هذه مُجرَّد مُعاينة لتصميم تم اختياره من موقع Hitskin.com
تنصيب التصميم في منتداك • الرجوع الى صفحة بيانات التصميم
مذكرات مقاوم ""سلسلة مذكرات يرويها مقاومون في الذكرى الأولى للحرب
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
مذكرات مقاوم ""سلسلة مذكرات يرويها مقاومون في الذكرى الأولى للحرب
زاوية مذكّرات مقاوم
حين حصدنا 11 جندي في "تكتيك طارئ"!!
يـَا الله، عامٌ مضى كلمح البصر..ولكني لا زلت أذكر بقوة ذلك اليوم المشئوم أول أيام الحرب الصهيونية على غزة، بينما كنت وزوجتي في زيارة إلى بيت أهلها الذين يقطنون في منطقة بعيدة عن منزلنا..عقارب الساعة كانت تشير إلى الحادية عشرة والنصف حينما فاجأتنا الطائرات الصهيونية القطاع بقصف جوي وغارات مهولة استهدفت المقرّات الأمنية بداية، ومن ثم كل ما هو موجود، وما هي إلا لحظات حتى هاتفني مسئول الكتيبة التي نعمل تحت لوائها في منطقة الزيتون وأخبرني بأننا في حالة طوارئ 24 ساعة، وعلينا تغطية مواقع الرباط خصوصاً المتقدمة، فتركت زوجتي وذهبت إلى منطقتي "الزيتون"، وحتى اللحظة ظننا أن القطاع سيشهد اجتياحاً جزئياً، ولم نكن نتوقع بأنها حرب ضروس ستسمر طوال تلك المدة، واستمر القصف العنيف المشحون بالأحقاد والضغائن، حتى بدأ الاجتياح البري وضُربت المواقع التي كان من المفترض أن نغطّيها، ولم يكن هناك إمكانية للانسحاب.
القصف الجنوني والعشوائي استهدف وحدة الرصد التابعة لنا، فشكلنا غرفة عمليات طارئة وكنت أحد مسئوليها، كلفنا أحد المجاهدين بمهمة الاستطلاع بعد دخول القوات الصهيونية الخاصة للمنطقة وعلى الفور جهّزنا خطة لضرب هذه القوات التي ارتدت زي القسّام فكشفنا أمرها بسرعة، وجلست مع مسئول الخاصة في القسام ودرسنا مدى تقدم القوات الخاصة وحددنا المنطقة، واتفقنا على زرع العبوات في مكان يصل إليه المجاهد ويخرج منه بأمان، وكان ذلك في وقت الغروب.
تَدرّج منفذو العملية الطارئة إلى المكان وكان عددهم اثنان، فزرع الأول عبوّتان في منطقة متقدمة تقترب من الهدف -القوات الخاصة-، وبقي الآخر في الخلف يطمئن على سير العمل ويغطي المجاهد الأول وكان التواصل بينهما عبر موجة داخلية بالهوائي، وبعد زراعة العبوتين قام بالضغط على زر التفجير إلا أنها لم تنفجر بسبب خلل فني فيها سببه اقتراب أسلاكها من بعضها البعض، وكان معي الإخوة في مجلس العمليات وتواجدنا في النقطة المتقدمة واقترح كل منا فكرة لمواصلة تنفيذ العملية، وقلنا للمنفذ اذهب وانظر إلى الأسلاك الموصلة للعبوات وأبعدها عن بعضها.
القوات الخاصة كانت على مقربة منه، فذهب وباعد الأسلاك عن العبوات، وقال: بسم الله.. الله أكبر وفجّر، فانفجرت العبوة الأولى ولم تنفجر الثانية، وانسحب المجاهد وإذ بالمنطقة تعج بألسنة الدخان، فتواردت الأخبار إلينا أولاً بأول وإذ بالخبر الأول يفيد بمقتل نائب مسؤول لواء "غولاني" مع اثنين من مرافقيه..صَيَحاتهم كانت تشحننا بالثبات، فهلّلّنا وكبّرنا وعلت أصواتنا بذكر الله وكأننا حققنا المستحيل وبعد لحظات، وصل عدد القتلى إلى 9 جنود ومن ثمّ 11، فكانت أول ضربة على مستوى القطاع..ولم تكن ضربة عاديّة رغم أننا خططنا لها ميدانياً خلال الساعات الأولى للحرب فأثخنت بالعدو وأوجعته، وفي المقابل أدخلت في قلوبنا الطمأنينة والمزيد من الثقة بنصر الله، فبمجرد حدوث العملية التي أثارت حفيظة العدو نزلت أرتال من الدبابات إلا أن شباب الخاصة تصدوا لها وشرعوا في تفجيرها، فاضطر العدو للانسحاب من المنطقة وغير الطريق، والتفت قواته من ناحية محررة "نتساريم"..في تلك اللحظات نظرت إلى عيون المجاهدين فكانت ترقص فرحاً بهذا النصر الذي زادهم حماسة لمواصلة التصدي للعدو، وتنفيذ المزيد من العمليات، ومضت بقية أيام الحرب وإذ بخبر هزّ كياني بعدما علمت باستشهاد زوجتي التي انقطعت عنها منذ ذلك اليوم الذي تركتها به عند أهلها، لا أخفي بأن شعور انتابني بالحسرة والوحدة، إلا أنه لم يحل دون إكمال واجبي الوطني، لاكتشف بعد ذلك أنها لا تزال على قيد الحياة!!
