له ولا جدران .....
من فقرٍ يقتل الحب والحنان ....
من حذاءٍ مزقه الزمن وأكلته الأيام ....
من ثيابٍ رثة بالية لها جيوب من الدراهم خالية ....
من بطن ٍ جائع ٍ يشتهي الطعام ....
من نظرة حزن ٍ نحو محل الحلوى
لنظرة حرمان ٍ نحو محل الدمى ....
من فقر الدم الذي جرى في العروق ...
لفقر الحال وضعف الجسد ....
من هذا العالم ومن مجموع هذه الأمور نشأ ذلك الفقير المسكين الذي رأى نفسه يتخبط بين يدي الزمن لا يدري ما مصيره وما تخبأ له الأيام
أراه يتجول في الطرقات نحيل الجسد، مصّفر الوجه ، متسخ الثياب ، يسأل هذا وذاك طالبا ً العون والمساعدة يسأل وحرقة الألم وغصة الحنين تعصر السؤال سؤالٌ كاستغاثة ٍمليئة ٍ بالأسى ولكن هل هناك من مغيث؟؟!
آه ٍ آه ٍ من الفقر
آه ٍ آه ٍ من الزمن الذي جعل طفلا ً يولد وفي فمه ملعقة من ذهب وطفل يولد و لا يجد حتى اللبن!!...
وعندما يتعب من التجوال في الطرقات يجلس على حافة الرصيف واضعا ً تحته معطفاً ممزقاً لا يقي برداً ولا يمنع غباراً كأنه صنع من قبل الميلاد يمد يده الصغيرة وما إن يقعَ فيها قطعة النقود حتى تعلوه الفرحة وكأن الدنيا كتبت له ولكن ماذا تفعل قطعة النقود
أتقي برداً؟؟
أم تجلب طعاماً؟؟
أم تعطي حناناً؟؟
أم تشتري حلوى؟؟
أم تشتري دمية؟؟
أم لا تقدم سوى شعورٌ بالفرحة لا يدوم إلا ثوان فيستفيق على طرد البائع له قائلاً : اذهب وأحضر مالاً وإلا!!!!.....
ما هو سبب فقره ؟ ما هو سبب معاناته؟ سامحوني إن قلت أننا نحن السبب فالله عز وجل جعل الزكاة ركن من أركان الإسلام فهي سببٌ من أسباب القضاء على الفقر في المجتمع فلو أن كل إنسان ٍ تبرع بزكاة أمواله ولم يبخل لما بقي على وجه الأرض من فقير ....
أشعر بالذنب تجاهك أيها الفقير
أشعر أنني كنت خنجراً من الخناجر التي اجتاحت صدرك وحياتك وقضت على مستقبلك ....
وبلاد العرب جميعاً كما نعلم
بلاد العطاء.... بلاد الخيرات .....
فعلينا أن نستغل خيرات بلادنا لنساعد الفقراء والمحتاجين فياليتنا نؤسس جمعيةًً ٍ تعاونيةٍ أو بنكاً اسلامياً يقدم لهم البيت الأول الذي حرموا منه والبيت الثاني الذي هو المدرسة ....
وأنتظر ردودكم الحلوة