ماهي صورتك الرمزية لا تستغرب

[اسفون]

سم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على سيدنا محمد خاتم النبيين وإمام المتقين وخليل رب العالمين وعلى اله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد.
قال تعالى إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (*) مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) ( ق: /17 18 )
فسر المفسرون هاتين الآيتين أن لكل إنسان ملكين مكلفان به أحدهما عن اليمين والاخر عن الشمال يكتبون أقواله وأفعاله وقال إبن كثير في تفسيره { إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ } يعني: الملكين اللذين يكتبان عمل الإنسان. { عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ } أي: مترصد .
{ مَا يَلْفِظُ } أي: ابن آدم { مِنْ قَوْلٍ } أي: ما يتكلم بكلمة { إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } أي: إلا ولها من يراقبها معتد لذلك يكتبها، لا يترك كلمة ولا حركة، كما قال تعالى: { وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ } [ الانفطار: 10 -12 ].
وقال الحسن البصري وتلا هذه الآية: { عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ } : يا ابن آدم، بُسطت لك صحيفة، ووكل بك ملكان كريمان أحدهما عن يمينك، والآخر عن شمالك، فأما الذي عن يمينك فيحفظ حسناتك، وأما الذي عن يسارك فيحفظ سيئاتك فاعمل ما شئت، أقلل أو أكثر حتى إذا مت طويت صحيفتك، وجعلت في عنقك معك في قبرك، حتى تخرج يوم القيامة، فعند ذلك يقول: { وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا* اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا } [ الإسراء: 13 ، 14 ] ثم يقول: عدل -والله-فيك من جعلك حسيب نفسك.
كيف هو بنا الحال إذا أوتينا صحفنا يوم القيامة ماذا اعددنا لذلك اليوم ؟ بما ملئت به صحفنا أخير أم شر
أيها الإخوة والأخوات هاته رسالة موجهة إلى كل أصحاب التواقيع والصور الرمزية في المنتديات ، أخي أختي ما هو توقيك وما هي صورتك الشخصية ؟ هل هي في ميزان حسناتك أم في ميزان سيئاتك ؟ هل تكسب بها رضا ربك عنك أم تكسبك سخط ربك عنك ؟
إلى كل من يضع صورة فنان أو وضعت صورة فنانة أو لاعب كرة قدم أو أحد المشاهير في العالم وهم من الكفار ، إذا كنت تضع صورة هذا الأخير فهذا يعني أنك تشهر له أو دلالة على حبك له، فهل ترضى أن تحشر معه يوم القيامة لان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (المرء مع من أحب يوم القيامة) إن لم نقل أنك واليته وهاته أكبر من سابقتها لقول الله عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ ) [الممتحنة : 1] لذا يجب عليك أخي أن تكره كل كافر مهما كان جنسه وعليك أن تشد قلبك على محبة الله ورسوله وخلفائه الراشدين وأصحابه الكرام وأئمة الهدي من بعدهم لتكون معهم يوم القيامة .
وإلى كل من يضع صورة إمراة نصف عارية فهذا يدعوا بها إلى الفاحشة والعياذ بالله فاستمع لقوله تعالى إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ [النور : 19]
فهذا وعيد شديد من الله عز وجل للذين يروجون للفاحشة بين المؤمنين ، ولأن هاته الصورة توقع الفتنة في قلب كل من يراها وربما يصل به إلى أن يتلذذ بها وهلم جرى من المفاسد التي تترتب عنها ، لانها تجلب لصاحبها السيئات ، فكلما شاهدها رجل أو امرأة أثم بذلك الناضر وكان لك نصيب من الوزر ،كما جاء في الحديث الذي رواه ابن ماجة في سننه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلممن دعا إلى ضلالة فعليه من الإثم مثل آثام من اتبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا ) صححه الالباني رحمه الله فسأل نفسك أخي كم يشاهدها من أحد في مشارق الأرض ومغاربها ؟ ومذا لو توفتك المنية وخلفت من ورائك هاته الصورة التي يشهد بها الناس ويحكمون عليك إن كنت من أهل الجنة أو من أهل النار كما جاء في الأثر عن أنس رضي الله عنه قال (مر بجنازة فأثني عليها خير فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم وجبت وجبت وجبت ومر بجنازة فأثني عليها شر فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم وجبت وجبت وجبت فقال عمر فداك أبي وأمي مر بجنازة فأثني عليها خير فقلت وجبت وجبت وجبت ومر بجنازة فأثني عليها شر فقلت وجبت وجبت وجبت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أثنيتم عليه خيرا وجبت له الجنة ومن أثنيتم عليه شرا وجبت له النار أنتم شهداء الله في الأرض) رواه البخاري ومسلم واللفظ له والترمذي والنسائي وابن ماجه
فترك عنك أخي حمل أوزار الغير فان الإنسان لا يطيق حتى على حمل أوزاره، وكن بين الناس على أحسن حال وإحرص على أن تخلف وراءك كل ماهو خير لك في آخرتك ويكسبك الحسنات وأنت في قبرك .
‌جميل أن يكون لكل واحد منا شعار يعبر به العضو عن مشاعره و ثقافته والأجمل من ذلك أن يكن هذا الشعار داعيا للخير وجالب للحسنات نكسب به رضى الرحمن، فلنتق الله في أنفسنا وفي أعمالنا ونستبدل ما هو أدنى بالذي هو خير
إلى كل من يضع أو تضع صورة فيها ذوات الأرواح فقد ورد في الحديث الصحيح وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( إن أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون) رواه البخاري ومسلم، وصح كذلك عن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إن الذين يصنعون هذه الصور يعذبون يوم القيامة يقال لهم أحيوا ما خلقتم) رواه البخاري ومسلم وهناك أحاديث كثيرة جاءت بالوعيد الشديد لأصحاب الصور وكما أجمع أهل العلم أن تصوير ذوات الارواح محرم تحريما شديدا وهو من كبائر الذنوب لما جاء فيه من الوعيد الشديد يوم القيامة قال الخطابي رحمه الله تعالى : (إنما عظمت عقوبة المصور لأن الصور كانت تعبد من دون الله؛ ولأن النظر إليها يفتن وبعض النفوس إليها تميل ) فكما أن الله عز وجل حرم التصوير على المصور فان نشر هاته الصور والتشهير بها حتما يكون حراما
فلذلك يجب علينا أن نمتثل لأوامر رسول الله صلى الله عليه وسلم وننقاد لما شرعه لنا بترك ماهو محرم علينا ونبتعد عما يجلب لنا السيئات ويدخلنا في سخط الله والعياذ بالله فلنتق الله فيما نهانا عنه ليرضى عنا ولا ينزل عقوبته علينا في الدنيا

كما أوجه طلب إلى الإخوة الأعضاء لمشاركتنا في أجر هذا العمل وذلك بنشر هذا الموضوع فالدال على الخير كفاعله
والله الموفق إلى الخير