السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
اليوم أنقل لكم موضوعا لأكبر رجل سياسي في العالم
و أكثرهم جرأة
الدكتور: ناصر أحمد هويس
يبدأ موضوعه هذا بتساؤل ثم يفتح باب النقاش للأحبة
يقول السيد ناصر أحمد هويس لمحبيه:
أعزائي احبتي الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ..
والحمد لله الذي جعلنا مسلمين حنفاء له نشكر وله نعلن الولاء المطلق وله يكون إخلاصنا وتفانينا وعملنا وحياتنا .. أما بعد ..
كثيرا ما اسمع في وسائل الإعلام .. على اختلافها .. وحتى أحيانا في جلساتنا مع الأصدقاء والاحباءء .. وسواء من باب المزح أو الجد .. مقولة ..
نحن ابناء عمومة اليهود ..
لذلك سأخصص اليوم سؤالا واحد للتساؤل .. واتمنى أن نتناقش بكل جدية .. وأدعو المتخصصين لدخول هذه الساحة .. لأن ما سيقال هنا سيكون ساحة معركة حقيقية لتناطح الأفكار .. وأتمنى أن من يملك القدرة على الدخول أن يشارك .. ويبد رأيه مع ملاحظة أن ما يقوله سيمثل رأيه الصرف .. والسؤال هو ..
هل نحن حقا من نسل اسماعيل .. وهل نحن أبناء عمومة لليهود ؟؟؟؟؟
مبدئيا .. لكي أفتح النقاش .. سأقول .. من يعتبر نفسه من نسل اسماعيل .. فليجهز رقبته لسيفي .. ولن تأخذه رحمة ولا شفقة ، ومن يعتبر أن اليهود أبناء عمومته .. فلعنة الله على بني إسرائيل .
حسنا سأقدم خلاصة بحثي في هذا الموضوع .. ولي عودة ثانية ولكن بعد أن تقرأوا ما سأكتب .. ولن أعلق كثيرا لأني اتوقع الكثير من الشغب في هذا الموضوع ..
أولا : فضل الله تعالى سيدنا محمد عليه افضل الصلاة والسلام على كل الانبياء والمرسلين بما فيهم ابراهيم .. بل ألحق إبراهيم عليه السلام بأمة محمد رسول الله .. وهذا دليل على أن العرب هم أفضل الأقوام على الإطلاق ..بل وشرفنا الله بأن جعل القرآن بلغتنا العربية .. بل وفضلنا على كل الأمم والشعوب .. بأن جعل منا نبيا للعالمين .. فمعادلة المفاضلة قائمة .
ثانيا .. أرسل الله عز وجل هاجر العربية مع ابنها اسماعيل عليه السلام إلى أرض غير ذي زرع .. وجعلها امانة في يد أقوام تحن عليها وترعاها هي وأبنها .. من هؤلاء القوم .. إنهم العرب .. والسؤال البسيط الذي يتبادر للذهن هل ينسب الناس إلى اخوالهم كيف ذلك ؟؟ هاجر عربية جاءت إلى قومها العرب .. وإبنها إسماعيل إذا العرب أخوال اسماعيل .. هل تنسب الشعوب لأخوالها ..
