فلسطين أرض تاريخية عربية، تقع في الطرف الشرقي للبحر الأبيض المتوسط.
وتعتبر فلسطين واحدة من أهم المناطق التاريخية في العالم, وهي الأرض المقدسة والمكان الذي وقع فيه كثير من الأحداث المذكورة في الكتب المقدسة.
وفيها من الأماكن المقدسة الإسلامية المسجد الأقصى؛ مسرى الرسول -صلى الله عليه وسلم- في رحلة الإسراء.
من هم سكان البلاد الأصليين؟كان سكان البلاد الأصليون من الكنعانيين العرب الذين عاشوا فيها آلاف السنين قبل مجيء اليهود إليها. وهؤلاء العرب هم الذين بنوا القدس. حاول اليهود إضفاء الغموض والتجاهل على الوجود العربي في فلسطين،
وذلك بما يملكون من وسائل دعائية قوية، ولكنهم تناسوا الحقيقة المهمة، وهي أنهم إنما طرأوا على فلسطين والقدس بمرورهم العابر في مطلع القرن الثامن عشر قبل الميلاد، أي أنهم قادمون متأخرون على مسرح الأحداث في فلسطين!
وقد ظلت فلسطين منذ الفتح الإسلامي جزءًا من دولة الإسلام خلال فترة الخلفاء الراشدين، ثم الدولة الأموية والدولة العباسية والدولة العثمانية. وما زال المسلمون حتى يومنا هذا يعتبرونها جزءًا من دار الإسلام لابد أن يعود إلى أصله, وقد استمر الحكم الأسلامي لفلسطين خلال الخلافة لمدة 1300 سنة .
والحكام المسلمون لم يجبروا دينهم على الفلسطينيين، وخلال أكثر من قرن تحول الأغلبية إلى الإسلام. المسيحيون واليهود الباقون إعتبروا أهل الكتاب. وسمح لهم السيطرة المستقلة ذاتيا في مجتمعاتهم وضمن لهم أمنهم وحريتهم في العبادة. مثل هذا التسامح كان نادر في تاريخ الأديان و في تاريخ فلسطين.
أكثر الفلسطينيين تبنّوا العربية والثقافة الإسلامية. فلسطين إستفادت من التجارة مع الإمبراطوريات المجاورة ومن أهميتها الدينية خلال الحكم الأموي الإسلامي في دمشق. عندما إنتقلت السلطة إلى بغداد مع العباسيين في 750، أصبحت فلسطين مهملة. عانت البلاد بعد ذلك من الإضطراب والهيمنة المتعاقبة من قبل السلجوقيين، الفاطميين، والغزوات الصليبية.
بعد الحرب العالمية الأولى (1914-1918م)، دخلت فلسطين تحت الانتداب البريطاني، وأصدرت بريطانيا وعد بلفور عام 1917م لإقامة وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين تحت ضغط الحركة الصهيونية العالمية، وقاوم العرب الفلسطينيون مخططات بريطانيا وحلفائها اليهود وقاموا بثورات متعددة أبرزها ثورة 1929م والثورة الكبرى 1936م. وخرجت بريطانيا من فلسطين وقد تركت كميات كبيرة من الأسلحة لليهود مما ممكنهم من احتلال ثلاثة أرباع فلسطين وطرد 700,000 من سكانها الشرعيين إلى الدول العربية المجاورة.
التآمر الاستعماري على فلسطين:في الحرب العالمية الأولى انضمت الإمبراطورية العثمانية إلى كل من ألمانيا والنمسا والمجر في الحرب العالمية الأولى (1914- 1918م) ضد الحلفاء، وتولت أمر فلسطين حكومة عسكرية عثمانية. وخططت بريطانيا وبعض حلفائها لتقسيم أملاك الدولة العثمانية فيما بينها بعد الحرب....
ثم بمساعد من قبل العرب، أحتل البريطانية فلسطين من الأتراك العثمانيين في 1917 - 1918.
العرب تمرّدوا ضدّ الأتراك لأن البريطانيين وعدوهم، في 1915-1916باستقلال بلدانهم بعد الحرب.
ووعدت بريطانيا رئيس الاتحاد اليهودي البريطاني "حاييم وايزمان" بمساعدته على تاسيس "وطن قومي" في فلسطين, وخلال إنتدابهم من 1922 الى 1948،البريطانيون وجدوا أن وعودهم المتناقضة إلى اليهود و العرب الفلسطينيين صعبة التوافق.
تصوّر الصهاينة بفتح الهجرة اليهودية بشكل واسع النطاق، والبعض تكلّم عن دولة يهودية تشمل كلّ فلسطين.
