*احمد باي والوطن الجزائري :
المقاومة في الغرب الجزائري هي مقاومة الريف والبداية الصحيحة للحركة الوطنية الجزائرية ان صح التعبير -وتعد بحق مقاومة متعددة الجوانب اصلا وبرنامجا ونتائجا . والسؤال الذي يتابدر الى الاذهان هل يصدق ذلك على مقاومة احمد في الشرق الجزائري
ان مقاومة المدينة كحكم اولي تعني مقاومة الخلافة الاسلامية ممثلة في الدولة العثمانية بينما كانت المقاومة في الغرب هي في الواقع مقاومة الدولة الجزائرية الفتية غير ان احمد باي لم يقود المقاومة لوحده بل شاركه اطراف متعددة بعضها منظم وبعضها تلقائي وخاصة شيوخ القبائل وشيوخ الطرق الدينية ورغم انقسام المقاومة في الشرق الى زعمين الا ان الهدف كان واحد هو طرد الاستعمار والتمسك بالدولة الجزائرية سواء سواء تلك التي تدفع الخلافة العثمانية او التي تاسست في تلك الظروف .
لقد رفض احمد باي الانضمام اللى فرنسا رغم الاغراءات التي قدمت له ووذلك يعتبر مقاومة فقد اجاب على الطلب الفرنسي له بالاستسلام بمايلي :
من الامة الوحافظة على شرفها وبلدها الى العسكر الفرنسي المعتدي على حقوق غيره قد وصلتنا رسائلكم وفهمنا ماذكرتموه فيها نعم ان مركز امسى في خطر عظيم ولكن استيلائكم على قسنطينة المحمية بلابطال العرب الذي لايهابون الموت موقوف على اخر واحد منهم واعلموا ان الموت عندنا تحت اسوار بلدتنا احسن من حياتنا تحت سلطة فرنسا)-ضمن امام تامر باي تونس ورفض الخضوع رغم انه كان يعمل صعوبه التصدي للمدافع الفرنسية.
-دخل في قتال ومواجهات واشتباكات كثيرة مع فرنسا 1830-1848
-اذا كان الامير قد وجد في البداية مساندة سلطان المغرب قبل ان يتغير موقفه في النهاية فان احمد باي واجه منذ بداية الباي تونس .
-وقد كانت الطريقة الرهبانية تسيطر على منطقة الشرق وتشارك في اهدافها مع احمد باي
ان القبائل التى لجا اليها احمد باي بعد سقوط قسنطينة لم تكن تدفع الضرائب للعثمانيين ومع ذلك قبلت الدفاع عن احمد باي ضد الفرنسين احمد باي لم يكن له مصانع للاسلحة وانما انتظر المدافع من السلطة العثمانية وعندما لم تصل هذه المدافع فانه لجاء الى شراءها عن طريق صحراء لبيا الا ان السلطة الفرنسية مدعمة من باي تونس فرفضت حصار مشداد على تسرب الاسلحة وقد اضطر الباب العالي الى ان يبلغ من احمد باي الانسحاب عبر طربلس كرد على طلب احمد باي التزويد بالاسلحة والواقع ان الجيش العثماني كان يتعرض في ذلك الوقت الى جانب مشكلة اليونان الى تفشي طاعون كارثي ان على عشرات الظروف منه في رومنيا
رغم صلابه مقاومة احمد باي الا ان اسباب داخلية واخرى خارجية كانت ضده . الاسباب الداخلية:
معارضة بعض القبائل طيلة فترة المقاومة سواء تلك التي تولى قيادتها يوسف المملوك او التي تزعم قيادتها فرحات بن سعيد ثم انضمام صهري بن قانة الى فرنسا وكذالك بعض العائلات الكبيرة في قسنطينة الى جانب الحصار الفرنسي الذي ادى الى قلة الماونة
-الاسباب الخارجية :
فكان انهيار الامبراطورية العثمانية وعجزها عم تقديم المساعدة الى جانب قوة فرنسا سياسيا وعسكريا
