بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين بعدد ما كان وبعدد مايكون عند الله
اما بعد ...
اخواني بارك الله لكم , منذ وقت وانا ابحث عن شخصيات قديمة ذهبت روحها
الى خالقها لكنها تعيش ببطولاتها بيننا اثروا علي الاسلام والمسلمين
بتضحيات كثيرة فقررت ان افتح باب نتشارك فيه بكل معلومات عن هؤلاء الذي
ضحوا في سبيل بلادهم ودينهم امام جحافل اعداء الدين .
.
النديم وعرابي قطبي الثورة العرابية
السيد عبدالله النديم والسيد أحمد عرابي
الذي يتمعن في معرفة الانساب ال البيت ومع تاريخ الثورات العربية ضد الظلم
والفساد والعبودية والاستعمار يجد ان معظم هؤلاء الثوار كانوا من السادة
الاشراف
ولا غرابة في ذلك , فهم أهل النخوة والاباء والشهامه والكرامه الحق
والعصابية والغيرة لدين الله ولرسول الله جدهم صلي الله عليه واله وسلم
ومن هؤلاء الثوار السيد عبد الله النديم الادريسي وأحمد عرابي الحسيني
حيث قادا الثورة العرابية في مصر ضد الأحتلال الانجليزى وظلم الخديوي انذاك
ولد السيد عبدالله بن مصباح بن ابراهيم الادريسي الحسني الشهير بالنديم بالاسكندرية يوم عيد الاضحى عام 1261 هجرية - 1845 ميلادية
ولد ابوه في محافظة الشرقية في 20 ذي الحجة 1234 هـ وكان يقيم في قرية
الطيبة بالشرقية , جاء الى الاسكندرية واشتغل في قسم النجارة بالترسانه
واستقر بها
ترك ابوه العمل بالترسانه وافتتح مخبزا بحي المنشية
ولد له ابنه عبدالله وسنه إذ ذاك 26 عاما
تربي السيد عبدالله النديم في اسرة فقيره ومسكن متواضع
أرسله ابوه الى كتاب الحي وهو كتاب المنشية وبدأ السيد عبدالله النديم في
التعلم وكان سريع الحفظ قوي الذكاء حفظ القرآن الكريم وهو في سن التاسعة
ثم واصل تعليمه بمدرسة الشيخ ابراهيم عام 1855 م
انتقل بعد ذلك الى القاهره عام 1861م واستقر بها واشتغل بالتلغراف
وعندما جاء جمال الدين الافغاني الى مصر عام 1871م لازمه النديم وكان من تلامذته
انتقل النديم بعد ذلك الى المنصورة ثم طنطا
وبعد فترة عاد النديم مرة اخرى للقاهره حيث مقهى البوسطة واستاذه جمال الدين الافغاني الذي كان يستعد لتكوين جبهة وطنية شعبية
وانضم النديم الى هذه الجبهة واتخذ الاسكندرية مقرا لنشاطه السياسي الوطني وذلك عام 1879م
فاشتغل بالصحافه واسس الجمعية الخيرية الاسلامية وهي اول جمعية بالاسكندرية
كان النديم نائب رئيس الجمعية
ثم اقام محفلا للخطابة الوطنية واصدر الصحف والمجلات منها مجلة التبكيت والنكيت
اخذ النديم يتنقل في البلاد يحث الناس بالثورة ضد الظلم
اتصل النديم في هذه الفترة بالزعيم الوطني أحمد عرابي واصبح من انصاره
واتخذه عرابي مستشارا له واصبح النديم الصوت المدوي للثورة العرابية
فكان بذلك النديم اول عضو مدني ينضم الى الجيش واصبح فيما بعد خطيبها
الرسمي وداعيتها الاكبر واشترك في التمهيد لها بين الجمهور بخطبه ومقالاته
وكان للنديم دور كبير في الزحف الى قصر عابدين وكان لوجوده اكبر الاثر في ثبات الرجال
فقد قال عنه عرابي ( فجال صديقي الاعز الهمام صاحب الغيرة والعزم القوي السيد عبدالله النديم بين الصفوف ينادي
" وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت احداهما على الاخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ الى امر الله "
فكان معي ثاني اثنين في حفظ قلوب الرجال من الزيغ والارتجاف)
ومن الجدير بالذكر ان الزعيم احمد عرابي ينتسب الى السادة الاشراف فهو
حسيني النسب ومن الخطب البليغة التي القاها النديم ليبث روح النخوة والحمية
بين صفوف الشعب عندما قرر الانجليز احتلال مصر:
(( يا اهل مصر ان الانجليز يقولون مصر هي حصن البلاد العربية من افتتحها
فقد اخذ بلاد المسلمين , فهبوا للدفاع عن وطنكم وتقووا واحفظوا حصن البلاد
الاسلامية وجاهدوا في الله حق جهاده لتحفظوا هذا الدين العظيم وتدفعوا عدوا
يريد ان يدخل الكعبة المشرفة عن طريق بلادكم ))
لحق النديم بعرابي في مقر قيادته بكنج عثمان بكفر الدوار بالبحيره ليحمس الجند قبل المعركة
وبدأت المعركة وكاد يتحقق النصر على الانجليز لولا خيانة ديليسبس واعوان الخديو وبعض البدو
ودخل الانجليز مصروسلمت القاهره عام 1882م وقبض على جميع زعماء الحركة
الوطنية ما عدا النديم واعلن عن مكافاة قدرها ألف جنيه لمن يقبض عليه حيا
او ميتا
وظل النديم متخفيا عدة سنوات متنكرا ينتقل من بلده الى اخرى وبعد تسعة سنوات من التخفي قبض عليه بالغربية وتقرر نفيه الى الشام
اختار النديم يافا مقرا له في منفاه وسافر اليها من الاسكندرية على صورة من
التكريم وعندما توفي الخديوي توفيق تولى بعده الخديوي عباس الثاني وعفا
عنه واباح عودته لمصر متى يريد
عاد النديم الى مصر وغلبت عليه روح التصوف ولبس العمامة الخضراء وجاهر
بنسبه الشريف واصدر مجلة الاستاذ وقد الهبت مقالاته الشباب وعلى رأسهم
الزعيم مصطفى كامل فاتهم النديم انه يعد لثورة اخرى فطلب الانجليز من
الخديوي عباس نفيه ورفض الخديوي في بادئ الامر ولكن مع اصرار الانجليز وافق
على نفيه ورجع النديم مرة اخرى الى يافا بالشام عام 1893م ثم ابعد عن يافا
الى القسطنطينية
ومرض النديم هناك بالسل ولقي ربه ليلة الاحد جماد الاولى عام 1314 هـ - 1896م
وسكت خطيب الشرق سكوته الابدي بعد رحلة طويلة من الجهاد
رحم الله النديم واسكنه فسيح جناته
هذه هي روح النسب تجري في عروق الاشراف دائما بمدد من جدهم لهم دوما صلوات
ربي علية وعلي اله وسلم غرباء ولكنهم معلومون بهم ينصرون واليهم يشرفون اهل
الحق ال البيت .