الرأي العام العالمي :
و هو الرأي الذي يتخطى الحدود الوطنية ليوحد بين الأفراد في الدول المختلفة في شبه اتفاق عام حول بعض القضايا الأساسية. و نظرا لأن الرأي العام العالمي لا يمتلك أدوات التعبير عن اتجاهاته مثل الأحزاب السياسية أو الصحافة ، فإنه يعبر عن نفسه على شكل رد فعل تلقائي عالمي ، دون اعتبار للارتباطات الوطنية.
و يتجه الرأي العام العالمي إلى إيجاد اتفاق عام بين الأفراد من مختلف الأمم حول بعض القضايا الدولية و التعاون الدولي و التقدم الاقتصادي و الاجتماعي و رفع مستوى المعيشة لكل الشعوب مهما كان مستوى تطورها أو موقعها الجغرافي .
و يترتب على دلك أن الرأي العام العالمي يمارس تأثيرا هاما ، و يعمل لصالح المشروعات التي تلاءم مصلحة كل شعب ، و في نفس الوقت تلاءم المصلحة العامة للإنسانية .
شروط تحقق الرأي العام العالمي :
توافر البيانات و المعلومات الأساسية عن السياسة الدولية لجميع الناس أو غالبيتهم و أن يكونوا مهتمين بالسياسة الدولية .
إمكانية التأكد من مضمون الرأي العام العالمي و التمييز بينه و بين أراء الأقلية التي يمكن لها أن تؤثر في اتجاهات الرأي و دفعه نحو وجهة معينة .
أن يعبر هذا الرأي عن شبه اتفاق حول القضايا الحيوية و أن تتخطى الأمم اختلافاتها عندما توجه المواقف الواضحة التي تثير ردود فعل واحدة و متماثلة عندهم جميعا .
أن يكون للرأي العام العالمي في السياسة الخارجية نفس قوة التأثير التي يمارسها الرأي العام الوطني في السياسة الداخلية .
إذا توفرت هذه الشروط فإنه يمكن أن يتحقق رأي عام عالمي يستطيع أن يساهم بدوره في تحقيق التقدم في مختلف المجالات التي تهم الإنسانية جمعاء.
الجماعات الضاغطة :
تضم الجماعات الضاغطة فئات من الشعب لها مصالح متقاربة تدافع عنها و تحل مشاكلها لجماعات و كأفراد . فالجماعات الضاغطة تضم مجموعة من الأفراد تجمعهم صفات متعددة و تربطهم مصالح معينة ، و لكنهم لا يهدفون إلى تحقيق ربح تجاري . و هذه الجمعيات قد تكون دينية أو اجتماعية كجمعيات حقوق الإنسان و حماية الطفولة و الأمومة ، و قد تكون سياسية . و تسعى هذه الجماعات إلى الضغط على السلطة التشريعية أو السلطة التنفيذية في سبيل تحقيق أغراضها .
و ترجع هذه التسمية إلى تأثير تلك الجماعات أو الضغط الذي تمارسه على الرأي العام و على السياسة العامة. و تمارس بعض هذه الجماعات ضغطها بصفة مستمرة بينما يمارس البعض الآخر بصورة متقطعة أو حسب ظروف معينة .
أنواع الجماعات الضاغطة: يمكن التمييز بين نوعين رئيسين :
أ- جماعات المصالح : و هي التي تضم جماعات تدافع عن مصالحهم رغم اختلاف سياستهم و مواقفهم الحزبية و تشمل جماعات الغرف التجارية و أصحاب الأعمال و اتحادات العمال و الزراعة و الدين و الجماعات التي تسيطر على وسائل التمويل أو التأمين أو البنوك .و يدخل ضمن هذه الجماعات الشركات الكبرى و النقابات المهنية الطبية و الهندسية و المحامين و المعلمين...
ب- جماعات الأفكار : و هم الذين يشكلون جماعة للدفاع عن أفكار أو مبادئ معنية مثل جماعة المحافظة على البيئة أو تحريم الخمور....
وظائف جماعات الضغط :
يختلف التأثير الذي تمارسه جماعات الضغط من بلد لآخر ، و مع ذلك يتمتع الأفراد الذين يضمهم تنظيم معين ببعض المزايا ، و تحقيق الأهداف و المصلح التي يسعى إليها هذا التنظيم فيلا مواجهة جماعات آخري يمكن أن تهدج هذه المصالح أو وجود هذه الجماعة .
