الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى اله وأصحابه أجمعين ومن جاء بعدهم بإحسان إلى يوم الدين .إما بعد
إن المسجد في الإسلام يعد دعامة قوية من أهم الدعائم التي يقوم عليها المجتمع الإسلامي , منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا , وسيضل دائما وأبدا أساسا قويا في بناء المجتمع الاسلامى .
ومن هذا المنطلق أسست مساجد كثيرة ومن بينها مسجد الزيتونة بتونس , فقد ذاع صيته قديما وحديثا وذلك لسمو أهدافه وشهرته كجامعة علمية تدرس فيه علوم اللغة و الفقه والتاريخ وغيرها من العلوم النافعة
تطور بناء جامع الزيتونة
سبب تسميته بجامع الزيتونة
إن جامع الزيتونة بتونس أسس على التقوى وهو غني عن التعريف لذيوع صيته في القديم وفي وقتنا الحاضر وفي جميع أرجاء العالم وذلك لسمو أهدافه ولأنه الحصن القوي للغة والدين اللذين هما من مقومات الأمة الإسلامية حيث كان محل عناية الدول الإسلامية التي حكمت تونس قديما .
انشىء الجامع في مكان من تونس كان به برج لبعض الرهبان النصارى وكان بجانب البرج شجرة زيتونة ومن هنا جاء اسم جامع الزيتونة
بناء جامع الزيتونة
ذكر انه في أواخر القرن الأول الهجري بني حسان بن لنعمان جامع الزيتونة ثم في سنة 114هجري أو 116هج ضاق المسجد بالمصلين فوسعه الاميرعبيد الله ابن الحبحاب
ويذكر التويري ان ابا إبراهيم احمد بن محمد بن الأغلب أمر ببناء المسجد الجامع بتونس المعروف بالزيتونة وذلك في سنة 248هجري وانه شرع في البناء فيه ولكن توفي الأمير احمد بن الأغلب بعد ذلك بسنة واحدة قبل ان يتم ما شرع فيه من البناء فأتمه أخوه زيادة الله الثاني الذي تولى الإمارة بعده, إلا إن زيادة الله الثاني لم يطل العهد به فقد مات بعد عام واحد وسبعة أيام من توليه الإمارة وذلك في ذي القعدة سنة 250هجري .
وجامع الزيتونة مبني من الحجارة الضخمة التي تمتاز بها البنيات البيزنطية , وبتوالي العصور توالت الإصلاحات والترميمات على جامع الزيتونة .
ففي أيام الدولة الخراسانية وفي النصف الثاني من القرن الثاني الهجري أعيد بناء السور الخارجي للمسجد وقد وجد تاريخ ذلك في رخمات مازالت موجودة إلى اليوم .
كما انشىء باب ضخم في الناحية الغربية من المسجد يطل على سوق القماش الحالي , ولما جاءت الدولة الحفصية لم تجر في المسجد سوى ترميمات قليلة مثل إنشاء وزيادة عدد المكتبات .
وفي ا واخر الدولة نفسها احتل الأسبان تونس ودخلوا جامع الزيتونة بالخيول فنهبوه واحرقوا كتبه , ولكن في القرن الحادي عشر الهجري أدخلت ترميمات واسعة على الجامع وذلك على يد الإمام تاج العارفين البكري وقد نقش ذلك علو واجهة المحراب , ولقد حضي جامع الزيتونة بالعناية الفائقة بعد الاستقلال كثيرا فاهتمت به بلدية تونس منذ الاستقلال فقامت على إصلاحه وترميمه
وقد تعهدت رئاسة الحكومة بعد ذلك بهذه العملية في الترميم على مدى واسع وشامل لذلك فقد أبرزت معالمه التاريخية والفنية.
الآثار الموجودة بجامع الزيتونة
مساحة جامع الزيتونة
مساحة جامع الزيتونة مربعة الشكل على غير انتظام يغطي مساحة من الارض طولها 76مترا وعرضها 21مترا
إما جدار المحراب فيبلغ طوله 21مترا
أما الجدار الشرقي 65مترا والجدار الغربي 76مترا والجدار الشمالي 57مترا.
وبيت الصلاة يشتمل على سبعة اساكيب متوازية لجدار القبلة طول كل منهما 54.5 متر تتخللها 15بلاطة طول الواحدة منها 25مترا تقريبا ومتوسط عرض كل من الاكاسيب والبلاطات فيما بين الأعمدة تلاتة أمتار عدد اسكيب المحراب فعرضه 4.30مترا
وبلاط المحراب عرضه 4.80مترا وعقود المسجد تتجه اتجاهين في آن واحد بحيث يكون عموديا على جدار القبلة وموازيا لهذا الجدار والعقود لا ترتكز على جدران الجامع بل تظهر مستقلة عن هذه الجدر . الى ان هذه العقود تشبه حدوة الفرس
وأعمدة بيت الصلاة في جامع الزيتونة وتيجانها متنوعة الشكل فقد جلبت من آثار رومانية و بيزنطية أعيد استعمالها في الجامع.
كما توجد في الجامع المذكور تيجان إسلامية ترجع إلى القرن الحادي عشر الميلادي تظهر في قبتين بالمسجد وملتصقة بالدعائم وتتفتح فيها وريقات الاكنش تكون على أكثر من صف واحد .