ثالثا : لعن الله اليهود 59 مرة في القرآن ونعتهم أبشع النعوت وخص بني إسرائيل بأفظع اللعنات .. هل نقرن أنفسنا كمسلمين بهاؤلاء القوم
رابعا : اثبتت كل الدراسات أن شجرت آل البيت التي يتم تداولها في الأسواق والتي ظهر فيها سيدنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم من ذرية اسماعيل ، ما هي إلا دس صهيوني .. تم خلال تردي الامة العربية في العصر العباسي الثاني عصر الانحطاط .. ومستحيل أن يخالف القرآن التاريخ .. ومستحيل أن نرجح فتاوى بعض الجهلة .. على كلام الرحمن .. حاشى لله .. هناك الكثير من الكتب التي يساهم في تمويلها المستشرقون والمتصهينون ويكتبها كتاب من بني جلدتنا يهدفون إلى زرع ما يسمى سياسة التطبيع .. ولكن الله سخر لهم من العلماء من وقف في وجههم وعرى مزاعمهم
عبريون .. عبروا الفراتين الأدتى والاعلى جاؤوا من الهند حيث كان يعبد الثور والبقرة .. وفي سورة البقر ذكر الله عز وجل ذلك .. وجميعنا يعرف قصة السامري الذي صنع عجلا له خوار
إذا اليهود غريبون عن المنطقة .. جاؤوا الينا طلبا للأمن والفيء والكلأ .. احتضنتهم شعوب المنطقة .. فكيف نكون أبناء عمومتهم
ابراهيم عليه السلام عبر الفراتين الأدنى والأعلى .. وجاء بقومه من بلاد الهند طلبا للامن والفيء والكلأ .. وكانت عبادة قومه تقديس العجل وقصة السامري توضح ذلك .. في القرآن الكريم
لعن الله بني اسرائيل .. واليهود .. فهل ينسب قوما أعزهم الله لقوم ملعونين ..
الرسول محمد صلى الله عليه وسلم .. أفضل الأنبياء والمرسلين على الاطلاق .. وحديث الاسراء في القرآن الكريم أثبت ذلك ؟
طلب ابراهيم عليه السلام من الله أن يتوب على والده فاستخدم الله أسلوب الزجر مع ابراهيم عليه السلام .. ورفض أن يتوب على والده .. وألحق الله ابراهيم بأمة محمد .. أي ألحقه نسبا بالعرب ليبرئه من بني اسرائيل
اسماعيل عليه السلام .. ابن هاجر جاءا لأرض غير ذي زرع .. كي يحنوا عليهما العرب .. هاجر عربية .. وابنها اسماعيل .. أي العرب أخواله .. هل ننسب كعرب لخؤولتنا .. وهذا أيضا بالنص القرآني
العرب هم أفضل الأمم على الإطلاق .. وجاء القرآن بلغتهم .. هل يصح أن نقرنهم باليهود أو ببني إسرائيل .. وهذا أيضا بالنص القرآني الصريح
قال تعالى بعد باسم الله الرحمن الرحيم ..
إن الله وملائكته يصلون على النبي ((( محمد ))) يا ايها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ... صدق الله العظيم ..
وبالتالي نقول .. محمد صلى الله عليه وسلم ..
ونقول .. ابراهيم .. اسماعيل .. عيسى .. عليهم السلام ..
هل ننسب من صلى الله عليه وملائكته .. لبني اسرائيل .. أو لليهود ؟؟؟
لقد برأ الله ابراهيم عليه السلام من بني إسرائيل واليهود بأن ألحقه بامة محمد صلى الله عليه وسلم ..
وقال تعالى وعز من قائل :
لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا و لَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَ أَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ .. صدق الله العظيم ..
هم ألد أعدائنا .. وهذا بالنص الصريح .. وقد برأ الله ابراهيم عليه السلام من صنيعهم .. فكيف نقول أنهم أبناء عمومتنا
وقال العزيز الجبار سبحانه من قائل :
} فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ }الأعراف:166
مسخهم الله قردة وخنازير .. غضب عليهم فأذلهم .. وجعلهم أرذل الأقوام .. فكيف بالله نقول أنهم أبناء عمومتنا ..
وقال تعالى :
} لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ } المائدة:78-79
قوم لعنهم الله .. صراحة .. وقوم أعزهم الله بالاسلام .. واختار فيهم نبيه خاتم الأنبياء .. بل أفضل الأنبياء والمرسلين .. فهل نقرن من هم أفضل القوم بمن هم أرذل القوم ؟؟
وقال تعالى :
}وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آَزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آَلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [الأنعام 74[
إني أراك وقومك .. استخدم ابراهيم عليه السلام على لسان القدرة حرف الكاف .. فنسب اليهود لأبيه آزر وليس تارح .. وبرأ نفسه منهم .. فهم قوم غدر ضالين .. ونسبهم لأبيه آزر .. وهذا ما يفسر تبرئة الله لابراهيم من اليهود وإلحاقه بأمة محمد عليه افضل الصلاة وأتم التسليم ..
