هذه مُجرَّد مُعاينة لتصميم تم اختياره من موقع Hitskin.com
تنصيب التصميم في منتداك • الرجوع الى صفحة بيانات التصميم
عذرا رمضان
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
عذرا رمضان
عذراً رمضان ..
عذراً رمضان..
لماذا الموضوع ومم سيتكون؟!..
لماذا الاعتذار؟!.
ثم شهر رمضان .
ثم المطلوب منكَ ومنكِ ومني .
ثم الغرباء مع الصيام .
ثم أنواع الصائمين .
ثم النداء الأخير.
- لماذا الاعتذار ؟!.
الاعتذار لأننا في كل عام نكرر نفس الخطأ والأخطاء مع رمضان ..
قبل دخوله - أي قبل دخول رمضان - بأيام نعد أنفسنا ونمنيها ..
سنصنع كذا ..
وسنقوم من الليالي كذا وكذا ..
سنختم القرآن مرات ومرات ..
وسنبذل من الصدقات ..
ثم ما إن يدخل رمضان وتمضي أول الأيام حتى تفشل المخططات وتذهب الأمنيات ..
أتدري ؟؟!! أتدرين ما السبب؟؟!!
السبب أننا نريد أن نلزم أنفسنا بأعمال ما تعودناها ..نريد أن نلزم أنفسنا بأعمال ما تعودناها قبل رمضان ..
فلا عجب سرعان ما تفشل المخططات ..
متى عهدنا بالقيام، وختم القرآن، ومداومة الصيام ؟! ..
أما همم فكان العام كله عندهم رمضان.. فإذا دخل عليهم ارتفعت الهمم فزادوا في القربات ..
كنا في العام الماضي في مثل هذه الأيام نرقب شهر الصوم ونتحراه ثم ماذا !!..
عام كامل بأيامه وليلاليه قد قوَّض خيامه، وطوى بساطه، وشدَّ رحاله بما قدمنا فيه من خير أو شر، وصدق الله {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً}،{وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثاً}،{وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ}، وصدق الله حين قال: {يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُوْلِي الْأَبْصَارِ}.
قال ابن كثير رحمه الله: تمر بنا الأيام تترى، وإنما نساق إلى الآجال والعين تنظر ..
إنَّ الدقائق والثواني التي ذهبت من أعمارنا لن تعود، ولو أنفقنا جبال الأرض ذهباً وفضة..
اعلم واعلمي.. أنَّ الأنفاس معدودة والآجال محدودة ..
واعلم واعلمي ..أنّّ من أعظم نعم الله علينا أن مدّ في أعمارنا وجعلنا ندرك هذا الشهر العظيم إن أدركناه ..
فكم غيَّب الموت من صاحب، ووارى التراب من حبيب ..
تذكروا من صام معنا العام الماضي وصلى العيد، ثم أين هو؟! وأين هي الآن ؟!..غيبهم الموت وواراهم التراب، ونسيهم الأهل والأحباب ..
اجعل واجعلي لكِ من هذا الحديث نصيباً، قال صلى الله عليه وسلم: <<اغتنم خمساً قبل خمس: اغتنم حياتك قبل موتك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هرمك، وغناك قبل فقرك>> راوه الحاكم ..
احرصوا رعاكم الله أن تكونوا من خيار الناس كما قال صلى الله عليه وسلم وأخبر حين سُئل:
أي الناس خير ؟! أي الناس خير ؟! قال: <<من طال عمره وحسن عمله>>..
إلهي ثكلت خواطرٌ أنست بغيرك ***** عدمتُ قلباً يحب سواك
كيف لا يُبشّر المؤمن بفتح أبواب الجنان !.
كيف لا يُبشّر المذنب بغلق أبواب النيران !.
كيف لا يُبشّر العاقل بوقت يُغلّ فيه الشيطان !.
من أين يشبه هذا الزمان زمان ؟!
قال معلى ابن الفضل: كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر أن يتتقبل منهم رمضان.
وقال يحيى ابن كثير كان من دعائهم: اللهم سلمني إلى رمضان، وسلم لي رمضان، وتسلمه مني متقبلاً يا رب الأنام .
فمرحب بشهر طيب مبارك كريم .
