بسم الله الرحمن الرحيم
اما بعد
السياحة في عنابة/الجزائر
عنابة إحدى مدن الجزائر، سابقا كانت تسمى بونة. تقع شمال شرق الجزائر على ساحل البحر الأبيض المتوسط تعتبر رابع مدينة في الجزائر من حيث الأهمية.وميناؤها من أهم الموانئ على البحر الأبيض المتوسط وهي عاصمة لولاية عنابة
تأسست بالأصل كمدينة فينيقية حيث أسست على يد الفينيقيين حوالي القرن ال12 ق.م تقريبا، وقد أسسها مستعمرون من مدينة صور اللبنانية، وعرفت باسم ''هيبون'' وكانت من مستعمراتهم الهامة وقد أعطت المدينة اسمها للخليج الذي كانت تقع عليه حيث عرف باسم(هيبونينسيس رجبان) وفي فترة لاحقة أسماها الرومان هيبو ريجيوس
السياحة في عنابة _الجزائر
تحالفت هيبو مع قرطاج واتصلت بها بسهولة لقربها النسبي منها، وبذلك أصبحت من المدن البونيقية المهمة للغاية. وفي أثناء الحرب البونيقية الأولى (264 -241 ق.م) قام الملك (غايا) ملك قبيلة الماسيلي النوميدية باحتلال المدينة ولكن القرطاجيون استعادوها لاحقا.
و أصبحت المدينة من المقرات الرئيسية للملوك النوميديين وقد ُمنحت استقلالا بعد الحروب البونيقية (264-146ق.م)، ولذلك السبب أطلق الرومان عليها لقب "ريجيوس" والذي يعني "الملكي
في القرون الثلاثة الأولى للميلاد كانت هيبو من أغنى مدن "أفريقيا الرومانية" وكان مينائها يعرف ب(الأفروديسيوم) نسبة للإلهة أفروديت (فينوس الرومانية) في البداية منحت هيبو حقوق المينيسيبيوم(حقوق جزئية في المواطنة الرومانية) ولكنها لاحقا منحت حقوق كولونيا (مستعمرة رومانية مع حقوق المواطنة الكاملة).
أصبحت هيبو ريجيوس مركزا للفكر المسيحي وقد عاش في المدينة واحدا من أعظم الشخصيات الدينية في العالم المسيحي ألا وهو القديس أوغسطين (354-430 م بطاغست سوق أهراس اليوم)، والذي كان أسقفا لها منذ عام 396، ويعتبر من رموز المدينة. نحن نعرف أسماء سبعة قديسيين مسيحيين من هيبو ريجوس القديمة ومنهم : (ثيوجينس) و(فيدينتيوس) الذين ماتا شهيدين حسب النصوص الكنسية، والقديس (ليونتيوس فاليريوس) الذي عين القديس أوغسطين، كما نجد الطبيب العظيم، بالإضافة إلى القديس اوغسطين نفسه الذي عرفت هيبو ريجوس في عهده وجود ثلاثة أديرة مسيحية في الأبرشية (الأسقفية) داخل الدير الأسقفي، كما عقدت في المدينة عهد أوغسطين ثلاث مجامع مسيحية في الأعوام(393 م، 395 م،426 م)
تعرضت هيبو لحصار الوندال الطويل الذي استمر أربعة عشر شهرا، وسقطت بيدهم عام 431 بقيادة ملكهم "جينسيرك"، وخلال تلك الفترة مات القديس أوغسطين. فقط الكاتدرائيةو"مكتبة القديس اوغسطين" نجتا من الدمار العام الذي لحق بالمدينة. وبعد الوندال أصبحت هيبو ريجيوس من أملاك البيزنطيين في عام 533 زمن الإمبراطور جوستنيان، إلى أن جاء العرب المسلمون وفتحوها عام 697.
وقد سماها العرب "عنابة" نسبة لأشجار العناب. ويذكر ان "مسجد سيدي بو مروان" الذي يعود للقرن ال 11 م بني بأعمدة من الآثار الرومانية تعود لهيبو ريجيوس.
احتلها الفرنسيون لعدة أشهر عام 1830، عادوا إليها العام 1832. بنيت المدينة الجديدة منذ العام 1870
عنابه مدينة العلم والفن والجمال وتصرع عشاقها وتصيب عقولهم بقوة الجنون الآسر، تستلقي في دلال على حافة البحر الأبيض فهي الطفلة الشرسة تداعب أمواج المتوسط بقدميها وتتكئ برأسها جنوبا جبل الايدوغ بغاباته الجميلة المتناسقة وحقوله وبساتينه الخلابة الساحرة فهي بونه المرأة الحبيبة ,أروع ما أبدعه الخالق ,تبعد ب 600 كلم شرق العاصمة, لها اشتراك في الحدود مع كل من قالمة ,سكيكدة ,الطارف. تتوفر هذه المدينة على إمكانات سياحية هائلة مما جعلها قطبا جهويا ,ووطنيا ودوليا لامتيازها بمساحة ساحلية واسعة ,و تمتلك كذلك كل أنواع التنقل من السيارة الحافلة إلى القطار والطائرة ومؤخرا أعيد تشغيل المصاعد الهوائية التي تطل من خلالها على كل أرجاء المدينة.
