طال احتلال المغرب لاقليم الصحراء الغربية الصحراء كما الصحراويين،فنظام الرباط التوسعي لم يكتفي بنهب خيرات الصحراء الغربية من فوسفاط ومعادن وثروة سمكية وغيرها. بل طالت اياديه الغادرة اجساد الصحراويين الابرياء، هذا الاعتداء الذي تسبب في معاناة مادية كما المعاناة المعنوية لايزال يعاني منها ساكنة اقليم الصحراء الغربية الى يومنا هذا. ولعل ابرز صور هذه المعاناة او تلك مشكلة زرع الالغام بالمنطقةالتي تعود الى العام 1975 الذي احتل فيه المغرب الصحراء الغربية . فمنذ ذلك الحين والى حدود العام 1991 تاريخ التوقيع على وقف اطلاق النار بين جبهة البوليساريو الممثل الشرعي والوحيد للصحراويين والمغرب بواسطة امميية والمغرب يرتكب ابشع وأقدم الجرائم بوسائل وتقنيات حديثة، اسفرت عن سقوط الاف الضحايا من المواطنين العزل الابرياء لا لجرم ارتكبوه سوى لانهم صحراوييون.
ولعل السنوات الاخيرة كانت كارثية بامتاز على سكان اقليم الصحراء الغربية، ففي ظل عدم توفر احصائيات رسمية وعدم توفر خرائط لحقول الالغام وغياب واضح لمؤسسات تعزيز الوقاية من اخطار الالغام بالمنطقة،حصدت الالغام الارضية العدو الجبان للانسانية المضادة للافراد منها او للدبابات ارواح العيد من الابرياء الصحراوين دون ميز بين الصغير والكبير ففي الاشهر الاخيرة لقى ثلاثة اشخاص مصرعهم في منطقة قرب بئر انزران الصحراوية في حوادث متفرقة. كما تعرض صبيان لانفجار لغم اخر بمحيط مدينة السمارة المحتلة. هذا في الوقت الذي نجهل فيه كصحراويين سكوت المنتظم الدولي وعدم اهتمامه بنزع الالغام من الصحراء الغربية . فقد اشار تقرير مرصد الالغام الارضية السابع للعام 2006 : نحو عالم خال من الالغام الى انه تم تدمير 700 الف لغم خلال فترة التقرير ليصبح بذلك مجموع مادمرته الدول الاطراف في الاتفاقية الدولية لحظر استعمال الالغام وتدميرها منذ دخولها حيز التنفيذ اكثر من 39.5 مليون لغم مضاد للافراد. ولعل ذلك مايطرح الف سؤال وسؤال عن حصة الصحراء الغربية من هذا الرقم الهام؟ ثم لماذا لا نسمع عن مبادرات من الامم المتحدة او المنظات العالمية الاخرى اوحتى العربية كعمليات الجيش السوري ودولة الامارات العربية المتحدة ومصر والسعودية وسلطنة عمان في لبنان. خاصة وان حقول زرع الموت التي تفنن فيه النظام المغربي الذي يعتمد في اقتصاده على الفلاحة بالدرجة الاولى هي محظورة وفقا لاتفاق لاهاي لعام 1907 الخاص بقوانين واعراف الحرب، واتفاق اوتاوا لعام 1997 الخاص بحظر استعمال الالغام المضادة للافراد وتدميرها، والاتفاق المتعلق بحظر استعمال اسلحة تقليدية لعام 1980التي تشكل الاساس القانوني لمنع استعمالها
وفي انتظار مبادرات عالمية او بالاحرى من الاشقاء العرب الذين لم يتمكنوا حتى الان من كسر جدار الصمت والالتفات ولو لمرة واحدة لهذا الجانب الانساني. ينتظر اطفال وشيوخ ونساء متى ياتي دورهم في الحتف او الاعاقة المستدامة