هذه مُجرَّد مُعاينة لتصميم تم اختياره من موقع Hitskin.com
تنصيب التصميم في منتداك • الرجوع الى صفحة بيانات التصميم
دروس مستفادة من التجربة الماليزية في مكافحة الفقر
منتدى القلوب الصادقة :: الأقسام الفكرية والثقافية :: قسم الطلاب عامة :: فضاء الجامعة :: منتدى العلوم السياسية
صفحة 1 من اصل 1
دروس مستفادة من التجربة الماليزية في مكافحة الفقر
دروس مستفادة من التجربة الماليزية في مكافحة الفقر
مدخل:
إن البلدان العربية وإن كانت قد حققت انجازات إنمائية كبيرة خلال العقود
الثلاثة الماضية ، إلا أنها وهي في مطلع ق21تواجه مشاكل اقتصادية
واجتماعية متعددة تمس حاضرها ومستقبلها ، ويتصدر الفقر أولى هذه المشاكل
حيث يقف عائق في وجه التنمية المنشودة ، إذ يعتبر ظاهرة عالمية ولا يقتصر
على دولة دون سواها .
فبينما نجد في بعض الدول نسب الفقر فيها تزداد باستمرار وتقف دولها عاجزة
أمام هذه الظاهرة هناك بعض الدول تمكنت من تحقيق منجزات في فترات زمنية
قصيرة نسبيا في هدا المجال ، وفي هذا الصدد سوف نتطرق إلى تجربة ماليزيا
في مكافحة الفقر حيث تمكنت من أن تسابق الزمن وتحقق قفزة تنموية واقتصادية
ونهضة شاملة في اقل من 30سنة، ومن هنا نتساءل: كيف تمكنت ماليزيا أن تجعل
تجربتها في مكافحة الفقر تجربة رائدة عالميا؟و ما هي الفلسفة المتبعة في
ذالك؟
للإجابة على هذه التساؤلات نتطرق إلى العناصر التالية :
*مفاهيم أساسية حول الفقر .
*النظرة الاقتصادية والنظرة الإسلامية لأسباب الفقر وكيفية مكافحته .
*عرض التجربة الماليزية ( أهم الخصائص والدروس المستفادة منها) .
إن عرض التجربة الماليزية ليس الغرض منه هو الإيحاء بأن تلك التجربة تمثل
الحل الأمثل والقابل لتطبيق في أي قطر من أقطار الدول النامية لكن القصد
من ذالك هو الاستفادة من تلك التجربة الرائدة .
مفاهيم أساسية حول الفقر :
لا يزال الفقر مشكلة عالمية متعددة الأبعاد فمن بين سكان العالم البالغ
عددهم 6مليارات يعيش 2.7مليار نسمة بأقل من دولارين في اليوم ومليار نسمة
بأقل من دولار في اليوم، ومن كل 100رضيع يموت 6قبل بلوغ سنة واحدة من
العمر ويموت 8قبل بلوغ سن الخامسة (1).
تقدر نسبة السكان اللذين يعشون تحت خط الفقر في البلدان العربية 23%
منها% 19 في بلدان المشرق و9.2%في بلدان المغرب العربي سنة 2000 (2) .
تشير تقديرات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن نحو 800مليون شخص سيعشون
من 1دوار في اليوم وأن 1700مليون شخص سيعشون بأقل من 2دولار في اليوم وسوف
تتراجع حالات فقر الدولار الواحد في اليوم عالميا من %20 عام2005الى 14
%عام 2015كما ستتغير التركيبة الإقليمية للفقر (3).
المعاني التي يدل عليها الفقر لغة تتلخص في النقص والحاجة فالفقير إلى
الشئ لا يكون فقيرا إليه إلاّ إذا كان في حاجة إليه لغيابه تماما أو
لوجوده دون الحاجة وقد ميّز بعض الفقهاء قديما بين الفقير الذي لا يملك
قوتا، والمسكين الذي يملك قوت يومه فقط .
يعرف ابن منظور الفقر في كتابه لسان العرب :هو الحاجة وفعله هو الافتقار
والفقير هو الذي نزعت فقره من ظهره فأنقطع صلبه من شدة فقره أو الفقير
المكسور الفقار يضرب مثلا لكل ضعيف (4).
عرف البنك الدولي الدول منخفضة الدخل أي الفقيرة بأنها تلك الدول التي
ينخفض فيها دخل الفرد عن 600 دولار، وعددها 45 دولة معظمها في
أفريقيا،منها 15 دولة يقل فيها متوسط دخل الفرد عن 300 دولار سنويا ويضيف
برنامج الإنماء للأمم المتحدة معايير أخري تعبر مباشرة عن مستوي رفاهية
الإنسان ونوعية الحياة هذا الدليل وسع دائرة الفقر بمفهوم نوعية الحياة
ليضم داخلها 70دولة من دول العالم أي هناك 45من الفقراء يعيشون في مجتمعات
غير منخفضة الدخل (5) .
كما يعرف على انه عدم القدرة على بلوغ الحد الأدنى من الشروط الاقتصادية والاجتماعية التي تمكن الفرد من أن يحيا حياة كريمة .
و بذالك فالفقر يجمع بين معان مختلفة تختلف باختلاف الباحثين فمنها ما هو
مادي أو اجتماعي أو ثقافي ، وبذالك فالفقر ظاهرة مركبة تجمع بين إبعادها
ما هو موضوعي كالدخل والملكية والوضع الطبقي وما هو ذاتي كأسلوب الحياة
ونمط الإنفاق والاستهلاك وأشكال الوعي ولا يوجد تعريف شامل جامع موحد
ومتفق عليه .
الكثير من يخلط بين الفقر والتخلف رغم أن هناك فرق بين المفهومين فالفقر
يفترض وجود موارد كافية يمكن استغلالها والاستفادة منها، ولكن لا يتم
استغلالها حيث أن الدول المتخلفة تخلفها لا يرجع سبب تخلفها إلى محدودية
الموارد الإنتاجية كما في الدول الفقيرة بقدر ما يرجع إلى الاستخدام الردئ
للموارد الاقتصادية ، أما الدول الفقيرة فهي دول تقل فيها الموارد
والإمكانيات المادية وقد تكون راغبة في التقدم إلا أن أوضاعها لا تسمح لها
بذالك وعليه فالتخلف ليس مرادفا للفقر إنما هو خلل اقتصادي وحضاري
واجتماعي ساعدت على نشوئه عوامل عديدة .
يرى بعض الاقتصاديين أن الدول المتخلفة هي التي يقل فيها متوسط دخل الفرد
في السنة عن مقدار معين من الدولارات أو أن الدول النامية لا يتجاوز فيها
دخل الفرد في السنة عن 1/4دخل الفرد الأمريكي( 6).
و الفقير في الإسلام هو من لا يملك قوت يوم وليلة لقوله (ص):من سأل وعنده
ما يغنيه فإنما يستكثر من النار فقيل: وما حد الغنى يارسول الله ؟قال:شبع
يوم وليلة (7).
وبهذا فرق الإسلام بين الفقر والتخلف والغير فقير له حق معلوم في الزكاة
وموارد بيت المال ، أما المتخلف عن ركب التقدم فقد لعنه وتوعده إذا سأل
وهو قادر على الكسب .
النظرة الاقتصادية والنظرة الإسلامية لأسباب الفقر وكيفية مكافحته:
نتعرض أولا إلي النظرة الاقتصادية لأسباب الفقر ة وسبل مواجهته ثم نتطرق فيما بعد إلى النظرة الإسلامية في نفس المجال .
أولا النظرة الاقتصادية :
إن مشكلة الفقر هي مشكلة اقتصادية تتمثل أساسا في الندرة أي عدم كفاية
الموارد للإشباع الحاجات الإنسانية فالأمم الفقيرة هي تلك الأمم التي ليس
بإمكانها الحصول على السلع والخدمات ، حيث أن الفقر ينشأ أساسا نتيجة
الفجوة القائمة بين الحاجات الإنسانية المتزايدة ومحدودية الموارد
الطبيعية ، و في هذا الصدد يرى مالتوس أن السكان يتزايدون بمتتالية هندسية
وتتزايد الموارد بمتتالية حسابية وفي النهاية يعجز الإنسان على ملاحقة
الموارد الطبيعية وتزداد فجوة الفقر في العالم .