الفلسطينيون رفضوا قيام بريطانيا بتقديم بلادهم إلى طرف ثالث و هم لا يملكونها،أخذ الإنجليز بكل عنف يجددون الهجرة اليهودية وامتلاك الأراضي من العائلات غير الفلسطينية التي أحست بالهلع من جراء الاضطرابات. كما امتلك اليهود أغلبية الأراضي في فلسطين.
وأوصت هيئة الأمم بتقسيم فلسطين إلى دولتين؛ عربية ويهودية، وطلبت وضع القدس تحت الوصاية الدولية. وتبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذه الخطة في نوفمبر 1947م. وأصدرت قرارها في 29 نوفمبر 1947م الذي تضمن التوصية بتقسيم فلسطين وإنهاء الانتداب البريطاني على فلسطين
ولكنها تجاهلت بقرارها حق شعب فلسطين في تقرير مصيره، وأعطت اليهود 56% من أراضي شعب فلسطين، في حين أنهم كانوا يمثلون فقط 5,6% من مجموع السكان قبل التقسيم. وقبل اليهود بقرار الأمم المتحدة، لكن العرب رفضوه ونشب القتال في الحال.
إعلان قيام الدولة اسرائيلية:وفي 14 مايو 1948م، أعلن اليهود قيام دولتهم المستقلة، وانسحب البريطانيون من فلسطين. وفي اليوم التالي، قامت الدول العربية المجاورة بمحاولة مساعدة أهل فلسطين في محنتهم ضد اليهود. وعندما انتهى القتال في 1949م، ضمت إسرائيل مناطق تتجاوز الحدود التي وضعتها الأمم المتحدة، أما بقية المنطقة التي خصصتها الأمم المتحدة للعرب فقد أصبحت تحت إدارة كل من مصر والأردن. فوضعت مصر قطاع غزة تحت إدارتها كما انضم الجزء الآخر (الضفة الغربية) إلى إمارة شرق الأردن، وتكوَّن من ذلك المملكة الأردنية الهاشمية. وكانت النتيجة النهائية هي أن حوالي 700,000 من العرب طردوا من إسرائيل وأصبحوا لاجئين في الأقطار العربية المجاورة.
دخلت مصر وسوريا في حرب مع إسرائيل لإستعادة الأقاليم المحتلة في 1967. هاجمت الدول العربية بشكل غير متوقّع في 6 أكتوبر الذي يصادف يوم عيد الغفران.
بعد عبور قناة السويس كانت القوات العربية تكسب مواقع متقدّمة في شبه جزيرة سيناء ومرتفعات الجولان وأستطاعتا هزم القوات الإسرائيلية لأكثر من ثلاثة أسابيع.
القوات الإسرائيلية بدعم إقتصادي و عسكري أمريكي هائلة أستطاعة وقف القوات العربية بعد هزيمة ثلاثة أسابيع وعدد كبير من الإصابات.
وبعد انتهاء فترة قرار وقف إطلاق النار والذي كنت قد أصدرته الأمم المتحدة عام 1967م، كانت إسرائيل قد احتلّت الضفة الغربية وقطاع غزة، وكذلك شبه جزيرة سيناء المصرية، ومرتفعات الجولان السورية.
وفي عام 1973م، شنت مصر وسوريا الحرب ضد إسرائيل انتهت بهزيمة إسرائيل وانتهت أسطورة الجيش الذي لا يقهر.
وكانت حرب عام 1967م قد أدّت إلى وضع حوالي مليون عربي تحت الحكم الإسرائيلي، وبعد الحرب، أصبح مصير الفلسطينيين هو المحور الذي يدور حوله الصراع العربي الإسرائيلي. وأكدت منظمة التحرير في ميثاقها الوطني (1969م)، التزامها بتحرير جميع فلسطين. في عام 1978م وقعت مصر وإسرائيل اتفاقية كامب ديفيد لتسوية النزاع بين البلدين، وانسحبت إسرائيل من شبه جزيرة سيناء. وتضمنت الاتفاقية بنودًا تنص على إعطاء الحكم الذاتي للمقيمين في الضفة الغربية وقطاع غزة بعد خمس سنوات، على أن يتبع ذلك قرار يتعلق بالوضع المقبل لهذه المناطق.
اتفاقية أوسلو:نصت في 1993 على : إنسحاب القوّات الإسرائيلية من قطاع غزة وأكثر المدن والبلدات في الضفة الغربية أصبح للفلسطينيون الهيئات الحاكمة في هذه المناطق. إعترف إسرائيل بأيضا بمنظمة التحرير كممثل للشعب الفلسطيني.
وفي 28 سبتمبر دنس زعيم كتلة الليكود مجرم الحرب شارون الحرم الشريف بالمسجد الأقصى عندما دخله مع ثلاثة آلاف من جنوده فانطلقت انتفاضة الأقصى الأولى.