فهل نقبل نحن بأن نكون أبناء عمومة لبني إسرائيل واليهود .. الله عز وجل برأ ابراهيم عليه السلام منهم .. فكيف نقرن أنفسنا بهم ؟؟
وقال تعالى وعز من قائل :
مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (113 التوبة )
هذا حال المشركين الذين سقطت عنهم التوبة .. فكيف حال اليهود ..
حتى أن ابراهيم عليه السلام عندما أراد أن يدعو لوالده بالتوبة ماذا كان الرد :
(( وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ إِلا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ )) وعد ابراهيم أبيه أن يدعو له بالتوبة إن تاب عن صنيعه((فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ (( تبين لإبراهيم (( أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ (( أي آزر )) تَبَرَّأَ مِنْهُ )) 114 التوبة
أي تبرأ ابراهيم من ابيه .. ومن قومه اليهود بقوله لأبيه في سورة الأنعام بعد بسم الله الرحمن الرحيم (( إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ))
إذا ابراهيم عليه السلام تبرأ من أبيه .. ومن قوم أبيه اليهود .. واستله الله منهم كما تستل الشعرة من العجين .. وبذلك نكون أمام حقيقة مفادها ..
لا قربى بيننا وبين قوم أذلهم الله ومسخهم ولعنهم وأخرجهم من رحمته .. بل برأ نبيهم منهم .. ومما يصنعون .. فماذا بعد كل هذا .. هل نقول أن اليهود أبناء عمومتنا ؟؟
ابراهيم عليه السلام .. رزقه الله على كبر اسماعيل واسحاق عليهما السلام .. ( الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق ) صدق الله العظيم
اسحاق جاء بعده يعقوب عليه السلام و هو (إسرائيل) .. حيث قال الله تعالى وجل من قائل : "كل الطعام كان حلا لبني اسرائيل الا ما حرم اسرائيل على نفسه من قبل ان تنزل التوراة قل فاتوا بالتوراة فاتلوها ان كنتم صادقين" سورة آل عمران - الآية 93
وهنا أذكر .. لم تكن اليهودية كديانة موجودة بقوله تعالى قبل أن تنزل التوراه ..
و رزق الله يعقوب عليه السلام اثنا عشر ولدا .. منهم يوسف عليه السلام .. حيث جاء على لسان رب القدرة جل جلاله : ( اذ قال يوسف لابيه يا أبت اني رايت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين ) سورة يوسف - آية 4
و هؤلاء الاثني عشر هم (الأسباط) الذين انحدر منهم بنو اسرائيل .
و أرسل موسى عليه السلام لبني اسرائيل و معه التوراه .. فأصبح بنو اسرائيل يهوداً.. فنكثوا بوعودهم وقتلوا انبياء الله وعاثو فسادا ..
وكان وعد الله أن أرسل عيسى عليه السلام ابن مريم بنت عمران .. والتي تعود بنسبها لبني اسرائيل .. وحمل عيسى عليه السلام الانجيل .. فاعتنق أغلب بني اسرائيل ديانة عيسى عليه السلام و هي النصرانية.
لذلك نقول نسخت النصرانية اليهودية كدين ..
وعليه .. ابراهيم عليه السلام .. برأه الله من بني اسرائيل الذين اعتنقوا اليهودية كدين .. وألحقه بأمة محمد عليه الصلاة والسلام ..
أي أن الاسرائيليين اليهود هم أبناء ابراهيم عليه السلام ..
كل هذه الومضات من القرآن الكريم .. أي انها دليل على أن بنو اسرائيل هم أبناء ابراهيم عليه السلام ..حسنا .. ولنركز جيدا هنا ..