يتفاوت توزيع الموارد الطبيعية على صعيد الكرة الأرضية من بلد إلى آخر،
فعلى صعيد بلدٍ معين قد تتصف الموارد الطبيعية بالندرة أو الوفرة، فإذا
اتصفت تلك الموارد بالندرة، فهذا يعني أن ذلك البلد يعاني من مشكلة الفقر،
وإذا اتصفت -الموارد- بالوفرة، فهذا يعني أن هذا البلد لايعاني من مشكلة
فقر•
وبناء عليه فإنه على صعيد بلد ما- إقليمي جغرافي معين - يمكن القول أن سبب
مشكلة الفقر تتمثل بندرة الموارد، وأن تلك الموارد لا تفي بحاجات
المستهلكين المتزايدة، الأمر الذي يؤدي إلى إيجاد المشكلة الاقتصادية،
التي تتمثل في مشكلة الفقر بشكل أساسي.
و لمواجهة مشكلة الفقر أورد الفريدمان ثمانية أسس هي(8) :
- توفير مكان لحياة آمنة
- توفير المعلومات
- الإنظمام إلى المنظمات الاجتماعية
- إقامة شبكة اجتماعية مكثفة مع العالم الخارجي
- توفير وسائل العمل والإنتاج
- توفير الدعم المالي
- طرح مداخل لاستغلال الوقت
ثانيا النظرة الإسلامية:
ينظر الاقتصاد الإسلامي إلى المشكلة من جهة عدم العدالة وسوء توزيع الدخل
حيث يلعب الإنسان دور مهم في المشكلة وعليه فالمشكلة في الإنسان نفسه لا
في الندرة أو الوفرة، فنجد دولة غنية بالموارد ولكن فيها نسبة مرتفعة من
الفقراء ، و بذالك فالنظرة الإسلامية تعترض على فكرة الندرة مصداقا لقوله
عز وجل "و آتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمته لا تحصوها إن الإنسان
لظلوم كفار"سورة إبراهيم( 34)
قال تعالى:"وما من دابَّةٍ في الأرض إلاّ على اللهّ رزقُها" هود (6)
وعليه لا يمكن القول بوجود مشكلة فقر إذ انطلقت من مبدأ أن الأصل في
الموارد هو الوفرة وليس الندرة، ذلك لأن الخطاب الوارد في الآيات السابقة
هو خطاب عام يتناول جميع الناس، كما أن وفرة الرزق وما يستتبعه من حاجات
أخرى هو للبشر جميعاً، بل إن هذه الوفرة في الموارد أو الرزق تغطي حاجات
البشر .
والمشكلة لا تتعلّق بوجود الموارد الطبيعية، فهي موجودة في هذه الأرض منذ
أن خلقها اللّه سبحانه وتعالى، لكنها تتعلق بمدى قدرة العقل البشري على
اكتشافها، لأن اللّه سبحانه وتعالى خلق تلك الأرض، وجعلها مذللة لبني
البشر، وخلق الإنسان ليعيش عليها، وزوده بالعقل الذي يستطيع من خلاله
اكتشاف تلك الموارد وتسخيرها لصالحه بالشكل الذي يكفي حاجاته.
إلى جانب عوامل أخرى تساهم في إيجاد مشكلة الفقر، تتمثل فيما يلي:
- اللجوء إلى نزول الأطفال إلى مجال العمل وترك الدراسة لمساعدة سد احتياجات الأسرة من مأكل وملبس.
- قلة فرص التعليم بالنسبة لأفراد المجتمع ونقص القدرة والضعف الجزئي
والكلي عن المشاركة بفاعلية في الحياة الاجتماعية والاستمتاع بثمار التطور
الحضاري والتنمية.
وتعتبر الزكاة إحدى أنجع الطرق التي يسلكها الإسلام لمكافحة الفقر والقضاء
على البطالة وتحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية وتدعيم التضامن
والتكافل الاجتماعي ومنع تكدس الثروة في أيدي قلة ومنع احتكارها .
أما عن السياسة الجبائية وسياسة القروض فإن التوزيع العادل لثروات
المتوافرة من شأنه أن يخفف من حدة الفقر ولا تعني بالضرورة مجابهة الفقر
رفع مستوى الضرائب أما بالنسبة للقروض فإن تحديد معدلات الفائدة يلعب دور
مهم في التأثير على الحياة الاقتصادية بحيث يجب أن تكون نسبة الفوائد
مخفضة إلى اقل ما يمكن أو جعلها تساوى الصفر ذالك أن الديون أثقلت كاهل
الدول النامية (9).
وعلى الرّغم من أنّ الإسلام دعا إلى تطبيق مبدأ العدالة الاجتماعيَّة،
لكنّ تطبيق ذلك المبدأ ليس موجباً لإلغاء الفقر من هذا الوجود، بل هو يوجب
تخفيف ويلاته النّفسيَّة والمادّيَّة•وقد يكون الفقر ابتلاءً من اللّه
سبحانه وتعالى لاختبار إيمان العبد وصبره، من خلال الجوع ونقص الأموال
والثمرات، ولذلك قال تعالى: "ولنبلونّكم بشيءٍ من الخوف والجوع ونَقْصٍ من
الأمْوالِ والأنفس والثمرات وبشرّ الصّابرين"البقرة-(155(
ويستنتج مِن كُلِّ ما تقدّم استحالة إزالة مشكلة الفقر بشكل كُلِّيّ،
وإنَّ ما يمكن القيام به تجاه تلك المشكلة يتمثل بالتخفيف من آثارها،
وربما إخراج بعض من يعانون منها، بل ربمّا تطهير بعض المجتّمعات منها خلال
فترة زمنيَّة محدّدة، وذلك كما حصل في عهد الخليفة الرّاشد الخامس عمر بن
عبدا لعزيز، حيث شكا إليه عامل الصّدقات في إفريقيا أنّه لا يجدُ فقيراً
يعطيه من الصَّدقات، وبيت مال الصّدقات مملوء، فكتب إليه: سّدد الدّيْن عن
المدينين، فَسَدّد، ثم شكا إليه: أنّ في بيت مال الصّدقات فَضْلاً، فكتب
إليه"اشتر رقاباً وأعتقها"(10).
عرض التجربة الماليزية وأهم الدروس المستفادة منها:
ماليزيا دولة إسلامية تقع في جنوب شرق أسيا وهي عبارة عن شبه جزيرة يسكنها
25 مليون نسمة ربعهم صينيون ، لمعلومات أكثر حول البلد انظر الجدول رقم
(1) .
تمكنت الدولة أن تنظم إلى ركب النمور الأسيوية وتطمح اليوم أن تلتحق بركب
الدول الصناعية بحلول 2020، وإذا كانت الدولة قد دخلت العولمة من بابها
الواسع وإذا كانت العولمة قد ساهمت في عولمة الفقر فكيف نجحت ماليزيا في
مكافحة الفقر؟ رغم تعرضها للأزمة المالية الأسيوية1997 والتي كادت أن تعصف
بالبلاد. وما هي الفلسفة المتبعة في ذالك؟
نفذت الحكومة في إطار فلسفتها وسياساتها الموجهة للفقر برامج محددة أبرزها:
وكنتيجة مباشرة لتلك السياسات سجَّل مدى الفقر المدقع انخفاضاً من 3.9% في
عام1990 إلى 2.2% في عام 1995، ثم انخفض إلى 1.5% في عام 1999، كما انخفض
الفقر في المناطق الريفية من 15.6 % إلى 13.2 % في عامي 1995-1999 على
التوالي، بينما في المناطق الحضرية انخفض من 4.1% في عام 1995 إلى3.8% في
عام 1999، انظر الجدول رقم (2)، ومن الأرقام الرسمية ذات الدلالة يلاحظ أن
94% من الفقراء في ماليزيا يتاح لأطفالهم التعليم الأساسي مجاناً.
نموذج قرية شنكال(11)
من أبرز القرى التي كافحت الحكومة فيها الفقر.. قرية شنكال ويبلغ تعداد
سكان القرية حوالي 2230 نسمة، كما أن 70 % من سكانها فلاحون يشتغلون في
مزارع المطاط والبساتين التجارية التي تنتج الخضراوات والفواكه، بينما 10
% يعملون في المرافق الحكومية المختلفة و10% لديهم أعمال عائلية صغيرة و5%
يُصنفون ضمن القطاع الخاص، والنسبة الباقية 8% عاطلون عن العمل.
وقامت وزارة التنمية الريفية الماليزية بالتعاون مع مؤسسة مكافحة الفقر في
ولاية كلنتان بإقناع سكان القرية والعمل سويا من أجل تحسين أوضاعهم
المعيشية، وتم تشكيل لجنة تنفيذية من أهالي القرية تعهد أفرادها بالعمل
على إحداث التغيير المطلوب، وقام معهد التقدم الريفي بمهمة تدريب أعضاء
اللجنة على تنفيذ الأعمال والمهام الموكولة إليهم.
