المشرف العام المشرف العام
عدد المساهمات : 5351 :
| موضوع: المنهج الوصفي الأربعاء 12 مايو 2010, 20:17 | |
| المنهج الوصفي
وهومنهج يحاول أن يخلص العلوم اللغوية من الوجهة التاريخية من جهة , ومن الجهة المعيارية من جهة أخرى , ويهتم هذا المنهج بوصف النصوص اللغوية , وصفاً واقعياً للنصوص دون تدخل من الباحث بفرض اجتهادات من ذاته أو فرض قوالب معيارية موضوعة سلفاً من خلال ملا حظات سابقة لا تصدق على ماهو أمام الباحث . والمنهج الوصفي لايتوقف ليسأل : هل يجوز أن يقال كذا أو لايقال , بل يهتم بالموجود فعلاً دون إلقاء أية أهمية للمقبول أو المردود . كما أن المنهج الوصفي أيضاً لايتدخل ليفرض قوالب معينة لاتتفق مع طبيعته , ودون محاولة –أيضاً- لتقدير صيغٍ لإكمال نص , أو تأويل لنص يتفق مع قواعد مستنبطة سلفاً من نصوص أخرى مخالفة للنصوص الموجودة أمام الباحث , كما أنه أيضاً لايلجأ إلى مظاهر التعليل أو إخراج النص عن ظاهره ليتمشى مع القواعد التقليدية .
حقيقة المنهج الوصفي :
يعتبر فردينان دي سوسير المؤسس الحقيقي للمنهج الوصفي بعد مجهوداته التي كانت علامة بارزة في تحويل البحث اللغوي من المناهج السابقة عليه وبخاصة المنهج التاريخي , الذي كان يدرس المادة اللغوية في فترات متعاقبة ليدل على أصلها , وصورها حتى وصلت إلى ماهو عليه , وهو أمر قد يكون ضرورياً للبحث التاريخي , لكنه لايغني عن دراسة الظواهر اللغوية في فترة معينة للتعرف على خصائصها الحاضرة . ويعتبر العالم الاجتماعي دور كهايم هو المؤثر الحقيقي في أعمال دي سوسير ، فاتجاه دي سوسير إلى المنهج العلمي نرى أنه كان بفضل دور كهايم ،حيث تأثر دي سوسير بـــ دور كهايم في ميدان العلوم الاجتماعية منفذاً إلى اعتبار اللغة أيضاً واقعة اجتماعية وجعلته يختص ما أسماه ميدان البحث اللغوي وأيضاً تركه طريق المنهج التاريخي إلى المنهج الوصفي لأنه الأساس الصحيح لبحث اللغة على أساس علمي . واقتراحه دراسة اللغة على اعتبارها نظاماً من العلامات ليتسنى تطبيق مبادىء البحث العلمي عليها . وأيضاً جعله لعلم اللغة أنه علم مستقل بذاته على اعتبار أن الدراسة الحقيقية لعلم اللغة هي دراسة اللغة لذاتها ومن أجل ذاتها .
