رسم أحد سكان بلدة البيضا،
صورة ماسأوية للوضع في المدينة القريبة من بنغازي شرق ليبيا، حيث تسيطر
حالة من الخوف الشديد بين السكان في تلك المنطقة من تعرضهم لإبادة جماعية،
بعد أن كشف وهو ويبكي كيف استخدم الجيش الطائرات والدبابات لقتل 26 من
سكانها.
وقال مرعي الماهري وهو من قبيلة الإشراف - إن شقيقه يدعي أحمد
الماهري من بين القتلى- مشيرًا إلى أن حالة الخوف وصلت بالليبيين إلى حد
أنهم "يخافون من ظلهم"، بحسب تعبيره في تصريحات عبر الهاتف لوكالة
"رويترز".
وأضاف وهو يطلب المساعدة لوقف حمام الدماء الذي يتركبه نظام
العقيد معمر القذافي "هذا أسوأ مما يتخيله أحد .. هذا أمر لا يستوعبه بشر.
إنهم يقصفوننا بالطائرات .. يقتلوننا بالدبابات".
واتهم الماهري البالغ
من العمر 42 عاما، القوات الموالية للقذافي بالقتل في شوارع البلدة
الساحلية دون تمييز، وقال "انهم يطلقون النار عليك لمجرد السير في
الشارع"، وأضاف: "الشئ الوحيد الذي يستطيعون فعله الآن هو عدم الاستسلام
وعدم التراجع. سنموت بأي حال سواء شئنا أو ابينا. هذه إبادة جماعية".
وقال واصفا مناخ الخوف الذي فرضه القمع "الليبيون يخافون من ظلهم .. الأطفال لا يستطيعون النوم. كما لو أننا في كوكب آخر".
وكان
الزعيم الليبي معمر القذافي أكد في كلمة مساء الثلاثاء أنه لن يتنحى،
وتعهد بأن يواصل القتال حتى الموت، مهددا باتخاذ اجراءات أشد قسوة ضد
المحتجين، الذين سقط منهم مئات القتلى منهمك ووصفهم بـ "المرتزقة"
و"الجرزان"، زاعما أنه حتى الآن لم يصدر أمرا بإطلاق الرصاص.
والبيضا،
هي إحدى المدن التي شهدت احتجاجات على حكم الزعيم الليبي انطلقت منذ
الأسبوع الماضي للمطالبة بإسقاط حكمه بعد 42 عاما من وصوله إلى السلطة في
بلده، حيث يعد أقدم رؤساء الدول بالعالم.