نظام الحكم في بريطانيا

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

لمحات حول نظام الحكم فى بريطانيا

بقلم: مختار محمد كعبار

--------------------------------------------------------------------------------

تعتبر المملكة المتحدة، والتى تتكون من ايرلندا الشماليه وانجلترا وويلز
واسكتلندا، ملكية دستورية اتحاديه تحت سلطة حكوميه برلمانيه موحده، وهذا
يعني ان الملكه هى رئيسة للدولة، وهى تملك ولا تحكم اى انه ليس للملكه اى
سلطات مطلقه بل ان سلطاتها محدودة وليس لها اى علاقة بالسياسة العامه
للدوله او وضع وصياغة القرارات ورسم السياسة الحكوميه، وهى ايضاً رئيسة
للكنيسة الأنجليكانيه ورئيسة القوات المسلحه ويتمثل دورها الرئيسى الرسمى
وبشكل كبير على العمل المراسمى(Ceremonial) مثل:
دعوة زعيم حزب الأغلبيه بالبرلمان لقصرها وتكليفه بتشكيل الحكومه وهو أجراء بروتوكولى.
أفتتاح الدوره البرلمانيه فى دورة انعقادها الأول، وهو عادة مايكون بعد انتهاء الأنتخابات البرلمانيه واختيار الحكومة الجديده.
القاء خطاب العرش أمام مجلسى العموم (البرلمان) واللوردات (الشيوخ)، وهو
خطاب تعده الحكومة المنتخبه ويرسم سياستها العامه الداخلية والخارجيه فى
جميع المجالات فى بدايه الدورة البرلمانيه.
تقديم المشوره لرئيس الوزراء بطلب منه، ومشورتها غير ملزمه وانما هى مجرد اجراء بورتوكولى.
القيام بحل البرلمان بناء على طلب الحكومه ذات الأغلبيه البرلمانيه.
تستلم تقارير الوزارات حيث تقوم بقراءتها والتوقيع عليها.
رعاية وحضور ثلاث حفلات سنويه رسميه فى حديقة قصر باكينجهام.
أستلام أوراق أعتماد سفراء الدول المعتمدين لدى حكومة المملكة المتحده.
افتتاح اجتماعات مؤتمر رؤساء دول الكومنولث، وهى الدول التى كانت تحت الإستعمار والتاج البريطانى.
أستقبال رؤساء الدول المهمه والتى لها علاقات مميزه بالمملكه فى الزيارات
الرسميه، وعادة ما يكون أما أمام قصر بكينجهام او فى محطة قطارات فكتوريا،
وتصحبهم فى عربتها التى تجرها الخيل.
تقوم بتوزيع الأوسمه والدرجات الرسميه التقديريه سنوياً بناء على توصيات الحكومه، او ما يعرف بالقائمه الشرفيه (The Honorary List).
القاء خطاب سنوى بمناسبة بداية السنة الميلادية الجديده وتهنئة الشعب البريطانى بالمناسبه.
القيام بأفتتاح بعض المرافق العامه ذات الطابع الاجتماعى والثقافى والإنسانى (كالمستشفيات والمعارض ومراكز التأهيل والكليات وغيرها).
القيام بدور مراسمى كملكة لبعض دول الكومنولت بطلب من حكوماتها فى دول مثل
كندا واستراليا ونيوزيلندا وجزر الكاريبى حيث ان هذه الدول لازالت تعتبر
الملكه هى رمزأ للدوله، وهذه الدول ليست نظم جمهوريه وانما فيها نظام
برلمانى بحكومة منتخبه يرأسها رئيس الوزراء، ويكون للدوله حاكم تعينه
الملكه بعد الإتفاق مع حكومة المملكة المتحده واحدى هذه الدول المعنيه.
تقوم بزيارات رسميه مراسميه خارج المملكة المتحده بناء على توصيات من الحكومه، كنوع من العلاقات العامه.
والنظام البرلمانى البريطانى على المستوى الوطنى يتكون من مجلسى العموم
(House of Commons) واللوردات (Lords)، فمجلس العموم (البرلمان) هو مجلس
منتحب بالاقتراع المباشرة من قبل الشعب البريطانى فى الداخل والخارج كل
فترة خمس سنوات، ولكن فى بعض الأحيان تجرى الأنتخابات فى فترات أقل بطلب
من الحكومه لاسباب تكتيكيه او نتيجة ظروف معينه فى وقت تقديم الطلب. وفى
هذا النظام يقوم المواطنون البريطانيون بإنتخاب مباشر لمرشحى الأحزاب
المختلفه بناء على برامج حزبيه مطروحه ومعلنه، والمرشح الذى يكسب أكثر
الأصوات بين المرشحين، ولو بصوت واحد هو الذى يمثل الدائره الإنتخابيه،
وهو نظام (الأول الذى ينجح على القائمه First past the post)، ومن عيوب
هذا النظام الإنتخابى المجحف من وجهة نظرى هو انه يعطى لحزبين رئيسيين
التمثيل بمجلس العموم، وايضاً العضو المنتخب قد لايمثل فى بعض الأحيان حتى
ثلث أصوات الناخبين بالدائره الموزعين على عدة مرشحين، فمثلاً لو فرضنا ان
دائرة انتخابيه بها 1000 منتخب وترشح خمسة مرشحين يمثلون العمال
والمحافظين والاحرار والخضر وأى حزب صغير أخر، وانقسمت الأصوات كالتالى
العمال 202 صوتاً والمحافظين 201 صوتا والاحرار 197 صوتا واخد الحزبين
الأخرين لكل منها 200 صوتا، هذا يعنى ان مرشح العمال قد فاز بمقعد الدائره
بأصوات الأقليه، وغٌيبت الأكثريه، ولعل افضل حل من وجهة نظرى فى مثل هذه
الحاله هو وجود نظام الدوره الثانيه (second round)بين أكثر اثنين من
المرشحين حصولاً على الاصوات، بحيث تعطى الفرصه لنيل أصوات الأغلبيه
للمرشح المنتخب، وهذا النظام معمول به فى انتخابات الرئاسه الفرنسيه.