وتم شرح أهداف برنامج حركة الرؤية الريفية الذي تعمل من خلاله الوزارة على
تقليل الفقر، وأن عملهم يتركز في تقليل عدد الأسر الأشد فقرا، وتقليل معدل
البطالة من خلال توفير فرص العمل المنتج، وتطوير حقول الخضراوات والفواكه
إلى مزارع تجارية، وزيادة وعي الشباب بأهمية التعليم (التعليم مجانا إلى
المرحلة الثانوية)، وفوائد تقنية المعلومات، ومحو أمية استخدام الكمبيوتر.
أهداف البرنامج تتمثل في :
- تغيير الأنشطة الزراعية التقليدية إلى مزارع تجارية حديثة
- تحسين مهارات النساء الإدارية
- تحسين التحصيل الدراسي للأولاد وزيادة معرفتهم بالكمبيوتر وتنمية مهارات
التفكير السديد لديهم وتحسين مخاطبتهم باللغة الإنجليزية (لغة التجارة
والصناعة في البلاد).
و لتحقيق هذه الأهداف اتُّخذت جملة من الإستراتيجيات العملية لتحقيقها أبرزها:
- تأسيس شبكة عمل مع مؤسسة مكافحة الفقر في الولاية وإنشاء روابط مع
الوكالات الحكومية المعنية بالتنمية والتطوير الريفي؛ وهو ما أتاح الفرصة
أمام أهالي القرية للتعلم من تجارب الآخرين وتطوير قدراتهم ومهاراتهم إلى
جانب تقوية شعورهم بأهمية العمل الجماعي في مواجهة مشكلة الفقر.
- التركيز على التحول إلى الأنشطة الزراعية والتجارية التي تلبي طلب
الأسواق المحلية في القرى والمدن المجاورة من خلال إدخال تقنية إنتاجية
جديدة وزيادة إنتاجية المشروعات الزراعية والمنشآت التجارية.
- تشجيع الفلاحين على المشاركة في أنشطة اتحاد الفلاحين في المنطقة من أجل
حشد الموارد المحلية، وتعبئتها لخدمة سكان المنطقة، وتهيئة إطار تنظيمي
وتعاوني بين الفلاحين يهتم بقضاياهم في المنطقة.
- إقامة حلقة عمل لمجموعة الأسر الأشد فقراً (50 أسرة)، يتم فيها مناقشة
البرنامج واختيار الأسرة التي تبدي رغبة في الاستفادة من البرنامج وإتباع
الخطوات المرسومة لتنفيذه.
الخطوات التنفيذية:
يتم تقسيم الأسر التي توافق على البرنامج إلى مجموعات عمل تنتخب كل مجموعة
رئيسا لها، وتخضع لدورة تدريبية يتم فيها شرح طريقة عمل البرنامج والخطة
التفصيلية والوسائل العملية وتقسيم الأدوار، وتقوم الحكومة والجهات
الراعية للبرنامج (المصانع التي لها استثمارات في ماليزيا) بتوفير التمويل
والتقنية الإنتاجية والتسويق، بينما يقوم الفلاح بالعمل على الأرض، وتقدم
الهيئة الحكومية لمكافحة الفقر في الولاية الأرض الصالحة للزراعة.
يُذكر أن اللجنة التنفيذية المكونة من الأهالي يتم توزيع أعضائها حسب
الحاجات المحلية للسكان بحيث تشمل الأرض والأعمال الزراعية، ورعاية الأسر
الأكثر فقرا، والصحة والتعليم والبيئة، وتطوير المجتمع، والشؤون الدينية.
هذا إلى جانب مشاركة الوكالات الرسمية والمنظمات الشعبية في عملية التوجيه
والمتابعة في إطار شبكة عمل واحدة.
لقد نجحت التجربة وسارعت كثير من الأقاليم الفقيرة الماليزية والمناطق
الريفية الأقل نموا في تطبيقها والاحتذاء بها. ولعل العالم الإسلامي يجد
في هذه التجربة ما يفيده.
خصائص التجربة الماليزية في مكافحة الفقر :
إن التجربة الماليزية جديرة بالتأمل خاصة وأنها تتميز بكثير من الدروس
التي من الممكن أن تأخذ بها الدول النامية كي تنهض من كبوة التخلف
والتبعية واهم العوامل التي ساعدت على النجاح نذكر :
-المناخ السياسي للبلاد حيث لعب الاستقرار السياسي دور مهم في دفع عملية
التنمية نحو الأمام ذالك أن الاقتصاد والسياسة وجهان لعملة واحدة .
- اعتمدت ماليزيا إستراتجية تعتمد على الذات بدرجة كبيرة من خلال الاعتماد على السكان الأصليين إلى جانب اهتمامها بالتنمية البشرية .
- مكافحة الفقر كانت من أولويات السياسة الوطنية .
- استقرار السياسات الاقتصادية والمشاركة الشعبية والإدارة الجيدة أي
المشاركة الفعالة من قبل مؤسسات المجتمع المدني والشفافية في الحكم
والمساءلة العامة كما أن نظام الحكم قائم على عدالة توزيع الدخل بين أفراد
المجتمع واللامركزية في صنع القرار .
-إقامة مشروع مصرف لإقراض الفقراء من أجل توليد دخول جديدة لهم تساعدهم
على الخروج من ربقة الفقر، وهو عمل يمكن للأفراد القيام به في شكل مجموعات
صغيرة وقد طبقت التجربة في ماليزيا على شكل قروض حسنة، وقد نجح في القضاء
على الفقر خاصة في المناطق الريفية، كما كان لتجربة صناديق الزكاة دور في
تخفيف حدة الفقر.
الخاتمة :
مما سبق نقول أن تجربة ماليزيا أصبحت تجربة إسلامية رائدة في مكافحة الفقر
حيث تمكنت من إثبات عدم صحة الإدعاء القائل أن الإسلام يعيق التقدم وأن
المناهج الإسلامية تؤدي إلى الفقر والتخلف ، حيث كانت تلقب الدولة بعاصمة
الطين ، لكن التجربة التنموية التي قادتها البلاد فاقت كل التوقعات، ومن
خلا عرض تجربتها في مجال مكافحة الفقر نقدم بعض الاقتراحات والتي من شأنها
أن يسهم تطبيقها في تقليل حدة الفقر وابرز هذه الاقتراحات تتمثل في :
- ضرورة تدريس مقياس خاص بدراسات اقتصاديات النمور الآسياوية وإجراء المقارنة بين هذه الاقتصاديات المتميزة.
- تبني سياسات يكون من شانها الحد من الفقر .
- تبني المؤسسات الكبرى خاصة، ما يعرف بالمسؤولية الاجتماعية والبيئية .
- تأسيس نمو اقتصادي قابل لاستمرار وإتباع سياسة توزيعية تقلل من درجة عدم المساواة في توزيع الدخل .
- السعي إلى الاستغلال المكثف للقدرات الذاتية والاعتماد على العمالة
المحلية والاستفادة من الموارد المحدودة والطاقات المتاحة إلى أقصى حد
ممكن .
- إعطاء أهمية قصوى لتنمية البشرية .
- ضرورة القيام بجهد عربي منسق من اجل معالجة المشكلات المنهجية والفنية
المتصلة بتعريف الفقر وطرق قياسه وتوفير البيانات والإحصائيات بالجودة
المطلوبة وأن الجهد المطلوب لا بد أن يستند أفضل الخبرات العالمية .
- العزم على مكافحة كل أشكال البيروقراطية ومنح وتسهيل الوصول إلى قروض مصغرة وتدعيم خلق المشاريع المنتجة .
- الاهتمام بشكل اكبر بالتنمية الريفية وتعليم وتأهيل المرأة .
- دعم العمل الجمعوى وتأهيله حيث أصبح يشكل الركن الثالث في الاقتصاد بعد
القطاع العام والقطاع الخاص وأصبح عمل الجمعيات مكمل لعمل القطاع الحكومي
وان لا يقتصر هذا العمل في المناطق الحضرية بل لابد من أن يتركز بشكل اكبر
في الريف .
وإذا كانت الاستفادة من التجارب الرائدة في مجال مكافحة الفقر ضرورة لا بد
منها، فإن عرض التجارب الفاشلة ومحاولة معرفة أسباب الفشل كذالك لا يقل
أهمية ، وفي الأخير نأمل أن يقدم هذا العرض بعض الاستفادة لكل المهتمين ،
و أن مكافحة الفقر لا يقع على عاتق الدولة وحدها بل لا بد أن تكون هناك
نية وعزيمة من طرف المجتمع ذاته ولعل جمعيات المجتمع المدني تلعب دور مهم
في توعية المجتمع وإبراز أهمية العمل الجمعوي من جهة أخرى نقول لا بد أن
تولى الحكومات دور لمثل هذه الجمعيات باعتبارها تعرف مكامن الخلل بشكل جيد
وأنها اقرب ما يكون إلى المجتمع .
