ibrahim_099 عضو مبدع
عدد المساهمات : 513 :
| موضوع: المعصية وأسبابها الجمعة 09 يوليو 2010, 16:31 | |
| [size=18 المعصية أسبابها, آثارها, سبل الوقاية منها
خلق الله الخلق لتوحيده وعبادته, والمؤمن الحق هو من لزم ذلك وابتعد عن ما يسخط الله تعالى, واجتنب الذنوب والمعاصي, وقد قال حذيفة بن اليمان: إذا أذنب العبد نكتت في قلبه نكتة سوداء فإذا أذنب نكت في قلبه نكتة سوداء حتى يصير قلبه كله أسود. وقال بعض السلف: المعاصي بريد الكفر, قال ابن حجر الهيتمي: معلقاً:" أي: رسولُه باعتبار أنها إذا أورثت القلب هذا السواد وعمته لم يبق يقبُل خيراً قط, فحينئذ يقسو ويخرج منه كل رحمة ورأفة وخوف, فيرتكب ما أراد ويفعل ما أحب, ويتخذ الشيطان ولياً من دون الله, ويضله ويغويه ويَعِده ويُمنِّيه, ولا يرضى منه بدون الكفر ما وجد له إليه سبيلاً" (1). ولخطورة المعاصي والذنوب على العباد, وحصول العقوبات والمحن والبلايا, ناسب أن نُذكِّرَ بهذا الأمر, وبالله التوفيق.
أسباب المعاصي
للمعاصي أسباب ودواعي هي في مجملها ترجع إلى أمور ثلاثة كما أشار إليها العلامة ابن القيم رحمه الله حيث يقول إنها ترجع إلى: 1- تعلق القلب بغير الله ويؤدي ذلك إلى الشرك. 2- طاعة القوة الغضبية ويؤدي ذلك إلى الظلم. 3- طاعة القوة الشهوانية ويؤدي ذلك إلى الفواحش. فغاية التعلق بغير الله شرك وأن يدعى معه إله آخر, وغاية طاعة القوة الغضبية القتل, وغاية طاعة القوة الشهوانية الزنا. ولهذا جمع الله سبحانه بين الثلاثة في قوله تعالى: ( وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا( الفرقان:68 . وهذه الثلاثة (يدعو بعضها بعضاً، فالشرك يدعو إلى الظلم والفواحش, كما أن التوحيد والإخلاص يصرفها عن صاحبها)(2).
آثار المعاصي
وللمعاصي من الآثار القبيحة المذمومة المضرة بالقلب والبدن في الدنيا والآخرة ما لا يعلمه إلا الله. فمنها(3): 1- حرمان العلم، فإن العلم نور يقذفه الله في القلب، والمعصية تطفئه. 2- وحشة يجدها العاصي في قلبه بينه وبين الله، لا يقارنها لذة أصلاً. 3- وحشة تحصل بينه وبين الناس، ولا سيما أهل الخير والصلاح. 4- تعسير أموره، فلا يتوجه إلى أمر إلا ويجده مغلقاً دونه، أو متعسراً عليه. 5- ظلمة يجدها في قلبه، حقيقة يحس بها، فتوهن قلبه وبدنه وتحرمه الطاعة. 6- المعاصي تقصر العمر، وتمحق بركته إلى الأبد والعياذ بالله. 7- المعاصي تزرع أمثالها، ويولد بعضها بعضاً حتى يعز على العبد مفارقتها. 8- وهو من أخوفها على العبد: إنها تضعف القلب عن إرادته فتقوى المعصية وتضعف التوبة. 9- ينسلخ من القلب استقباحها، فتصير له عادة حتى يفتخر بالمعصية فلا يعافى. 10- تطفئ من القلب نار الغيرة وذهاب الحياء الذي هو مادة الحياة للقلب. 11- الذنوب تدخل العبد والعياذ بالله لعنة رسول الله ? . 12- حرمان دعوة رسول الله ? ودعوة الملائكة الكرام المستغفرة للمؤمنين. 13- تستدعي نسيان الله لعبده وذلك هو الهلاك: ( وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ( الحشر:19 14- الذنوب إذا تكاثرت طبع على قلب صاحبها، فكان من الغافلين: ( كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ( المطَّففين:14 15- ومن عقوباتها: ما يلقيه الله سبحانه من الرعب والخوف في قلب العاصي، فإن الطاعة حصن الله العظيم. 16- أنها تخون العبد أحوج ما يكون إلى نفسه، وخاصة عند الاحتضار فتسوء خاتمته.(4).
