موضوع: خٌطفت العروس وحان وقت استخلاص الدروس الجمعة 05 فبراير 2010, 10:06
انتهى العرس الإفريقي، وزٌفت العروس مجددا إلى الفراعنة للمرة الثالثة على التوالي وكأنها اختارت العيش على أرض الكنانة والتمتع بضفاف “النيل” دون غيره من بقاع القارة السمراء بما في ذلك بلد المليون ونصف المليون شهيد. فقد عاد “خطابنا” من أنغولا بلباسهم الأنيق خائبين بعد أن رفضهم أهل العروس، لكنهم اٌستقبلوا في ديارهم معززين مكرمين في “ديكور” امتزجت فيه زغاريد النسوة بحضور الرسميين والجماهير وكأنهم أحضروا معهم الكأس. حيث عوضهم استقبال الوزير الأول أويحيى عن مصافحة عيسى حياتو وبلاتير لو صعدوا إلى النهائي، وعوضهم فقدان السيدة الكأس بسيدات الجزائر اللواتي أتين لتحيتهم نكاية في من تسببوا في الداء، أما حٌبهم للعروس الإفريقية فقد أنستهم فيه بسرعة “القلوب الحمراء” التي قابلتهم بها الجماهير الجزائرية وجعلتهم يٌغرمون أكثر بوطنهم. لكن الآن يتعين على ولي الأمر روراوة إعداد عرسانه أكثر لما هو قادم بداية من العرس العالمي، فلم يعد مهما الآن أن نقول “المهم أننا سنشارك في المونديال ويشاهدنا العالم” بل يجب العمل على أن يكون الظهور بشكل مشرف في هذا المحفل العالمي لأن كل الأنظار ستكون موجهة إلى ممثل العرب الوحيد وأي خيبة ستجعلنا “شفاية للعديان” الذين يتربصون ب “الخضر” وينتظرون أي عثرة للتشكيك مجددا في تأهلهم إلى المونديال. ما يفرض عليهم تصحيح الأوضاع لتفادي المزيد من الصداع، لأن هناك لن يكون مجال للتحجج بالحرارة والحكام طالما أن شهر جوان يصادف فصل الخريف في إفريقيا الجنوبية وأصحاب الصافرة يكونون مراقبين جيدا من أهل الاختصاص، وفي المونديال أيضا ليس هناك فضاء رحب للصدفة وتفضيل اللون الأبيض على الأخضر أو الاتكال على المعطيات التاريخية مثلما قلنا أن مصر لن تفوز علينا أبدا في الملاعب المحايدة ؟؟. في بلد “مونديلا” لا يريد أي جزائري أن يسمع عن أحداث مشابهة لحادثة لموشية لأن صداها سيرن في مختلف أرجاء العالم هذه المرة، مثلما لا يمكن هضم تصرف مماثل لسلوك شاوشي أو بلحاج بعد أن مسحها الجميع في كوفي كوجيا في المرة السابقة. هذا طبعا دون الحديث عن ضرورة غربلة التشكيلة ونزع الأشواك أو الحشائش الضارة من حديقة سعدان مع تعويضها ببراعم يافعة حتى تعطي أكلها على مر الأزمان، مع المحافظة على الإيجابيات والعمل على تحسينها بما يتماشى والرهانات القادمة لأن سلوفينيا ليست مالاوي وأمريكا ليست مالي دون إمكانية مقارنة انجلترا حتى مع أقوى فريق في إفريقيا. بالمختصر المفيد فقد حان الآن وقت الاستفادة من كل هذه الدروس لكسب مودة العروس في الغابون بعد أن أدارت لنا ظهرها في أنغولا، لان التجربة المونديالية سيكبر فيها الخضر أكثر من دون شك، سواء فنيا، بدنيا، تنظيميا وحتى سلوكيا، وهو ما سيجعل العريس يظهر بالشكل الذي لا يمكن أن ترفضه العروس في المرة القادمة حتى ولو يتعنت أهلها مجددا، لأن حلم ارتداء التاج الإفريقي أصبح يراود الجميع الآن بعد أن أوشكوا على تذوق حلاوته، واللاعبون بعد اكتشافهم لأرض المعركة جيدا يكونون قد لاحظوا أن بإمكانهم كسب الحرب في المرة القادمة لو يعرف رفقاء زياني كيف يستلهمون من التجربة السابقة .