جـدول رقم (1)
المؤشرات الرئيسية للاقتصاد الماليزي(1999)
عدد السكان 21 مليون نسمة
العملة المحلية ريجنت
الدولار 3.8 ريجنت
معدل النمو المتوقع(2000) يتراوح ما بين 6.1-8.5%
معدل التضخم أقل من 3%
معدل البطالة 9.2%
قيمة الصادرات 5 مليار دولار (2% من )الصادرات العالمية)
قيمة الواردات 65.5 مليار دولار (1، 1% من الواردات العالمية)
نسبة الزيادة في نمو الصادرات 15%
الفائض في الميزان التجاري 19 مليار دولار
المصدر: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
جدول (2):
معدلات الفقر في ماليزيا خلال الفترة 1995-1999م
سنة 1999 سنة1995 المؤشر(%)
الحضر الريف الحضر الريف
المصدر: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الهوامش :
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] -2
3/ برنامج الأمم المتحدة ، تقرير التنمية البشرية 2005، التعاون الدولي
على مفترق الطرق:المعونة والتجارة والأمن في عالم غير متساو، ص42
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
5/ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
6/ محمد زكي الشافعي، التنمية الاقتصادية ، الجزء الأول، دار النهضة العربية ، القاهرة، بدون سنة نشر، ص 19
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
9/ عبد الحميد براهيمي ، العدالة الاجتماعية والتنمية في الاقتصاد الإسلامي ، مركز دراسات الوحدة العربية ، بيروت ، 1997 ، ص 168
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
11 / [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
1- اختلاف توزيع الموارد والكثافة السكانية على مستوى الدول والأقاليم،
سواء كان ذلك على شكل أراضٍ صالحة للزراعة أو معادن أو مناخ جيد أو أيد
عاملة وما إلى ذلك•
2- قصور الإنسان وتقاعسه عن استغلال الموارد، ربّما لأسبابٍ اجتماعيَّة أو سياسيَّة أو ثقافية•
3- مبالغة البشر في حاجاتهم المادّيَّة وعدم وجود رشْدٍ كافٍ في الاستهلاك
سواءً على المستوى الفرديّ أو الإقليمي أو الدّوليّ، حيث تستهلك الوحدات
الاقتصاديَّة بناءً على قدراتها الشرائية دون النّظر للحاجة الفعليَّة
وحاجة الآخرين•
4- البقاء في دائرة الحروب مما يؤدي بدمار أفراد المجتمع وانهياره ككل وتدني مستوى الدخل وانخفاض المهارة.
5- انتشار البطالة، و ظهور وانتشار الأمراض وانخفاض مستوى الرعاية الصحية ونقص وسوء التغذية والتي تؤدي لانتشار الأمراض.
6- ظهور المشكلات الاجتماعية مثل التفكك الأسري الناتج عن عدم قدرة رب الأسرة على تحمل المسؤولية لباقي أفراد الأسرة والتي تؤدي إلى:
2- تقليص اختلالات التوازن بين القطاعات ومحاربة كل أشكال التمييز وتقليص
الفوارق الاجتماعية حيث تم إنشاء برنامج أمانة أسهم البوميبترا، وهو
برنامج تمويلي يقدم قروضاً بدون فوائد للفقراء من السكان الأصليين
(البوميبترا) وبفترات سماح تصل إلى أربع سنوات، ويمكن للفقراء أن يستثمروا
بعضاً من هذه القروض في شراء أسهم بواسطة المؤسسة نفسها .
3- برنامج أمانة اختيار ماليزيا: وهو برنامج غير حكومي تنفذه مجموعة من
المنظمات الأهلية الوطنية من الولايات المختلفة، ويهدف إلى تقليل الفقر
المدقع عن طريق زيادة دخول الأسر الأشد فقراً، وتقديم قروض بدون فوائد
للفقراء، وتقدم الحكومة من جانبها قروضاً للبرنامج بدون فوائد من أجل
تمويل مشروعاته للفقراء في مجال الزراعة ومشروعات الأعمال الصغيرة.
4- منحت الحكومة إعانات مالية للفقراء أفراداً وأسراً، مثل تقديم إعانة
شهرية تتراوح بين 130-260 دولارا أمريكيا لمن يعول أسرة وهو معوق أو غير
قادر على العمل بسبب الشيخوخة وكذا تنمية النشطات المنتجة خاصة في الجانب
الزراعي والصناعات الصغيرة والمتوسطة .
5- تقديم قروض بدون فوائد لشراء مساكن قليلة التكلفة للفقراء في المناطق
الحضرية. وأسست الحكومة صندوقاً لدعم الفقراء المتأثرين بأزمة العملات
الآسيوية في 1997، تحدد اعتماداته في الموازنة العامة للدولة سنويًّا، إلى
جانب اعتمادات مالية أخرى رغم تخفيض الإنفاق الحكومي عقب الأزمة المالية
وتباطؤ الاقتصاد العالمي، وذلك لصالح مشروعات اجتماعية موجهة لتطوير
الريف، والأنشطة الزراعية الخاصة بالفقراء.
6- توفير مرافق البنية الأساسية الاجتماعية والاقتصادية في المناطق
النائية الفقيرة، بما في ذلك مرافق النقل والاتصالات السلكية واللاسلكية
والمدارس والخدمات الصحية والكهرباء، ونجحت أيضا في توسيع قاعدة الخدمات
الأساسية في المناطق السكنية الفقيرة بالحضر في إطار إستراتيجية 2020م.
7- دعم أكثر الأدوية التي يستهلكها الفقراء والأدوية المنقذة للحياة، كما
أن إتاحة الفرصة للقطاع الخاص في فتح المراكز الصحية والعيادات الخاصة جعل
الدولة تركز على العمل الصحي في الريف والمناطق النائية، وتقدم خدمات أفضل
ومجانية في جانب الرعاية الصحية للحوامل والأطفال.
8- القيام بأنشطة يستفيد منها السكان الفقراء مثل إقامة المدارس الدينية
التي تتم بالعون الشعبي وتساهم في دعم قاعدة خدمات التعليم وتشجيع
التلاميذ الفقراء على البقاء في الدراسة.
8/
4/
10/
1-برنامج التنمية للأسر الأشد فقراً: ويقدم فرصاً جديدة للعمل المولد
للدخل بالنسبة للفقراء، وزيادة الخدمات الموجهة للمناطق الفقيرة ذات
الأولوية بهدف تحسين نوعية الحياة. وقام البرنامج بإنشاء العديد من
المساكن للفقراء بتكلفة قليلة وترميم وتأهيل المساكن القائمة وتحسين
بنائها وظروف السكن فيها بتوفير خدمات المياه النقية والكهرباء والصرف
الصحي وفي بعض الأحيان تقدم مساعدات مباشرة للفقراء .
1/id_article=815 ؟
7/ الإمام ابن حزم، المحلى، الجزء السادس، دار التراث، مصر، بدون سنة نشر ، ص
3.8 13.2 4.1 15.6 مدى الفقر
0.6 2.4 3.5 0.9 مدى الفقر المدقع9
مدخل:
إن البلدان العربية وإن كانت قد حققت انجازات إنمائية كبيرة خلال العقود
الثلاثة الماضية ، إلا أنها وهي في مطلع ق21تواجه مشاكل اقتصادية
واجتماعية متعددة تمس حاضرها ومستقبلها ، ويتصدر الفقر أولى هذه المشاكل
حيث يقف عائق في وجه التنمية المنشودة ، إذ يعتبر ظاهرة عالمية ولا يقتصر
على دولة دون سواها .
فبينما نجد في بعض الدول نسب الفقر فيها تزداد باستمرار وتقف دولها عاجزة
أمام هذه الظاهرة هناك بعض الدول تمكنت من تحقيق منجزات في فترات زمنية
قصيرة نسبيا في هدا المجال ، وفي هذا الصدد سوف نتطرق إلى تجربة ماليزيا
في مكافحة الفقر حيث تمكنت من أن تسابق الزمن وتحقق قفزة تنموية واقتصادية
ونهضة شاملة في اقل من 30سنة، ومن هنا نتساءل: كيف تمكنت ماليزيا أن تجعل
تجربتها في مكافحة الفقر تجربة رائدة عالميا؟و ما هي الفلسفة المتبعة في
ذالك؟
للإجابة على هذه التساؤلات نتطرق إلى العناصر التالية :
*مفاهيم أساسية حول الفقر .
