لا تمنحهم الفرصة أن يخـــلفوك وراءهم
كأحذيتهم القديمة ملطخا بطين اقدامهم.
( 0 )
سألتني غاضبة :
لماذا تقولون اني أمارس دور الحذاء في حياته ؟
قلت لها :
لأنه كلما فكر في الرحيل الى الأخرى .. خلعك !
( 1 )
ليس الغباء
أن تعيش عمرك كله تحلم
بحكاية حب جميلة تكون أنت بطلها الحقيقي
والوحيد .. وتبحث في الوجوه عن أبطال حكايتك
وترسم في خيالك وفوق جدران أمانيك
طقوسها وتضاريها وفصولا دافئة تدثر حلم عمرك
( 2 )
فليس أروع من أن تكون لك حكاية مختلفة
حكاية خاصة بك أنت وحدك
حكاية لا تشبه سواك
حكاية يرافق الفشل احداثها
إذا ما أدى بطولتها إنسان آخر
حكاية لا تليق إلا بك أنت .
( 3 )
لكن الغباء
أن يصل تعلقك بحكاية ما
الى قبول أدوار لا تليق بحلمك
ولا تناسب مع كمية الصدق في أعماقك
وتحملك من التلوث ما لا يليق بمساحات النقاء فيك
وتهز عرشك بك
وتُسقط حكم نفسك منك
ولا يتبقى لك سوى محاولات فاشلة
لتلوين الدوائر السوداء الممتدة بينك وبينهم.
( 4 )
فلا تمنحهم الفرصة
أن يختاروا لك أدوارك في حكايتهم
وينتقوا لك تفاصيلك معهم
ويسوروا حدود احلامك بهم
ويكسروا مصابيح خيالك بحجارتهم
ويطفئوا أنوارك
ويحولوا ضياءك الى عتمة
ونهارك الى ليل
وإقبالك على الحياة .. الى إدبار
( 5 )
لا تمنحهم الفرصة!!
أن يستعمروك بإسم الحب
ويشعلوا نيرانهم بك
ويعيثوا الخراب في مدن أحلامك
ويسرقوك منك
ويحولوك الى ضحية في قصة حب
أنت الطرف الأرقى والأنقى فيها .
( 6 )
لاتمنحهم الفرصة!!
أن يسجنوك في دوائرهم المغلقة
ويحولوك الى محطات انتظار
فتغفوا فوق طرقاتهم تحلم بصدفة تأتي بهم
وتقضي سنواتك في إنتظار
أن يستقر قطارهم في محطتك
وتستيقظ على صفير قطار العمر
في المحطة الأخيرة من أيامك .
( 7 )
وعندها!!
قد لا يتبقى لك سوى القليل من العمر
للكثير من الندم
وتتمنى لو يعود بك الزمان
فتبدأ الحكاية من جديد
وتنتقي الوجوه من جديد
وترسم تفاصيل أخرى
وتكتب فصولا مختلفة
وتكون بطلا من نوعٍ آخــــــــــر !
( 8 )
هل تعلم
أنك حين تمنحهم فرصة تَـسَلـُّقُك
فأنت تمنحهم فرصة أسرع
للوصول الى أعلى
وتهبهم قامة أطول
من قامتهم الحقيقية
وتبيح لهم دعسك بالأقدام !!
( 9 )
إنتبه !
دقق جيدا في طبيعة دورك في حياتهم
فربما كنت تؤدي دور " الحـــذاء " في حياتهم
وأنت لا تعلم !!
.
.
البعض يستلذ بدور " الحـذاء "
ظناً منه أنه يحميهم من أشواك الطريق
الرائعة شهرزاد.