رسمية..طلب وظيفة وغيره
الأحد 22 يونيو 2014, 12:01 من طرف نعاس محمد
» طلب مشرفين لعودة عمل المنتدى من جديد ♥
الثلاثاء 06 مايو 2014, 19:11 من طرف المشرف العام
» رسالة ماجستير كاملة : بيئة العمل الداخلية وعلاقتها بالتسرب الوظيفي
الخميس 06 مارس 2014, 16:47 من طرف rahim05
» فروض مع اجاباتها السنة 1-2-3-4 متوسط
الجمعة 31 يناير 2014, 17:31 من طرف معاذبن
» فروض من الاولى ثانوي إلى غاية الثانية ثانوي كل الشعب
الثلاثاء 19 نوفمبر 2013, 15:42 من طرف marilafolle
» مذكرة تخرج - دور إدارة الجودة الشاملة في تطوير الميزة التنافسية للمؤسسة الإقتصادية
الإثنين 30 سبتمبر 2013, 22:38 من طرف afaf berrah
» اختار حرف ونفذ المطلوب
الأربعاء 31 يوليو 2013, 23:13 من طرف هيمة
» مااااااااتهبطش .............
الأربعاء 31 يوليو 2013, 23:12 من طرف هيمة
» نصيحة اليوم
الأحد 28 يوليو 2013, 22:49 من طرف ريحان الجنة
» سجل حضورك بأجمل وردة 2
الأحد 28 يوليو 2013, 22:47 من طرف ريحان الجنة
» لعبه من ثلاثه حروف فقط
الأحد 28 يوليو 2013, 22:38 من طرف ريحان الجنة
» لغز عجز العلماء عن حله جرب حظك
الأحد 28 يوليو 2013, 22:30 من طرف ريحان الجنة