حين حصدنا 11 جندي في "تكتيك طارئ"!!
يـَا الله، عامٌ مضى كلمح البصر..ولكني لا زلت أذكر بقوة ذلك اليوم المشئوم أول أيام الحرب الصهيونية على غزة، بينما كنت وزوجتي في زيارة إلى بيت أهلها الذين يقطنون في منطقة بعيدة عن منزلنا..عقارب الساعة كانت تشير إلى الحادية عشرة والنصف حينما فاجأتنا الطائرات الصهيونية القطاع بقصف جوي وغارات مهولة استهدفت المقرّات الأمنية بداية، ومن ثم كل ما هو موجود، وما هي إلا لحظات حتى هاتفني مسئول الكتيبة التي نعمل تحت لوائها في منطقة الزيتون وأخبرني بأننا في حالة طوارئ 24 ساعة، وعلينا تغطية مواقع الرباط خصوصاً المتقدمة، فتركت زوجتي وذهبت إلى منطقتي "الزيتون"، وحتى اللحظة ظننا أن القطاع سيشهد اجتياحاً جزئياً، ولم نكن نتوقع بأنها حرب ضروس ستسمر طوال تلك المدة، واستمر القصف العنيف المشحون بالأحقاد والضغائن، حتى بدأ الاجتياح البري وضُربت المواقع التي كان من المفترض أن نغطّيها، ولم يكن هناك إمكانية للانسحاب.
القصف الجنوني والعشوائي استهدف وحدة الرصد التابعة لنا، فشكلنا غرفة عمليات طارئة وكنت أحد مسئوليها، كلفنا أحد المجاهدين بمهمة الاستطلاع بعد دخول القوات الصهيونية الخاصة للمنطقة وعلى الفور جهّزنا خطة لضرب هذه القوات التي ارتدت زي القسّام فكشفنا أمرها بسرعة، وجلست مع مسئول الخاصة في القسام ودرسنا مدى تقدم القوات الخاصة وحددنا المنطقة، واتفقنا على زرع العبوات في مكان يصل إليه المجاهد ويخرج منه بأمان، وكان ذلك في وقت الغروب.
تَدرّج منفذو العملية الطارئة إلى المكان وكان عددهم اثنان، فزرع الأول عبوّتان في منطقة متقدمة تقترب من الهدف -القوات الخاصة-، وبقي الآخر في الخلف يطمئن على سير العمل ويغطي المجاهد الأول وكان التواصل بينهما عبر موجة داخلية بالهوائي، وبعد زراعة العبوتين قام بالضغط على زر التفجير إلا أنها لم تنفجر بسبب خلل فني فيها سببه اقتراب أسلاكها من بعضها البعض، وكان معي الإخوة في مجلس العمليات وتواجدنا في النقطة المتقدمة واقترح كل منا فكرة لمواصلة تنفيذ العملية، وقلنا للمنفذ اذهب وانظر إلى الأسلاك الموصلة للعبوات وأبعدها عن بعضها.