من أبناءها الفنانين بشير بلونيس أحد أكبر النحاثين والفنانين التشكيليين في الجزائر الذي شرف هذه المدينة الصغيرة ببصمته المميزة في الفن المعاصر، حسان العنابي وحمدي بناني رواد المالوف العنابي
عنابه وبحكم موقعها الجغرافي الممتاز وتربعها على شريط ساحلي بحري بواجهة تقدر بحوالي 80 كلم ,تتسم بتنوع تضاريسها مما جعلها قبلة للسياح للتمتع بأشعة الشمس وصفاء المياه والاسترخاء على رمالها الذهبية. فالشمس هنا تشرق باكرا وينعكس جمالها على المدينة عند المغيب الأرض خضراء بغطاء نباتي متنوع وسماء زرقاء زرقة مياه البحر الدافئة, إذ كان وما زال المكان حلم كل سائح أسير قلبه لجمالها.و لعل من ضحايا هذا الأسر الدكتور والكاتب الجزائري عز الدين ميهوبي حين قال :عنابه مدينة كلما امتدت في الزمن كلما زادت صغرا وطفلة حسناء. ويضم الساحل العنابي خمس عشرة شاطئا للسباحة والاستجمام تتميز بروعتها وجمالها ومن أهم هذه الشواطئ نذكر : المنظر الجميل ,خروبة ,رفاس زهوان إضافة إلى الشاطئ المتميز "لافونتان رومان " مرتعا للمصطافين أين يقضون أوقات الحر مستمتعين بنقاوة الهواء ونعومة ******.و كيف لنا أن نجد سرايدي أين يتربع قصر المنتزه وسط غابة كثيفة
أشجارها في منحدر ينفرج على شاطئ واد بقراط تمتزج فيه زرقة المياه واصفرار ****** وخضرة الأشجار ليشكل لوحة فنية من أروع ما أبدع الخالق. ومما يزيد في جمال سرايدي إلتحافه بغمامة بيضاء لا تفارقه ليل نهار, وتنام تحته عنابه التي تبدو كعروس في ثوبها الناصع البياض. وتحتوي عنابه على مرافق سياحية جندت لخدمة السياح كمؤسسة التسيير السياحي لمدينة عنابه بالإضافة إلى عدة فنادق كالمنتزه ,سيبوس ,ريم الجميل ,و كذا عدة مطاعم مصنفة وأخرى تقدم أطباقا محلية تسحرك حتى برائحتها.
لمدينة عنابه عدة معالم تاريخية وآثار ,منها لالة بونه ,آثار هيبون التي تحتوي على مساحة تسمى الفوروم حيث تعد أقدم وأوسع ما اكتشف لحد اليوم كما توجد بقايا مسرح ومدرجات اوركسترا بالإضافة إلى تماثيل وقبور ,كتمثال هاكيوس ,اسكولاب ,افروديت ايون اله السنة وتمثال آلهة الحب وتمثال القديس اوغستين أو بازليك السلام على ربوة هيبون المشرفة على المدينة الأثرية حاملة الاسم نفسه. وقد سعى القديس دبيش إلى تأسيس هذه الكنيسة بتشجيع من أسقف الجزائر لافيشري. واحضر بعض رفات القديس اوغستين إلى عنابه سنة 1842 لتدفن في المكان المخصص لها. كما أسس الكنيسة سنة 1881 وجرى أول قداس سنة 1886 ليوضع بها تمثال القديس اوغستين من البرونز
مسجد أبي مروان :
تأسس هذا المعلم الحضري قبل أكثر من عشرة قرون شرع في تصميمه أواخر النصف الثاني من القرن الرابع للهجرة وتم بناؤه سنة 425هجري تحت إشراف المهندس الأندلسي أبو ليث البوني وهو من طراز أندلسي قام بناؤه على ركائز اسطوانية كما كان المسجد يؤدي أدوارا متميزة توزعت بين العلم ورد الهجمات الآتية من شمال البحر المتوسط كما كان بمثابة مؤسسة علمية دينية وحربية.
أما متحف هيبون فيحتوي على مجموعة من الآثار منها تماثيل وأواني فضية ونحاسية ولوحات من الفسيفساء لمختلف الحقبات التاريخية التي مرت بها المدينة.
و تشبه المدينة في أحيائها بأحياء القصبة بالجزائر العاصمة,و تحتوي على العديد من البيوت الكبيرة بها ساحات وحدائق وقاعات واسعة لا زالت شاهدة على الذوق المعماري ودرجة الرقي والتحضر لسكان المدينة إذ نلمس مسحة العمران الأندلسي الأصيل أما الصناعة التقليدية فلها القسط الوافر في كل ركن من البيت العنابي ونذكر منها صناعة الخزف والفخار والجلود والطرابيش والزرابي والنقش على الخشب بالإضافة إلى اللباس التقليدي الذي تتميز به المرأة العنابية كالقندورة الفرقاني إذ لا يخلو بيت عنابي واحد منها على الأقل.