ومن آثار ترك الذنوب والمعاصي (في الدنيا)
قال ابن القيم رحمه الله تعالى(5): «سبحان الله رب العالمين، لو لم يكن في ترك الذنوب والمعاصي إلا: إقامة المروءة, وصون العرض, وحفظ الجاه, وصيانة المال الذي جعله الله قواماً لمصالح الدنيا والآخرة, ومحبة الخلق, وصلاح المعاش, وراحة البدن, وقرة القلب, وطيب النفس, ونعيم القلب, وانشراح الصدر, والأمن من مخاوف الفساق والفجار, وقلة الهم والحزن, وعز النفس عن احتمال الذل, وصون نور القلب أن تطفئه ظلمة المعصية, وحصول المخرج له مما ضاق على الفساق والفجار, وتيسير الرزق عليه من حيث لا يحتسبه, وتيسير ما عسر على أرباب الفسوق والمعاصي, وتسهيل الطاعات عليه, وتيسير العلم والثناء الحسن في الناس, وكثرة الدعاء له, والحلاوة التي يكتسبها وجهه, والمهابة التي تلقى له في قلوب الناس, وانتصارهم له وحميتهم له إذا أوذي أو ظلم, وذبهم عن عرضه إذا اغتابه مغتاب, وسرعة إجابة دعائه, وزوال الوحشة التي بينه وبين الله, وقرب الملائكة منه, وبعد شياطين الإنس والجن منه, وتنافس الناس على خدمته, وخطبتهم لمودته وصحبته, وعدم خوفه من الموت بل يفرح به لقدومه على ربه ولقائه له ومصيره إليه, وصغر الدنيا في قلبه وكبر الآخرة عنده, وحرصه على الملك الكبير والفوز العظيم فيها, وذوق حلاوة الطاعة ووجدان حلاوة الإيمان, ودعاء حملة العرش ومن حوله من الملائكة له, وفرح الكاتبين له ودعاتهم له كل الوقت, والزيادة في عقله وفهمه وإيمانه ومعرفته, وحصول محبة الله له وإقباله عليه وفرحه بتوبته».
ومن آثار ترك الذنوب والمعاصي (إذا مات العبد)
تلقته الملائكة بالبشرى من ربه بالجنة, وبأنه لا خوف عليه ولا يحزن, وينتقل من سجن الدنيا وضيقها إلى روضة من رياض الجنة ينعم فيها إلى يوم القيامة.
ومن آثار ترك الذنوب والمعاصي (في الآخرة)
إذا كان يوم القيامة كان الناس في الحر والعرق, وهو في ظل العرش, فإذا انصرفوا بين يدي الله أخذ به ذات اليمين مع أوليائه المتقين وحزبه المفلحين وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم(6), فطوبى لمن ترك الذنوب, وكما قال الحسن البصري: «يا بن آدم ترك الخطيئة أيسر من طلب التوبة»(7), والواقع أنه لا يكفي مجرد التوبة لإبعاد المعصية كما مر بك بل لابد من مكفرات لهذه المعصية حتى يطهر تماماً كتطهير سؤر الكلب عند ما يلغ في الإناء! فقد قال فيه ?: «إذا ولغ الكلب في الإناء فاغسلوه سبع مرات وعفروه الثامنة في التراب»(8).
سبل الوقاية من المعاصي
ويكفر المعاصي ما يلي: 1- التوبة النصوح: قال تعالى: ( إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ( الزُّمر:53 2- الاستغفار: في الحديث: «لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون، ثم يستغفرون الله فيغفر لهم»(9). 3- الحسنات الماحية: قال تعالى: ( إِنَّ الحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ( هود:114 ويدخل في ذلك أعمال البر والصدقة وسائر القربات. 4- دعاء المؤمنين للمؤمن: كدعائهم له بالمغفرة وكدعاء الأبناء لآبائهم. 5- شفاعة محمد ?: كما في الحديث الصحيح: «شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي»(10). 6- المصائب المكفرة: في الدنيا كما في الحديث الصحيح: «ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا هم ولا حزن إلا كفر الله بها من خطاياه»(11) بشرط الصبر عليها. 7- رحمة الله وعفوه: بلا سبب من العباد, يقول ابن رجب: «فمن اخطأته هذه السعة فلا يلومن إلا نفسه» والله واسع المغفرة (12). 8- وهي تعفير التراب: فما يحصل له في القبر من الفتنة والضغطة والروعة وأهوال يوم القيامة وكربها وشدائدها(13).