لم يذكر القرآن أن العرب هم أبناء اسماعيل عليه السلام .. وبالتالي أبناء ابراهيم .. ولو ذكر لكنا ابناء عمومة .. فلماذا لم يذكر القرآن ذلك .. هذا كلام جد خطير .. لما ذكر القرآن ان بني اسرائيل هم ابناء ابراهيم .. من يعقوب .. ولم يذكر أن العرب هم ابناء ابراهيم من اسماعيل ..
لأننا لا نمت لهم بصله .. هذه هي الحقيقة .. ولأنها خطيرة كان الأولى ان يذكرها القرآن .. ولأنها ليست كذلك لم تذكر .
حسنا سيقول البعض هناك أحاديث وردت تقول ذلك .. والرد .. هل تخالف الأحاديث الواردة النص القرآني .. هل يتعارض النص مع الحديث .. حكما لا إذا أظن أن الصورة وصلت
قال الله جل وعلا: وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ * رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ((إبراهيم:35-36))
وقال ابراهيم عليه السلام : رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ ((إبراهيم:37))
لننتبه لما سأقول ..
ابراهيم عليه السلام يدعوا لمكة أن تكون آمنة ويدعو الله ان يجنبه وولداه اسماعيل واسحاق عبادة الأصنام ,, أي لم يكن الدين اليهودي موجودا بل كانت عبادة الأصنام .. ثم يقول .. لقد ارسلت ابني اسماعيل ابن هاجر العربية .. إلى واد غير ذي زرع .. إلى صحراء قاحلة يسكنها العرب .. رب اجعل أفئدة العرب تهوي وتحنو وتعطف عليها وعلى ابني اسماعيل .. إذا العرب هم اخوال اسماعيل عليه السلام ..
فكيف ننسب أنفسنا لخؤولتنا .. ونقول أن الاسرائيليين اليهود هم أبناء عمومتنا ؟؟
بعد كل ما ذكرت .. هل ندرك مدى ما نقع به من اثم عند قولنا أن اليهود هم أبناء عمومتنا ..
ان اليهود هم نسل ابراهيم عليه السلام من ابنه اسحاق .. لما لم يثبت ربنا عز وجل وبالنص القطعي أن العرب أبناء ابراهيم من ابنه اسماعليل .. لما لم يتم توضيح ذلك .. السبب :
لأننا فعليا لسنا من نسل اسماعيل .. نحن عرب أعزنا الله بالاسلام .. من بعد جهالة .. وبعث فينا نبيا منا عربي .. وجعل القرآن عربيا .. لذلك أتمنى ألا نحشر بني اسرائيل واليهود في إرثنا .. لأنه لن يخدمنا بل سيخدم مصالح ارتأتها الماسونية العالمية ومن خلفها قتلة الأنبياء والمرسلين
(((قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين ))) الانعام 149 .
اخوتي الأعزاء .. أعزنا الله بالاسلام وجعله نورا في قلوبنا ..فكيف نفهم الاسلام ؟؟ هل نفهمه بأنه دروشة وصوفية وهرطقة دجالين وقصص وخرافات وتاريخ غابر.. أم نفهمه بأنه أسلوب حياة ومعاملة موجه من رب الخلق لخلقه .. إنه بيان رائع السحر يرقوا بنا إذا ما أمعنا التفكر والتدبر فيه .. كيف؟ .. بالعقل .. لنلاحظ أن الله يخاطبنا بلغة نفهمها لغة العقل .. لم يكلمنا الله بأسلوب الغيب لأنه اوجدنا لعبادته .. بل جعل من قوة إيماننا أن نأخذ بالغيبيات ونسلم بها دون نقاش لأننا مؤمنين .. و جعل الحكايا والقصص عن الأقوام الغابرة للعبرة فقط .. وأقول للعبرة .. (( فاعتبروا يا ألي الألباب )) أي يا اصحاب العقول .. فربنا يتحدث مع اصحاب العقول فقط .. أما من لا عقل له فيسقط عنه التكليف .. إذا نحن مطالبين بإحكام العقل والتدبر والتفكير (( علم الانسان ما لم يعلم )) .. يقدم الله لنا أدلة قاطعة . على أنه صاحب القول الفصل في كل شيء .. وبالتالي هو فقط صاحب الحجة الكاملة التامة الحجة البالغة الدامغة القاطعة .. ومهما بلغنا من العلم ومهما امتلكنا من مفاتيح لمختلف العلوم .. فإننا أمام الله يجب أن نصغي ونتمعن ونتدبر ..