العرب والمنهج الوصفي :
ليس القول بأن العرب القدماء بدؤوا دراساتهم اللغوية بالاعتماد على المنهج الوصفي ببعيد عن الحقيقة , ذلك لأن أية دراسة علمية لابد أن تعتمد على جمع الظواهر الخاصة بالعلم المعين ثم دراستها بعد ملاحظتها وتجربتها والخروج بنتائج أو قواعد تخص هذه الظواهر . وهكذا بدأ العرب القدماء منذ الأجيال الأولى جمع المادة اللغوية من أماكنها الصحيحة التي اعتقدوا أنها مناطق اللغة الفصحى البعيدة عن اللحن والبعيدة عن مناطق التأثر باللغات الأجنبية المحيطة بشبه الجزيرة العربية . وعندما رجع هؤلاء العلماء إلى حواضرهم البصرة والكوفة صنفوا هذه المعلومات , أو المادة اللغوية المجموعةإلى فروع مختلفة منها مايختص بمتن اللغة (المعجميات), ومنها مايختص بقواعد اللغة(الصرف والنحو ومنها مايختص با لأساليب ( النقد والبلاغة ) . ولقد كان أول عمل لغوي –على يد أبي الأسود الدؤلي – فهو عملاً لغوياً وصفياً خالصاً إذ قال لكاتبه : ( إذا رأيتني قد فتحت فمي بالحرف فانقط نقطة فوقه إلى أعلاه , وإن ضممت فمي فانقط نقطة بيني يدي الحرف , وإن كسرت فاجعل النقطة من تحت الحرف ) هذه الطريقة التي اتبعها أبو الأسود مع كاتبه هي طريقة وصفية محضة . وكذلك كان العلماء الأوائل في مشافهتهم للأعراب , وحرصهم على معرفة الصورة الواقعية للكلام , وهاهو أبو عمرو بن العلاء عندما عرف الطريقة الصحيحة لضبط كلمة ( فرجة ) أهي بفتح الفاء أم بضمها , وكان هارباً من الحجاج حتى لقي أعرابياً في الصحراء ينطقها بالفتح ويخبره عن موت الحجاج فيقول أبو عمرو:فما أدري بأيهما كنت أشد فرحاً ,بقوله (فرجة) أم إخباره إياي بموت الحجاج , وظلت هذه الطريقة الوصفية مع العلماء حتى نهاية القرن الرابع ,فكان ابن جني يهتم بجمع المادة اللغوية بمشافهة الأعراب والاتصال بالمصدر البشري , وهي الطريقة الوصفية الحديثة في جمع اللغة ,وأيضاً نرى في كتاب سيبويه كثيراً من الطريقة الوصفية في رصد الظواهر اللغوية صرفاً ونحواً فنجده يعتمد على طريقة المشافهة للعلماء الموثوق بهم و اعتماده على سؤال الأعراب الموثوق بدقة لغتهم ،كما فعل الخليل وعلماء الكوفة ومنهم الكسائي والفراء حيث كانت طبيعتهم في البحث اللغوي أنهم يذهبون لمشافهة الأعراب في البادية و الأخذ عنهم .
دي سوسير وآراؤه اللغوية :
تتلخص آراء سوسير فيما يلي : 1- أن أفضل منهج لدراسة اللغة هو أن تحاول وصفها كما هي في فترة زمنية معينة , ومن هذا الوصف نصل إلى القواعد أو القوانين التي تحكم اللغة ونعرف بنيتها الداخلية والخارجية . 2- يرى سوسير أن اللغة ظاهرة اجتماعية وهي رغم ذلك تستقل عن كل فرد من أفراد المجتمع ولا ترتبط بأي فرد على حدة بل إن كل فرد في المجتمع خاضع لها . 3- ميز دي سوسير بين اللغة والكلام , فالأولى ظاهرة اجتماعية مستقلة عن كل فرد وهي بمثابة المستودع الذي يأخذ منه الأفراد ما يحتاجونه والثانية هي اللغة المنطوقة أو لغة الحديث التي تعكس الجانب الفردي في اللغة ، والتي هي الوسيلة الوحيدة المتوفرة لدراسة اللغة . 4- اعتبر سوسير الرموز الصوتية أو الكتابة عديمة المعنى في ذاتها وهي على الرغم من عشوائيتها فإنها اصطلاحية اتفاقية ثابتة بالنسبة للغة الواحدة والمجتمع الواحد . 5- فصل سوسير بين المنهجين الوصفي والتاريخي ؛ لأنه يرى أن المنهج الوصفي أكثر موضوعية وعلمية في دراسة اللغة . وقد كانت أفكار دي سوسير ذات تأثير كبير في أوربا وكانت الأساس الذي قامت عليه أفكار مدرسة براغ اللغوية التي بدأت أعمالها بعد وفاة دي سوسير بخمسة عشر عاماً ، وعرفت باسم مجموعة براغ اللغوية . راجع كتاب د. أحمد مختار عمر محاضرات في علم اللغة الحديث .
