"زهرة فلسطين"هلا أشاطرك الحزن علي موت الضمير العربي؟
يتطلعون لي دائما و يبتسمون في وجهي قائلين
"" لا تحزني""
كيف يطلبون مني إخراج الحزن؟
و كيف أترك الحزن بعد إنعدام الإنسانية ؟
الإنسانية لم يعد لها معني يذكر
فهيا هلمي أيتها المعاني الجميلة في الحياة..و أفقدي فحواكي
الطفولة..الرحمة...النخوة العربية لم تعد لها معني
أتجول بخاطري للمعاني الأخري
فتتبخر معانيها ...تتبخر ما بها ...تتلاشي
ومعها يتلاشي الوقت و يمضي العمر بما فيه
فكيف بالله عليكم لا أحزن بعد مضيه
بعد مرور العمر الذي أرهق بمشاهدة إراقة الدماء و بعثرة الأشلاء
ليتها دماء يستباح إراقتها أو أشلاء غير البشر
لكنها دماء و أشلاء أحباب و أخوة و أصحاب
رفقا أيتها العصا التي تهوي عليهم
عصا الجلاد تعلو لتنزل بقسوة علي أجساد بدون لحم..
أجساد ملؤها العظم
حتي لو كانت تلك الأجسام مملؤة باللحم
عصا الجلاد تقسو علي كون الجسد عربي ..فيتلاشي معني العروبة وتتبخر ليبقي عظم العربي الباكي
هل أضحك الآن..أم يظل الحزن معي؟؟
فكيف لا أحزن؟؟
أطفال مثل أطفالكم ..أطفال ..هل تعني لكم تلك الكلمة شيئا؟
إنها البراءة و المعني الجميل في الحياة
أطفال أبرياء ليس ذنب لهم ألا يعيشون طفولة مثل الباقيين
و ما ذنبهم ؟... نعم علمت... هل لأنهم فلسطينيون؟
هل تنحرون رقابهم و تمزقونهم و تفجرونهم و تعذبونهم فقط لأنهم فلسطينيون؟
و ما ذنبهم أنهم كذلك؟؟
هل يختارون هوية موطنهم قبل أن يولدوا حتي لا يقتلون عند ولادتهم؟
لا أحد يختار الهوية قبل الميلاد
والله لو كانوا لهم الحق في الإختيار لأختاروا أنفسهم
إختاروا كونهم فلسطينيون ..و تبرؤا من العرب
لكنهم مازالوا عرب و يفتخروا
نعم هل نسيتم أيها العرب أنهم منكم ؟
نسيت أنا أنكم أنتم من تناسيتم أنكم من العرب
أنكم تنازلتم عن النخوة العربية
ويحكم عند سؤال الرب عن أفعالكم
ويح العذاب الذي يبتهج لكم ويتطلع لليوم الذي يأتون له و تقذفون فيه
و ماذا أنتم بقائلين للرب عن هذا؟
وتقولون بعد كل هذا لا أحزن
لا بل الحزن سيعتريني دائما و ليس مثلكم يعتريني الجشع والطمع و البرودة و اللاإنسانية
مادام الحزن يجعل إنسانيتي كما هي ..فلأحزن دائما
مادام الحزن عنوان الإنسانية
فلأستمر دائما أحزن وأحزن
فأرجوكم لا تطالعوني بإبتساماتكم و تضحكون لي وتقولون "لا تحزني"
بل سأموت وأنا حزينة دائما
و لعل "الضمير العربي" يحيا بعد موتي..فيكون لموتي فائدة
هل تجعلوني و تجعلون غيري يموت و هو حزين؟
كل عربي أصيل يتمني أن تهموا وقوفا من سباتكم
ليت "الضمير العربي" يستيقظ قبل الموت
(( "زهرة فلسطين" ...حبيبتي سأبكي دائما علي كلماتك وسأبكي كلما طالعتني كلماتي أنا أيضا..
لن أقول لكي كفي..بل زيدي لعل الضمير العربي يستيقظ"
لكم تحياتي