*مقاومة احمد باي لقدعاش احمد باي ماساة سيدي فرج 1838 وشهد بنفسه سقوط العاصمة وانهيار الجيش واستسلام الداي فعاد بمن بقي معه من الجيش الى قسنطينة وقبل ان يصل اليها وصله عرض فرنسا بالموافقة على بقائه بايا مقابل اعترافه بالسيادة الفرنسية وفي نفس الوقت وصله من قسنطينه ان بايا جديدا قد نصت عليها ولم يوفق القادة الفرنسين في استمادة احمد باي وقد جمع احمد باي عند وصولهم الى ابواب قسنطينه واعلنوا عن عزله من منصبه واستبداله ابن محمد شاكر باي فاعلن احمد باي سكان المدينه وطلب منهم ان كانوا موافقين على الباي الجديد ان يخرجوا من المدينه كاملة افراد اسرته لينسحب الى اخواله في الصحراء لكن اعيان وفقهاء المدينة اعلنوا الاعتراف باحمد باي وحده عندئذ فاءن المتمردين برهنوا على خضوعهم بارسال راس قائدهم الى احمد باي الي طلب ايضا تسليم المحركين الرئيسين لينفيهم الى تونس غير انهم افترقوا في اوساط الى قبائل ودخل احمد باي منتصرا الى قسنطينة وبعد هذا الحادث ارسل احمد باي قرار اعيلن هذه المقاطعة الى باقي السكان ودعاهم الى قاعته فاستجابوا بمعظمهم ثم طلب سكان عنابة ان يرسلوا كمية من الدخائر الحربية وولى عليهم المسمى الحاج عمار لكن هذا الاخير كان يحظى بصمعة سيئة في عنابه وعلى هذا الاساس شق سكان عنابة عصا الطاعة فلم يتمثلوا الاوامر احمد باي ورفضوا ان يرسلوا له ماطلبه وهو ماجعله يحاصرهم للاجبارهم على الاستسلام فطلب السكان وعدا من الباي بان يقوم بعزل الحاج عمار .
*اغتنم ابراهيم باي قسنطينة السابق هذا الخلاق فقدم الى عنابه واستقبله السكان بكل حفاوة فتنبه احمد باي الى ذالك وقام بعزل الحاج عمار عندئذ فتح سكان عننابة ابوابهم الواسعة وعاد الهدؤ.
اما ابراهيم باي فانسحب الى القضية مع الاتراك بينما قام جنود ه بادخال الخائن يوسف امملوك ومع 30 من جنود الفرنسيين وقد امر الباي يبعدم مقاومة الفرنسيين وطلب منهم على العكس معاملتهم كاصدقاء وهذا الموقف يمكن تفسيره على ان احمد باي لم يكن يرغب في قتال الفرنسيين لولم يجبروه على الاعتراف بسلطانهم وموالاتهم او تخليه عن منصبه كما يمكن ان يجد تفسيره في رغبة عدم تبديد قوته بعيدا عن عاصمة قسنطينة ومهما كان الامر فان النتيجة هو ان فرنسا وجدت سهولة في احتلال اقليم عنابه لكنها ايقنت ان السبيل الى احتلال السواحل الشرقية لن يكون سهلا الا بحتلال قسنطينة وقد دعم هذا الراى يوسف المملوك الذي قدم معلومات تفيد بضعف احمد باي وعدم قدرته على مواجه الجيش الفرنسي .
*الحملة الاولى على قسنطينة 1836 :كلف الجينرال كلوزيل بهذه المهمة فجهز لها حملة من 8700 جندي وعبر عن معنوياته قائلا :"انا غير قلق من النتيجة .
فكانت معركة قسنطينة الاولى في نوفمبر 1836 والتى انهزم فيها الفرنسيون هزيمة كان لها صدها الواسع فعلى الصعيد الداخلي عزز احمد باي موقفه واتصل بشيوخ القبائل بدعوهم الى نصرته والى مقاومة الفرنسيين واتصل بطاهر باشا في طربلس ديسمبر 1836 لهذا الغرض اما على الصعيد الخارجي فقد اصيبت فرنسا بصدمة قوية شجعت المعارضة على ان تضغط على الحكومة وكان نتائجها عزل كروزيل منمنصبه وحل محله دامريمون وظهرت فكرة قوية تدعوا الى ضرورة تطبيق العدالة ليعيش الجزائريون في سلام وذاك بان تسليم المدن الجزائرية للاعيان منهم شرط ان تكون تحت وصاية فرنسا .
