قرأت هذا المقال في إحدى الجرائد وقد استحسنته فأردت أن أنقله إليكم عسى أن يفيدكم
قال صلى الله عليه وسلم: "لتنقظن عرى الإسلام عروة عروة أولها الحكم بما أنزل اللة وآخرها الصلاة"
"الإيمان في القلب" شعار يتداوله كل الجزائريين ويختفي وراءه كل من
انتُقِدَ لتركه أمر من أوامر الله أو لم يقف عند نهي من نواهيه، فغير
المصلين يجيبك بأن الإيمان في القلب بمجرد أن تسأله عن عدم حضوره
الصلاة، والفتاة ترد به عمن يسألها عن سبب تركها للحجاب الشرعي،
وكُلٌ يحفظه للهروب من الواقع الأليم الذي يخاف أي شخص أن يصارح
نفسه به، وهو لماذا لا نطيع أوامر الله عز وجل وما هي الفتنة التي
وقعنا فيها نحن المنَعّمُون حتى نترك الصلاة.
ويتعمد كثير منا اليوم تجاهل القيام بأركان الإسلام التي هي أساس وقوام
هذا الدين، ولا يمكن لمن لم يعمل بها الحديث عن الإيمان، لأن الله عز
وجل خاطب الأعراب في كتابه الكريم قائلا: "قالت الأعراب آمنا قل لم
تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم"، حيث شهد الله
لهم بدخولهم في الإسلام وأداء أركانه الخمس التي بها يدخل العبد في
الدين، وبين الله عز وجل في هذه الآية أن الإيمان أعلى درجة من الإسلام.
وقال عليه الصلاة والسلام: "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها
فقد كفر" وذلك لعظم مكانة الصلاة في الإسلام، إلا أنه رغم ذلك يفضل
الكثير عبارة "الإيمان في القلب" على المباشرة لأداء هذه الفريضة، التي
تبقي العبد على صلة دائمة مع الله عز وجل، كما تقول الفتاة وهي
ترفض أمر مناقشتها في مسألة ارتداء الحجاب والخمار ذات العبارة،
رغم أنها تؤكد بأنها تؤدي كل الصلوات.
ويقول عليه الصلاة والسلام في ذلك: "من لم تنهه صلاته عن الفحشاء
والمنكر فلا صلاة له"، ولا شك أن امتناع المرأة من ارتداء الحجاب
الشرعي هو تحد منها لأوامر الله عز وجل الذي أمر بذلك في قوله
تعالى: "يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من
جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين"، فكيف تمتنع المرأة عن
الحجاب بعد معرفتها لهذه الآية التي يؤكد فيها الحق تبارك وتعالى أن ذلك
لمصلحتها فإن هي أطاعت، نالت الخير الوفير في الدنيا والآخرة، وإن
هي عصت وامتنعت فاتها خير الدنيا ولا شك أنها ستحاسب عن تركها لأمر الله.
وقال تعالى: "أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمان عهدا"، قال بعض أهل
العلم أن هذا العهد هو الصلاة كما جاء في الحديث المتقدم، وذلك أن
المسلم له عهد مع الله أن يدخله الجنة إن نطق بالشهادتين وصام وصلى
وأدى الزكاة وحج البيت، وفي الصلاة قال عليه الصلاة والسلام: "من
صلى لله أربعين يوما لم تفته تكبيرة الإحرام كتبت له براءتان: براءة من
النفاق وبراءة من النار".
ومن هنا ننصح أنفسنا وإخواننا بالتزام بأركان الإسلام والعمل بها بدل
التمسك بهذه العبارة التي ما هي إلا استدراج من الله عز وجل وتزيين
من الشيطان لعمل العبد وكبره في نفسه، فلنتب إلى الله قبل أن يأتي يوم
لا ينفع فيه البكاء ولا الندم.
و لا حول و لا قوة إلا بالله ....