نظرية Z في الإدارة : ( أو النظرية اليابانية في الإدارة الحديثة ) :
هي
أفضل وأحدث النظريات المطبقة حالياً في كبرى الشركات العالمية والتي أثبتت
مدى فائدتها للمنشئات والإدارات الحكومية وغيرها ، وأساس النظرية هو ، أن
العلاقة بين الإدارة والعاملين يسودها :
1- الألفة.
2- المودة .
3- الثقة الكاملة .
ولم تهمل النظرية الفروق الفردية بين العاملين فبدلاً من تنميطهم قامت
النظرية على خلق بيئة اندماجية متكاملة بين الإدارة والعاملين ، فهي تقوم
على بناء فرق عمل ذات اختصاص واحد وتحت إشراف مدير المجموعة وربما يكون
أقل من حيث المرتبة والمنصب من شخص آخر يعمل ضمن نفس الفريق. هذا ما يسمى
بالقائد ، وهناك فرق كبير بين القائد والمدير . فالقائد هو الذي يقوم
بقيادة فريق نحو تحقيق هدف محدد ، والمدير هو الذي يضع الاستراتيجيات
ويبحث الأهداف ويديرها ويوزع المهام بين موظفيه.
وقد جاءت نظرية Z
موافقة لنتاج فكري ثقافي متراكم في اليابان ، ففي اليابان ، كان المعبود
الأول لديهم وإلههم الأوحد هو الإمبراطور ، وكان الإمبراطور هو الآمر
الناهي في الإمبراطورية اليابانية. وحين نشبت الحرب بين اليابان وأمريكا ،
قامت أمريكا بهدم صرح عظيم لدى اليابانيين وهو .. الإمبراطور !
مع مطلع 1953م بدأ التحول في طريقة الإدارة في اليابان .
وركيزة النظرية عند اليابانيين هي : عبادة العمل وزيادة الإنتاج ، فأصبحت العقوبة لدى اليابانيين ، منعهم من العمل .
اتجهت
الإدارة اليابانية في بداياتها بتكوين فرق عمل ، في الفصول الأولى في
الدراسة. ففي اليابان لا يوجد نجاح فردي لشخص واحد إنما يوجد نجاح مجموعة
متكاملة !
في فصل واحد يتم تكوين فريق عمل ، ويدربوا على كيفية
اختيار قائد الفريق ، تعطى ورقة امتحان واحدة للفريق بالكامل ويتم حلها
بينهم جميعاً !!
النجاح يسجل للجميع .. والرسوب كذلك .
هذه البيئة
العملية خلقت إنتاج يصل إلى ما يسمى ZeroError ، أو الخطأ الصفري . وهو
يعني أنه وعلى خط الإنتاج فإن المخرجات ذات العيب الصناعي .. هي صفر
بالمائة .
وفي هذه البيئة الصحية للعمل ، خرجت ما يسمى بإدارة الجودة الكاملة أو TQM . كما ظهر مفهوم JIT
أي لا يوجد اعتصامات ، لا يوجد أعياد رسمية ، يوجد عمل وعمل فقط ،وإنتاج
يتزايد مع الوقت ، حتى توصلوا إلى ما يسمى بـالتوريد اللحظي ، ليكون
المخزون يساوي صفراً . فلا يحتاجون لوجود مخازن كبيرة تأخذ أماكن واسعة من
بلد يكتظ بالناس العاملين .
إن أسلوب الإدارة الياباني يعتمد على نظرية
الإدارة بالجودة الشاملة ، أو مايسمى مبادئ ديمنغ ، وهو الإداري الإقتصادي
الأمريكي الذي وضعها لليابانيين ، وهي منظومة من المبادئ والأدوات
والممارسات التي تهدف إلى تحقيق الرضا عند الزبون .
وتساعد
الإدارة بالجودة الشاملة على تحقيق الهدف من خلال إلغاء العيوب والأخطاء
التي قد ينطوي عليها المنتج أو الخدمة، وإضفاء طابع القوة على التصميم
الذي يخرج به المنتج، وتسريع الخدمة، تخفيض التكلفة وتطوير جودة العمل كل
ذلك من خلال تغيير ثقافة التنظيم.