من زار عنابه ليلا يشعر كأنه في حديقة زاهية ألوانها اعتاد العنابيين السهر والسمر في ليالي الصيف فالحركة هنا تزداد بشكل كبير إذ تشكل ساحة الثورة المعروفة بـ (cour) قبلة كل العائلات لتناول أكواب المثلجات والمرطبات التي تزين ديكور الطاولات للتمتع بها بعيدا عن حرارة المنزل وروتين النهار.كما تحتضن المدينة عدة مهرجانات وطنية وأخرى دولية منها مهرجان اللباس التقليدي والفنون الشعبية ,مهرجان هيبون ,مهرجان الأغنية المالوفية وإحياء الذكرى السنوية لرحيل أحد أعمدة الفن العنابي الشيخ الحسان العنابي مهرجان أغنية الروك مهرجان الأغنية البدوية (القصبة) ومهرجان أغنية الراب وأمسيات أخرى يتمتع بها العنابية حتى في ساعات متأخرة من الليل. تلك بونه جوهرة الشرق تبقى ذراعيها مفتوحة لمن أراد الاستماع بجمالها والاستجمام في شواطئها ويبقى يراود كل زوارها
بسم الله الرحمن الرحيم
اما بعد
السياحة في عنابة/الجزائر
عنابة إحدى مدن الجزائر، سابقا كانت تسمى بونة. تقع شمال شرق الجزائر على ساحل البحر الأبيض المتوسط تعتبر رابع مدينة في الجزائر من حيث الأهمية.وميناؤها من أهم الموانئ على البحر الأبيض المتوسط وهي عاصمة لولاية عنابة
تأسست بالأصل كمدينة فينيقية حيث أسست على يد الفينيقيين حوالي القرن ال12 ق.م تقريبا، وقد أسسها مستعمرون من مدينة صور اللبنانية، وعرفت باسم ''هيبون'' وكانت من مستعمراتهم الهامة وقد أعطت المدينة اسمها للخليج الذي كانت تقع عليه حيث عرف باسم(هيبونينسيس رجبان) وفي فترة لاحقة أسماها الرومان هيبو ريجيوس
السياحة في عنابة _الجزائر
تحالفت هيبو مع قرطاج واتصلت بها بسهولة لقربها النسبي منها، وبذلك أصبحت من المدن البونيقية المهمة للغاية. وفي أثناء الحرب البونيقية الأولى (264 -241 ق.م) قام الملك (غايا) ملك قبيلة الماسيلي النوميدية باحتلال المدينة ولكن القرطاجيون استعادوها لاحقا.
و أصبحت المدينة من المقرات الرئيسية للملوك النوميديين وقد ُمنحت استقلالا بعد الحروب البونيقية (264-146ق.م)، ولذلك السبب أطلق الرومان عليها لقب "ريجيوس" والذي يعني "الملكي
في القرون الثلاثة الأولى للميلاد كانت هيبو من أغنى مدن "أفريقيا الرومانية" وكان مينائها يعرف ب(الأفروديسيوم) نسبة للإلهة أفروديت (فينوس الرومانية) في البداية منحت هيبو حقوق المينيسيبيوم(حقوق جزئية في المواطنة الرومانية) ولكنها لاحقا منحت حقوق كولونيا (مستعمرة رومانية مع حقوق المواطنة الكاملة).
أصبحت هيبو ريجيوس مركزا للفكر المسيحي وقد عاش في المدينة واحدا من أعظم الشخصيات الدينية في العالم المسيحي ألا وهو القديس أوغسطين (354-430 م بطاغست سوق أهراس اليوم)، والذي كان أسقفا لها منذ عام 396، ويعتبر من رموز المدينة. نحن نعرف أسماء سبعة قديسيين مسيحيين من هيبو ريجوس القديمة ومنهم : (ثيوجينس) و(فيدينتيوس) الذين ماتا شهيدين حسب النصوص الكنسية، والقديس (ليونتيوس فاليريوس) الذي عين القديس أوغسطين، كما نجد الطبيب العظيم، بالإضافة إلى القديس اوغسطين نفسه الذي عرفت هيبو ريجوس في عهده وجود ثلاثة أديرة مسيحية في الأبرشية (الأسقفية) داخل الدير الأسقفي، كما عقدت في المدينة عهد أوغسطين ثلاث مجامع مسيحية في الأعوام(393 م، 395 م،426 م)
تعرضت هيبو لحصار الوندال الطويل الذي استمر أربعة عشر شهرا، وسقطت بيدهم عام 431 بقيادة ملكهم "جينسيرك"، وخلال تلك الفترة مات القديس أوغسطين. فقط الكاتدرائيةو"مكتبة القديس اوغسطين" نجتا من الدمار العام الذي لحق بالمدينة. وبعد الوندال أصبحت هيبو ريجيوس من أملاك البيزنطيين في عام 533 زمن الإمبراطور جوستنيان، إلى أن جاء العرب المسلمون وفتحوها عام 697.
وقد سماها العرب "عنابة" نسبة لأشجار العناب. ويذكر ان "مسجد سيدي بو مروان" الذي يعود للقرن ال 11 م بني بأعمدة من الآثار الرومانية تعود لهيبو ريجيوس.
احتلها الفرنسيون لعدة أشهر عام 1830، عادوا إليها العام 1832. بنيت المدينة الجديدة منذ العام 1870
عنابه مدينة العلم والفن والجمال وتصرع عشاقها وتصيب عقولهم بقوة الجنون الآسر، تستلقي في دلال على حافة البحر الأبيض فهي الطفلة الشرسة تداعب أمواج المتوسط بقدميها وتتكئ برأسها جنوبا جبل الايدوغ بغاباته الجميلة المتناسقة وحقوله وبساتينه الخلابة الساحرة فهي بونه المرأة الحبيبة ,أروع ما أبدعه الخالق ,تبعد ب 600 كلم شرق العاصمة, لها اشتراك في الحدود مع كل من قالمة ,سكيكدة ,الطارف. تتوفر هذه المدينة على إمكانات سياحية هائلة مما جعلها قطبا جهويا ,ووطنيا ودوليا لامتيازها بمساحة ساحلية واسعة ,و تمتلك كذلك كل أنواع التنقل من السيارة الحافلة إلى القطار والطائرة ومؤخرا أعيد تشغيل المصاعد الهوائية التي تطل من خلالها على كل أرجاء المدينة.