ماذا يقول العقل .. لنتحدث بكل هدوء .. ونرتقي بمستوى الجدل ..
- القرآن جاء بلغتنا العربية ... وبالتالي كانت اللغة العربية أفضل اللغات على الإطلاق .. فإن قارنتها بالعبرية أو أي لغة أخرى .. فأنا هنا أعطل ما وهبني الله من عقل .. لأنني أقارن الغث بالثمين .. والتبر بالتراب .
- النبي جاء عربيا من قريش .. فخص الله العرب بهذه الميزة ليقين منه أن العرب أفضل الأقوام على الاطلاق .. فإن قارنت العرب بمن هم أدنى شأنا منهم .. فأنا على يقين بأني أخالف ما جاءه الله من حكم .
- إذا المفاضلة تكون بين من هو افضل وبين من هو غير ذلك .. والعكس ليس بصحيح .. ولأننا أفضل الأمم وجب عدم مقارنتنا إلا بمن هم على الأقل في سوية منا أو أفضل منا ..
بنو اسرائيل لعنهم الله في موارد كثيرة في القرآن الكريم .. وخصهم بصفات تأنف عنها البشرية .. فكأنما الله أسقطهم من ميزان المقارنة بأن جعلهم من الأرذلين .. فهل نقرن أنفسنا بهم .. حتى أن الله عز وجل .. برأ ابراهيم عليه السلام من قومه من صنيعهم .. (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ )آل عمران 67
نسب الله ابراهيم لقوم أعزهم جاؤوا بعده فيهم نبي هو أفضل الأنبياء على الاطلاق .. فمعادلة التفاضل موجودة .. لذلك يقرن الأنبياء بالنبي محمد وليس العكس .. وتقرن الشعوب بالعرب وليس العكس ..
وقد كرمنا الله بأن خاطب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بأسلوب خلا فيه الزجر والنهي والتقريع .. بل كان الحديث مخاطبة مباشرة .. وفي أحيان كثيرة .. كان الله يخاطبنا نحن العرب تكريما لنا .. لأننا أصحاب عقول تشبعت بالايمان فنحن اتباع حبيبه محمد صلى الله عليه وسلم فيقول وجل من قائل :
الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ ( يا محمد ) فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ .. البقرة 147 .. وهذا خطاب وجهه الرحمان لنا نحن ملة محمد صلى الله عليه وسلم ولكن كان خطابا مع نبينا .. فلا يعقل أن يكون الرسول من الممترين .. فنحن من يعترين الشك والريبة فيما جاء من محكم ..
من هنا .. ولنركز فيما سأقول .. لأنه لدينا العقل .. فنحن لا بد وأن نحلل ونفكر .. فندخل في الشك .. والريبة .. فنلجأ إلى الله لأنه هو صاحب القول الفصل .. فيدلنا على ما نحن في شك فيه .
وعليه اقيس .. ذكر الله ابراهيم عليه السلام وقومه في مواقع كثيرة في القرآن .. ولأن اللعنة كانت مترافقة مع هؤلاء القوم .. برأ الله ابراهيم عليه السلام من افعالهم .. فكان حنيفا مسلما على دين محمد صلى الله عليه وسلم .. ثم جاء في مورد النص أن بني اسرائيل ومن بعدهم اليهود هم من ملة ابراهيم من ابنه اسحاق نصا صريحا لا غلو فيه .. ولم يرد كذلك فيما يخص العرب أنهم من نسل ابراهيم من ابنه اسماعيل .. من جهة .. لأن الله ما كان ليقرننا نحن العرب ببني اسرائيل واليهود من بعدهم .. وذلك تكريما لنا لاننا من اتباع محمد صلى الله عليه وسلم .. ومن جهة اخرى .. لأننا فعلا ليس لنا صلة بهم .. هذه المعادلة هي لألي الألباب فلما نلغي فلسفة التدبر .. وندخل انفسنا في هذا العقم الوجودي المسف .