بعض الاحزاب الصغيره والنشطاء السياسيين ببريطانيا يطالبون بنظام التمثيل
النسبى، كالنظام الأيطالى ودولة العدو الصهيونى حيث تعطى الأحزاب الصغيره
الفرصة للمشاركه فى البرلمان او الحكم وهذا النظام سيئ جداً ولهذا تعارضه
الأكثريه فى بريطانيا، حيث ان الحكومات فى ظل هذا النظام تكون موضع ابتزاز
من الاحزاب الصغيره والتى لاتملك شعبيه كبيره فى تشكيل الحكومه وصياغة
وصنع القرارات واقرارها وعادة ما تكون الحكومات فى مثل هذه الحالات غير
مستقره وتخضع للتوزانات والمساومات السياسيه المصلحيه للاحزاب على حساب
المصالح الوطنيه للشعب والدوله وتعطيل مؤسسات الدوله وتعريض استقرار
البلاد لحالة من شبه الفوضى السياسيه.

والحزب الذى يتحصل على الأغلبية البرلمانيه هو الذى يشكل الحكومة ويصبح هو
الفرع التنفيذى فى النظام البريطانى، وفى نفس الوقت ياخذ دور الفرع
التشريعى وتلك هى احدى المساوئ لهذا النظام من وجهة نظرى، حيث يغيب الفصل
بين السلطات، وتقوم الحكومة بوضع مشاريع ومسودات التشريعات والقوانين عن
طريق لجان تعينها وتكلفها هذه الحكومة وتحت اشراف الوزير المختص كل حسب
نوع مشروع القانون المقدم، تم تدرس الحكومة هذه المشاريع وتعدلها كيفما
تشاء، وتقرها كمشروع قرار، وتطرحها على البرلمان الذى تملك فيه الأغلبيه
وبنظام (البارتى ويب The Party Whip) اى الألتزام بخط حزب الحكومه يُلزم
نواب الحزب بالتصويت على القانون.

يختار زعيم حزب الأغلبيه حكومته من اعضاء حزبه ومن أكثر المقربين اليه
لتنفيذ برنامج حكومته الحزبيه، وتتكون الحكومة بالأضافة لرئيس الوزراء
ونانبه من وزراء دوله أساسيين (سنيورSenior ) كوزراء الخارجيه والداخليه
والدفاع والماليه والتجاره والتعليم والصحه وهم عادة مايعرفون (بالكابنت
Cabinet) او الوزارات السياديه، التى تتخد قرارات الحكومه وتحدد سياستها
الداخليه والخارجيه، وعادة مايحضر المحامى العام (اتورنى جنرال (Attorney
General وهو عضو غير منتخب بالحكومه ويعينه رئيس الوزراء اجتماعات الحكومة
المصغره (الكابنت) ويشارك فى النقاشات ويدلى بالرأى القانون ولكن لايحق له
التصويت فى اتخاذ القرارات وان كان يؤثر فيها، كما يختار رئيس الوزراء
وزراء صغار (جونيور منسترز Junior) لباقى ادارات الدوله كالهجره والرياضه
والثقافه وغيرها من الوزارات غير السياديه، وأعضاء البرلمان متفرغون
تماماً لعملهم البرلمانى ويتقاضون رواتب من الدوله كما ان الدوله تدفع
رواتب لبعض موظفيهم ومصاريف تناقلاتهم، ومن عيب كثير من البرلمانين انهم
لايحضرون كل جلسات البرلمان التى يحضرها الوزراء، الأ انهم يحرصون على
حضور جلسه مُسائلة رئيس الوزراء (Prime Minister’s Question Time) والتى
يحضرها جميع الوزراء السياديين والوزراء الصغار، وهى فرصه لجميع أعضاء
البرلمان من جميع الأحزاب لإستجواب رئيس الوزراء على اى موضوع وتدوم 30
دقيقة وتركز على القضايا الرئيسيه لذلك اليوم، وهى تُجرى كل أسبوع مره فى
حالة انعقاد البرلمان.

