عندما تكون فلسطينياً..
.. عندما تكون فلسطينيا ..
سيكون لديك تدريب يومي على إخفاء دموعك
وابتلاع قطعة كبيرة من أمانيك التي غص بها واقعك
ووقف أمامها مشدوهاً فمن اين يأتي لك بمارد المصباح
ليعيد إليك وطنك المسروق
ورائحة يافا وعكا
.. عندما تكون فلسطينيا ..
ستكون غريباً في وطنك.. وفي خارج وطنك
ستكون مثاراً لمختلف المشاعر
ستكون مثاراً للشفقة حيناً
ومثاراً للحزن حيناً
ومثاراً للاهتمام حيناً
ومثاراً للإعجاب أحياناً
.. عندما تكون فلسطينيا ..
لن تعنيك كلمات العشق.. ومؤشرات البورصة العالمية
ومهرجانات تقام هنا وهناك
ولن يعنيك أن يطول الليل .. أو يختفي للأبد النهار
ولن يعنيك أن يكون العام اثنا عشرشهراً
لن يعنيك أن يصعد البشر إلى القمر.. أو ينزل هوإليهم
كل ما يعنيك هو ان فلسطين محتله
ويجب أن نحررها
.. عندما تكون فلسطينيا..
ستصاب حتماً بمرض يدعى: الحزن
وستصيب العدوى بمرضك هذا كل من يعرفك
أو يتأمل تلك الدموعالأسيرة في عينيك
أو يستمع لأنين المساجد والكنائس
.. عندما تكون فلسطينيا ..
ستتمتع بذاكرة قوية ستتذكر
صوت كل مؤذن ... وضحكة كل طفل
ستذكر لون الفجر.. وطعم النوم.. ورائحة المطر
وستذكر ايضاً.. تلك الليالي السوداء
بأصوات وحوشها وحركاتهم
ستذكر رائحة الموت الممزوجة بالبارود
ونواح النساء ستذكر رسم خطواتك نحو المجهول
وستذكر كل دمعة.. فوق أية حبة تراب سقطت
.. عندما تكون فلسطينيا ..
ستعيش حنيناً دائماً لماضِ لم تعرفه
ولمستقبل ليس بإمكانك ان تعرفه
عندما تكون فلسطينيا..
ستتوقف عن الكلام فجأة
وستترك الرواية بلا نهاية
والقصيدة بلا خاتمة
فغالباً ما ستزدحم الافكار في رأسك
حتى يدهس بعضها بعضاً
وستضطر إلى التوقف عن الكتابة .. أو الكلام فجأة
لتقوم بمراسم دفن ما دُهِس من افكارك