من أبناءها الفنانين بشير بلونيس أحد أكبر النحاثين والفنانين التشكيليين في الجزائر الذي شرف هذه المدينة الصغيرة ببصمته المميزة في الفن المعاصر، حسان العنابي وحمدي بناني رواد المالوف العنابي
عنابه وبحكم موقعها الجغرافي الممتاز وتربعها على شريط ساحلي بحري بواجهة تقدر بحوالي 80 كلم ,تتسم بتنوع تضاريسها مما جعلها قبلة للسياح للتمتع بأشعة الشمس وصفاء المياه والاسترخاء على رمالها الذهبية. فالشمس هنا تشرق باكرا وينعكس جمالها على المدينة عند المغيب الأرض خضراء بغطاء نباتي متنوع وسماء زرقاء زرقة مياه البحر الدافئة, إذ كان وما زال المكان حلم كل سائح أسير قلبه لجمالها.و لعل من ضحايا هذا الأسر الدكتور والكاتب الجزائري عز الدين ميهوبي حين قال :عنابه مدينة كلما امتدت في الزمن كلما زادت صغرا وطفلة حسناء. ويضم الساحل العنابي خمس عشرة شاطئا للسباحة والاستجمام تتميز بروعتها وجمالها ومن أهم هذه الشواطئ نذكر : المنظر الجميل ,خروبة ,رفاس زهوان إضافة إلى الشاطئ المتميز "لافونتان رومان " مرتعا للمصطافين أين يقضون أوقات الحر مستمتعين بنقاوة الهواء ونعومة ******.و كيف لنا أن نجد سرايدي أين يتربع قصر المنتزه وسط غابة كثيفة
أشجارها في منحدر ينفرج على شاطئ واد بقراط تمتزج فيه زرقة المياه واصفرار ****** وخضرة الأشجار ليشكل لوحة فنية من أروع ما أبدع الخالق. ومما يزيد في جمال سرايدي إلتحافه بغمامة بيضاء لا تفارقه ليل نهار, وتنام تحته عنابه التي تبدو كعروس في ثوبها الناصع البياض. وتحتوي عنابه على مرافق سياحية جندت لخدمة السياح كمؤسسة التسيير السياحي لمدينة عنابه بالإضافة إلى عدة فنادق كالمنتزه ,سيبوس ,ريم الجميل ,و كذا عدة مطاعم مصنفة وأخرى تقدم أطباقا محلية تسحرك حتى برائحتها.
لمدينة عنابه عدة معالم تاريخية وآثار ,منها لالة بونه ,آثار هيبون التي تحتوي على مساحة تسمى الفوروم حيث تعد أقدم وأوسع ما اكتشف لحد اليوم كما توجد بقايا مسرح ومدرجات اوركسترا بالإضافة إلى تماثيل وقبور ,كتمثال هاكيوس ,اسكولاب ,افروديت ايون اله السنة وتمثال آلهة الحب وتمثال القديس اوغستين أو بازليك السلام على ربوة هيبون المشرفة على المدينة الأثرية حاملة الاسم نفسه. وقد سعى القديس دبيش إلى تأسيس هذه الكنيسة بتشجيع من أسقف الجزائر لافيشري. واحضر بعض رفات القديس اوغستين إلى عنابه سنة 1842 لتدفن في المكان المخصص لها. كما أسس الكنيسة سنة 1881 وجرى أول قداس سنة 1886 ليوضع بها تمثال القديس اوغستين من البرونز
مسجد أبي مروان :
تأسس هذا المعلم الحضري قبل أكثر من عشرة قرون شرع في تصميمه أواخر النصف الثاني من القرن الرابع للهجرة وتم بناؤه سنة 425هجري تحت إشراف المهندس الأندلسي أبو ليث البوني وهو من طراز أندلسي قام بناؤه على ركائز اسطوانية كما كان المسجد يؤدي أدوارا متميزة توزعت بين العلم ورد الهجمات الآتية من شمال البحر المتوسط كما كان بمثابة مؤسسة علمية دينية وحربية.
أما متحف هيبون فيحتوي على مجموعة من الآثار منها تماثيل وأواني فضية ونحاسية ولوحات من الفسيفساء لمختلف الحقبات التاريخية التي مرت بها المدينة.
و تشبه المدينة في أحيائها بأحياء القصبة بالجزائر العاصمة,و تحتوي على العديد من البيوت الكبيرة بها ساحات وحدائق وقاعات واسعة لا زالت شاهدة على الذوق المعماري ودرجة الرقي والتحضر لسكان المدينة إذ نلمس مسحة العمران الأندلسي الأصيل أما الصناعة التقليدية فلها القسط الوافر في كل ركن من البيت العنابي ونذكر منها صناعة الخزف والفخار والجلود والطرابيش والزرابي والنقش على الخشب بالإضافة إلى اللباس التقليدي الذي تتميز به المرأة العنابية كالقندورة الفرقاني إذ لا يخلو بيت عنابي واحد منها على الأقل.
