~[ بســم اللـــه الرحمـن الرحيــم ]~
قصص كثيرة تم ابتكارها عن الذئب والنعجة, وحكايات عديدة جعلتني أفكر وأعيد التفكير وأسأل وأتساءل: لما يا ترى هذا التركيز على الذئب والنعجة دون غيرهما من الحيوانات؟
يعتبر الذئب رمزا للذكاء أو بالأحرى الدهاء والغدر والطغيان والخيانة والخديعة والحرية المطلقة أما النعجة فتعتبر رمزا للسلام والوداعة والسذاجة والطيبة والتابعية للسيد الذي هو الراعي, ومن هنا ربما نجد أن مفهومي الذئب والنعجة متضادان فهل من اجل هذا أعطيت لهما هذه المكانة؟؟
يولد الانسان انسانا والذئب ذئبا والنعجة نعجة, فهل بإمكان الذئب أن يتحول لنعجة حين يقرر التوبة والانابة؟ وهل بإمكان النعجة أن تتحول لذئب إن هي ملت حياة الضعف والعبودية؟؟
وهل بإمكاننا أن نصدق مقولة الظروف تجعل الذئب خروفا؟ وهل يدل ذلك على أن الغاية قد تبرر الوسيلة؟
فإن كان في مصلحة الذئب أن يتقنع بجلباب النعجة فلما لا يفعل ذلك؟ وإن كان في مصلحة النعجة أن تقتني أظافر الذئب لتحقق نجاحها وأهدافها فلما لا تفعل ذلك؟ والكثيرون يفضلون جلباب النعجة على أظافر الذئب سواء كان الأمر يتعلق بالقلب أو المال أو المنصب, فأهداف الناس كثيرة متشعبة وقد تجبرهم كثرة الشعاب يوما على اقتناء الجلباب أو الأظافر.
إن صدقنا بأن الجميع ذئاب , فمن نحن إذن؟؟ هل نحن ذئاب كذلك؟؟ وإن صدقنا بأن الجميع نعاج, فهل نحن نعاج كذلك؟؟
أم اننا مذبذبون بين الذئب والنعجة؟ فإن اقتضت مصلحتنا أن نكون نعاجا, فإننا نظهر العطف والضعف الموجود في دواخلنا مذ خلقنا, ونبتسم تلك الابتسامة القاتلة , ونظن أننا طيبون, ونكذب على أنفسنا وما أشد وأقسى الكذب على النفس,وإن اقتضت مصالحنا أن نكون ذئابا, فإننا نستل السيوف ونشهر الأظافر المسمومة في وجه كل من تسول له نفسه في النظر مباشرة إلينا, وكيف يجرؤ؟ ونحن ذئاب؟؟ ونوهم أنفسنا حينها بأننا أقوياء وأننا لا نفعل ذلك إلا لأننا مجبرون على ذلك, فهم يقولون بأنك إن لم تكن ذئبا فستؤكلك الذئاب.
بين قضية الاختيار والإجبار تستمر قصة الذئب والنعجة,والذئب يظل ذئبا والنعجة تظل نعجة .. وما النعجة والذئب إلا رمزان يرمزان للخير والشر بمعنى آخر,وهما طبعان ألفهما الإنسان وفطر عليهما فبإمكانه أن يختار أن يكون ذئبا أو يكون نعجة..
بكل صدق ,من أي الفئات أنت؟