فى أول أجتماع لمجلس العموم يختار أعضائه المتحدث بأسم المجلس (The
Speaker of the House) وهو عادة ما يكون من الحزب الحاكم صاحب الأغلبيه،
ومهمته أدارة النقاش والمُسائله بكل نزاهة وحيادية سياسيه وإبقاء النظام
فى غرفة مجلس العموم (Commons Chamber)، كلما خرج اى عضو عن موضوع النقاش
وله حق الطلب من اى عضو مغادرة غرفه المجلس ان هو استمر فى خرق نظام
الجلسات بعد انذاره، وعادة ما يكون طلب المشاركه فى النقاش بالوقوف.

أما مجلس اللوردات فهو مجلس غير منتخب ويتكون من سياسيين قدماء واعضاء
سابقين بالبرلمان متقاعدين من كافة الأحزاب يعينهم رئيس الوزراء بعد
التشاور مع حكومته وزعماء الأحزاب الأخرى، وتوافق عليهم الملكه بناء على
نصيحة الحكومه، وكذلك من كبار الملاك والأغنياء من ابناء النبلاء السابقين
الذين ورثوا صفة (لورد) عن أبائهم اباً عن جد، وهذا المجلس سلطاته محدوده
وفى أغلب الأحيان قرارته غير ملزمه للحكومه، وله صفة استشاريه، ولمجلس
اللوردات متحدث باسمه يتم انتخابه من بين اعضائه.

أما على المستوى المحلى فالمملكة المتحدة مقسمة الى مقاطعات، والمقاطعات
مقسمة الى مناطق انتخابيه داخل المقاطعات، عدا مدينة لندن العاصمه حيث
انها مقسمة الى 33 أدارة محليه (بلديات (Boroughs الا ان اسكتلندا وويلز
تختلف قليلاً عن هذا النظام، وكل مقاطعة او دائرة أداريه او بلديه لها
ادأرة محليه او مجلس محلى بلدى منتخب من الأحزاب الرئيسيه local authority
or Councils)) يمثلون الدوائر الصغيره المحليه داخل المدينه (محلات (Local
wards منتخبون مباشرة من قبل المقيمين بالمحله، وأعضاء المجالس المحليه
هؤلاء مسئولون عن الخدمات المحليه مثل الأسكان والطرق بالمدينه والمنافع
العامه وجمع القمامه والضرائب المحليه التى تصرف على هذه الخدمات. ولكن
داخل هذه المجالس عادة مايكون القرار بيد مايعرف بأعضاء المجلس
التنفيذيون(Executive councillors) والذين يعينون من قبل الأحزاب الفائزه
فى الأنتخابات المحليه. ونظام الانتخاب هو نفسه الذى يجرى فى الانتخابات
الوطنيه العامه، نظام (الأول الذى ينجح على القائمه) وعادة ماتجرى
الأنتخابات المحليه فى شهر مايو من السنة، ومدة العضويه اربع سنوات الا
انها تجرى كل سنتين بالتبادل عن كل اربع سنوات للعضو.

واعضاء المجالس البلديه المنتخبون لا يتقاضون رواتب بل هم متطوعون للعمل
وتدفع لهم نفقات المواصلات والسفر فى المهام الرسميه وبدل نقدى فى حالة
تغيبهم عن أعمالهم العاديه التى يمارسونها (منهم من هو مدرس او سائق حافله
او طالب او عامل عادى او طبيب) خلال اجتماعات المجلس البلدى او ما يتطلبه
عملهم من مقابلة السكان المحليين والأستماع لشكاويهم، وعلى الجهات التى
يعملون بها السماح لهم بالتغيب عن العمل فى حالات قيامهم باعمالهم
البلديه، وهم لايستطيعون القيام بعمل المجلس بانفسهم، ولكن يعينون
مأموريين ومشرفيين يؤدون أكثر المهام الأداريه المحليه تحت أشرافهم وبناء
على قراراتهم وتطبيق سياسة المجلس البلدى، وهم لا يتدخلون فى تعيين او فصل
الموظفين بالبلديات. وينتخب أعضاء المجلس البلدى احد اعضائه ليكون زعيماً
للمجلس ((Council Leader وهو بالتالى يكون عمدة البلده او رئيس البلديه
(Mayor).

مختار محمد كعبار
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

عضو المجلس الوطني لقيادة حزب إتلاف الوحدة (احترام)
عضو الاتحاد الوطني لصحفيي بريطانيا وايرلندا