لم يعد أمر تربية الأبناء
ذو شأن في حياة الوالدين
على الرغم من أهميته ..
بل إن الملاحظة
أنه في أقصى قائمة اهتمامهم
الوالدين
على الرغم من أهميته ..
أنه في أقصى قائمة اهتمامهم
فالأب مشغول ..
أرهقه الجري واللهث وراء حطام الدنيا
والأم للأسواق
ومحلات الخياطة
ولا يجد أي منهما وقتاً للتفكير في أمر فلذات الأكباد ..
سوى توفير الغذاء والكساء
فيتساويان مع الأنعام في ذلك
أما ذلك الطفل المسكين
فإنه أمانة مضيعة
ورعاية مهملة
تتقاذفه الريح وتعصف به الأهواء
عرضة للتأثيرات والأفكار والانحرافات
في حضن الخادمة حيناً
وعلى جنبات الشارع حيناً آخر
وتلقى القدوة المسيئة ظلالاً كالحة على مسيرة حياته
بعض أطفال المسلمين
لم يرفع رأسه حين يسمع النداء للصلاة..
وما وطأت قدمه عتبة باب المسجد
ولا رأى المصلين إلا يوم الجمعة
أو ربما يوم العيد ..
وإن أحسن به الظن فمن رمضان إلى رمضان
أما حفظ القرآن ومعرفة الحلال من الحرام
فأمر غير ذي بال ..
قد يخالفني الكثير في ذلك التشاؤم ..
ولكن من رصد واستقرأ الواقع عرف ذلك ..
وهاك - أخي القارئ / أختي القارئه -
مثالين أو ثلاثة
لترى أين موضع الأمانة
ومدى التفريط ....
- الأول :
كم عدد أطفال المسلمين الذي يحضرون صلاة الجماعة
في المسجد؟- والله -
كأننا أمة بلا أطفال
وحاضر بلا مستقبل ..
أنحن أمة كذلك ..؟
كلا ..
هؤلاء تملأ أصواتهم جنبات الدور والمنازل
والمدارس ويرتفع صراخهم
في الشارع المجاور للمسجد
ولكن أين القدوة والتربية
- الثاني :
من أهتم بأمر التربية وشغلت ذهنه
وأقلقت مضجعه - أو ادعى ذلك-
إذا وجد كتابا فيه
منهج إسلامي لتربية النشء
أعرض عنه لأنه ثمين وغال..
وهو لا يتجاوز دراهم معدودة
كم أسرة لديها كتاب حول التربية الإسلامية للطفل ؟
- الثالث :
يعطي الأب من وقته لبناء دار أو منزل
أوقاتا ثمينة فهو يقف في الشمس المحرقة
يدقق ويلاحظ ويراقب ويتابع ..
ويزيد وينقص ..
ونسي الحبيب ..
من سيسكن في هذه الدار غداً؟
ملاحظه
أيها الأب الحبيب:
ستسأل في يوم عظيم عن الأمانة
لماذا فرطت فيها؟
ولماذا ضيعتها؟
إنهم رعيتك اليوم
وخصماؤك يوم القيامة إن ضيعت
وتاج على رأسك إن حفظت
الرابع:
منهو الاب الذي يحتظن ابنه ويشعره بعاطفه الابوه
وانه يثق به
قليل..
« كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته
الإمام راع ومسؤول عن رعيته
والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته
والمرأة راعية في بيت زوجها
ومسؤولة عن رعيتها.. »
وقال أنس رضي الله عنه ؛
( إن الله سائل كل راع عما استرعاه
حفظ ذلك أم ضيعه )
وكما تقي فلذات كبدك من نار الدنيا وحرها وقرها
عليك بقول الله عز زجل ؛
{ يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً
وقودها الناس والحجارة }
أصلح الله أبناء المسلمين
وجعلهم قرة عين وأنبتهم نباتاً حسناً
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
م.ن.ق.و.ل. للفائدة
تحياتي للجميع