في رمضان أُنزل القرآن والكتب السماوية ..
في رمضان الشفاعة بالصيام والقرآن..
في رمضان التراويح والتهجد..
في رمضان التوبة وتكفير الذنوب ..
في رمضان تصفد الشياطين ..
في رمضان تغلق أبواب الجحيم وتفتح أبواب الجنان ..
في رمضان الجود والإحسان والعتق من النيران ..
في رمضان الصبر والشكر والدعاء ..
في رمضان مضاعفة الحسنات وليلة القدر ..
رمضـــان شهـــر الجـهــاد والانـتصـار ***** تجمعنا محبة الله لا مالٌ ولا جاهُ
مــن كـــل ذي خشيــة لله ذي ولــعٍ ***** بالخيــر تـعرفــه دومــاً بسيمــاهُ
قد قدّروا مواسم الخيرات فاستبقوا ***** والاستبـاق هنـا المحمود عقباهُ
صـامـوه قــامـوه إيـمـانـاً واحتـسابـاً ***** أحيوه طوعاً ومـا في الخيـر إكراهُ
وكلهــم بــآيـات القـــرآن منـدمــجـاً ***** كأنه الــدم يســري في خــلايــاهُ
فالآذان سـامـعـة...والعيــن دامعـــة ***** والــروح خــاشعـة...والقــلـب أوّاهُ
و(الجهل): قال هو العدوان على الناس وعدم الحلم.
فالمطلوب مني ومنكَ ومنكِ :
والتقوى في أبسط معانيها: فعل المأمور وترك المحذور ..
فهل ترانا حققنا هذا بصيامنا!! أم نحن ممن بالنهار يتقيه وبالليل يعصيه!!!.
أكرم ما أسررت، وأزين ما أظهرت، وأفضل ما ادخرت، والآخرة عند ربك للمتقين.
إليك موجزاً وبعضاً من أخبار المتقين ..
قال البخاري: ما اغتبت مسلماً منذ احتلمت .
وقال الشافعي: ما حلفت بالله صادقاً ولا كاذباً، ولو أعلم أنَّ الماء يفسد علي مروءتي ما شربته.
قيل لمحمد بن واسع: لمَ لا تتكأ ؟!
قال: إنما يتكأ الآمن وأنا لا زلت خائفاً .. إنما يتكأ الآمن وأنا لا زلت خائفاً ..
وقُرأ على عبد الله بن وهب: {وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ} فسقط مغشياً عليه .
وحج مسروق فما نام إلا ساجداً .
وقال أحدهم: ما كذبت منذ علمت أنَّ الكذب يضر أهله ..
وقال أبوسليمان الدارني: كل يوم أنا أنظر في المرآة هل اسودَّ وجهي من الذنوب ..
هذا حالهم ..فكيف هو حالي وحالك ؟؟!!..
لبسنا الجديد، وأكلنا الثريد، ونسينا الوعيد، وأمّلنا الأمل البعيد .. رحماك يا رب ..
لماذا تريد الحياة ؟! ..
لماذا تعشق العيش ؟! ..
إذا لم تدمع العينان من خشية الله جل في علاه !!..
إذا لم نصم الهواجر، ونخفي الصدقات !!..
هل العيش إلا هذا ؟؟!!..
هذه أخبارهم {لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ}
قتلوه وقد كان صائماً والمصحف بين يديه والدموع على لحيته وخديه .. حبيب محمد ووزير صدقٍ ورابع خير من وطأ التراب .
أما أبو طلحة الأنصاري الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: <<لصوت أبي طلحة في الجيش خير من ألف رجل>> ..عن أنس رضي الله عنه قال: كان أبو طلحة لا يصوم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم من أجل الغزو .. فلما قُبض النبي صلى الله عليه وسلم لم أره يفطر إلا يوم أضحى أو يوم فطر.
أما حكيم الأمة وسيد القراء أبا الدرداء فقد قال: لقد كنت تاجراً قبل أن يبعث محمد صلى الله عليه وسلم، فلما بُعث زاولت العبادة والتجارة فلم يجتمعا فأخذت بالعبادة وتركت التجارة.. تقول عنه زوجه: لم تكن له حاجة في الدنيا، يقوم الليل ويصوم النهار ما يفتر لله درهم..
