عيد سعيد
يا الله.. ما أحلاها من أيام وليالٍ قضيناها في طاعة الله، نسأل الله ان يتقبلها منا، مرت أيام الشهر ولياليه سريعا، ما ان بدأ الا وانتهى فياليته بقي، نتذكر ساعات الصيام في نهاره كيف مرت يسيرة، اخر ساعة في نهاره لها شأن اخر، دقائقه الاخيرة كم كانت غالية، لحظات الافطار مليئة بمشاعر الانس والفرح، والحب والمودة، اجتمعت الاسر في ساعة واحدة، لا يكاد يختلف منهم احد، فما أحلاها من جلسة وما احلاه من جمع.
اما صلاة التراويح من بداية الشهر الى نهايته فما زال صداها في اسماعنا، كم امتعنا القراء بأصواتهم وعشنا مع كتاب الله احلى اللحظات، خرجت الاسر رجالها ونساؤها الى بيوت الله يحيون تلك الصلاة، ويصفون الاقدام لخالقها، فما اجمل المساجد وقد امتلأت بالمصلين صغارا وكبارا، فلم ينصرف اكثرهم الا بانصراف الامام، منهم المجتهد ومنهم المقتصد، والكل اقام تلك الصلاة.
وصلاة القيام في العشر الاواخر لها شأن اخر، تلك الصلاة التي جعلت ليالي الشهر مضيئة، فمئات الآلاف خرجوا من بيوتهم قانتين لبارئهم، يتدبرون القرآن ويخشعون معه، رفعوا اكفهم في جوف الليل الاخر وفاضت اعينهم لله تعالى يدعونه ويسألونه، وكم حزنت القلوب وتقطعت عندما احست بقرب نهاية هذا الشهر الكريم.
ايام وليالٍ تركناها وراء ظهورنا لن نراها الا يوم القيامة، يوم الحساب والجزاء، فاز والله وربح من تقبل الله منه عمله الصالح، وخسر وربي من ردت اعماله في وجهه، فالناس اليوم بين فائز وخاسر لا ثالث لهما، ولهذا كان الصالحون يمكثون شهورا بعد رمضان يدعون الله جل وعلا ان يتقبله منهم، فالعبرة بالقبول لا بالعمل وحده.
لقبول الشهر علامات وأمارات، فليس كل عمل مقبولاً، ومن علامات القبول ان يظل المؤمن على صلاحه بعد الشهر، فلا يعود الى ذنوبه ومعاصيه التي كان قد اعتادها قبل الشهر، فلا ينقطع عن صلاته بل يلتزم بالنوافل والوتر، ولا يرتكب الذنوب والفواحش وينكب عليها بظنه ان العيد يحل فيه كل حرام!! فما اقبح هذا الظن، فالعيد يوم شكر لله وحمد له وتكبيره وذكره لا للذنوب والمعاصي، فعجب ما يفعله البعض من حضور حفلات الاغاني والطرب او خروج بعض الفتيات كاسيات عاريات، او بحث بعض الشباب عن الفتيات لمعاكستهن او غيرها من الذنوب والمعاصي التي يفعلها من لم يعرف الهدف من صيام الشهر وقيامه.
***
ابدأ بالعيد بوالديك قبل غيرهما، واحسن الى الفقير والمسكين واغنه عن السؤال، واحرص على أهل بيتك فخيركم خيركم لأهله، وعيدكم مبارك وتقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال وكل عام وانتم بخير.