الأمل مملكة نجنح إليها كلما تكالبت علينا مصائب
الدنيا وهمومها ..
فتقينا بظلالها الدافئة وتعصمنا بأسوارها المنيعة من رياح المآسي الهوجاء
التي تهب علينا من كل حدب وصوب
غير آبية بضعفنا وهشاشة عودنا فتظل تناوشه وتشاغله
حتى تقصمه ومن ثم ترمي به في براثن اليأس
ليعيش فيها لا يحس بالحياة ولا بمرور الزمن من حوله .
معه تصغر عظائم المصائب وتتلاشى هواجس الأوهام التي طالما نخرت في تفكيرنا
وأحالتنا إلى كتلة من الأحاسيس والمشاعر المتضاربة فنبرز كنداً للدهر
نصارعه ونقاومه ونأبى الانصياع له ..
قد يردينا مرة لكننا نقوم بعدها أكثر تماسكا وأعظم قوه .
هل أصبحت حياتنا كالسفينة تلعب بها الأقدار في بحر مظلم
ونحن فيها نبحث عن ارض جديدة ؟
هل لو فقدنا الأمل فقدنا الحياة ؟
هل من دواء يشفي قلوباً عليلة ملأها اليأس وأضناها السكون ؟
إلى كل من يسأل هذه الأسئلة .... أقول
انظر إلى الطيور على الشجر
فلولا أملها في العثور على الطعام ما سعت
انظر إلى الزاهد المتعبد
فلولا أمله في غفران الله ما سجد
تأمل الحياة تصبح حكيماً
اكتشف سرها حتى تستمتع بها ...
أيها النادب حظه الراثي عمره يا من خارت قوى نفسه
وتصدعت صلابة روحه
واكتفى من العيش بالبكاء والأوهام
جفف دموعك
فلن يجديك البكاء نفعا
فعدوك غشومٌ .. جبار
لا يعرف إلا البطش والفتك
فهيهات أن يرق بحالك أو أن يفزعه مآلك
فانهض فقد طال بقائك
واعتلي جناح الأمل
محلقا بعيدا فوق جبال المآسي والهموم
اذا لا حياة بدون امل ولا امل بلا حياة