ثمة بعض الأخطاء التي يقع فيها بعض المسلمين في قضاء أيام العيد:
1- أن بعض ضعاف الإيمان يفرحون بقدوم العيد، وانتهاء شهر رمضان، والفراغ من عبادة الصيام والقيام وباقي الطاعات، وكأنها حمل ثقيل على ظهورهم. ومن كان من هؤلاء فأمره على خطر عظيم، فإن العيد إنما يفرح به المؤمنون؛ لأن الله تعالى وفقهم لإكمال عدة شهر رمضان، وإتمام صيامه وقيامه، فيشكرون الله على هذه النعمة؛ وهل من نعمة تعدل نعمة التوفيق للعبادة والطاعة. وثمة فرق واسع وبون شاسع بين الفرحة لإتمام العبادة والتوفيق إليها، وبين الفرحة للانتهاء منها والخروج عنها، فشتان ما هما .
2- تهاون بعض الناس في أداء صلاة العيد، بسبب السهر طوال ليلة العيد، فيحرم نفسه الأجر والثواب المترتب على شهود صلاة العيد، وحضور جماعة المسلمين ودعائهم، ومشاركتهم أفراحهم وأعيادهم .
3- ترك سنة التكبير في ليلة العيد ويومه قبل الصلاة، وهذا مما يتهاون به بعض الناس، ويغفلون عنه، مع أن الأمر به في القرآن صريح وواضح، قال تعالى في ختام آية الصيام: { ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون } (البقرة:185) .
4- تفريط بعض الآباء والأولياء في اصطحاب أهله وأولاده إلى صلاة العيد، مع ترغيب النبي صلى الله عليه وسلم الرجال والنساء في حضور هذه الصلاة، حتى الحُيَّض وذوات الخدور - والخدور البيوت، والمقصود هنا المرأة الشابة - ليشهدن الخير ودعوة المسلمين، فعلى الأولياء الحرص على هذه السُنَّة، والعمل بها ففي ذلك الخير .
5- التكبير الجماعي بصوت واحد، أو ترديد التكبير خلف شخص، وإحداث صيغ للتكبير غير مشروعة، والأولى في كل ذلك الالتزام بما صحت به السُنَّة .
6- اعتقاد البعض مشروعية إحياء ليلة العيد بالقيام، ويتناقلون في ذلك حديثًا لا يصح، وهو أن " من أحيا ليلة العيد لم يمت قلبه يوم تموت القلوب "، والصحيح أنه لا يشرع تخصيص ليلة العيد بالقيام من بين سائر الليالي، لكن من كان من عادته القيام في سائر الليالي فلا حرج عليه أن يقوم ليلة العيد كغيرها من الليالي، غير معتقد لمشروعية قيامها بعينها .
7- تخصيص يوم العيد لزيارة القبور، والسلام على الأموات؛ إذ ليس ذلك سُنَّة متعينة، بل المشروع زيارتها مطلقًا، من غير تقييد بيوم معين، أو زمن معين .
8- اختلاط الرجال بالنساء في بعض مصليات العيد والشوارع المؤدية إليها، مما قد يجر إلى مفاسد ومآثم لا يليق بالمسلم الوقوع فيها؛ والذي ينبغي في صلاة العيد أن تخصص أبواب ومسارات خاصة للنساء، وأن يتأخر خروج الرجال حتى ينصرف النساء .
9- التوسع في فعل المباحات من ملبس ومأكل ومشرب، حتى يتجاوز الأمر حدَّ الإسراف المنهي عنه شرعًا؛ والله جل وعلا يقول: { وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين } (الأعراف:31) .
10- ومن الأخطاء خروج بعض النساء إلى الصلاة متجملات متعطرات، مظهرات لبعض الزينة، وفي ذلك من الإثم والفتنة والخطر العظيم ما لا يخفى؛ فالنساء وإن كن أمرن بالخروج إلى المصلى، إلا أنهن أيضًا أمرن أن يخرجن تفلات، أي: غير متطيبات، ويلحق بالطيب سائر ما يدعو إلى الفتنة، كالزينة الظاهرة، والتكسر في المشي وغير ذلك .
11- ومن الأخطاء وقوع كثير من الناس في أيام الأعياد في بعض المخالفات الشرعية؛ كسماع الغناء، ومشاهدة المناظر المحرمة، وتبرج بعض النساء، وغير ذلك من المخالفات الشرعية، بحجة أن هذا اليوم يوم فرح وسرور، والواجب أن يفرح المسلم في هذه الأيام بما أحل الله من المباحات والطيبات، وأن يشكر الله على إتمامه نعمة الصيام، بطاعته والتزام أمره ونهيه، وقد قال الله تعالى: { قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون } (يونس:58) ولا يكون الفرح بارتكاب المعاصي، وفعل المنكرات، فكل هذا مما يتنافى مع مقصد الشرع الحكيم .