عقد المدرب الوطني رابح سعدان،
منتصف
نهار أمس ندوة صحفية، تطرق من خلالها إلى عدة نقاط حساسة، تخص التشكيلة
التي سيعتمد عليها أمام سلوفينيا، وهو اللقاء الذي وإن لم يسهب في الحديث
عنه كثيرا، إلا أنه أعطى الانطباع أنه يولي احتراما كبيرا للمنافس الأول
للخضر.
سعدان كشف أمورا عديدة، إلا أن أهمها كانت عندما عاد إلى قضية اللاعب منصوري، الذي لن يلعب أساسيا وإعتماده على يبدة في مكانه.
..."لا أدري ما يحدث في الشارع.. لكن غالبا ما كنت أحضر منصوري، صايفي وڤاواوي"
حتى
وإن تمحورت الندوة الصحفية على العديد من النقاط، إلا أن منصوري شكل الحدث
يوم أمس، حيث عاد سعدان إلى الكيفية التي تم بها إخبار اللاعب بقرارارته،
مؤكدا أنه كان يتحدث معه مرارا في مثل هذا الموضع، حيث قال "لقد تحدثت مع
منصوري مثلما تحدثت مع ڤاواوي وصايفي.. أنا لا أدري ماذا يحدث في الشارع،
لقد تعلمت شيئا وهو أن لا أقول ماذا يدور في الخارج وبالتالي أحاول دائما
التركيز على فريقي وأفعل المستحيل من أجل أن لا أشعر بأي ضغط".
"إستبقت الأحداث كي يحضر منصوري نفسه"
وفي
سياق متصل، أكد سعدان أن السبب في استباق الأحداث، والتحدث مع منصوري، من
قبل كان بداعي تحضيره نفسيا، "طالما أن العملة التي أتعامل بها، في اتخاذ
قراراتي بخصوص التشكيلة يمليها الميدان، الذي يأتي منه رد كل لاعب، حتى
وإن أجد نفسي مجبرا على الإستعانة ببعض اللقاءات الودية، في محالة البحث
عن الفريق الأنسب".
"منصوري راح ضحية المنافسة الشرسة"
وأوضح
سعدان، جزئية مهمة للغاية، في القرار الذي مفاذه الإستغناء عن خدمات
اللاعب منصوري في التشكيلة الأساسية، حيث أرجع ذلك إلى عامل المنافسة الذي
قال عنه الناخب الوطني "المنافسة كانت غائبة من قبل، أما اليوم الحمد لله
لدينا 4 لاعبين ينشطون في نفس المنصب"، وهو ما يؤكد أن الداعي الذي جعل
سعدان يتخلى عن منصوري هو تفوقهم ولياقتهم البدنية.
"المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار وفوق سعدان ولا أنظر أبدا للأسماء"
وتبقى
أهم نقطة، جعلت سعدان يتطرق لها دون لف أو دوران، هي المصلحة الوطنية، حيث
أكد المدرب الوطني، أنه يبحث عن المصلحة الوطنية دون سواها... "المصلحة
الوطنية فوق كل اعتبار وفوق الجميع، بما فيها سعدان حتى وإن كنت مسؤولا،
إذ أسعى دائما إلى تشكيل أحسن فريق بوسعه تمثيل الجزائر أحسن تمثيل ودون
النظر إطلاقا للأسماء".
"أحترم مشوار ڤاواوي، صايفي ومنصوري مع الخضر"
وواصل
سعدان حديثه بخصوص قضية تخليه عن منصوري، إذ أكد أنه لا يسعى أبدا إلى
إحراجه لا هو ولا غيره، طالما يكن احتراما كبيرا للاعبين، قدموا الكثير
للمنتخب الوطني.. إذ قال في هذا الصدد "أنا أحاول تشكيل أحسن فريق، لكن مع
احترام الأشخاص.. أنا أحترم مشوار ڤاواوي مع الخضر، ومشوار صايفي ومنصوري
وكل اللاعبين الذين قدموا الكثير".