وجدت الانتفاضة دعماً من جميع الدول العربية خاصة في اجتماع القمة العربية الطارئة التي عقدت لهذا الغرض في أكتوبر 2000م. قدمت الانتفاضة مئات الشهداء.
وبقي الشهيدان محمد جمال الدرة، 10 سنوات، وإيمان حجو، 4 أشهر، رمزاً لصمود الشعب العربي الفلسطيني أمام وحشية لم يشهد التاريخ لها مثيلاً.
المجازر الإسرايلة (وحشية لا مثيل لها): وقائع إرهابية واعتداءات صهيونية غاشمة ارتكبتها إسرائيل على مدى تاريخها المعاصر مع الفلسطينيين خاصة والعرب وبقية المسلمين عامة. فقد أسال فيها الإسرائيليون الدماء وقتلوا الآلاف وشردوا الملايين وحاولوا القضاء على كيان الشعب الفلسطيني صاحب الأرض.
هذا بالإضافة إلى عشرات المدن والقرى الأخرى التي طحنت نساؤها وشيوخها وأطفالها في مذابح جماعية منها بيت دارس وبيت الخوري ووادي عربة والكرمل وناصر الدين والقبو والزيتون وقلقيلية وباب الخليل وعيون قارة ومخيم البريج، وضرب مقر منظمة التحرير الفلسطينية في حمام الشط بتونس. وتذبح إسرائيل أطفال الانتفاضة كل يوم منذ تفجرها عام 1987م.
مذبحة دير ياسين(1948): مذبحة دير ياسين اعتداء صهيوني ارتكبته إسرائيل عام 1948م ضد عرب فلسطين في بلدة دير ياسين العربية التي تقع غربي مدينة القدس مما أسفر عن قتل أكثر من مائتي عربي معظمهم من النساء والشيوخ والأطفال والمدنيين.
ووقعت أحداثها بتنظيم وتخطيط وتنفيذ أعضاء منظمة اتسل وكان رئيسها وقتذاك مناحيم بيجن، ومنظمة شتيرن المعروفة باسم ليحي، بالإضافة إلى نشاط منظمة الهاغانا الخفي، حيث أحكمت هذه المنظمات الإرهابية السيطرة على منافذ القرية وأهلها، ودخلوا البيوت وأبادوا كل من فيها. وقد أوضحت عشرات التقارير الصادرة عن منظمات الصليب الأحمر وهيئات الإغاثة أن عشرات القبور الجماعية وجدت في القرية مليئة بأكوام الجثث والأشلاء.
مجزرة صبرا وشاتيلا:كان هدف إسرائيل القضاء على الروح الوطنية بين الفدائيين الفلسطينيين وتصفية الوجود الفلسطيني في الجنوب اللبناني المتاخم للحدود الشمالية الفلسطينية، وإضعاف روح المقاومة لدى الفلسطينيين. وقد وقعت مجزرة صبرا وشاتيلا في عهد رئاسة مناحيم بيجن للحكومة الإسرائيلية، وشارون وزير حربيته اللذين وضعا استراتيجية المجزرة والمداهمة والتصفية، مستغلين في ذلك الكتائبيين المعارضيين للوجود الفلسطيني في لبنان، حيث باشروا التنفيذ بتمهيد وتخطيط وتهيئة كاملة من الإسرائيليين حسبما تقول أدبيات هذه المجزرة الكبيرة.
مذبحة كفر قاسم (1956م):مذبحة كفر قاسم اعتداء صهيوني غاشم قامت به القوات الإسرائيلية ضد الفلسطينين وأسفر عن مقتل عشرات الأبرياء من المدنيين في بلدة كفر قاسم بفلسطين عام 1956م.
صدرت الأوامر العسكرية بمنع التجوال في قرية كفر قاسم في الحال، غير أن معظم أهالي القرية من الرجال كانوا في عملهم ولم يعرفوا نبأ حظر التجوال، وأيضًا بعض النساء والشبان، فأوقفتهم جميعًا قوات حرس الحدود وأردتهم قتلى مجموعة تلو الأخرى.
كان ذلك في عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الحربية دافيد بن جوريون، وموشي دايان رئيس أركان الجيش، وشمعون بيريز نائب وزير الحربية، وتحت إشراف كبار القادة في الجيش الإسرائيلي.
مجزرة خان يونس (1995م):هي اعتداء صهيوني غاشم ارتكبته إسرائيل عام 1955م ضد أهالي مدينة خان يونس، إحدى مدن قطاع غزة في جنوب غربي فلسطين، بهدف تصفية الفدائيين الفلسطينيين وإضعاف روح المقاومة لديهم.