من زار عنابه ليلا يشعر كأنه في حديقة زاهية ألوانها اعتاد العنابيين السهر والسمر في ليالي الصيف فالحركة هنا تزداد بشكل كبير إذ تشكل ساحة الثورة المعروفة بـ (cour) قبلة كل العائلات لتناول أكواب المثلجات والمرطبات التي تزين ديكور الطاولات للتمتع بها بعيدا عن حرارة المنزل وروتين النهار.كما تحتضن المدينة عدة مهرجانات وطنية وأخرى دولية منها مهرجان اللباس التقليدي والفنون الشعبية ,مهرجان هيبون ,مهرجان الأغنية المالوفية وإحياء الذكرى السنوية لرحيل أحد أعمدة الفن العنابي الشيخ الحسان العنابي مهرجان أغنية الروك مهرجان الأغنية البدوية (القصبة) ومهرجان أغنية الراب وأمسيات أخرى يتمتع بها العنابية حتى في ساعات متأخرة من الليل. تلك بونه جوهرة الشرق تبقى ذراعيها مفتوحة لمن أراد الاستماع بجمالها والاستجمام في شواطئها ويبقى يراود كل زوارها
بسم الله الرحمن الرحيم
اما بعد
السياحة في عنابة/الجزائر
عنابة إحدى مدن الجزائر، سابقا كانت تسمى بونة. تقع شمال شرق الجزائر على ساحل البحر الأبيض المتوسط تعتبر رابع مدينة في الجزائر من حيث الأهمية.وميناؤها من أهم الموانئ على البحر الأبيض المتوسط وهي عاصمة لولاية عنابة
تأسست بالأصل كمدينة فينيقية حيث أسست على يد الفينيقيين حوالي القرن ال12 ق.م تقريبا، وقد أسسها مستعمرون من مدينة صور اللبنانية، وعرفت باسم ''هيبون'' وكانت من مستعمراتهم الهامة وقد أعطت المدينة اسمها للخليج الذي كانت تقع عليه حيث عرف باسم(هيبونينسيس رجبان) وفي فترة لاحقة أسماها الرومان هيبو ريجيوس
السياحة في عنابة _الجزائر
تحالفت هيبو مع قرطاج واتصلت بها بسهولة لقربها النسبي منها، وبذلك أصبحت من المدن البونيقية المهمة للغاية. وفي أثناء الحرب البونيقية الأولى (264 -241 ق.م) قام الملك (غايا) ملك قبيلة الماسيلي النوميدية باحتلال المدينة ولكن القرطاجيون استعادوها لاحقا.
و أصبحت المدينة من المقرات الرئيسية للملوك النوميديين وقد ُمنحت استقلالا بعد الحروب البونيقية (264-146ق.م)، ولذلك السبب أطلق الرومان عليها لقب "ريجيوس" والذي يعني "الملكي
في القرون الثلاثة الأولى للميلاد كانت هيبو من أغنى مدن "أفريقيا الرومانية" وكان مينائها يعرف ب(الأفروديسيوم) نسبة للإلهة أفروديت (فينوس الرومانية) في البداية منحت هيبو حقوق المينيسيبيوم(حقوق جزئية في المواطنة الرومانية) ولكنها لاحقا منحت حقوق كولونيا (مستعمرة رومانية مع حقوق المواطنة الكاملة).
أصبحت هيبو ريجيوس مركزا للفكر المسيحي وقد عاش في المدينة واحدا من أعظم الشخصيات الدينية في العالم المسيحي ألا وهو القديس أوغسطين (354-430 م بطاغست سوق أهراس اليوم)، والذي كان أسقفا لها منذ عام 396، ويعتبر من رموز المدينة. نحن نعرف أسماء سبعة قديسيين مسيحيين من هيبو ريجوس القديمة ومنهم : (ثيوجينس) و(فيدينتيوس) الذين ماتا شهيدين حسب النصوص الكنسية، والقديس (ليونتيوس فاليريوس) الذي عين القديس أوغسطين، كما نجد الطبيب العظيم، بالإضافة إلى القديس اوغسطين نفسه الذي عرفت هيبو ريجوس في عهده وجود ثلاثة أديرة مسيحية في الأبرشية (الأسقفية) داخل الدير الأسقفي، كما عقدت في المدينة عهد أوغسطين ثلاث مجامع مسيحية في الأعوام(393 م، 395 م،426 م)
تعرضت هيبو لحصار الوندال الطويل الذي استمر أربعة عشر شهرا، وسقطت بيدهم عام 431 بقيادة ملكهم "جينسيرك"، وخلال تلك الفترة مات القديس أوغسطين. فقط الكاتدرائيةو"مكتبة القديس اوغسطين" نجتا من الدمار العام الذي لحق بالمدينة. وبعد الوندال أصبحت هيبو ريجيوس من أملاك البيزنطيين في عام 533 زمن الإمبراطور جوستنيان، إلى أن جاء العرب المسلمون وفتحوها عام 697.
وقد سماها العرب "عنابة" نسبة لأشجار العناب. ويذكر ان "مسجد سيدي بو مروان" الذي يعود للقرن ال 11 م بني بأعمدة من الآثار الرومانية تعود لهيبو ريجيوس.
احتلها الفرنسيون لعدة أشهر عام 1830، عادوا إليها العام 1832. بنيت المدينة الجديدة منذ العام 1870
عنابه مدينة العلم والفن والجمال وتصرع عشاقها وتصيب عقولهم بقوة الجنون الآسر، تستلقي في دلال على حافة البحر الأبيض فهي الطفلة الشرسة تداعب أمواج المتوسط بقدميها وتتكئ برأسها جنوبا جبل الايدوغ بغاباته الجميلة المتناسقة وحقوله وبساتينه الخلابة الساحرة فهي بونه المرأة الحبيبة ,أروع ما أبدعه الخالق ,تبعد ب 600 كلم شرق العاصمة, لها اشتراك في الحدود مع كل من قالمة ,سكيكدة ,الطارف. تتوفر هذه المدينة على إمكانات سياحية هائلة مما جعلها قطبا جهويا ,ووطنيا ودوليا لامتيازها بمساحة ساحلية واسعة ,و تمتلك كذلك كل أنواع التنقل من السيارة الحافلة إلى القطار والطائرة ومؤخرا أعيد تشغيل المصاعد الهوائية التي تطل من خلالها على كل أرجاء المدينة.
