موضوع: إناث بمجتمعات ذكورية الجمعة 25 فبراير 2011, 09:00
كانت اثار الاسى على طيات وجهها تحاكي ناظره الاف القصص كانت نظرتها التي لا توصف تحكي مسيرة الهم و الحزن التي سجلتها عيونها بذاكرتها و التي لن و لم تنسى ابدا مرت السنون عليها الان كلمح البصر لكنها في وقتها كانت ابطئ مما تستطيع تحمله لم يبادروها الاحسان الا بالاساءة و البغض لم يخفضوا لها جناح الذل ابدا كانوا بالاسم اولادها و لكنهم للاسف اشبه بالاعداء او حتى لو كانوا اعداء لربما رأفوا لحالها و تستمر الحياة بحلوها و مرها ببياضها و سوادها تستمر و في الجانب الاخر كانت تفكر بالانتحار و لم تكن حتى انتهت من عقدها الثالث و لكنها كانت تملك تلك العزيمة لانهاء العمر و كان كل من سمع بها يلقي اللوم عليها و على كفرها بنعمة الحياة لم يفكر احد ان يسمعها و يفهمها كان لديها اربع من الشباب اخوة أي انها كانت تملك من السند ما يكفي لكنهم كانوا ابعد من الخيال عنها رجولتهم تمنعهم من النزول الى قلب انثى ليفهموه و يسمعوه ولو لمرة واحدة بل كانت بين يديهم كالجارية سمعا و طاعة و كانوا يزدادون جبروت و ظلما كانت سجينة بينهم لا راي لها و لا مشاعر و لا عواطف يلقي احدهم الكلمة و ينتظر منها الجواب (( كما تشاء )) و طبعا العامل الذكوري المتسلط له كل الاولوية فلم يفكر والداها الا بكلمة (( اخوانك يعرفون مصلحتك )) كانت ممتلئة بالحياة و مفعمة بالامل حتى تكسر كل ذلك على صخرة اليأس فقررت و نفذت بصمت و لكنها غادرت كما عاشت بصمت و دونما أي اسف على فراقها و تستمر الحياة بحلوها برمها تستمر
و بجانب اخر كانت تملك من الجمال ما يكفي ليقال عنها جميلة و كانت تملك من الخلق ما يكفي لتمدح بكل المجالس و كانت تملك قلب نعم قلب لكنهم لم يعرفووا كمعنة كلمة قلب فالاهل ادرى بالمصلحة و الاعرف و الاقدر على الاختيار قالوا لها يملك من المال ما يجعل منك اسعد امراءة عاشت على وجه الارض لكنها لم تملك خلية من جسدها تتقبله كزوج لها و لا حتى كانسان يقضي معها باقي العمر لكنها قبلت بعد اصرار من الاهل و كانت المصيبة و الكارثة فلم يكن سوا مخلوق يشبه الانسان بالمظهر فقط و كانت بالنسبة له زيارة خلال ايام الشهر و احيانا تلغى تلك الزيارة زيارة عابرة ياخذ فيها قسط من الراحة و لا يعطي غيره هذه الراحة للاسف فحول تلك المرأة المفعمة بالحياة الى سجينة رهينة تقتلها جيوش من العواطف و المشاعر فأجمعت قواها و قررت ان تسير بعكس الاتجاه للأسف لكني لا ألومها أبدا و إن أخطأت بل ألوم من دفعها بكل قوة الى الخطأ متناسيا أن الحياة بالآخر مادة و بالأول و الأهم عواطف و مشاعر و أحاسيس و تستمر الحياة بحلوها و مرها تستمر و تستمر بعرض مختلف الألوان و نستمر بمشاهدة ما يجري و لكن هل نغير ما بأنفسنا . . . ؟ هل نعترف بهم كأم و أخت و زوجة .. ؟ ..