القوات الخاصة كانت على مقربة منه، فذهب وباعد الأسلاك عن العبوات، وقال: بسم الله.. الله أكبر وفجّر، فانفجرت العبوة الأولى ولم تنفجر الثانية، وانسحب المجاهد وإذ بالمنطقة تعج بألسنة الدخان، فتواردت الأخبار إلينا أولاً بأول وإذ بالخبر الأول يفيد بمقتل نائب مسؤول لواء "غولاني" مع اثنين من مرافقيه..صَيَحاتهم كانت تشحننا بالثبات، فهلّلّنا وكبّرنا وعلت أصواتنا بذكر الله وكأننا حققنا المستحيل وبعد لحظات، وصل عدد القتلى إلى 9 جنود ومن ثمّ 11، فكانت أول ضربة على مستوى القطاع..ولم تكن ضربة عاديّة رغم أننا خططنا لها ميدانياً خلال الساعات الأولى للحرب فأثخنت بالعدو وأوجعته، وفي المقابل أدخلت في قلوبنا الطمأنينة والمزيد من الثقة بنصر الله، فبمجرد حدوث العملية التي أثارت حفيظة العدو نزلت أرتال من الدبابات إلا أن شباب الخاصة تصدوا لها وشرعوا في تفجيرها، فاضطر العدو للانسحاب من المنطقة وغير الطريق، والتفت قواته من ناحية محررة "نتساريم"..في تلك اللحظات نظرت إلى عيون المجاهدين فكانت ترقص فرحاً بهذا النصر الذي زادهم حماسة لمواصلة التصدي للعدو، وتنفيذ المزيد من العمليات، ومضت بقية أيام الحرب وإذ بخبر هزّ كياني بعدما علمت باستشهاد زوجتي التي انقطعت عنها منذ ذلك اليوم الذي تركتها به عند أهلها، لا أخفي بأن شعور انتابني بالحسرة والوحدة، إلا أنه لم يحل دون إكمال واجبي الوطني، لاكتشف بعد ذلك أنها لا تزال على قيد الحياة!!
ritaj22- مشرفة قسم الحبيبة فلسطين
-
عدد المساهمات : 4769
:
مواضيع مماثلة
» مذكرات السنة الأولى ابتدائي
» شالكة يزاحم بايرن على صدارة الـ"بوندزليجا".. وفوز بـ"الثلاثة" لدورتموند
» بـــحث حول كارل مــــاركس ""مهم لطلبة السنة الاولى""
» """""صورة لاعبينا بعد 20 سنة """""
» "" إن قتل حلمك ممن أحببت فلا تصيبك الدهشه ""
» شالكة يزاحم بايرن على صدارة الـ"بوندزليجا".. وفوز بـ"الثلاثة" لدورتموند
» بـــحث حول كارل مــــاركس ""مهم لطلبة السنة الاولى""
» """""صورة لاعبينا بعد 20 سنة """""
» "" إن قتل حلمك ممن أحببت فلا تصيبك الدهشه ""
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأربعاء 01 أكتوبر 2014, 10:45 من طرف دارين
» الخطبة في 2020
الأربعاء 01 أكتوبر 2014, 10:33 من طرف دارين
» مركز مصادر الإبداع للتدريب والاستشارات CSTC
الثلاثاء 19 أغسطس 2014, 07:14 من طرف al2bda3
» نماذج من رسائل رسمية..طلب وظيفة وغيره
الأحد 22 يونيو 2014, 12:01 من طرف نعاس محمد
» طلب مشرفين لعودة عمل المنتدى من جديد ♥
الثلاثاء 06 مايو 2014, 19:11 من طرف المشرف العام
» رسالة ماجستير كاملة : بيئة العمل الداخلية وعلاقتها بالتسرب الوظيفي
الخميس 06 مارس 2014, 16:47 من طرف rahim05
» فروض مع اجاباتها السنة 1-2-3-4 متوسط
الجمعة 31 يناير 2014, 17:31 من طرف معاذبن
» فروض من الاولى ثانوي إلى غاية الثانية ثانوي كل الشعب
الثلاثاء 19 نوفمبر 2013, 15:42 من طرف marilafolle
» مذكرة تخرج - دور إدارة الجودة الشاملة في تطوير الميزة التنافسية للمؤسسة الإقتصادية
الإثنين 30 سبتمبر 2013, 22:38 من طرف afaf berrah
» اختار حرف ونفذ المطلوب
الأربعاء 31 يوليو 2013, 23:13 من طرف هيمة
» مااااااااتهبطش .............
الأربعاء 31 يوليو 2013, 23:12 من طرف هيمة
» نصيحة اليوم
الأحد 28 يوليو 2013, 22:49 من طرف ريحان الجنة
» سجل حضورك بأجمل وردة 2
الأحد 28 يوليو 2013, 22:47 من طرف ريحان الجنة
» لعبه من ثلاثه حروف فقط
الأحد 28 يوليو 2013, 22:38 من طرف ريحان الجنة
» لغز عجز العلماء عن حله جرب حظك
الأحد 28 يوليو 2013, 22:30 من طرف ريحان الجنة