أما من خبر الإمام القدوة المتعبد المتهجد عبد الله بن عمر فيكفيه قول النبي صلى الله عليه وسلم: <<نعمَ العبد عبد الله>> .. قال عنه نافع: كان ابن عمر لا يصوم في السفر ولا يكاد يفطر في الحضر.
أنشأ رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشاً فأتيته فقلت يا رسول الله: ادعو الله لي بالشهادة، فقال: <<اللهم سلمهم وغنمهم>> فغزونا فسلمنا وغنمنا .. حتى ذكر ذلك ثلاثة مرات، قال ثم أتيته فقلت: يا رسول الله: إني أتيتك تترى – يعني ثلاث مرات – أسألك أن تدعو لي بالشهادة فقلت: <<اللهم سلمهم وغنمهم>> فسلمنا وغنمنا .. يا رسول الله فمرني بعمل أدخل به الجنة .. مرني بعمل أدخل به الجنة، فقال <<عليك بالصوم فإنه لامثل له>>، قال فكان أبو أمامة لا يُرى في بيته الدخان نهاراً إلا إذا نزل بهم ضيف، فإذا رأوا الدخان نهاراً عرف الناس أنهم قد اعتراهم الضيوف ..
{إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاء وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُوراً}
وهذا خبر أخير عن المُبشر المحزون، المستتر المخزون، تجرد من التلاد وتشمر للجهاد وقدم العتاد للمعاد: العلاء بن زياد .. كان ربانياً تقياً قانتاً لله بكّاءً من خشية الله ..
عن هشام بن حسان أن العلاء بن زياد كان قوت نفسه رغيفاً كل يوم .. كان يصوم حتى يخضر أو يصلي حتى يسقط .. فدخل عليه أنس بن مالك والحسن فقالا له: إن الله تعالى لم يأمرك بهذا كله، فقال: إنما أنا عبد مملوك لا أدع من الاستكانة شيئاً إلا جئته..
قال له رجل يوما: رأيت كأنك في الجنة، فقال له: ويحك أما وجد الشيطان أحداً يسخر به غيري وغيرك .. قال له رجل: إني رأيتك في الجنة، فقال له: ويحك أما وجد الشيطان أحداً يسخر به غيري وغيرك ..
قال سلمة بن سعيد: رُؤي العلاء بن زياد أنه من أهل الجنة فمكث ثلاثاً لا ترقأ له دمعة ولا يكتحل بنوم ولا يذوق طعاماً، فأتاه الحسن فقال: أي أخي أتقتل نفسك أن بُشرت بالجنة!! فازداد بكاءً، فلم يفارقه حتى أمسى وكان صائماً فطعم شيئا من الطعام..
قال سبحانه: {تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيّاً}.
للهِ دَرُهمْ كمْ علتْ بهم الهمم، وأي كلام يترجم فعلهم ..
ولكِ أنتِ من أخبار النساء أيضاً
وعن عروة أنَّ عائشة كانت تسرد الصيام ..
قال القاسم: كانت تصوم الدهر لا تفطر إلا يوم أضحى أو يوم فطر ..
بعث لها معاوية مرة بمائة ألف درهم فقسّمتها ولم تترك منها شيئاً، فقالت بريرة: أنت صائمة فهلا ابتعت لنا منها بدرهم لحماً، فقالت: لا تعنفيني، لو كنت أذكرتني لفعلت ..
إنها الصديقة بنت الصديق، العتيقة بنت العتيق، حبيبة الحبيب، وأليفة القريب، المبرأة من العيوب رضي الله عنها وأرضاها ...
أما القوَّامة الصوّامة حفصة بنت عمر رضي الله عنها وعن أبيها وعن أخوتها وآل عمر .. وارثة الصحيفة، الجامعة للكتاب ..