من أبناءها الفنانين بشير بلونيس أحد أكبر النحاثين والفنانين التشكيليين في الجزائر الذي شرف هذه المدينة الصغيرة ببصمته المميزة في الفن المعاصر، حسان العنابي وحمدي بناني رواد المالوف العنابي
عنابه وبحكم موقعها الجغرافي الممتاز وتربعها على شريط ساحلي بحري بواجهة تقدر بحوالي 80 كلم ,تتسم بتنوع تضاريسها مما جعلها قبلة للسياح للتمتع بأشعة الشمس وصفاء المياه والاسترخاء على رمالها الذهبية. فالشمس هنا تشرق باكرا وينعكس جمالها على المدينة عند المغيب الأرض خضراء بغطاء نباتي متنوع وسماء زرقاء زرقة مياه البحر الدافئة, إذ كان وما زال المكان حلم كل سائح أسير قلبه لجمالها.و لعل من ضحايا هذا الأسر الدكتور والكاتب الجزائري عز الدين ميهوبي حين قال :عنابه مدينة كلما امتدت في الزمن كلما زادت صغرا وطفلة حسناء. ويضم الساحل العنابي خمس عشرة شاطئا للسباحة والاستجمام تتميز بروعتها وجمالها ومن أهم هذه الشواطئ نذكر : المنظر الجميل ,خروبة ,رفاس زهوان إضافة إلى الشاطئ المتميز "لافونتان رومان " مرتعا للمصطافين أين يقضون أوقات الحر مستمتعين بنقاوة الهواء ونعومة ******.و كيف لنا أن نجد سرايدي أين يتربع قصر المنتزه وسط غابة كثيفة
أشجارها في منحدر ينفرج على شاطئ واد بقراط تمتزج فيه زرقة المياه واصفرار ****** وخضرة الأشجار ليشكل لوحة فنية من أروع ما أبدع الخالق. ومما يزيد في جمال سرايدي إلتحافه بغمامة بيضاء لا تفارقه ليل نهار, وتنام تحته عنابه التي تبدو كعروس في ثوبها الناصع البياض. وتحتوي عنابه على مرافق سياحية جندت لخدمة السياح كمؤسسة التسيير السياحي لمدينة عنابه بالإضافة إلى عدة فنادق كالمنتزه ,سيبوس ,ريم الجميل ,و كذا عدة مطاعم مصنفة وأخرى تقدم أطباقا محلية تسحرك حتى برائحتها.
لمدينة عنابه عدة معالم تاريخية وآثار ,منها لالة بونه ,آثار هيبون التي تحتوي على مساحة تسمى الفوروم حيث تعد أقدم وأوسع ما اكتشف لحد اليوم كما توجد بقايا مسرح ومدرجات اوركسترا بالإضافة إلى تماثيل وقبور ,كتمثال هاكيوس ,اسكولاب ,افروديت ايون اله السنة وتمثال آلهة الحب وتمثال القديس اوغستين أو بازليك السلام على ربوة هيبون المشرفة على المدينة الأثرية حاملة الاسم نفسه. وقد سعى القديس دبيش إلى تأسيس هذه الكنيسة بتشجيع من أسقف الجزائر لافيشري. واحضر بعض رفات القديس اوغستين إلى عنابه سنة 1842 لتدفن في المكان المخصص لها. كما أسس الكنيسة سنة 1881 وجرى أول قداس سنة 1886 ليوضع بها تمثال القديس اوغستين من البرونز
مسجد أبي مروان :
تأسس هذا المعلم الحضري قبل أكثر من عشرة قرون شرع في تصميمه أواخر النصف الثاني من القرن الرابع للهجرة وتم بناؤه سنة 425هجري تحت إشراف المهندس الأندلسي أبو ليث البوني وهو من طراز أندلسي قام بناؤه على ركائز اسطوانية كما كان المسجد يؤدي أدوارا متميزة توزعت بين العلم ورد الهجمات الآتية من شمال البحر المتوسط كما كان بمثابة مؤسسة علمية دينية وحربية.
أما متحف هيبون فيحتوي على مجموعة من الآثار منها تماثيل وأواني فضية ونحاسية ولوحات من الفسيفساء لمختلف الحقبات التاريخية التي مرت بها المدينة.
و تشبه المدينة في أحيائها بأحياء القصبة بالجزائر العاصمة,و تحتوي على العديد من البيوت الكبيرة بها ساحات وحدائق وقاعات واسعة لا زالت شاهدة على الذوق المعماري ودرجة الرقي والتحضر لسكان المدينة إذ نلمس مسحة العمران الأندلسي الأصيل أما الصناعة التقليدية فلها القسط الوافر في كل ركن من البيت العنابي ونذكر منها صناعة الخزف والفخار والجلود والطرابيش والزرابي والنقش على الخشب بالإضافة إلى اللباس التقليدي الذي تتميز به المرأة العنابية كالقندورة الفرقاني إذ لا يخلو بيت عنابي واحد منها على الأقل.