استخدم الإسرائيليون في هذه الغارة شتى أنواع الأسلحة، وتمكن فيها سلاح المهندسين الإسرائيلي من سحق المخيمات والأبنية التي أوى إليها عشـرات الأفـراد. وقد أسفـرت المجزرة عن مقتل أكثر من 40 فلسطينيًا وجرح أكثر من 50 آخرين. يذكر أن الإسرائيليين قاموا بغارة عدوانية قبل هذه المجزرة بثلاثة أشهر على مدينة خان يونس قتل فيها أكثر من عشرين فلسطينيًا وجرح آخرون، وقد امتدّت هذه الغارة إلى حدود بلدة بني سهيلة القريبة منها.
مجزرة مخيم جنين(2002.م):
اجتاحت قوات الاحتلال الإسرائيلية مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين بالضفة الغربية الذي يضم 14,000 نسمة في الثالث من أبريل 2002م وأعلنته منطقة عسكرية مغلقة. انظر: الضفة الغربية. وشارك في الاجتياح الذي تم في إطار عملية السور الواقي التي هدفت لكبح الانتفاضة الفلسطينية ووقف العمليات الاستشهادية أكثر من 60 دبابة وعشرات المركبات المدرعة وطائرات مروحية حربية. وعمدت قوات الاحتلال إلى استخدام الجرافات لهدم المنازل على ساكنيها. قاوم عدد من المقاتلين الفلسطينيين الهجوم الصهيوني بالبنادق ومتفجرات بدائية الصنع لمدة ثمانية أيام بسطت بعدها قوات الاحتلال سيطرتها على المخيم.
وبعد أن منعت وسائل الإعلام العالمية وسيارات الإسعاف ووكالات الإغاثة من دخول المخيم قامت قوات الاحتلال بإعدام العشرات من سكان المخيم، ودفنت مئات من جثث القتلى في الساحة المركزية للمخيم وردمتها بالجير الحي والإسمنت.زار الموفد الخاص للأمم المتحدة تيري رود - لارسن المخيم وقال إن ما راه في المخيم "فظاعة تفوق التصور... كأن زلزالاً ضرب المخيم... الأمر مقزز على الصعيد الأخلاقي".
حصار غزة وبداية الجريمة الجديدة: قامت إسرائيل بفرض حصار خانق على قطاع غزة إثر سيطرة حركة حماس الكاملة عليه عقب أحداث الحسم العسكري في يونيو حزيران 2007، يشتمل على منع أو تقنين دخول المحروقات والكهرباء والأطعمة والكثير من السلع، ومنع الصيد في عمق البحر، وغلق المعابر بين القطاع وإسرائيل، وغلق معبر رفح المنفذ الوحيد لأهالي القطاع إلى العالم الخارجي من جانب مصر. وعلي إثر هذا الحصار قام الآلاف من الفلسطينيين في 23 يناير 2008م باقتحام معبر رفح المصري والدخول للجانب المصري للتزود بالمواد الغذائية من مصر بعد نفاذها من القطاع, عبر في هذا الاقتحام ما يقرب من 750 ألف فلسطيني, وقد صرح الرئيس المصري حسني مبارك للصحفيين لدى افتتاحه معرض الكتاب السنوي في القاهرة : "أمرت قوات الأمن بالسماح للفلسطينيين بالعبور لشراء حاجاتهم الأساسية والعودة إلى غزة طالما أنهم لا يحملون أسلحة أو أي محظورات".
الحالة المتردية لسكان القطاع دفعت منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة ماكسويل غيلارد بوصف الحصار قائلا أنه "اعتداء على الكرامة الإنسانية".
كما هدمت إسرائيل مطار غزة الدولي المطار الوحيد في قطاع غزة مما زاد شدة الحصار و المعاناة.
وفي نهاية عام 2008 وبداية عام 2009 قصف الصهاينة غزة جوا وبرا في مجزرة وحشية ليست بجديدة عليهم واستمر القصف الهمجي لمدة ثلاثة أسابيع مما خلف ما يزيد على 1300 قتيل -نحسبهم شهداء عند الله وأكثر من 5000 جريح..
وهذه أسماء بعض المجازر الإسرائيية الأخرى التي يمتلأ بها تاريخم الأسود:1948 مجزرة سعسع
1948 مذابح الرملة
1948 مذبحة الدوايمة
1953 مجزرة قبية
1969 حريق الأقصى
1970 مذبحة بحر البقر
1976 مذبحة تل الزعتر
1984 مجزرة عين الحلوة
1984 مذبحة سحمر
1990 مذبحة الأقصى
1994 مذبحة الحرم الإبراهيمي
2009 مجزرة غزة الوحشية (وقد تعايشنا مع تفاصيلها المأسوية قبل أيام)
ا