[قالت ستي: بقينا زمان لمّا ايهل موسم جَدّ الزيتون ، تلاقي إجا موسم العرس ،
اللي بصنع فرحنا
وها لموسم يا ستي بمتد عَ كل رقعة الوطن با لأنبساط
والسرور ،
بالمرح والمسرة يتوج أملنا
تلاقينا في كروم الزيتون عَ مد النظر وأبعد ، مثل خلية نحل ، كلنا ..
حرثنا وزرعنا وحصدنا
أعيادنا وأفراحنا يا ستي بقت من الأرض ، وفي الأرض ، وتحلى أفراحنا ،
ويتوّج عرسنا
مواسمنا أعراس وعز ، وتلاقي نفوسنا وأرواحنا تفافي بهجه في الدنيا ،
كل ما شدينا وعزمنا
يا شجرة الزيتون الله يصونها ، تتهادي علينا بدلالها ،وبلبق لها تتهادى ،
مادام شربت من عرقنا
وذايقه طعم العزم ..اللي حرث أرضها ، ونكش على عرقها ، ويطلع من جناها
فرحنا يتوج مجدنا
ولما يسيل زيت لفغيش من الفرازه ، قديش قلوبنا بترقص من زود الفرح
وعَ انغامه بزيد نبضنا
لا تصدق يا ستي أبدا ، انه في اشي عَ الأرض أغلى من زيتنا وزيتونا .... ،
إلا عدسنا وقمحنا
ما بتنافسوا ع عرش القلوب ،الرغيف وصحن الزيت ..وصحن الرصيع.....
عايشات في قلبنا
الزيتونه يا ستي مثل الصبي ، من لما نغرس في الأرض بحب وحنان ،
بنغرس معها أملنا
وكل ما كبرت قدامنا ، كبرت أحلامنا وآمالنا ..وتراقصت أطياف الأمل ....،
بهجه وسرور ترقص عمرنا
الزيتونه يا ستي ،سلامة فهمك ، مثل ما إنت عارف خصها ربنا بالخير ....،
والفضل والنور ومعها ربطنا
وأقسم فيها من الأزل ،وضرب بزيتها ونوره المثل ،وظل زيتها بإذن الله الدر
الشافي ...
يشفينا من مرضنا
الزيتونه يا ستي ظلت رمز للسلام ،رغم إنه ها لرمز مات من زمان ....،
وإندفن في القبور ،وهذا قدرنا
محلا لما نغني (حجر طاحونتنا دار ،يا صبايا هاتوا جرار ،من المكبس للفرازه
....
ومن الفرازه للدار)يا سعدنا
زيت ها لأرض نابع من بركتها ،الزوار والسواح بحملوه ع بلادهم يتباركوا فيه
......
وهذا تكريم إلنا ولوطنا
شايف ها لكروم ع مد النظر ؟سيدك زرعها ،حتى وهو يموت لفسيله اللي في إيده
...
زرعها ..وبالزرع أمرنا
ومات وهو يوصي عَ الشجر والأرض ..خاب وخسر اللي خلا البور يقتل الأرض ،
وبغتال الشجر خاب وما هو منا
بقى يا ستي يقول :اذا الأرض ماتت لا تحلموا جيل يطلع من العدم يرمم اللي
مات ،
اللي مات انفني من عمرنا
يا ستي بقى الزيتون عرس ،ولو كل سنتين مره ، بس أعراس الزيتون جوهره ...،
وورده معلقه على صدرنا
الزيت والزيتون ، في العرس المصيون ، عرس المحبه والموده ، درس وعبره ..
تعلمناها من اللي قبلنا
لما تلقط حباته بإيدك وتضم كفك عليها ..بتحس بفرحه لها لحبه الخضرا ،
اللي رح تعبي بالزيت جرتنا
مش منك الإحساس ، مش منك المحبه ..هذا الإحساس وهذي المحبه من الله قدره ،
تتذوق ثمرة شغلنا
احمي الأرض والشجر ،وادفع عنها الخطر ،ازرعها واعطيها من جهدك..... ،
تردلك عافيتك وتحلي مواسمنا
كل ما اعطيت الزيتونه من حبك ،اعطتك زيت وزيتون ،وحطب لما تقنبها ..وجرجير
بقت منه نموستنا
ها لزيتونه عطا في عطا ،وكل ما اعطيتها زادت عطا ،عطا متوصل بالخير والحب
بلا تقتير ،وهذا فيها عهدنا
أرضك بالزيتون أزرعها ،وكل ما هرمت شجره ازرع شجره ،خلي شباب كرمك يتجدد
،والتجديد اسمى هدفنا
وخلي الزيتون ع وجه أرضك يكثر ،واشجاره تظل عَ الجبال بالفرح تتمدد ،
وقول يا رب تزيد مجدنا
الفرح والمسره ،ع ها لأرض من زمان زراعتها ها لأرض عباده ..،
واحنا طعنا الخالق وعبدنا
تدعيلك الزيتونه اللي بتسبح الله ،زيّن أرضك فيها ،اوعى تهملها ،ظلل اخدمها
،
احرثها وازرعها ، وهذا عشمنا
وكل ما اعطيتها عرق اعطتل جَنا وأمل وشموخ ..، ظل أعطيها ..تظل تعطيك ،
احنا اللي بخيرها شمخنا
صالح صلاح شبانة
[/size]