فعن قيس بن زيد أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم طلق حفصة فدخل عليها خالاها قدامة وعثمان ابنا مظعون، فبكت وقالت: والله ما طلقتني عن شبع .. والله ما طلقني عن شبع، فإذا بالنبي صلى الله عليه وسلم قد أقبل فتجلببت رضي الله عنها، قال فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: << إنَّ جبريل قد أتاني فقال: راجع حفصة فإنها صوّامة قوَّامه، وإنها زوجتك في الجنة>> فأي شهادة أعظم من شهادة الله وجبريل لحفصة رضي الله عنها، وأنعم بها من عبادة كانت سبباً لرجوع أم المؤمنين حفصة إلى رسولنا صلى الله عليه وسلم لتبقى له زوجة في الجنة .
قال نافع: ماتت حفصة حتى ما تفطر..
عن سعيد بن عبد العزيز قال: ما بالشام ولا بالعراق أفضل من رحمة العابدة مولاة معاوية .. دخل عليها نفر من القرّاء فكلموها لترفق بنفسها، فقالت: ما لي وللرفق بها فإنما هي أيام مبادرة وأيام معدودة فمن فاته اليوم شيء لم يدركه غداً ..
والله يا أخوتاه ..
لأصلينَّ لله ما أقلتني جوارحي ..
ولأصومنَّ له أيام حياتي ..
ولأبكينَّ له ما حملت الماء عيناي ..
ثم قالت: أيكم يأمر عبده فيحب أن يقصر في حقه !!..
ولقد قامت رحمها الله حتى أُقعدت ..
وصامت اسودت ..
وبكيت حتى فقدت بصرها ..
كانت تقول: علمي بنفسي قرّح فؤادي وكَلَمَ قلبي .. والله لوددت أن الله لم يخلقني ولم أكُ شيئاً مذكوراً.
عذراً رمضان ..
فـلــو كــان الـنســاء كـمــا ذكــرنَّ ***** لفُضلّت النساء على الرجال
فما التأنيث لاسم الشمس عيب ***** ومــا التــذكير فــخرٌ للـهــلال
أنواع الصائمين :
ومن صام عن الذنوب والعصيان، وأفطر على طاعة الرحمن فإنه: صائم رضا .
ومن صام عن القبائح، وأفطر على التوبة لعلام الغيوب فهو : صائم تقى .
ومن صام عن الغيبة والنميمة والبهتان، وأفطر على تلاوة القرآن فهو : صائم رشيد.
ومن صام المنكر، وأفطر على الفكرة والاعتبار فهو : صائم سعيد .
ومن صام عن الرياء والانتقاص، وأفطر على التواضع والإخلاص فهو: صائم سالم.
ومن صام عن خلاف النفس والهوى، وأفطر على الشكر والرضا فهو : صائم غانم .
ومن صام عن قبيح أفعاله، وأفطر على تقصير آماله فهو : صائم مشاهد.
ومن صام عن طول أمله، وأفطر على تقريب أجله فهو : صائم زاهد.
قال ابن القيم : الصوم لجام المتقين، وجنة المحاربين، ورياضة الأبرار المقربين لرب العالمين ..
يكفيك قول الله: ( الصوم لي ) ( الصوم لي وأنا أجزي به )
[/size]
عذراً رمضان..
لماذا الموضوع ومم سيتكون؟!..
لماذا الاعتذار؟!.
ثم شهر رمضان .
ثم المطلوب منكَ ومنكِ ومني .
ثم الغرباء مع الصيام .
ثم أنواع الصائمين .
ثم النداء الأخير.
- لماذا الاعتذار ؟!.
الاعتذار لأننا في كل عام نكرر نفس الخطأ والأخطاء مع رمضان ..
قبل دخوله - أي قبل دخول رمضان - بأيام نعد أنفسنا ونمنيها ..
سنصنع كذا ..
وسنقوم من الليالي كذا وكذا ..
سنختم القرآن مرات ومرات ..
وسنبذل من الصدقات ..
ثم ما إن يدخل رمضان وتمضي أول الأيام حتى تفشل المخططات وتذهب الأمنيات ..
أتدري ؟؟!! أتدرين ما السبب؟؟!!
السبب أننا نريد أن نلزم أنفسنا بأعمال ما تعودناها ..نريد أن نلزم أنفسنا بأعمال ما تعودناها قبل رمضان ..
فلا عجب سرعان ما تفشل المخططات ..
متى عهدنا بالقيام، وختم القرآن، ومداومة الصيام ؟! ..
