أيها المارون بين الكلمات العابرة
احملوا أسماءكم وانصرفوا
واسحبوا ألسنتكم عنا، و انصرفوا
وخذوا ما شئتم من ارصدةالبحر وعائدات الذاكرة
و خذوا ما شئتم من الثروات، كي تعرفوا
أنكم لن تعرفوا
كيف يبني العلم من أرضنا سقف السماء
أيها المارون بين الكلمات العابرة
منكم الضرائب - ومنا دمنا
منكم غلاء الأسعار- ومنا لحمنا
منكم هراوة أخرى- ومنا الانحناء
منكم قنبلة الغاز - ومنا العطر
وعلينا ما عليكم من سماء وهواء
فخذوا حصتكم من دمنا وانصرفوا
وادخلوا حفل عشاء راقص .. و انصرفوا
وعلينا ، نحن ، أن نحرس رفاة الشهداء
علينا أن نحيا كما نحن نشاء
أيها المارون بين الكلمات العابرة
كالغبار مروا أينما شئتم ولكن
لا تمروا بيننا كالحشرات الطائرة
لنا حقل نربيه و نسقيه
و لنا ما ليس
يرضيكم هنا
حجر..بل خجل
فخذوا الماضي ، إذا شئتم إلى سوق التحف
و أعيدوا الهيكل العظمي للعلم ، إن شئتم
على صحن خزف
لنا ما ليس يرضيكم ، لنا المستقبل ولنا في أرضنا ما نعمل
أيها المارون بين الكلمات العابرة
كدسوا احلامكم في حفرة مهجورة ، وانصرفوا
وأعيدوا عقرب الوقت إلى شرعية العجل المقدس
فلنا ما ليس يرضيكم هنا ، فانصرفوا
ولنا ما ليس فيكم : وطن ينزف شعبا
وطن يصلح للنسيان أولبعث الذاكرة
أيها المارون بين الكلمات العابرة
آن أن تنصرفوا
وتقيموا أينما شئتم ولكن لا تقيموا بيننا
آن أن تنصرفوا
ولتموتوا أينما شئتم ولكن لا تموتوا بيننا
لنا في أرضنا ما نعمل
لنا الاستشراف هنا
ولنا صوت الحياة الأولى
ولنا الحاضر ، والحاضر ، والمستقبل
ولنا الدنيا هنا .. والآخرة ْ
فاخرجوا من حياتنا ولاتكونوا أوصياء على أعمارنا
لاتسخروا من خبزنا
.. من همنا.. من جرحنا
من كل شيء ، اخرجوا من جرائدنا وتلفزيوناتنا
بقلم فتاة شرق الجزائر