و يعتمد وجود هذه الجماعات على طبيعة النظام السياسي و الدستوري في كل بلد ، كما يعتمد تأثير هذه الجماعات على مواردها المالية و عدد أعضاءها و صلتها بالسلطات الحكومية و تعتبر هذه الجماعات حلقة الوصل بين الحكومات و المواطنين فتقوم بمساعدة الحكومات في تحقيق وظائفها و في نفس الوقت تعبر عن مصالح المواطنين و تعمل على تحقيق رغباتهم و احتياجاتهم .
و تؤدي الجماعات الضاغطة وظائف متعددة حيث تقوم بالدفاع عن مصالح أعضاءها حتى و لو ترتب الأمر على ذلك محاولتها القضاء على جماعات أخرى على جماعات أخرى . و قد يتعدى نشاطها المجال الوطني للدفاع عن مصالح دولة أخرى . كما تقدم هذه الجماعات للحكومة أو الأحزاب السياسية استشارات في بعض المسائل الفنية.
أساليب عمل الجماعات الضاغطة :
تتبع الجماعات الضاغطة أربعة أساليب في تحقيق أهدافها
1- التنظيم: يقتضي دلك قيام الجماعة بإنشاء مكاتب متعددة تضم الأعضاء و تعمل على تحقيق الترابط و التفاهم بينهم لكسب ولائهم و تأييدهم.
2- المناقشة : تحاول الجماعات الضاغطة التأثير على الأفكار الجماهير عن طريق المناقشة لتبرير أعمالها و شرح أهدافها . وقد تستعين في ذلك بإصدار الكتب و النشرات و التقرير التي تدعم وجهة نظرها .
3- الاستمالة : تقترن عملية المناقشة عادة بعملية الاستمالة و الإقناع . ومن الصعب وضع معيار للتفرقة بين الوسيلتين ن و تتمثل الاستمالة في عوامل المؤثرات العاطفية مثل الخوف و الكراهية و الحب و الأمل و غيرها من العوامل العاطفية و المؤثرات التي تترجم إلى أصوات انتخابية أو أي عمل أخر يتفق و أهداف الجماعة .
4- النشر و الترويج : و يتحقق ذلك عن طريق استخدام وسائل الإعلام المختلفة .
الانتقادات الموجهة لجماعات الضغط :
على الرغم من الخدمات التي تقوم بها جماعات الضغط لأعضائها و مساعدة الحكومات في تحيق وظائفها إلا انه يمكن توجيه الانتقادات التالية إليها :
1- لا تقوم الجماعات الضاغطة على أساس ديمقراطي حيث سيطير قائد الجماعي على أعمالها و قراراتها .
2- تستخدم الجماعات الضاغطة وسائل غير مقبولة لتحقيق أغراضها مثل الخديعة أو الكذب أو الرشوة وقد تلجأ إلى وسائل الكراهية و التشكيك أو وسائل الضعف .
3- تعتبر مصالحها الخاصة هي مصالح وطنية و تحاول تقسيم طوائف الأمة إلى فئات متصارعة ، كما أن وسائل الضغط التي تمارسها على كبار موظفي الدولة تجعلهم غير قادرين على القيام بأعمالهم بأمانة و كفاءة .
و للتخفيف من الانتقادات الموجهة إليها فقد اقترح البعض عدة توصيات لإيجاد توازن بين نشاط الجماعات الضاغطة و بين الصالح العام من ذلك :
- العمل على إصدار التشريعات و القوانين التي تحرم استخدام الرشوة و التشهير و القذف .
- السماح لكافة الفئات بالتعبير عن مطالبها و وجهة نظرها مما يضعف من تأثير هذه الجماعات و عدم تأثر الحكومات بالضغوط التي تمارسها عليها .
- توعية الرأي العام بمصالحة و محاولة تعرف على أرائه و رغباته كإجراء مضاد لدفاع جماعات الضاغطة عن مصالحها الخاصة .
- مساهم الجماعات الضاغطة في النشاط الحكومي عن طريق تمثيل المهن و الجماعات و المجالس النيابية بدلا من تمثيل الشعب على أساس جغرافي فقط .