أما همم فكان العام كله عندهم رمضان.. فإذا دخل عليهم ارتفعت الهمم فزادوا في القربات ..
كنا في العام الماضي في مثل هذه الأيام نرقب شهر الصوم ونتحراه ثم ماذا !!..
عام كامل بأيامه وليلاليه قد قوَّض خيامه، وطوى بساطه، وشدَّ رحاله بما قدمنا فيه من خير أو شر، وصدق الله {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً}،{وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثاً}،{وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ}، وصدق الله حين قال: {يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُوْلِي الْأَبْصَارِ}.
قال ابن كثير رحمه الله: تمر بنا الأيام تترى، وإنما نساق إلى الآجال والعين تنظر ..
إنَّ الدقائق والثواني التي ذهبت من أعمارنا لن تعود، ولو أنفقنا جبال الأرض ذهباً وفضة..
اعلم واعلمي.. أنَّ الأنفاس معدودة والآجال محدودة ..
واعلم واعلمي ..أنّّ من أعظم نعم الله علينا أن مدّ في أعمارنا وجعلنا ندرك هذا الشهر العظيم إن أدركناه ..
فكم غيَّب الموت من صاحب، ووارى التراب من حبيب ..
تذكروا من صام معنا العام الماضي وصلى العيد، ثم أين هو؟! وأين هي الآن ؟!..غيبهم الموت وواراهم التراب، ونسيهم الأهل والأحباب ..
اجعل واجعلي لكِ من هذا الحديث نصيباً، قال صلى الله عليه وسلم: <<اغتنم خمساً قبل خمس: اغتنم حياتك قبل موتك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هرمك، وغناك قبل فقرك>> راوه الحاكم ..
احرصوا رعاكم الله أن تكونوا من خيار الناس كما قال صلى الله عليه وسلم وأخبر حين سُئل:
أي الناس خير ؟! أي الناس خير ؟! قال: <<من طال عمره وحسن عمله>>..
إلهي ثكلت خواطرٌ أنست بغيرك ***** عدمتُ قلباً يحب سواك
كيف لا يُبشّر المؤمن بفتح أبواب الجنان !.
كيف لا يُبشّر المذنب بغلق أبواب النيران !.
كيف لا يُبشّر العاقل بوقت يُغلّ فيه الشيطان !.
من أين يشبه هذا الزمان زمان ؟!
قال معلى ابن الفضل: كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر أن يتتقبل منهم رمضان.
وقال يحيى ابن كثير كان من دعائهم: اللهم سلمني إلى رمضان، وسلم لي رمضان، وتسلمه مني متقبلاً يا رب الأنام .
فمرحب بشهر طيب مبارك كريم .
في رمضان أُنزل القرآن والكتب السماوية ..
في رمضان الشفاعة بالصيام والقرآن..
في رمضان التراويح والتهجد..
في رمضان التوبة وتكفير الذنوب ..
في رمضان تصفد الشياطين ..
في رمضان تغلق أبواب الجحيم وتفتح أبواب الجنان ..
في رمضان الجود والإحسان والعتق من النيران ..
في رمضان الصبر والشكر والدعاء ..
في رمضان مضاعفة الحسنات وليلة القدر ..
رمضـــان شهـــر الجـهــاد والانـتصـار ***** تجمعنا محبة الله لا مالٌ ولا جاهُ
مــن كـــل ذي خشيــة لله ذي ولــعٍ ***** بالخيــر تـعرفــه دومــاً بسيمــاهُ
قد قدّروا مواسم الخيرات فاستبقوا ***** والاستبـاق هنـا المحمود عقباهُ
صـامـوه قــامـوه إيـمـانـاً واحتـسابـاً ***** أحيوه طوعاً ومـا في الخيـر إكراهُ
وكلهــم بــآيـات القـــرآن منـدمــجـاً ***** كأنه الــدم يســري في خــلايــاهُ
فالآذان سـامـعـة...والعيــن دامعـــة ***** والــروح خــاشعـة...والقــلـب أوّاهُ
و(الجهل): قال هو العدوان على الناس وعدم الحلم.
فالمطلوب مني ومنكَ ومنكِ :
والتقوى في أبسط معانيها: فعل المأمور وترك المحذور ..