*النظرة الاقتصادية والنظرة الإسلامية لأسباب الفقر وكيفية مكافحته .
*عرض التجربة الماليزية ( أهم الخصائص والدروس المستفادة منها) .
إن عرض التجربة الماليزية ليس الغرض منه هو الإيحاء بأن تلك التجربة تمثل
الحل الأمثل والقابل لتطبيق في أي قطر من أقطار الدول النامية لكن القصد
من ذالك هو الاستفادة من تلك التجربة الرائدة .
مفاهيم أساسية حول الفقر :
لا يزال الفقر مشكلة عالمية متعددة الأبعاد فمن بين سكان العالم البالغ
عددهم 6مليارات يعيش 2.7مليار نسمة بأقل من دولارين في اليوم ومليار نسمة
بأقل من دولار في اليوم، ومن كل 100رضيع يموت 6قبل بلوغ سنة واحدة من
العمر ويموت 8قبل بلوغ سن الخامسة (1).
تقدر نسبة السكان اللذين يعشون تحت خط الفقر في البلدان العربية 23%
منها% 19 في بلدان المشرق و9.2%في بلدان المغرب العربي سنة 2000 (2) .
تشير تقديرات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن نحو 800مليون شخص سيعشون
من 1دوار في اليوم وأن 1700مليون شخص سيعشون بأقل من 2دولار في اليوم وسوف
تتراجع حالات فقر الدولار الواحد في اليوم عالميا من %20 عام2005الى 14
%عام 2015كما ستتغير التركيبة الإقليمية للفقر (3).
المعاني التي يدل عليها الفقر لغة تتلخص في النقص والحاجة فالفقير إلى
الشئ لا يكون فقيرا إليه إلاّ إذا كان في حاجة إليه لغيابه تماما أو
لوجوده دون الحاجة وقد ميّز بعض الفقهاء قديما بين الفقير الذي لا يملك
قوتا، والمسكين الذي يملك قوت يومه فقط .
يعرف ابن منظور الفقر في كتابه لسان العرب :هو الحاجة وفعله هو الافتقار
والفقير هو الذي نزعت فقره من ظهره فأنقطع صلبه من شدة فقره أو الفقير
المكسور الفقار يضرب مثلا لكل ضعيف (4).
عرف البنك الدولي الدول منخفضة الدخل أي الفقيرة بأنها تلك الدول التي
ينخفض فيها دخل الفرد عن 600 دولار، وعددها 45 دولة معظمها في
أفريقيا،منها 15 دولة يقل فيها متوسط دخل الفرد عن 300 دولار سنويا ويضيف
برنامج الإنماء للأمم المتحدة معايير أخري تعبر مباشرة عن مستوي رفاهية
الإنسان ونوعية الحياة هذا الدليل وسع دائرة الفقر بمفهوم نوعية الحياة
ليضم داخلها 70دولة من دول العالم أي هناك 45من الفقراء يعيشون في مجتمعات
غير منخفضة الدخل (5) .
كما يعرف على انه عدم القدرة على بلوغ الحد الأدنى من الشروط الاقتصادية والاجتماعية التي تمكن الفرد من أن يحيا حياة كريمة .
و بذالك فالفقر يجمع بين معان مختلفة تختلف باختلاف الباحثين فمنها ما هو
مادي أو اجتماعي أو ثقافي ، وبذالك فالفقر ظاهرة مركبة تجمع بين إبعادها
ما هو موضوعي كالدخل والملكية والوضع الطبقي وما هو ذاتي كأسلوب الحياة
ونمط الإنفاق والاستهلاك وأشكال الوعي ولا يوجد تعريف شامل جامع موحد
ومتفق عليه .
الكثير من يخلط بين الفقر والتخلف رغم أن هناك فرق بين المفهومين فالفقر
يفترض وجود موارد كافية يمكن استغلالها والاستفادة منها، ولكن لا يتم
استغلالها حيث أن الدول المتخلفة تخلفها لا يرجع سبب تخلفها إلى محدودية
الموارد الإنتاجية كما في الدول الفقيرة بقدر ما يرجع إلى الاستخدام الردئ
للموارد الاقتصادية ، أما الدول الفقيرة فهي دول تقل فيها الموارد
والإمكانيات المادية وقد تكون راغبة في التقدم إلا أن أوضاعها لا تسمح لها
بذالك وعليه فالتخلف ليس مرادفا للفقر إنما هو خلل اقتصادي وحضاري
واجتماعي ساعدت على نشوئه عوامل عديدة .
يرى بعض الاقتصاديين أن الدول المتخلفة هي التي يقل فيها متوسط دخل الفرد
في السنة عن مقدار معين من الدولارات أو أن الدول النامية لا يتجاوز فيها
دخل الفرد في السنة عن 1/4دخل الفرد الأمريكي( 6).
و الفقير في الإسلام هو من لا يملك قوت يوم وليلة لقوله (ص):من سأل وعنده
ما يغنيه فإنما يستكثر من النار فقيل: وما حد الغنى يارسول الله ؟قال:شبع
يوم وليلة (7).
وبهذا فرق الإسلام بين الفقر والتخلف والغير فقير له حق معلوم في الزكاة
وموارد بيت المال ، أما المتخلف عن ركب التقدم فقد لعنه وتوعده إذا سأل
وهو قادر على الكسب .
النظرة الاقتصادية والنظرة الإسلامية لأسباب الفقر وكيفية مكافحته:
نتعرض أولا إلي النظرة الاقتصادية لأسباب الفقر ة وسبل مواجهته ثم نتطرق فيما بعد إلى النظرة الإسلامية في نفس المجال .
أولا النظرة الاقتصادية :
إن مشكلة الفقر هي مشكلة اقتصادية تتمثل أساسا في الندرة أي عدم كفاية
الموارد للإشباع الحاجات الإنسانية فالأمم الفقيرة هي تلك الأمم التي ليس
بإمكانها الحصول على السلع والخدمات ، حيث أن الفقر ينشأ أساسا نتيجة
الفجوة القائمة بين الحاجات الإنسانية المتزايدة ومحدودية الموارد
الطبيعية ، و في هذا الصدد يرى مالتوس أن السكان يتزايدون بمتتالية هندسية
وتتزايد الموارد بمتتالية حسابية وفي النهاية يعجز الإنسان على ملاحقة
الموارد الطبيعية وتزداد فجوة الفقر في العالم .
يتفاوت توزيع الموارد الطبيعية على صعيد الكرة الأرضية من بلد إلى آخر،
فعلى صعيد بلدٍ معين قد تتصف الموارد الطبيعية بالندرة أو الوفرة، فإذا
اتصفت تلك الموارد بالندرة، فهذا يعني أن ذلك البلد يعاني من مشكلة الفقر،
وإذا اتصفت -الموارد- بالوفرة، فهذا يعني أن هذا البلد لايعاني من مشكلة
فقر•
وبناء عليه فإنه على صعيد بلد ما- إقليمي جغرافي معين - يمكن القول أن سبب
مشكلة الفقر تتمثل بندرة الموارد، وأن تلك الموارد لا تفي بحاجات
المستهلكين المتزايدة، الأمر الذي يؤدي إلى إيجاد المشكلة الاقتصادية،
التي تتمثل في مشكلة الفقر بشكل أساسي.
و لمواجهة مشكلة الفقر أورد الفريدمان ثمانية أسس هي(8) :
- توفير مكان لحياة آمنة
- توفير المعلومات
- الإنظمام إلى المنظمات الاجتماعية
- إقامة شبكة اجتماعية مكثفة مع العالم الخارجي
- توفير وسائل العمل والإنتاج
- توفير الدعم المالي
- طرح مداخل لاستغلال الوقت
ثانيا النظرة الإسلامية:
ينظر الاقتصاد الإسلامي إلى المشكلة من جهة عدم العدالة وسوء توزيع الدخل
حيث يلعب الإنسان دور مهم في المشكلة وعليه فالمشكلة في الإنسان نفسه لا
في الندرة أو الوفرة، فنجد دولة غنية بالموارد ولكن فيها نسبة مرتفعة من
الفقراء ، و بذالك فالنظرة الإسلامية تعترض على فكرة الندرة مصداقا لقوله
عز وجل "و آتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمته لا تحصوها إن الإنسان
لظلوم كفار"سورة إبراهيم( 34)
قال تعالى:"وما من دابَّةٍ في الأرض إلاّ على اللهّ رزقُها" هود (6)
وعليه لا يمكن القول بوجود مشكلة فقر إذ انطلقت من مبدأ أن الأصل في
الموارد هو الوفرة وليس الندرة، ذلك لأن الخطاب الوارد في الآيات السابقة
هو خطاب عام يتناول جميع الناس، كما أن وفرة الرزق وما يستتبعه من حاجات
أخرى هو للبشر جميعاً، بل إن هذه الوفرة في الموارد أو الرزق تغطي حاجات
البشر .