كيف نحمي أنفسنا من خواطر المعصية؟
نحمي أنفسنا من خواطر المعصية كما يقول ابن القيم بما يلي(14) : 1- العلم الجازم باطلاع الرب سبحانه، ونظره إلى قلبك وعلمه بخواطرك. 2- حياؤك منه سبحانه وتعالى. 3- إجلالك منه أن يرى منك مثل تلك الخواطر في بيته الذي خلق لمعرفته. 4- خوفك منه أن تسقط من عينه بتلك الخواطر. 5- إيثارك له أن يساكن قلبك غير محبته. 6- خشيتك أن تتولد تلك الخواطر، ويستعر شرارها فتأكل ما في القلب من الإيمان ومحبة الله. 7- أن تعلم أن تلك الخواطر بمنزلة الحَبِّ الذي يلقى للطائر يصاد به. 8- أن تعلم أن تلك الخواطر الرديئة لا تجتمع هي وخواطر الإيمان في قلب إلا وتغلب أحدهما. 9- أن تعلم أن تلك الخواطر بحر من بحور الخيال لا ساحل له فإذا دخل القلب غرق وتاه. 10- أن تعلم أن تلك الخواطر وادي الحمقى وأماني الجاهلين فلا تثمر لصاحبها إلا الندامة. بعد أن عرفنا ما تسببه شؤم المعصية من آثار مريعة في الفرد والأمة ليس معنى هذا تقنيطاً من رحمة الله؛ ولكنه التنبيه على خطر المعاصي, ووجوب الاتصال بالله في كل وقت, وعندما نقرأ هذا الحديث الذي في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي ?: فيما يحكي عن الله عز وجل قال: «أَذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْباً. فَقَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي. فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى?: أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْباً، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذَ بِالذَّنْبِ. ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ. فَقَالَ: أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي. فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى?: عَبْدِي أَذْنَبَ ذَنْباً. فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ. ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ فَقَالَ: أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي. فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى? أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبَاً. فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ. اعْمَلْ مَا شِئْتَ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكَ». (15). ومعنى هذا الحديث: أن الاتصال بالله وذكره دائماً مدعاة لغفران الذنوب, وأن من صفات الله أنه غفور وتواب, وهذه الصفات لا تظهر إلا إذا واقع العبد المعصية ثم تاب منها, فينبغي للعاقل أن يكون على خوف من ذنوبه حتى ولو تاب منها. يقول ابن الجوزي(16): «إني رأيت أكثر الناس قد سكنوا إلى قبول التوبة، وكأنهم قد قطعوا على ذلك، وهذا أمر غائب، ثم لو غفرت بقي الخجل من فعلها», ويؤيد الخوف بعد التوبة أنه في الصحاح: أن الناس يأتون إلى آدم عليه السلام فيقول ذنبي، وإلى نوح، وإلى إبراهيم، وإلى موسى، وعيسى، صلوات الله وسلامه عليهم، وكلهم يقول: ذنبي.! فهؤلاء إذاً اعتبرت ذنوبهم لم تكن أكثرها ذنوباً حقيقة, ثم إن كانت فقد تابوا منها واعتذروا وهم بعد على خوف منها, ثم إن الخجل بعد قبول التوبة لا يرتفع، وما أحسن ما قال الفضيل بن عياض رحمه الله: «واسوأتاه منك وإن عفوت. فأف والله لمختار الذنوب، ومؤثر لذة لحظة تبقى حسرة لا تزول عن قلب المؤمن وإن غُفر له»(17). فإذا خاف الإنسان من ذنوبه, وعمل صالحاً, وتعاهد نفسه بالحسنات الماحية فقد يكون الذنب السابق سبباً لدخول الجنة!! أما كيف يحدث هذا فيقول إبراهيم بن أدهم في تفسير هذه الآية الكريمة: ( وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ( الرَّحمن:46 (قال: إذا أراد أن يذنب أمسك مخافة الله عز وجل)(18) وعن الحسن قال: قال رسول الله ? : «إن العبد ليذنب فيدخله الله به الجنة»: قالوا: يا رسول الله وكيف يدخله الجنة؟ قال: «يكون نصب عينه فاراً تائباً حتى يدخله ذنبه الجنة»(19). [/size | |
|
yamen نائب المدير العام
عدد المساهمات : 3330 :
| موضوع: رد: المعصية وأسبابها الجمعة 09 يوليو 2010, 18:48 | |
| ربي يجزيك الخير ياخوي ابراهيم ويجعله في ميزاان حسناتك اللهم امين | |
|
layalii مشرفة قسم الجمال والماكياج
عدد المساهمات : 4375 :
| |