فهل ترانا حققنا هذا بصيامنا!! أم نحن ممن بالنهار يتقيه وبالليل يعصيه!!!.
أكرم ما أسررت، وأزين ما أظهرت، وأفضل ما ادخرت، والآخرة عند ربك للمتقين.
إليك موجزاً وبعضاً من أخبار المتقين ..
قال البخاري: ما اغتبت مسلماً منذ احتلمت .
وقال الشافعي: ما حلفت بالله صادقاً ولا كاذباً، ولو أعلم أنَّ الماء يفسد علي مروءتي ما شربته.
قيل لمحمد بن واسع: لمَ لا تتكأ ؟!
قال: إنما يتكأ الآمن وأنا لا زلت خائفاً .. إنما يتكأ الآمن وأنا لا زلت خائفاً ..
وقُرأ على عبد الله بن وهب: {وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ} فسقط مغشياً عليه .
وحج مسروق فما نام إلا ساجداً .
وقال أحدهم: ما كذبت منذ علمت أنَّ الكذب يضر أهله ..
وقال أبوسليمان الدارني: كل يوم أنا أنظر في المرآة هل اسودَّ وجهي من الذنوب ..
هذا حالهم ..فكيف هو حالي وحالك ؟؟!!..
لبسنا الجديد، وأكلنا الثريد، ونسينا الوعيد، وأمّلنا الأمل البعيد .. رحماك يا رب ..
لماذا تريد الحياة ؟! ..
لماذا تعشق العيش ؟! ..
إذا لم تدمع العينان من خشية الله جل في علاه !!..
إذا لم نصم الهواجر، ونخفي الصدقات !!..
هل العيش إلا هذا ؟؟!!..
هذه أخبارهم {لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ}
قتلوه وقد كان صائماً والمصحف بين يديه والدموع على لحيته وخديه .. حبيب محمد ووزير صدقٍ ورابع خير من وطأ التراب .
أما أبو طلحة الأنصاري الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: <<لصوت أبي طلحة في الجيش خير من ألف رجل>> ..عن أنس رضي الله عنه قال: كان أبو طلحة لا يصوم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم من أجل الغزو .. فلما قُبض النبي صلى الله عليه وسلم لم أره يفطر إلا يوم أضحى أو يوم فطر.
أما حكيم الأمة وسيد القراء أبا الدرداء فقد قال: لقد كنت تاجراً قبل أن يبعث محمد صلى الله عليه وسلم، فلما بُعث زاولت العبادة والتجارة فلم يجتمعا فأخذت بالعبادة وتركت التجارة.. تقول عنه زوجه: لم تكن له حاجة في الدنيا، يقوم الليل ويصوم النهار ما يفتر لله درهم..
أما من خبر الإمام القدوة المتعبد المتهجد عبد الله بن عمر فيكفيه قول النبي صلى الله عليه وسلم: <<نعمَ العبد عبد الله>> .. قال عنه نافع: كان ابن عمر لا يصوم في السفر ولا يكاد يفطر في الحضر.
أنشأ رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشاً فأتيته فقلت يا رسول الله: ادعو الله لي بالشهادة، فقال: <<اللهم سلمهم وغنمهم>> فغزونا فسلمنا وغنمنا .. حتى ذكر ذلك ثلاثة مرات، قال ثم أتيته فقلت: يا رسول الله: إني أتيتك تترى – يعني ثلاث مرات – أسألك أن تدعو لي بالشهادة فقلت: <<اللهم سلمهم وغنمهم>> فسلمنا وغنمنا .. يا رسول الله فمرني بعمل أدخل به الجنة .. مرني بعمل أدخل به الجنة، فقال <<عليك بالصوم فإنه لامثل له>>، قال فكان أبو أمامة لا يُرى في بيته الدخان نهاراً إلا إذا نزل بهم ضيف، فإذا رأوا الدخان نهاراً عرف الناس أنهم قد اعتراهم الضيوف ..
{إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاء وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُوراً}
وهذا خبر أخير عن المُبشر المحزون، المستتر المخزون، تجرد من التلاد وتشمر للجهاد وقدم العتاد للمعاد: العلاء بن زياد .. كان ربانياً تقياً قانتاً لله بكّاءً من خشية الله ..