والمشكلة لا تتعلّق بوجود الموارد الطبيعية، فهي موجودة في هذه الأرض منذ
أن خلقها اللّه سبحانه وتعالى، لكنها تتعلق بمدى قدرة العقل البشري على
اكتشافها، لأن اللّه سبحانه وتعالى خلق تلك الأرض، وجعلها مذللة لبني
البشر، وخلق الإنسان ليعيش عليها، وزوده بالعقل الذي يستطيع من خلاله
اكتشاف تلك الموارد وتسخيرها لصالحه بالشكل الذي يكفي حاجاته.
إلى جانب عوامل أخرى تساهم في إيجاد مشكلة الفقر، تتمثل فيما يلي:
- اللجوء إلى نزول الأطفال إلى مجال العمل وترك الدراسة لمساعدة سد احتياجات الأسرة من مأكل وملبس.
- قلة فرص التعليم بالنسبة لأفراد المجتمع ونقص القدرة والضعف الجزئي
والكلي عن المشاركة بفاعلية في الحياة الاجتماعية والاستمتاع بثمار التطور
الحضاري والتنمية.
وتعتبر الزكاة إحدى أنجع الطرق التي يسلكها الإسلام لمكافحة الفقر والقضاء
على البطالة وتحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية وتدعيم التضامن
والتكافل الاجتماعي ومنع تكدس الثروة في أيدي قلة ومنع احتكارها .
أما عن السياسة الجبائية وسياسة القروض فإن التوزيع العادل لثروات
المتوافرة من شأنه أن يخفف من حدة الفقر ولا تعني بالضرورة مجابهة الفقر
رفع مستوى الضرائب أما بالنسبة للقروض فإن تحديد معدلات الفائدة يلعب دور
مهم في التأثير على الحياة الاقتصادية بحيث يجب أن تكون نسبة الفوائد
مخفضة إلى اقل ما يمكن أو جعلها تساوى الصفر ذالك أن الديون أثقلت كاهل
الدول النامية (9).
وعلى الرّغم من أنّ الإسلام دعا إلى تطبيق مبدأ العدالة الاجتماعيَّة،
لكنّ تطبيق ذلك المبدأ ليس موجباً لإلغاء الفقر من هذا الوجود، بل هو يوجب
تخفيف ويلاته النّفسيَّة والمادّيَّة•وقد يكون الفقر ابتلاءً من اللّه
سبحانه وتعالى لاختبار إيمان العبد وصبره، من خلال الجوع ونقص الأموال
والثمرات، ولذلك قال تعالى: "ولنبلونّكم بشيءٍ من الخوف والجوع ونَقْصٍ من
الأمْوالِ والأنفس والثمرات وبشرّ الصّابرين"البقرة-(155(
ويستنتج مِن كُلِّ ما تقدّم استحالة إزالة مشكلة الفقر بشكل كُلِّيّ،
وإنَّ ما يمكن القيام به تجاه تلك المشكلة يتمثل بالتخفيف من آثارها،
وربما إخراج بعض من يعانون منها، بل ربمّا تطهير بعض المجتّمعات منها خلال
فترة زمنيَّة محدّدة، وذلك كما حصل في عهد الخليفة الرّاشد الخامس عمر بن
عبدا لعزيز، حيث شكا إليه عامل الصّدقات في إفريقيا أنّه لا يجدُ فقيراً
يعطيه من الصَّدقات، وبيت مال الصّدقات مملوء، فكتب إليه: سّدد الدّيْن عن
المدينين، فَسَدّد، ثم شكا إليه: أنّ في بيت مال الصّدقات فَضْلاً، فكتب
إليه"اشتر رقاباً وأعتقها"(10).
عرض التجربة الماليزية وأهم الدروس المستفادة منها:
ماليزيا دولة إسلامية تقع في جنوب شرق أسيا وهي عبارة عن شبه جزيرة يسكنها
25 مليون نسمة ربعهم صينيون ، لمعلومات أكثر حول البلد انظر الجدول رقم
(1) .
تمكنت الدولة أن تنظم إلى ركب النمور الأسيوية وتطمح اليوم أن تلتحق بركب
الدول الصناعية بحلول 2020، وإذا كانت الدولة قد دخلت العولمة من بابها
الواسع وإذا كانت العولمة قد ساهمت في عولمة الفقر فكيف نجحت ماليزيا في
مكافحة الفقر؟ رغم تعرضها للأزمة المالية الأسيوية1997 والتي كادت أن تعصف
بالبلاد. وما هي الفلسفة المتبعة في ذالك؟
نفذت الحكومة في إطار فلسفتها وسياساتها الموجهة للفقر برامج محددة أبرزها:
وكنتيجة مباشرة لتلك السياسات سجَّل مدى الفقر المدقع انخفاضاً من 3.9% في
عام1990 إلى 2.2% في عام 1995، ثم انخفض إلى 1.5% في عام 1999، كما انخفض
الفقر في المناطق الريفية من 15.6 % إلى 13.2 % في عامي 1995-1999 على
التوالي، بينما في المناطق الحضرية انخفض من 4.1% في عام 1995 إلى3.8% في
عام 1999، انظر الجدول رقم (2)، ومن الأرقام الرسمية ذات الدلالة يلاحظ أن
94% من الفقراء في ماليزيا يتاح لأطفالهم التعليم الأساسي مجاناً.
نموذج قرية شنكال(11)
من أبرز القرى التي كافحت الحكومة فيها الفقر.. قرية شنكال ويبلغ تعداد
سكان القرية حوالي 2230 نسمة، كما أن 70 % من سكانها فلاحون يشتغلون في
مزارع المطاط والبساتين التجارية التي تنتج الخضراوات والفواكه، بينما 10
% يعملون في المرافق الحكومية المختلفة و10% لديهم أعمال عائلية صغيرة و5%
يُصنفون ضمن القطاع الخاص، والنسبة الباقية 8% عاطلون عن العمل.
وقامت وزارة التنمية الريفية الماليزية بالتعاون مع مؤسسة مكافحة الفقر في
ولاية كلنتان بإقناع سكان القرية والعمل سويا من أجل تحسين أوضاعهم
المعيشية، وتم تشكيل لجنة تنفيذية من أهالي القرية تعهد أفرادها بالعمل
على إحداث التغيير المطلوب، وقام معهد التقدم الريفي بمهمة تدريب أعضاء
اللجنة على تنفيذ الأعمال والمهام الموكولة إليهم.
وتم شرح أهداف برنامج حركة الرؤية الريفية الذي تعمل من خلاله الوزارة على
تقليل الفقر، وأن عملهم يتركز في تقليل عدد الأسر الأشد فقرا، وتقليل معدل
البطالة من خلال توفير فرص العمل المنتج، وتطوير حقول الخضراوات والفواكه
إلى مزارع تجارية، وزيادة وعي الشباب بأهمية التعليم (التعليم مجانا إلى
المرحلة الثانوية)، وفوائد تقنية المعلومات، ومحو أمية استخدام الكمبيوتر.
أهداف البرنامج تتمثل في :
- تغيير الأنشطة الزراعية التقليدية إلى مزارع تجارية حديثة
- تحسين مهارات النساء الإدارية
- تحسين التحصيل الدراسي للأولاد وزيادة معرفتهم بالكمبيوتر وتنمية مهارات
التفكير السديد لديهم وتحسين مخاطبتهم باللغة الإنجليزية (لغة التجارة
والصناعة في البلاد).
و لتحقيق هذه الأهداف اتُّخذت جملة من الإستراتيجيات العملية لتحقيقها أبرزها:
- تأسيس شبكة عمل مع مؤسسة مكافحة الفقر في الولاية وإنشاء روابط مع
الوكالات الحكومية المعنية بالتنمية والتطوير الريفي؛ وهو ما أتاح الفرصة
أمام أهالي القرية للتعلم من تجارب الآخرين وتطوير قدراتهم ومهاراتهم إلى
جانب تقوية شعورهم بأهمية العمل الجماعي في مواجهة مشكلة الفقر.