المنهج هو الأسلوب الذي يتبعه الباحث والإطار الذي يرسمه لبلوغ أهدافه، و فيما ياي عرض وجيز لبعض خصائص هذا المنهج.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
1- تعريف المنهج الوصفي
المنهج الوصفي هو طريقة من طرق التحليل والتفسير بشكل علمي منظم من أجل الوصول إلى أغراض محددة لوضعية اجتماعية أو مشكلة اجتماعية أو إنسانية، ويعطي " أمين الساعاتي " تعريفا شاملا للمنهج الوصفي فيقول: " يعتمد المنهج الوصفي على دراسة الظاهرة كما توجد في الواقع ويهتم بوصفها وصفا دقيقا ويعبّر عنها كيفيا أو كميا. فالتعبير الكيفي يصف لنا الظاهرة ويوضح خصائصها، أما التعبير الكمي فيعطيها وصفا رقميا يوضح مقدار هذه الظاهرة أو حجمها أو درجة ارتباطها مع الظواهر الأخرى ".
2- أهداف المنهج الوصفي
- جمع المعلومات حقيقة ومفصلة لظاهرة موجودة فعلا في مجتمع معين. - تحديد المشاكل الموجودة أو توضيح بعض الظواهر. - إجراء مقارنة وتقييم لبعض الظواهر. - تحديد ما يفعله الأفراد في مشكلة ما والاستفادة من آرائهم وخبراتهم في وضع تصور وخطط مستقبلية واتخاذ قرارات مناسبة في مشاكل ذات طبيعة مشابهة. - إيجاد العلاقة بين الظواهر المختلفة.
3- أسس المنهج الوصفي
هناك (05) أسس: 1- إمكانية الاستعانة بمختلف الأدوات: مقابلة- ملاحظة- استمارة. 2- بعض الدراسات الوصفية تكتفي بمجرد وصف كمي أو كيفي للظاهرة والبعض الآخر يبحث في الأسباب المؤدية للظاهرة. 3- تعتمد الدراسات الوصفية على اختبار عينات ممثلة للمجتمع توفيرا للجهد والتكاليف. 4- اصطناع التجريد حتى يمكن تمييز خصائص أو سمات الظاهرة المبحوثة (مثال دراسة القلق عند الشخص). 5- تصنيف الأشياء أو الوقائع، الظواهر محل الدراسة على أساس معيار مميز حتى يمكن التعميم (Généralisation).
4- خطوات المنهج الوصف
1- الشعور بالمشكلة وجمع بينات ومعلومات تساعد على تحديدها. 2- تحديد المشكلة وصياغتها بشكل سؤال محدد أو أكثر من سؤال. 3- وضع فرض أو فروض كحلول للمشكلة. 4- وضع الإطار النظري الذي سيسير عليه الباحث لدراسته (الافتراضات أو المسلمات). 5- اختيار العينة التي ستجرى عليها الدراسة مع توضيح حجم هذه العينة وأسلوب اختيارها. 6- اختيار أدوات البحث: مقابلة- اختبار- ملاحظة...الخ، ثم يقوم بتقنين هذه الأدوات وحساب صدقها وثباتها. 7- جمع المعلومات بدقة وتنظيم. 8- الوصول إلى النتائج وتنظيمها وتصنيفها. 9- تحليل النتائج وتفسيرها واستخلاص التعميمات والاستنتاجات.
5-انواع المنهج الوصفى
1- البحوث المسحية 2- بحوث دراسة الحالة 3-البحث المكتبى او الوثائقى 4-بحوث تحليل العمل والنشاط 5- البحوث الوصفية طويلة الاجل
| |
|