يؤكد "بودوسكا " على أن من الأسباب التي تؤدي إلى الشعور بالوحدة التعرض للحرمان في مشوار الحياة، وذلك في الأعوام الأولى منذ النشأة مثل حرمانالابن من الرعاية الوالدية، مما يكون لها تأثيراً عكسياً على تقييم قدرةالفرد على الحب والعطاء، أوضحت نتائج بعض الدراسات أن الأفراد ذوو الشعورالمرتفع بالوحدة النفسية أقروا بأن آباءهم لم يقضوا وقتاً كافياً معهم،ولا يتفهمون مشاكلهم ولا يحاولون مساعدتهم عند الحاجة إليهم، كما أنالمراهقين الذين يشعرون كما أنهم كانوا يعيشون في أسر يسودها البرودالعاطفي في العلاقات مع الوالدين والقسوة الشديدة والإهمال، فالشعوربالوحدة النفسية مرتبط بالخجل Shyness، ولهذا يرى روك Rook أن رفض الآباءلأبنائهم، أو عدم مساندتهم يجعل الأبناء فريسة للخجل والوحدة والإنطواء،وعدم الثقة والإطمئنان، مما يسبب إنتكاسات تمنع الفرد حتى من الإستجابة للعلاج في المستقبل
الخجل أم الحياء
تباينتوجهات النظر الخاصة بمفهوم الخجل نظراً لطبيعته المركبة، فعرفه البعض علىأنه حالة إنفعالية يصاحبها الخوف عندما يخشى الفرد الموقف المحيط به، فيحين عرفه آخرون بأنه تأثر إنفعالي بالآخرين في المواقف الإجتماعية، أوحالة من حالات العجز عن التكيف مع المحيط الإجتمـاعي، وآخرون قالوا إنهيقع على طرف خط متدرج تقف المكابرة على نهايته، وكلتاهما صفتان مذمومتان،على حين يقع الحياء في وسطه وهو صفة كريمة
توالتالتعريفات إلا أن التعريف الذي تميل إليه دراستنا هو الميل إلى تجنبالتفاعل الإجتماعي، مع المشاركة في المواقف الإجتماعية بصورة غير مناسبة،فالشخص الخجول يتجنب المواقف الإجتماعية والمشاركة مع الأفراد المحيطينبه، كما أن الشخص الخجول حياته السلوكية مضطربة، فاقد الثقة بنفسه وعندتعرضه للمواجهة مع الآخرين يصبح مشلول الإرادة والتفكير، لذا وجب عليه أنيتجنب ما إستطاع الإنفعالات النفسية، لأن الخجل ما هو إلا ثمرة من ثمارالخوف والقلق والضعف
ومنأهم الفروق الجوهرية بين الحياء والخجل، ومن تلك الفروق على سبيل المثالالإرادة ودورها في كل منهما، ففي الخجل والحياء تلعب الإرادة دوراً مهماًفالإثنين في إحتياج لها، الأول للتخلص من خجله، والثاني لإكتساب الحياء.فإن ذلك يتطلب منه بإرادته ليقوم بأفعال وسلوكيات معينة حتى يصل إلىالحياء.