- التركيز على التحول إلى الأنشطة الزراعية والتجارية التي تلبي طلب
الأسواق المحلية في القرى والمدن المجاورة من خلال إدخال تقنية إنتاجية
جديدة وزيادة إنتاجية المشروعات الزراعية والمنشآت التجارية.
- تشجيع الفلاحين على المشاركة في أنشطة اتحاد الفلاحين في المنطقة من أجل
حشد الموارد المحلية، وتعبئتها لخدمة سكان المنطقة، وتهيئة إطار تنظيمي
وتعاوني بين الفلاحين يهتم بقضاياهم في المنطقة.
- إقامة حلقة عمل لمجموعة الأسر الأشد فقراً (50 أسرة)، يتم فيها مناقشة
البرنامج واختيار الأسرة التي تبدي رغبة في الاستفادة من البرنامج وإتباع
الخطوات المرسومة لتنفيذه.
الخطوات التنفيذية:
يتم تقسيم الأسر التي توافق على البرنامج إلى مجموعات عمل تنتخب كل مجموعة
رئيسا لها، وتخضع لدورة تدريبية يتم فيها شرح طريقة عمل البرنامج والخطة
التفصيلية والوسائل العملية وتقسيم الأدوار، وتقوم الحكومة والجهات
الراعية للبرنامج (المصانع التي لها استثمارات في ماليزيا) بتوفير التمويل
والتقنية الإنتاجية والتسويق، بينما يقوم الفلاح بالعمل على الأرض، وتقدم
الهيئة الحكومية لمكافحة الفقر في الولاية الأرض الصالحة للزراعة.
يُذكر أن اللجنة التنفيذية المكونة من الأهالي يتم توزيع أعضائها حسب
الحاجات المحلية للسكان بحيث تشمل الأرض والأعمال الزراعية، ورعاية الأسر
الأكثر فقرا، والصحة والتعليم والبيئة، وتطوير المجتمع، والشؤون الدينية.
هذا إلى جانب مشاركة الوكالات الرسمية والمنظمات الشعبية في عملية التوجيه
والمتابعة في إطار شبكة عمل واحدة.
لقد نجحت التجربة وسارعت كثير من الأقاليم الفقيرة الماليزية والمناطق
الريفية الأقل نموا في تطبيقها والاحتذاء بها. ولعل العالم الإسلامي يجد
في هذه التجربة ما يفيده.
خصائص التجربة الماليزية في مكافحة الفقر :
إن التجربة الماليزية جديرة بالتأمل خاصة وأنها تتميز بكثير من الدروس
التي من الممكن أن تأخذ بها الدول النامية كي تنهض من كبوة التخلف
والتبعية واهم العوامل التي ساعدت على النجاح نذكر :
-المناخ السياسي للبلاد حيث لعب الاستقرار السياسي دور مهم في دفع عملية
التنمية نحو الأمام ذالك أن الاقتصاد والسياسة وجهان لعملة واحدة .
- اعتمدت ماليزيا إستراتجية تعتمد على الذات بدرجة كبيرة من خلال الاعتماد على السكان الأصليين إلى جانب اهتمامها بالتنمية البشرية .
- مكافحة الفقر كانت من أولويات السياسة الوطنية .
- استقرار السياسات الاقتصادية والمشاركة الشعبية والإدارة الجيدة أي
المشاركة الفعالة من قبل مؤسسات المجتمع المدني والشفافية في الحكم
والمساءلة العامة كما أن نظام الحكم قائم على عدالة توزيع الدخل بين أفراد
المجتمع واللامركزية في صنع القرار .
-إقامة مشروع مصرف لإقراض الفقراء من أجل توليد دخول جديدة لهم تساعدهم
على الخروج من ربقة الفقر، وهو عمل يمكن للأفراد القيام به في شكل مجموعات
صغيرة وقد طبقت التجربة في ماليزيا على شكل قروض حسنة، وقد نجح في القضاء
على الفقر خاصة في المناطق الريفية، كما كان لتجربة صناديق الزكاة دور في
تخفيف حدة الفقر.
الخاتمة :
مما سبق نقول أن تجربة ماليزيا أصبحت تجربة إسلامية رائدة في مكافحة الفقر
حيث تمكنت من إثبات عدم صحة الإدعاء القائل أن الإسلام يعيق التقدم وأن
المناهج الإسلامية تؤدي إلى الفقر والتخلف ، حيث كانت تلقب الدولة بعاصمة
الطين ، لكن التجربة التنموية التي قادتها البلاد فاقت كل التوقعات، ومن
خلا عرض تجربتها في مجال مكافحة الفقر نقدم بعض الاقتراحات والتي من شأنها
أن يسهم تطبيقها في تقليل حدة الفقر وابرز هذه الاقتراحات تتمثل في :
- ضرورة تدريس مقياس خاص بدراسات اقتصاديات النمور الآسياوية وإجراء المقارنة بين هذه الاقتصاديات المتميزة.
- تبني سياسات يكون من شانها الحد من الفقر .
- تبني المؤسسات الكبرى خاصة، ما يعرف بالمسؤولية الاجتماعية والبيئية .
- تأسيس نمو اقتصادي قابل لاستمرار وإتباع سياسة توزيعية تقلل من درجة عدم المساواة في توزيع الدخل .
- السعي إلى الاستغلال المكثف للقدرات الذاتية والاعتماد على العمالة
المحلية والاستفادة من الموارد المحدودة والطاقات المتاحة إلى أقصى حد
ممكن .
- إعطاء أهمية قصوى لتنمية البشرية .
- ضرورة القيام بجهد عربي منسق من اجل معالجة المشكلات المنهجية والفنية
المتصلة بتعريف الفقر وطرق قياسه وتوفير البيانات والإحصائيات بالجودة
المطلوبة وأن الجهد المطلوب لا بد أن يستند أفضل الخبرات العالمية .
- العزم على مكافحة كل أشكال البيروقراطية ومنح وتسهيل الوصول إلى قروض مصغرة وتدعيم خلق المشاريع المنتجة .
- الاهتمام بشكل اكبر بالتنمية الريفية وتعليم وتأهيل المرأة .
- دعم العمل الجمعوى وتأهيله حيث أصبح يشكل الركن الثالث في الاقتصاد بعد
القطاع العام والقطاع الخاص وأصبح عمل الجمعيات مكمل لعمل القطاع الحكومي
وان لا يقتصر هذا العمل في المناطق الحضرية بل لابد من أن يتركز بشكل اكبر
في الريف .
وإذا كانت الاستفادة من التجارب الرائدة في مجال مكافحة الفقر ضرورة لا بد
منها، فإن عرض التجارب الفاشلة ومحاولة معرفة أسباب الفشل كذالك لا يقل
أهمية ، وفي الأخير نأمل أن يقدم هذا العرض بعض الاستفادة لكل المهتمين ،
و أن مكافحة الفقر لا يقع على عاتق الدولة وحدها بل لا بد أن تكون هناك
نية وعزيمة من طرف المجتمع ذاته ولعل جمعيات المجتمع المدني تلعب دور مهم
في توعية المجتمع وإبراز أهمية العمل الجمعوي من جهة أخرى نقول لا بد أن
تولى الحكومات دور لمثل هذه الجمعيات باعتبارها تعرف مكامن الخلل بشكل جيد
وأنها اقرب ما يكون إلى المجتمع .
جـدول رقم (1)
المؤشرات الرئيسية للاقتصاد الماليزي(1999)
عدد السكان 21 مليون نسمة
العملة المحلية ريجنت
الدولار 3.8 ريجنت
معدل النمو المتوقع(2000) يتراوح ما بين 6.1-8.5%
معدل التضخم أقل من 3%
معدل البطالة 9.2%
قيمة الصادرات 5 مليار دولار (2% من )الصادرات العالمية)
قيمة الواردات 65.5 مليار دولار (1، 1% من الواردات العالمية)
نسبة الزيادة في نمو الصادرات 15%
الفائض في الميزان التجاري 19 مليار دولار
المصدر: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
جدول (2):
معدلات الفقر في ماليزيا خلال الفترة 1995-1999م
سنة 1999 سنة1995 المؤشر(%)
الحضر الريف الحضر الريف
المصدر: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الهوامش :
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] -2
3/ برنامج الأمم المتحدة ، تقرير التنمية البشرية 2005، التعاون الدولي
على مفترق الطرق:المعونة والتجارة والأمن في عالم غير متساو، ص42
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
5/ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
6/ محمد زكي الشافعي، التنمية الاقتصادية ، الجزء الأول، دار النهضة العربية ، القاهرة، بدون سنة نشر، ص 19
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
9/ عبد الحميد براهيمي ، العدالة الاجتماعية والتنمية في الاقتصاد الإسلامي ، مركز دراسات الوحدة العربية ، بيروت ، 1997 ، ص 168
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
11 / [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
1- اختلاف توزيع الموارد والكثافة السكانية على مستوى الدول والأقاليم،
سواء كان ذلك على شكل أراضٍ صالحة للزراعة أو معادن أو مناخ جيد أو أيد
عاملة وما إلى ذلك•
2- قصور الإنسان وتقاعسه عن استغلال الموارد، ربّما لأسبابٍ اجتماعيَّة أو سياسيَّة أو ثقافية•
3- مبالغة البشر في حاجاتهم المادّيَّة وعدم وجود رشْدٍ كافٍ في الاستهلاك
سواءً على المستوى الفرديّ أو الإقليمي أو الدّوليّ، حيث تستهلك الوحدات
الاقتصاديَّة بناءً على قدراتها الشرائية دون النّظر للحاجة الفعليَّة
وحاجة الآخرين•
4- البقاء في دائرة الحروب مما يؤدي بدمار أفراد المجتمع وانهياره ككل وتدني مستوى الدخل وانخفاض المهارة.