من زار عنابه ليلا يشعر كأنه في حديقة زاهية ألوانها اعتاد العنابيين السهر والسمر في ليالي الصيف فالحركة هنا تزداد بشكل كبير إذ تشكل ساحة الثورة المعروفة بـ (cour) قبلة كل العائلات لتناول أكواب المثلجات والمرطبات التي تزين ديكور الطاولات للتمتع بها بعيدا عن حرارة المنزل وروتين النهار.كما تحتضن المدينة عدة مهرجانات وطنية وأخرى دولية منها مهرجان اللباس التقليدي والفنون الشعبية ,مهرجان هيبون ,مهرجان الأغنية المالوفية وإحياء الذكرى السنوية لرحيل أحد أعمدة الفن العنابي الشيخ الحسان العنابي مهرجان أغنية الروك مهرجان الأغنية البدوية (القصبة) ومهرجان أغنية الراب وأمسيات أخرى يتمتع بها العنابية حتى في ساعات متأخرة من الليل. تلك بونه جوهرة الشرق تبقى ذراعيها مفتوحة لمن أراد الاستماع بجمالها والاستجمام في شواطئها ويبقى يراود كل زوارها
بسم الله الرحمن الرحيم
اما بعد
السياحة في عنابة/الجزائر
عنابة إحدى مدن الجزائر، سابقا كانت تسمى بونة. تقع شمال شرق الجزائر على ساحل البحر الأبيض المتوسط تعتبر رابع مدينة في الجزائر من حيث الأهمية.وميناؤها من أهم الموانئ على البحر الأبيض المتوسط وهي عاصمة لولاية عنابة
تأسست بالأصل كمدينة فينيقية حيث أسست على يد الفينيقيين حوالي القرن ال12 ق.م تقريبا، وقد أسسها مستعمرون من مدينة صور اللبنانية، وعرفت باسم ''هيبون'' وكانت من مستعمراتهم الهامة وقد أعطت المدينة اسمها للخليج الذي كانت تقع عليه حيث عرف باسم(هيبونينسيس رجبان) وفي فترة لاحقة أسماها الرومان هيبو ريجيوس
السياحة في عنابة _الجزائر
تحالفت هيبو مع قرطاج واتصلت بها بسهولة لقربها النسبي منها، وبذلك أصبحت من المدن البونيقية المهمة للغاية. وفي أثناء الحرب البونيقية الأولى (264 -241 ق.م) قام الملك (غايا) ملك قبيلة الماسيلي النوميدية باحتلال المدينة ولكن القرطاجيون استعادوها لاحقا.
و أصبحت المدينة من المقرات الرئيسية للملوك النوميديين وقد ُمنحت استقلالا بعد الحروب البونيقية (264-146ق.م)، ولذلك السبب أطلق الرومان عليها لقب "ريجيوس" والذي يعني "الملكي
في القرون الثلاثة الأولى للميلاد كانت هيبو من أغنى مدن "أفريقيا الرومانية" وكان مينائها يعرف ب(الأفروديسيوم) نسبة للإلهة أفروديت (فينوس الرومانية) في البداية منحت هيبو حقوق المينيسيبيوم(حقوق جزئية في المواطنة الرومانية) ولكنها لاحقا منحت حقوق كولونيا (مستعمرة رومانية مع حقوق المواطنة الكاملة).
أصبحت هيبو ريجيوس مركزا للفكر المسيحي وقد عاش في المدينة واحدا من أعظم الشخصيات الدينية في العالم المسيحي ألا وهو القديس أوغسطين (354-430 م بطاغست سوق أهراس اليوم)، والذي كان أسقفا لها منذ عام 396، ويعتبر من رموز المدينة. نحن نعرف أسماء سبعة قديسيين مسيحيين من هيبو ريجوس القديمة ومنهم : (ثيوجينس) و(فيدينتيوس) الذين ماتا شهيدين حسب النصوص الكنسية، والقديس (ليونتيوس فاليريوس) الذي عين القديس أوغسطين، كما نجد الطبيب العظيم، بالإضافة إلى القديس اوغسطين نفسه الذي عرفت هيبو ريجوس في عهده وجود ثلاثة أديرة مسيحية في الأبرشية (الأسقفية) داخل الدير الأسقفي، كما عقدت في المدينة عهد أوغسطين ثلاث مجامع مسيحية في الأعوام(393 م، 395 م،426 م)
تعرضت هيبو لحصار الوندال الطويل الذي استمر أربعة عشر شهرا، وسقطت بيدهم عام 431 بقيادة ملكهم "جينسيرك"، وخلال تلك الفترة مات القديس أوغسطين. فقط الكاتدرائيةو"مكتبة القديس اوغسطين" نجتا من الدمار العام الذي لحق بالمدينة. وبعد الوندال أصبحت هيبو ريجيوس من أملاك البيزنطيين في عام 533 زمن الإمبراطور جوستنيان، إلى أن جاء العرب المسلمون وفتحوها عام 697.
وقد سماها العرب "عنابة" نسبة لأشجار العناب. ويذكر ان "مسجد سيدي بو مروان" الذي يعود للقرن ال 11 م بني بأعمدة من الآثار الرومانية تعود لهيبو ريجيوس.
احتلها الفرنسيون لعدة أشهر عام 1830، عادوا إليها العام 1832. بنيت المدينة الجديدة منذ العام 1870
عنابه مدينة العلم والفن والجمال وتصرع عشاقها وتصيب عقولهم بقوة الجنون الآسر، تستلقي في دلال على حافة البحر الأبيض فهي الطفلة الشرسة تداعب أمواج المتوسط بقدميها وتتكئ برأسها جنوبا جبل الايدوغ بغاباته الجميلة المتناسقة وحقوله وبساتينه الخلابة الساحرة فهي بونه المرأة الحبيبة ,أروع ما أبدعه الخالق ,تبعد ب 600 كلم شرق العاصمة, لها اشتراك في الحدود مع كل من قالمة ,سكيكدة ,الطارف. تتوفر هذه المدينة على إمكانات سياحية هائلة مما جعلها قطبا جهويا ,ووطنيا ودوليا لامتيازها بمساحة ساحلية واسعة ,و تمتلك كذلك كل أنواع التنقل من السيارة الحافلة إلى القطار والطائرة ومؤخرا أعيد تشغيل المصاعد الهوائية التي تطل من خلالها على كل أرجاء المدينة.