يقول العزيز الجليل بعد باسم الله الرحمن الرحيم :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ ((آل عمران:118))
اللهم اشهد أننا لن نخرج عن دينك قيد انملة .. مهما فعل السفهاء ويفعلون .. هنا رب العزة يطالبنا بالابتعاد عن اليهود مخالفتهم في كل ما يفعلون ويقولون لأن ما يتحلون به من خصال رذيلة ينأى عنها المسلمون المؤمنون .. إذا من حيث السلوك أمرنا الله بألا نقرن نفسنا بهم ونبتعد عنهم ولا نعقد معهم المواثيق والعهود .. لأنهم قوم ينقضون العهود والمواثيق ويمكرون .. ولن ترض اليهود جدالك ومناقشتك والقاء السلم لك حتى تحيد عن الاسلام وتبتعد عن تعاليم المصطفى حبيب الله .. ففي صدورهم غل .. وحقد وكره لنا نحن المسلمين ..
أحبتي .. يخاطب الله أصحاب العقول النيرة .. ويقول لهم بلغة بسيطة وواضحة .. لا تضعوا ايديكم في ايدي قتلة الانبياء والمرسلين .. في ايدي من مسختهم وأخرجتهم من رحمتي .. هؤلاء قوم غدر .. هم يريدون لكم الفساد .. وسوء العاقبة .. ويكنون لكم الشرور والآثام .. ويكيدون لكم .. قلوبهم قاسية .. فهي كالحجارة أو أشد قسوة .. يقول الجليل بعد بسم الله الرحمن الرحيم :
فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ((.. المائدة 13 ))
لذلك لا تستغربوا أعزائي ما يجري في غزة خصوصا وفلسطين عموما .. فأنتم تتعاملون مع قوم قاسية قلوبهم .. غدارين .
الله يخبرنا أنه أعلم بمن خلق .. هو اعلم بما عليه اليهود من كفر .. بقوله تعالى :
( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) ((الملك 14 ))
هؤلاء القوم مكمن خطورتهم انهم لا يتفاوضون إلا من خلال عقيدة .. لا يقتلون أبناءنا إلا من خلال عقيدة .. لا يعيثون في الأرض فسادا إلا من خلال عقيدة .. لا يسفكون الدماء إلا عن عقيدة ، لا يدمرون الحضارة والعمران إلا عن عقيدة .. فمعتقدهم بين وواضح هو عقيدة الشرك القائمة على كل مظاهر الكفر ..
قال تعالى وجل من قائل:
وإن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ماستجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير .. (( فاطر 14))
الله ينبئنا بما صنع اليهود .. فهو خبير بهم فلما لا نأخذ كلامنا مما يقول الله .. قوم فيهم كل ما سبق من خصال الكفر .. هل يجوز ان نقرن انفسنا بهم .. حاشى لله أن نكون من الظالمين .. وهذا دليل دامغ على أن الله جل وعلا رفض اقراننا باليهود .. لأننا من أمة حبيبه المصطفى .. فلم يرد ذكرا لصلة تجمعنا بابراهيم عليه السلام من ابنه اسماعيل كي لا نقرن بفعالهم وخصالهم فيصيبنا ما صابهم من غذاب وطرد من رحمته تعالى
لي عودة مجددا ومرجعي هذه المرة سورة مريم ..
~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~
الفكر الحر لا حدود له - فلا تتكلم إلا بما تفكر به .. فإنك حرٌ وحرٌ وحرُ