لا يختلف اثنان على أن العنف الجسدي بين الأزواج أمر همجي , وهو علامة للتخلف والجهل , وهو مرفوض حضارياً وإنسانياً ودينياً,
ومع كل التطور العلمي والتقني ما زال هناك رجال في أيامنا يضربون نساءهم والغريب أن هناك زوجات تتقبل الفكرة وتخلق له الأعذار لتبرر عمله وهي كأنها اعتادت الأمر , أي زيجات هذه ؟ أية حياة تعيشها هؤلاء النساء ؟ أي جو منزلي للأولاد ؟ أي ثقافة ونموذج يرون في والديهم ؟ ... ومع هذا تبقى حالات الضرب والتعذيب الجسدي على أنواعه على الرغم من وجودها , أقل حدوثاً من حالات العنف النفسي والمعنوي التي هي أكثر ضرراً وأكثر انتشاراً ...
فليسأل كل زوج نفسه : كيف أعامل زوجتي ؟ هل تحيا بكرامة وسعادة وراحة وسلام في بيتي ؟ ما هي طريقة معاملتي لها ؟ هل تحيا في دوامة العنف المنزلي والعذاب النفسي في ظلي ؟ إن كان كذلك عليه أن يتوب إلى الله ويعتذر من زوجته ويحسن علاقته بها ويعطيها فرصة حياة أفضل .
أما إن لم يعالج المشكلة فالأمر سيتكرر مع أولاده من جديد فالبيت هو المدرسة الأولى في الحياة وسيأتي من يعذب بناته أو أخواته , ليت كل رجل يعنف زوجته يسأل نفسه: كيف يراني أولادي؟ وما هو رأي أهلها وجيراني بي إذا عرفوا حقيقتي؟ والأهم هو كيف يراني الله ؟ وإن تمكن الرجل العنيف أن يغش الناس ويحافظ على صورة الرجل " الخواجة " فليعلم أن أولاده سيبقون يتذكرونه على حقيقته وأن الله يدافع شخصياً عن المظلومين ويقتص من ظالميهم.
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول وينفذون احسنه