عن هشام بن حسان أن العلاء بن زياد كان قوت نفسه رغيفاً كل يوم .. كان يصوم حتى يخضر أو يصلي حتى يسقط .. فدخل عليه أنس بن مالك والحسن فقالا له: إن الله تعالى لم يأمرك بهذا كله، فقال: إنما أنا عبد مملوك لا أدع من الاستكانة شيئاً إلا جئته..
قال له رجل يوما: رأيت كأنك في الجنة، فقال له: ويحك أما وجد الشيطان أحداً يسخر به غيري وغيرك .. قال له رجل: إني رأيتك في الجنة، فقال له: ويحك أما وجد الشيطان أحداً يسخر به غيري وغيرك ..
قال سلمة بن سعيد: رُؤي العلاء بن زياد أنه من أهل الجنة فمكث ثلاثاً لا ترقأ له دمعة ولا يكتحل بنوم ولا يذوق طعاماً، فأتاه الحسن فقال: أي أخي أتقتل نفسك أن بُشرت بالجنة!! فازداد بكاءً، فلم يفارقه حتى أمسى وكان صائماً فطعم شيئا من الطعام..
قال سبحانه: {تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيّاً}.
للهِ دَرُهمْ كمْ علتْ بهم الهمم، وأي كلام يترجم فعلهم ..
ولكِ أنتِ من أخبار النساء أيضاً
وعن عروة أنَّ عائشة كانت تسرد الصيام ..
قال القاسم: كانت تصوم الدهر لا تفطر إلا يوم أضحى أو يوم فطر ..
بعث لها معاوية مرة بمائة ألف درهم فقسّمتها ولم تترك منها شيئاً، فقالت بريرة: أنت صائمة فهلا ابتعت لنا منها بدرهم لحماً، فقالت: لا تعنفيني، لو كنت أذكرتني لفعلت ..
إنها الصديقة بنت الصديق، العتيقة بنت العتيق، حبيبة الحبيب، وأليفة القريب، المبرأة من العيوب رضي الله عنها وأرضاها ...
أما القوَّامة الصوّامة حفصة بنت عمر رضي الله عنها وعن أبيها وعن أخوتها وآل عمر .. وارثة الصحيفة، الجامعة للكتاب ..
فعن قيس بن زيد أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم طلق حفصة فدخل عليها خالاها قدامة وعثمان ابنا مظعون، فبكت وقالت: والله ما طلقتني عن شبع .. والله ما طلقني عن شبع، فإذا بالنبي صلى الله عليه وسلم قد أقبل فتجلببت رضي الله عنها، قال فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: << إنَّ جبريل قد أتاني فقال: راجع حفصة فإنها صوّامة قوَّامه، وإنها زوجتك في الجنة>> فأي شهادة أعظم من شهادة الله وجبريل لحفصة رضي الله عنها، وأنعم بها من عبادة كانت سبباً لرجوع أم المؤمنين حفصة إلى رسولنا صلى الله عليه وسلم لتبقى له زوجة في الجنة .
قال نافع: ماتت حفصة حتى ما تفطر..
عن سعيد بن عبد العزيز قال: ما بالشام ولا بالعراق أفضل من رحمة العابدة مولاة معاوية .. دخل عليها نفر من القرّاء فكلموها لترفق بنفسها، فقالت: ما لي وللرفق بها فإنما هي أيام مبادرة وأيام معدودة فمن فاته اليوم شيء لم يدركه غداً ..
والله يا أخوتاه ..
لأصلينَّ لله ما أقلتني جوارحي ..
ولأصومنَّ له أيام حياتي ..
ولأبكينَّ له ما حملت الماء عيناي ..
ثم قالت: أيكم يأمر عبده فيحب أن يقصر في حقه !!..
ولقد قامت رحمها الله حتى أُقعدت ..
وصامت اسودت ..
وبكيت حتى فقدت بصرها ..
كانت تقول: علمي بنفسي قرّح فؤادي وكَلَمَ قلبي .. والله لوددت أن الله لم يخلقني ولم أكُ شيئاً مذكوراً.
عذراً رمضان ..