5- انتشار البطالة، و ظهور وانتشار الأمراض وانخفاض مستوى الرعاية الصحية ونقص وسوء التغذية والتي تؤدي لانتشار الأمراض.
6- ظهور المشكلات الاجتماعية مثل التفكك الأسري الناتج عن عدم قدرة رب الأسرة على تحمل المسؤولية لباقي أفراد الأسرة والتي تؤدي إلى:
2- تقليص اختلالات التوازن بين القطاعات ومحاربة كل أشكال التمييز وتقليص
الفوارق الاجتماعية حيث تم إنشاء برنامج أمانة أسهم البوميبترا، وهو
برنامج تمويلي يقدم قروضاً بدون فوائد للفقراء من السكان الأصليين
(البوميبترا) وبفترات سماح تصل إلى أربع سنوات، ويمكن للفقراء أن يستثمروا
بعضاً من هذه القروض في شراء أسهم بواسطة المؤسسة نفسها .
3- برنامج أمانة اختيار ماليزيا: وهو برنامج غير حكومي تنفذه مجموعة من
المنظمات الأهلية الوطنية من الولايات المختلفة، ويهدف إلى تقليل الفقر
المدقع عن طريق زيادة دخول الأسر الأشد فقراً، وتقديم قروض بدون فوائد
للفقراء، وتقدم الحكومة من جانبها قروضاً للبرنامج بدون فوائد من أجل
تمويل مشروعاته للفقراء في مجال الزراعة ومشروعات الأعمال الصغيرة.
4- منحت الحكومة إعانات مالية للفقراء أفراداً وأسراً، مثل تقديم إعانة
شهرية تتراوح بين 130-260 دولارا أمريكيا لمن يعول أسرة وهو معوق أو غير
قادر على العمل بسبب الشيخوخة وكذا تنمية النشطات المنتجة خاصة في الجانب
الزراعي والصناعات الصغيرة والمتوسطة .
5- تقديم قروض بدون فوائد لشراء مساكن قليلة التكلفة للفقراء في المناطق
الحضرية. وأسست الحكومة صندوقاً لدعم الفقراء المتأثرين بأزمة العملات
الآسيوية في 1997، تحدد اعتماداته في الموازنة العامة للدولة سنويًّا، إلى
جانب اعتمادات مالية أخرى رغم تخفيض الإنفاق الحكومي عقب الأزمة المالية
وتباطؤ الاقتصاد العالمي، وذلك لصالح مشروعات اجتماعية موجهة لتطوير
الريف، والأنشطة الزراعية الخاصة بالفقراء.
6- توفير مرافق البنية الأساسية الاجتماعية والاقتصادية في المناطق
النائية الفقيرة، بما في ذلك مرافق النقل والاتصالات السلكية واللاسلكية
والمدارس والخدمات الصحية والكهرباء، ونجحت أيضا في توسيع قاعدة الخدمات
الأساسية في المناطق السكنية الفقيرة بالحضر في إطار إستراتيجية 2020م.
7- دعم أكثر الأدوية التي يستهلكها الفقراء والأدوية المنقذة للحياة، كما
أن إتاحة الفرصة للقطاع الخاص في فتح المراكز الصحية والعيادات الخاصة جعل
الدولة تركز على العمل الصحي في الريف والمناطق النائية، وتقدم خدمات أفضل
ومجانية في جانب الرعاية الصحية للحوامل والأطفال.
8- القيام بأنشطة يستفيد منها السكان الفقراء مثل إقامة المدارس الدينية
التي تتم بالعون الشعبي وتساهم في دعم قاعدة خدمات التعليم وتشجيع
التلاميذ الفقراء على البقاء في الدراسة.
8/
4/
10/
1-برنامج التنمية للأسر الأشد فقراً: ويقدم فرصاً جديدة للعمل المولد
للدخل بالنسبة للفقراء، وزيادة الخدمات الموجهة للمناطق الفقيرة ذات
الأولوية بهدف تحسين نوعية الحياة. وقام البرنامج بإنشاء العديد من
المساكن للفقراء بتكلفة قليلة وترميم وتأهيل المساكن القائمة وتحسين
بنائها وظروف السكن فيها بتوفير خدمات المياه النقية والكهرباء والصرف
الصحي وفي بعض الأحيان تقدم مساعدات مباشرة للفقراء .
1/id_article=815 ؟
7/ الإمام ابن حزم، المحلى، الجزء السادس، دار التراث، مصر، بدون سنة نشر ، ص
3.8 13.2 4.1 15.6 مدى الفقر
0.6 2.4 3.5 0.9 مدى الفقر المدقع9
مواضيع مماثلة
» رحلة سياحيةإلى جزيرة روا الماليزية
» مخطيء من يظن ان الفقر هو فقر الجيوب
» مخطيء من يظن ان الفقر هو فقر الجيوب
» التجربة اليابانية في الإدارة
» التجربة اليابانية.. نموذج الترقي بعد التردي
» مخطيء من يظن ان الفقر هو فقر الجيوب
» مخطيء من يظن ان الفقر هو فقر الجيوب
» التجربة اليابانية في الإدارة
» التجربة اليابانية.. نموذج الترقي بعد التردي
منتدى القلوب الصادقة :: الأقسام الفكرية والثقافية :: قسم الطلاب عامة :: فضاء الجامعة :: منتدى العلوم السياسية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأربعاء 01 أكتوبر 2014, 10:45 من طرف دارين
» الخطبة في 2020
الأربعاء 01 أكتوبر 2014, 10:33 من طرف دارين
» مركز مصادر الإبداع للتدريب والاستشارات CSTC
الثلاثاء 19 أغسطس 2014, 07:14 من طرف al2bda3
» نماذج من رسائل رسمية..طلب وظيفة وغيره
الأحد 22 يونيو 2014, 12:01 من طرف نعاس محمد
» طلب مشرفين لعودة عمل المنتدى من جديد ♥
الثلاثاء 06 مايو 2014, 19:11 من طرف المشرف العام
» رسالة ماجستير كاملة : بيئة العمل الداخلية وعلاقتها بالتسرب الوظيفي
الخميس 06 مارس 2014, 16:47 من طرف rahim05
» فروض مع اجاباتها السنة 1-2-3-4 متوسط
الجمعة 31 يناير 2014, 17:31 من طرف معاذبن
» فروض من الاولى ثانوي إلى غاية الثانية ثانوي كل الشعب
الثلاثاء 19 نوفمبر 2013, 15:42 من طرف marilafolle
» مذكرة تخرج - دور إدارة الجودة الشاملة في تطوير الميزة التنافسية للمؤسسة الإقتصادية
الإثنين 30 سبتمبر 2013, 22:38 من طرف afaf berrah
» اختار حرف ونفذ المطلوب
الأربعاء 31 يوليو 2013, 23:13 من طرف هيمة
» مااااااااتهبطش .............
الأربعاء 31 يوليو 2013, 23:12 من طرف هيمة
» نصيحة اليوم
الأحد 28 يوليو 2013, 22:49 من طرف ريحان الجنة
» سجل حضورك بأجمل وردة 2
الأحد 28 يوليو 2013, 22:47 من طرف ريحان الجنة
» لعبه من ثلاثه حروف فقط
الأحد 28 يوليو 2013, 22:38 من طرف ريحان الجنة
» لغز عجز العلماء عن حله جرب حظك
الأحد 28 يوليو 2013, 22:30 من طرف ريحان الجنة