*الحملة الثانية على قسنطينة :حاول دامرايمون ان يخبرا احمد باي عن طريق التفاوض فارسل اليهود بوجناف واعرض عليه الصلح الذي يعني الخضوع لسلطة الفرنسية الا ان احمد باي رفض ذلك بشدة وبعد كل ذلك المحاولات عزمت فرنسا على شن الحملة ثانية وفي هذه المدة اعد الفرنسيون جيشا ضخما يتكون من 11جندي ودعموه بضباط سامين ذو خبرة في الميدان العسكري من امثال فزيزل. وولبير . لامى .........الخ تحت قيادة دامريمون الامر الذي فرض على احمد باي تجنيد اوسع واعداد اكبر لمواجهة الزحف الفرنسي على قسنطينة خاصة انه وجد استجابة القبائل مثل الحنانشة -سكيكدة - القل ............الخ وعلى الرغم من هذه الاستعدادات فقد تمكنت الحملة الفرنسية الثانية في اكتوبر 37 من تحقيق هدافها فسقطت قسنطينة رغم المقاومة الشرس لسكان المدينة في حرب الشوارع التي اقبت السقوط ورغم سقوط قائد الحملة نفسه هذه الحرب .
المقاومة بعد سقوط قسنطينة : بعد سقوط المدينة وانهاء حرب الشوارع اسر احمد باي على مواصلة القتال ولم يقبل النصائح التي انهالة عليه تطلب منه مغادرة البلاد والالتحاق بالدولة العثمانية فجمع مابقى من مساعديه واقترح عليهم تشكيل زمالة من الذين خراجوا من المدينة والسير نحوالجنوب في حين يبقى هو وبعض جنوده متمركزين مابين عنابة وقسنطينة لقطع حركة المرور على الجيش الفرنسي وبالتالي منع الاندادات والمؤونة من الوصول اليه وقد وافق المجتمعون على ذالك لكن بوعزيز بن قانة اعلمهم ان فرحات بن سعيد خليدة الامير يقترب بسرعة من الزبان في حالة استلائه عليهما فان احمد باي واتباعه يصبحون محاصرون وليس لديهم اي منطقة مركزية ولذالك اقترح المسارعة الى الصحراء لتصدي لفرحات بن سعيد وبعد التفرع منه تبدا مواجهة الفرنسيون ورغم ان احمد باي قبل ذالك لكنه ذكر في مذكرته ان بوعزيز بن قانة او اد ذاللك الاستحواذ على امواله وعلى كل حال فقد تحول نحو جنوب واتخذ من الاوراس وبعض مناطق الصحراء ميدان للجهاد ضد الجيوش الفرنسية وبقية يطالب السلطان العثماني بالمساعدة لكن هذا الاخير اكتفى بالوعود مم جعل احمد باي يوجه اليه رسالة قاسية جاء فيها ".......بادروا بامداد اهل الايمان للمساعدة ونصرة امة الاسلام وعندما يعاتبكم الله يوم الحشر تسؤلون عن ضياع هاته الولاية فماذا سيكون جوابكم هل لكم اهل وغرض في حفاظ على دين الاسلام في هذه الديار فاءن كان كذالك لتكن عندكم همة وعزيمة لمساعدة المسلمين اذ انه بالنصر الشريف كل كلمكم راع وكل راع مسؤول عن رعيته .ولاشبه ان كل سلطان يسال عن راعيته ........اننا من اهل الاسلام ولم تعاون بمقدار درة فقد اصبح من المحقق ان ينال الكفار مبتاغهم في هذه الولاية ولو سالهم انفسكم بخصوص هدا الامير عندما تشيرون هذا الموضوع فلا شبهةمن توجه العتاب لكم اذا لم تنصروا الدين الاسلامي في تلك الحالة اننا نعتذر عن تلك العبارات الخشنة ولا اداب لكنها كلمة حق فنرجوا عفواكم "
عوامل الاستسلام :رغم صلابة احمد باي فقد استسلم في نهايه المطاف عام 1848وذالك الاجتماع مجموعةمن العوامل ضد ومن بينها التنافر بين الاعراش والقبائل الذي ارى الى تمزيق صفه وذالك نتيجة للاعتدال الذت لدى شيوخ تلك القبائل والانعدام الرسائل التي تمكنها ان تعمل على وحدة الصف اناذاك .ومنع ذالك فقد وجهت الاحتلال بقواتها الذاتية متناسية احيانا الخلاف بينهما وهذ ما يفسر روحها القتالية العالية .
-جيهة الفرنسيون الذين ناصبهم العداء رغم محاولتهم مقاومته واغرائه ببقائه في منصب الباي .
جيهة الطامعين في منصبه وامواله وهم كثرون اشتغلوا كرغلية واستضعفوا شانه حيث لاتوجد قبيلة تحميه كما هو شان المقاومات .
جيهة الخوف الذين تامروا على خيانة وعلى الوطن لدرجة انهم تحالفوا مع الجيش