فـلــو كــان الـنســاء كـمــا ذكــرنَّ ***** لفُضلّت النساء على الرجال
فما التأنيث لاسم الشمس عيب ***** ومــا التــذكير فــخرٌ للـهــلال
أنواع الصائمين :
ومن صام عن الذنوب والعصيان، وأفطر على طاعة الرحمن فإنه: صائم رضا .
ومن صام عن القبائح، وأفطر على التوبة لعلام الغيوب فهو : صائم تقى .
ومن صام عن الغيبة والنميمة والبهتان، وأفطر على تلاوة القرآن فهو : صائم رشيد.
ومن صام المنكر، وأفطر على الفكرة والاعتبار فهو : صائم سعيد .
ومن صام عن الرياء والانتقاص، وأفطر على التواضع والإخلاص فهو: صائم سالم.
ومن صام عن خلاف النفس والهوى، وأفطر على الشكر والرضا فهو : صائم غانم .
ومن صام عن قبيح أفعاله، وأفطر على تقصير آماله فهو : صائم مشاهد.
ومن صام عن طول أمله، وأفطر على تقريب أجله فهو : صائم زاهد.
قال ابن القيم : الصوم لجام المتقين، وجنة المحاربين، ورياضة الأبرار المقربين لرب العالمين ..
يكفيك قول الله: ( الصوم لي ) ( الصوم لي وأنا أجزي به )
| ||||||||
|
amina- عضو فعال
-
عدد المساهمات : 110
:
مواضيع مماثلة
» قبل أن نقول ......عذرا يا رمضان
» كل شخص يضع صورة لشعار رمضان بدل من صورته الشخصيه طوال شهر رمضان
» عذرا اطفال فلسطين
» عذرا...إنتهت صلاحيتك
» هل اشتقت إلى رمضان ؟
» كل شخص يضع صورة لشعار رمضان بدل من صورته الشخصيه طوال شهر رمضان
» عذرا اطفال فلسطين
» عذرا...إنتهت صلاحيتك
» هل اشتقت إلى رمضان ؟
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأربعاء 01 أكتوبر 2014, 10:45 من طرف دارين
» الخطبة في 2020
الأربعاء 01 أكتوبر 2014, 10:33 من طرف دارين
» مركز مصادر الإبداع للتدريب والاستشارات CSTC
الثلاثاء 19 أغسطس 2014, 07:14 من طرف al2bda3
» نماذج من رسائل رسمية..طلب وظيفة وغيره
الأحد 22 يونيو 2014, 12:01 من طرف نعاس محمد
» طلب مشرفين لعودة عمل المنتدى من جديد ♥
الثلاثاء 06 مايو 2014, 19:11 من طرف المشرف العام
» رسالة ماجستير كاملة : بيئة العمل الداخلية وعلاقتها بالتسرب الوظيفي
الخميس 06 مارس 2014, 16:47 من طرف rahim05
» فروض مع اجاباتها السنة 1-2-3-4 متوسط
الجمعة 31 يناير 2014, 17:31 من طرف معاذبن
» فروض من الاولى ثانوي إلى غاية الثانية ثانوي كل الشعب
الثلاثاء 19 نوفمبر 2013, 15:42 من طرف marilafolle
» مذكرة تخرج - دور إدارة الجودة الشاملة في تطوير الميزة التنافسية للمؤسسة الإقتصادية
الإثنين 30 سبتمبر 2013, 22:38 من طرف afaf berrah
» اختار حرف ونفذ المطلوب
الأربعاء 31 يوليو 2013, 23:13 من طرف هيمة
» مااااااااتهبطش .............
الأربعاء 31 يوليو 2013, 23:12 من طرف هيمة
» نصيحة اليوم
الأحد 28 يوليو 2013, 22:49 من طرف ريحان الجنة
» سجل حضورك بأجمل وردة 2
الأحد 28 يوليو 2013, 22:47 من طرف ريحان الجنة
» لعبه من ثلاثه حروف فقط
الأحد 28 يوليو 2013, 22:38 من طرف ريحان الجنة
» لغز عجز العلماء عن حله جرب حظك
الأحد 28 يوليو 2013, 22:30 من طرف ريحان الجنة