السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي الكريمة
كثيرا ما نردد أو نسمع كلمة التوبة،، لكن هل نعلم كيف نتوب
تعالي نتعلم سويا كيف نتوب من الذنب....
أولا أختي الكريمة،، إنّ الله تبارك وتعالى لم يحرّم على الناس إلاّ ما يستطيعون تركه ، ولم يوجب عليهم شيئاً لا يستطيعون فعله ، لذا فإن الشيطان قد يوهم بأنه لا يمكن للمسلم أن يتوب ، ولكن على المسلم أن لا يلتفت لما عند الشيطان وليعلم أن باب التوبة مفتوح .
قال الله تعالى { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا إنه هو الغفور الرحيم. وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون } الزمر: 53 – 54 . وقال تعالى { إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين } البقرة : 222. وقال سبحانه { ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده } التوبة 104.
إذن فالتوبة باب مفتوح للجميع يدخل منه كل من استيقظ ضميره وأراد العودة والمآب، لا يصد عنه قاصد ولا يغلق في وجه لاجئ، أياً كان وأياً ما ارتكب من الآثام
وهي فرصة ثمينة وكنز علينا استغلاله،، فالقاعدة الفقهي تقول: التوبة تجب ما قبلها،، أي تمسح الذنب نهائيا
لكن لابد من معرفة كيفية التوبة الصحيحة حتى تُقبل منا بإذن الله
أول الأمور هو الإخلاص لله تعالى وترك الذنب لله تعالى وحده،، فمن تركه لغير الله لم تقبل توبته،، فاحذري أختي أن تتركي الذنب
خوفا من أن يترككي زوجكِ أو أن يلومك الناس... لكن الخوف من الله تعالى أولا وقبل إي مخلوق
الأمر الثاني أختي الكريمة هو الإعتراف بالذنب فإقرارك بذنبك هو درجة من درجات التوبة،، وليس الإعتراف أي المجاهرة بالذنب
لكن أن تكوني على معرفة تامة بذنبك مقرة به في نفسك
قال ابن القيم :" إن الهداية التامة إلى الصراط المستقيم لا تكون مع الجهل بالذنوب، ولا مع الإصرار عليها، فإن الأول جهل ينافي معرفة الهدى، والثاني : غي ينافي قصده وإرادته، فلذلك لا تصح التوبة إلا من بعد معرفة الذنب والاعتراف به وطلب التخلص من سوء عاقبته أولاً وآخراً "
الأمر الثالث أختي الكريمة هو الإقلاع عن الذنب وهذه المرحلة همهة جدا لأن فيها مجاهدة النفس وتحديها على عدم ارتكاب الذنب
فالتي ترجع إلى الله وهي مقيمة على الذنب لا تعد تائبة،
أما الرابع أختي في الله فهو الندم وهو ركن من أركان التوبة لا تتم إلا به ولا تتصور التوبة إلا من نادم خائف وجل مشفق على نفسه مما حصل منه
وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى قيمة الندم فقال : " الندم توبة "
الخامس التوبة قبل غرغرة الموت أي قبل وصول الموت إلى الحلقوم،، فلابد أن تكون التوبة قبل الموت كم قال الله تعالى { وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني توبتُ الآن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أعتدنا لهم عذاباً أليماً } النساء 17
وقال صلى الله عليه وسلم " إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر " إذن أختي فلنسارع إلى التوبة قبل فوات الأوان فلاتدري نفس متى يحين أجلها
ولا بأي أرض تموت.
هذا فيما يتعلق بحقوق الله أما فيما يتعلق بحقوق العباد فلابد من إضافة أمر سادس وهو
رد المظالم إلى أهلها وهذه المظالم إما أن تتعلق بأمور مادية، أو بأمور غير مادية، فإن كانت المظالم مادية كاغتصاب المال فيجب على التائب أن يردها إلى أصحابها إن كانت موجودة، أو أن يتحللها منهم، وإن كانت المظالم غير مادية فيجب على التائب أن يطلب من المظلوم العفو عن ما بدر من ظلمه وأن يعمل على إرضائه .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلله منها ، فإنه ليس ثم دينار ولا درهم، من قبل أن يؤخذ لأخيه من حسناته، فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات أخيه فطرحت عليه "
هكذا أختي في الله نكون قد تعلمنا التوبة الصحيحة علنا نتدارك ما فات ونتوب قبل فوات الأوان
ولنحاول دائما التغلب على النفس ورغباتها وعدم الإنصياع وراء استدراج الشيطان قال تعالى: { يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان
ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر } النور 21.
أسأل الله أن ينير طريقنا ويهدينا صراطه المستقيم وأن يتقبل توبتنا وأبتنا إليه
سبحانك أنت الذي تتنزل بالليل ليتوب مسيئ الليل وتتنزل بالنهار ليتوب مسيئ النهار ألهنا التوبة
وارحمنا برحمتك إنك أنت الرحمن الرحيم.