"لست هنا لإخراج اللاعبين من الباب الضيق.. ولو تأثرت بالضغط لأبعدت عدة لاعبين منذ مدة طويلة"
ومن
نفس الزاوية، عاقب سعدان حديثه، مؤكدا أنه يرفض إحراج اللاعبين وبالتالي
إخراجهم من الباب... وأردف حديثه، نافيا فيه استسلامه للضغط حيث قال "لم
أتثر بأي ضغط، ولو كنت كذلك لتم إبعاد عدة لاعبين منذ مدة طويلة ولن
تجدوهم حاليا في قائمة الـ23.. لقد فرضت نظرتي، وسبق وأن صرحت في تربص
كران مونتانا أنه بمجرد وصول اللاعبين إلى المعسكر التحضيري، فإن الميدان
هو الذي سيحدد من مِنهم سيقحم أساسيا، من منطلق الأحسن حسب رأيي لتمثيل
الجزائر".
"صعب على أي لاعب تقبل التخلي عنه.. لكن تيري هنري مثال حي في التضحية"
ويبقى
من المهم، معرفة رد فعل اللاعب، عندما علم بخبر التخلي عنه وهو ما تطرق له
سعدان كذلك، حيث قال "من الصعب على كل لاعب تقبل التخلي عن خدماته، في
منافسة كأس العالم، ومن الصعب جدا أن تقنعه بذلك، وتؤكد له أنه خسر
مكانته، لكن منصوري لاعب محترف، وغالبا ما كان قائدا، وعليه تقبل التضحية
من أجل المنتخب الوطني، على غرار نجم المنتخب الفرنسي "تيري هنري" الذي
وإن يعد هدافا للديكة، إلا أن ذلك لم يمنع من التخلي عنه، شأنه في ذلك شأن
قائد المنتخب الإنجليزي.. القرار كان صعبا إتخاذه لكنه ضروري".
"إخترت يبدة ولحسن في وسط الميدان الدفاعي"
ولم
يكن أمام سعدان، عدم التطرق للاعب الذي سيعوض منصوري، إذ كان الناخب
الوطني صريحا لأبعد الحدود، ولم يتخوف من الجواسيس، على اعتبار أن الخضر
أصبحوا كتابا مفتوحا، وكشف قائلا "لقد حددت من سيلعب في وسط الميدان
الدفاعي، والأمر يتعلق بلحسن ويبدة"، مضيفا "حتى وإن استقر رأيي على هذان
اللاعبين، إلا أننا لا ندري ماذا سيحدث قبل اللقاء الأول أمام سلوفينيا؟،
إذ من الممكن جدا أن يتعرض أي لاعب لإصابات ما يحتم تعوضيهم بطبيعة الحال".
"الإصابات منعتني من كشف التشكيلة الأساسية باكرا"
وكشف
الناخب الوطني، خلال الندوة الصحفية، أن الأمور قد سويت نهائيا، بخصوص
التشكيلة التي ستواجه سلوفينيا، ولم يبق التردد سوى في منصب واحد"... هذا
وأوضح سعدان أنه كان يرغب في أن يكشف للاعبين خياراته منذ مدة طويلة، إلا
أن عدم جاهزيتهم بداعي الإصابات التي طاردتهم جعله يتأخر في الإعلان عن
التشكيلة الأساسية.
"ركزت على التوازن... فضلت الأكثر فعالية في الهجوم.. والأحسن بدنيا في الارتفاع"
وبخصوص
الخيارات التي إرتكز عليها في تحديد التشكيلة، أكد سعدان أنه فضل عامل
التوازن الدفاعي والهجومي لإذ أوضح قائلا "لقد اخترت في خط الهجوم الأكثر
فعالية، وبما أننا سنلعب في الارتفاع فقد إخترت الأكثر جاهزية، لهذا
العامل مع مخاولة الإبقاء على عامل الإنسجام، والاستقرار في الفريق الذي
من سوء الحظ أنه لم يلعب لاعبوه لمدة طويلة سويا بداعي الإصابات".