الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده:
عندماأمر الله عز وجل نبيه إبراهيم عليه الصلاة والسلام بذبح
ولده إسماعيل عليهالسلام قرباناً لله، بادر إلى ذبحه مسرعا ،
وأذعن إسماعيل صابراً، فلماتمَّ مرادُ الله تعالى بابتلاء خليله
إبراهيم عليه السلام، وتأكد عزمه،وشرع في ذبح ابنه، فداه
الله بذبح عظيم، فكان هذا الكبش العظيم دليلاوبرهانا عظيما
على تمام التضحية والفداء لله عز وجل .
إبراهيم عليه السلام يهمّ جازما بذبح ابنه وثمرة فؤاده ، أمله
الكبير وأمنية عمره الطويل وفلذة كبده وهو شيخٌ كبير.
ما أعظمه من ابتلاء واختبار وما أروعه من توحيد خالص
صادق تهون معه كل التضحيات والفداء ولو كان الثمن أغلى
من النفس وأعز من الفؤاد.
فأين معاني التضحية والفداء في حياتنا اليوم ونحن نذبح
أضاحينا ؟
أين فداؤنا لأمتنا التي تسام أشد العذاب .. ؟
إخوتنا يرزحون تحت السياط والمدافع ..
يفترشون المذابح ويلتحفون المآسي ..
أما نحن إلا من رحم ربي ... فتشغلنا صيحات الأزياء والموضات عن صيحات العذارى المغتصبات!!
وتصم آذاننا صرخات التجديد..عن سماع صرخات الإبادة والتشريد..!
نتعاظمأن نقاطع علبة البيبسي فالصبر عنها عظيم ، ولا
نستطيع الصبر عن قهوة ستاربوكس فمذاقها لا يقاوم ولا عن
منتجات نستلة فجودتها لا تقارن ، ونعجز أننتخلى عن أزياء
ماركس آند سبنسر فأناقتها لا تدانى ، ولا يمكننا أن نركب
سوى جيمس وشيفروليه فرفاهيتهما لا نظير لها ..!!
يا أمة التوحيد ..
لقد نحرنا كباشنا .. تقبل الله منا ومنكم
فمتى ننحر الهوى والشهوات .. ونسفك دماء الهوان والذل ..
ومتى نحقق الفداء والتضحية لهذا الدين العظيم
وإن الخير في الأمة كثير .. وباقٍ إلى قيام الساعة .. وإن
تباشير الفجر تؤذن بالشروق
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.