بسم الله الرحمان الرحيم
{الصيحة الصامتة}
أنعم الله على المرأة المسلمة بنعمة الإسلام وزانها بزينة العقل وتوجها بالعمل الصالح وجعلها ركيزة المجتمع المسلم تستقي من منهل عذب صاف رقراق ليس فيه للخرافة مصب ولا للشرك منبع.. وعلى هذه الأرض الطيبة النقية تنشأ الأسرة المسلمة تمتد جذورها وترتفع أرومتها.. والمرأة المسلمة تتفيأ هذه الظلال وتنعم بهذه المكانة، نرى أن بعض المسلمات أصغين السمع لأصوات الناعقين في بعض وسائل الإعلام التي تبث عبر أنيابها سموماً فتاكة توهن الدين وتضعف الخلق وتزلزل الفضيلة.. فمن هراء فكري إلى مناداة بالمساواة والتحرر إلى إبراز وجه الحضارة الإنسانية القبيح..
ترى كم من مسلمة تستقي أمور حياتها من تلك الحضارة؟! وكم من مسلمة نبذتها وراء ظهرها وأقبلت على كتاب ربها وسنة نبيها؟! فأخذت منهما بعد عقيدتها، أحكام اللباس والخلوة بالأجنبي وحكم التشبه وغير ذلك..
أما الوجه المخزي للحضارة المادية التي تبهرك بظاهرها وهي خواء فسأورد ما ذكره الدكتور فلاديمير سكرتير عام اللجنة الدولية لحماية الطفل قبل الولادة في الولايات المتحدة الأمريكية في تقرير مطول أوضح فيه كيف تحول الإنسان إلى وحش يقتل نفسه لغرض المتاجرة والاحتيال.. فقد بدأت ملامح تلك القضية تظهر في الأفق وتتحدث عنها الأوساط الطبية وذلك حينما تم عرض شريط سينمائي بعنوان "الصيحة الصامتة" في عام 1405هـ / 1985م وأثار ضجة كبرى من قبل مؤيدي الإجهاض حيث أشرف على أكثر من 60 ألف حالة إجهاض، وباشر خمسة آلاف حالة. ويبدأ الفلم بعرض جنين سليم تم تصويره بالأشعة فوق الصوتية لم يولد بعد، وينتهي بتقطيع أوصاله، وفصل رأسه عن جسده وهو يسبح في السائل المحيط داخل الرحم بفعل آلة الإجهاض في العصر الحديث (الجيلوتين) التي تعمل على تهشيمه تماماً. وأوضح الفلم أن الجنين طفل حي لم يولد بعد، وقد تعرض لآلام رهيبة حتى تمت عملية الإجهاض، كما أن تصرفات الطفل داخل الرحم توضح بما لا يدع مجالاً للشك أنه يشعر بالألم، حيث يتحرك بعيداً عن آلة الإجهاض التي تجلب له الموت، كما أن ضربات قلبه الصغير تزيد ويصرخ بشدة مثل صرخة الغريق تحت الماء، وأظهر الشريط أيضاً ضربات قلب الجنين زادت بقوة عندما واجه خطر الموت فقد وصلت ضربات قلبه إلى 200 نبضة في الدقيقة. وهذا رقم غير طبيعي كما تجمع عليه كافة المراجع الطبية وكان عمر الجنين في الشريط 12 أسبوعاً فقط !!
فاللهم لك الحمد على نعمة الإسلام وعلى نعمة المشاعر والعواطف التي ضبطها الإسلام بضوابطه الصحيحة وسيرها في مجراها الطبيعي.. إنها مواقف تدعو إلى تصحيح الكثير في هذه الحياة..
أسأل الله أن يوفقك لما يحب ويرضى ويرزقك البر والتقوى وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
من أين يأخذ وعمن يتلقى؟! وكيف يسير.
والحمد لله الذي رضي لنا الإسلام ديناً.