من أبناءها الفنانين بشير بلونيس أحد أكبر النحاثين والفنانين التشكيليين في الجزائر الذي شرف هذه المدينة الصغيرة ببصمته المميزة في الفن المعاصر، حسان العنابي وحمدي بناني رواد المالوف العنابي
عنابه وبحكم موقعها الجغرافي الممتاز وتربعها على شريط ساحلي بحري بواجهة تقدر بحوالي 80 كلم ,تتسم بتنوع تضاريسها مما جعلها قبلة للسياح للتمتع بأشعة الشمس وصفاء المياه والاسترخاء على رمالها الذهبية. فالشمس هنا تشرق باكرا وينعكس جمالها على المدينة عند المغيب الأرض خضراء بغطاء نباتي متنوع وسماء زرقاء زرقة مياه البحر الدافئة, إذ كان وما زال المكان حلم كل سائح أسير قلبه لجمالها.و لعل من ضحايا هذا الأسر الدكتور والكاتب الجزائري عز الدين ميهوبي حين قال :عنابه مدينة كلما امتدت في الزمن كلما زادت صغرا وطفلة حسناء. ويضم الساحل العنابي خمس عشرة شاطئا للسباحة والاستجمام تتميز بروعتها وجمالها ومن أهم هذه الشواطئ نذكر : المنظر الجميل ,خروبة ,رفاس زهوان إضافة إلى الشاطئ المتميز "لافونتان رومان " مرتعا للمصطافين أين يقضون أوقات الحر مستمتعين بنقاوة الهواء ونعومة ******.و كيف لنا أن نجد سرايدي أين يتربع قصر المنتزه وسط غابة كثيفة
أشجارها في منحدر ينفرج على شاطئ واد بقراط تمتزج فيه زرقة المياه واصفرار ****** وخضرة الأشجار ليشكل لوحة فنية من أروع ما أبدع الخالق. ومما يزيد في جمال سرايدي إلتحافه بغمامة بيضاء لا تفارقه ليل نهار, وتنام تحته عنابه التي تبدو كعروس في ثوبها الناصع البياض. وتحتوي عنابه على مرافق سياحية جندت لخدمة السياح كمؤسسة التسيير السياحي لمدينة عنابه بالإضافة إلى عدة فنادق كالمنتزه ,سيبوس ,ريم الجميل ,و كذا عدة مطاعم مصنفة وأخرى تقدم أطباقا محلية تسحرك حتى برائحتها.
لمدينة عنابه عدة معالم تاريخية وآثار ,منها لالة بونه ,آثار هيبون التي تحتوي على مساحة تسمى الفوروم حيث تعد أقدم وأوسع ما اكتشف لحد اليوم كما توجد بقايا مسرح ومدرجات اوركسترا بالإضافة إلى تماثيل وقبور ,كتمثال هاكيوس ,اسكولاب ,افروديت ايون اله السنة وتمثال آلهة الحب وتمثال القديس اوغستين أو بازليك السلام على ربوة هيبون المشرفة على المدينة الأثرية حاملة الاسم نفسه. وقد سعى القديس دبيش إلى تأسيس هذه الكنيسة بتشجيع من أسقف الجزائر لافيشري. واحضر بعض رفات القديس اوغستين إلى عنابه سنة 1842 لتدفن في المكان المخصص لها. كما أسس الكنيسة سنة 1881 وجرى أول قداس سنة 1886 ليوضع بها تمثال القديس اوغستين من البرونز
مسجد أبي مروان :
تأسس هذا المعلم الحضري قبل أكثر من عشرة قرون شرع في تصميمه أواخر النصف الثاني من القرن الرابع للهجرة وتم بناؤه سنة 425هجري تحت إشراف المهندس الأندلسي أبو ليث البوني وهو من طراز أندلسي قام بناؤه على ركائز اسطوانية كما كان المسجد يؤدي أدوارا متميزة توزعت بين العلم ورد الهجمات الآتية من شمال البحر المتوسط كما كان بمثابة مؤسسة علمية دينية وحربية.
أما متحف هيبون فيحتوي على مجموعة من الآثار منها تماثيل وأواني فضية ونحاسية ولوحات من الفسيفساء لمختلف الحقبات التاريخية التي مرت بها المدينة.
و تشبه المدينة في أحيائها بأحياء القصبة بالجزائر العاصمة,و تحتوي على العديد من البيوت الكبيرة بها ساحات وحدائق وقاعات واسعة لا زالت شاهدة على الذوق المعماري ودرجة الرقي والتحضر لسكان المدينة إذ نلمس مسحة العمران الأندلسي الأصيل أما الصناعة التقليدية فلها القسط الوافر في كل ركن من البيت العنابي ونذكر منها صناعة الخزف والفخار والجلود والطرابيش والزرابي والنقش على الخشب بالإضافة إلى اللباس التقليدي الذي تتميز به المرأة العنابية كالقندورة الفرقاني إذ لا يخلو بيت عنابي واحد منها على الأقل.
من زار عنابه ليلا يشعر كأنه في حديقة زاهية ألوانها اعتاد العنابيين السهر والسمر في ليالي الصيف فالحركة هنا تزداد بشكل كبير إذ تشكل ساحة الثورة المعروفة بـ (cour) قبلة كل العائلات لتناول أكواب المثلجات والمرطبات التي تزين ديكور الطاولات للتمتع بها بعيدا عن حرارة المنزل وروتين النهار.كما تحتضن المدينة عدة مهرجانات وطنية وأخرى دولية منها مهرجان اللباس التقليدي والفنون الشعبية ,مهرجان هيبون ,مهرجان الأغنية المالوفية وإحياء الذكرى السنوية لرحيل أحد أعمدة الفن العنابي الشيخ الحسان العنابي مهرجان أغنية الروك مهرجان الأغنية البدوية (القصبة) ومهرجان أغنية الراب وأمسيات أخرى يتمتع بها العنابية حتى في ساعات متأخرة من الليل. تلك بونه جوهرة الشرق تبقى ذراعيها مفتوحة لمن أراد الاستماع بجمالها والاستجمام في شواطئها ويبقى يراود كل زوارها
https://www.youtube.com/watch?v=ySm0a9lBerk&feature=player_detailpage